انجلى الغيم الذي كان يحجب القمر باهتًا، وتسلل الضوء من ثقب في النافذة القديمة، يضيء الغرفة ببطء، بدأت تتضح معالم شكل أسود في ذلك الضوء الخافت قفز كتفاه دون وعي.
“……!”
في اللحظة التي رأى فيها ذلك، سارع لي هيون إلى تغطية فمه بيد واحدة بإحكام لأنه شعر أنه سيصرخ لولا ذلك كان يكاد يهنئ نفسه لعدم تفوهه بصوت بعد رؤية ذلك.
كان منظره صدمة بشعة لا تحتمل، كـكتلة لحمية قذرة تشكلت من حشد من الأجساد البشرية التي سُحقت ووُزعت عشوائيًا ثم جُمِعت مرة أخرى في هيئة واحدة كانت هناك عدة أذرع وأرجل ملتوي وغريبة ملتصقه به ومن بين هذا الخليط المقزز من الأعضاء، تدلت رأس واحدة
قلَّب الوحش عينيه الحمراوين كـالدم مثل السحلية، ثم أخذ يفحص محيطه دون توقف وهو يثني رقبته بطريقة غريبة عندما خطى المخلوق خطوة واحدة، ملأ صوت صرير الأرضية الخشبية المكان بضيق خانق.
استطاع لي هيون بصعوبة أن يحرك جسده، قَابِضًا على شيء أخرجه من رف الكتب، والتصق بالجدار بإحكام أطراف أصابعه كانت باردة كـالثلج كاد أن يطلق أنفاسًا خشنة، لكنه قمعها بجهد.
ألقى هيون نظرة جانبية على الشيء الذي في يده.
‘هل هذا هو الكتاب الذي أمرني مانغ ريانغ أن أجده؟’
لا بد أنه هو لأنه يحتوي على تذكرة ملصقة عليه لا توجد على غيره من الكتب التذكرة هي قطعة من الورق تلصق على الغلاف لكتابة العنوان يبدو أن هذا الكتاب هو الوحيد الذي كُتب عليه عنوان والعنوان المكتوب لم يكن شيئًا آخر سوى—
طريقة القلب للمنابع الثلاثة
‘هذا هو كتاب فنون قتالية يحتوي على إرشادات شفوية لـطريقة القلب للمنابع الثلاثة .’
أخذ هيون نفسًا عميقًا كما لو كان يهدئ قلبه، ونظر إلى الوحش مرة أخرى.
على أي حال، كون ذلك الشيء لم ينقضّ عليه فورا هو دليل على أن قوة القناع لا تزال قائمة.
سرعان ما عرف السبب الذي جعل الوحش يدرك فجأة وجود المتسلل، على الرغم من أنه لم يكن ليشم رائحة هيون.
بدأ فم الوحش يتمزق تدريجيًا ليصنع ابتسامة تقشعر لها الأبدان، ثم زحف على الأرض مستخدمًا أذرعه وأرجله الملتوية بزاوية غريبة كانت حركته سريعة جدًا فقد وصل إلى أنف هيون في غمضة عين.
وفي اللحظة التي امتدت فيها يد الوحش نحو هيون.
خطف!
تراجع هيون بجزءه العلوي من جسده دون وعي وتفادى الهجوم شعر بالذهول للحظة.
‘كيف تفاديت ذلك للتو؟’
كما لو أن جسده استجاب من تلقاء نفسه—
‘هل هذه ردة فعل منقوشة على جسد دانغ سا هيون؟’
على الرغم من أن صاحب هذا الجسد، دانغ سا هيون، قد أصبح ضعيفًا بسبب الرقود في الفراش لفترة طويلة، إلا أنه كان يكرر التدريب يوميًا حتى قبل عامين ربما تكون غريزة البقاء في حالة الخطر قد أعادت إحياء تلك الحواس.
على الرغم من أنه تمكن من الإفلات من يد الوحش عدة مرات بهذه الطريقة، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً.
قبض!
لأنه سرعان ما وصل إلى نهاية الغرفة الضيقة.
لم يعد هناك مكان للتراجع تمددت أيادي الوحش العديدة بعنف وأمسكت جسد هيون وكأنها ستسحقه.
انقطع نفسه حاول التحرر ولكنه لم يستطع الحراك.
“آه!”
اخترقت الأظافر الحادة لحمه، فانطلقت منه صرخة قصيرة لا إرادية.
[أعـ. طِـ. نـي.]
تدفق صوت شنيع، كأنه خدش عميق، من حنجرة الوحش.
صريـر وتهشم.
“أُفّ…!”
ذهب الوحش يتحسس وجه هيون بعنف، وكأنه يحاول تأكيد شكل المتسلل كشطت الأظافر الحادة خده ومرت بسرعة.
‘تبًا لهذا!’
عَلِق القناع بأظافر الوحش وسقط بضجة خفيفة على الأرض بدأ الدم يتسرب ببطء من خده مع إحساس بالحرقان المؤلم.
في تلك اللحظة، توقف الوحش عن الحركة فجأة، وكأنه آلة معطلة وبدأت ابتسامة غريبة تنتشر ببطء على وجهه البشع.
‘ماذا، هناك؟’
كانت تلك الابتسامة أشبه بابتهاج غارق في الدموع، مما جعلها أكثر رعبًا وإثارة للدهشة.
في تلك اللحظة.
بدأ جسد الوحش ينتفخ ويتضخم، واهتز اللحم وتلوى بشكل متعرج ومُتقافز كأن كرات صغيرة محتجزة داخل جسده تحاول الخروج بالقوة.
[كياااااااااااااااااااااااه!]
وأخيرًا، بدأت وجوه صغيرة تمزق لحم الوحش وتبرز منه كانت تلك الوجوه أيضًا مملوءة بالابتهاج الغامر، وتحدثت جميعها في الوقت نفسه بهيستيريا كان المنظر يشبه تقرحات وجه الإنسان التي تُذكر في الأساطير القديمة.
عندما نظر إلى الوحش، كان لا يزال مُنكمشًا في الزاوية المقابلة، يرتجف خوفًا.
‘ماذا بحق…’
قبل أن تكتمل فكرته قفز جسده دون وعي بسبب قشعريرة لا يمكن تفسيرها.
كواااااااااااااانغ!
تحطم الجدار الذي كانت التمائم ملصقة عليه، وتطايرت شظايا صغيرة نحو هيون.
عندما أنزل ذراعه التي كان يرفعها غريزيًا، رأى كائنًا أكبر بكثير من الوحش المرتجف في الزاوية، يظهر من وراء الجدار المنهار.
نظر إليه ذلك الكائن للحظة، ثم بدأ يسير نحو المكان الذي يقف فيه هيون.
كدم.
كدم.
تحول نظر لي هيون لفترة وجيزة إلى التمائم الملقاة على الأرض عندها فقط، لمع سؤال في رأسه كان الأمر غريبًا عند التفكير فيه.
‘عادةً، التمائم تُلصق في الخارج على الأبواب أو الصناديق.’
ربما لم تكن التمائم الملصقة على هذا الجدار تحبس شيئًا في الداخل، بل…
‘ربما كانت تمنع كائنًا خارجيًا من الدخول.’
هل بسبب فعالية القناع؟ مرّ الوحش الكبير الذي ظهر حديثًا بجوار ة هيون دون أن يراه ثم حرك جسده الضخم كدم كدمرواقترب من الوحش الصغير.
[كيااااااااااااااااااااه!]
مثل فأر محاصر يعض قطًا، أطلق الوحش الصغير عواءً عنيفًا واندفع نحو الوحش الكبير باندفاعة حادة وغاضبة.
بوك! كوانغ!
لكن القتال كان من طرف واحد بالكامل؛ إذ كان الفارق في الحجم بينهما هائلاً.
تعرض الوحش الصغير، الذي كان يسكن هذه الغرفة في الأصل، للضرب المبرح والدوس العنيف من قبل الوحش الضخم الذي ظهر فجأة، وبدا وكأنه على وشك أن يُسحق تمامًا تحت وطأته.
كوانغ كوانغ! بوك!
تدفق العرق البارد على صدغي هيون.
إذا استمر الأمر هكذا، سيموت الوحش الصغير قريبًا دون أن يضطر هيون للتدخل.
‘إذًا، هل يجب أن أقف وأشاهد؟’
لكن كان هناك شيء مريب.
‘ما عليك سوى إرسال ذلك الكائن الذي في الداخل إلى العالم الآخر بواسطة ذلك الخنجر الأمر بسيط، أليس كذلك؟’
هل هذا يعني أنه يجب التعامل معه بالخنجر الذي أعطاه مانغ ريانغ؟
التعليقات لهذا الفصل " 24"