كان رجل يمشي في رواق القاعة الداخلية برفقة مسؤول من قاعة إنفاذ القانون.

 

 

 

“هاها أعتذر عن التسبب في هذا الإزعاج رئيس القاعة هوه محتجز حاليًا، لذا اضطررنا للبحث عن المستندات المطلوبة بأنفسنا.”

 

 

 

 

كان مكتب رئيس القاعة هوه قيد التحقيق بالطبع، ولم يكن مسموحًا لأي شخص بالدخول إليه. 

 

 

 

 

ومع ذلك، لم يكن من الممكن إيقاف عمل القاعة الداخلية تمامًا لذلك، سُمح فقط لعدد قليل جدًا من الأشخاص المصرّح لهم بالدخول إلى مكتب الرئيس تحت إشراف مسؤول من قاعة إنفاذ القانون.

 

 

 

خدش الرجل مؤخرة رأسه وهو يعتذر، فهز مسؤول إنفاذ القانون الذي كان يرافقه رأسه.

 

 

 

“لا بأس.”

 

 

 

بما أن مسؤول إنفاذ القانون لم يزد على هذه الإجابة المختصرة، أطلق الرجل ضحكة خجولة قائلًا: “هاها…”

 

 

 

 

 

عندما وصلا إلى وجهتهما، توقف مسؤول إنفاذ القانون وأدخل المفتاح في القفل المُعلق على الباب أمامهما سُمع صوت احتكاك معدني صاخب.

 

 

 

 

طقطقة.

 

 

 

فُتح باب مكتب رئيس القاعة هوه ألقى الرجل نظرة سريعة على المكتب 

 

 

 

“لا أعرف أين وضع رئيس القاعة الأوراق التي أحتاجها هل يمكنني البحث عنها للحظة؟”

 

 

 

أومأ مسؤول إنفاذ القانون برأسه.

 

 

 

 

“نعم لكن لن أمنحك وقتًا طويلًا.”

 

 

 

“مفهوم.”

 

 

 

 

كانت الغرفة نظيفة ومرتبة جدًا في الأساس بدأ الرجل في التفتيش في الأدراج وهو ينظر حوله.

 

 

 

“آه، يا للهول أين يمكن أن يكون قد وضعها؟ إنها أوراق حديثة، لذا لم يكن ليضعها في مكان عميق.”

 

 

 

توقف الرجل فجأة عن حركته الحائرة.

 

 

 

“آه، لقد وجدتها!”

 

 

 

ثم لوّح بورقة واحدة وكأنه يُريها لمسؤول إنفاذ القانون.

 

 

 

“تفضل، هل يمكنك التأكد مما إذا كان يمكنني أخذ هذه الوثيقة إلى الخارج؟”

 

 

 

“نعم تفضل أعطني إياها.”

 

 

 

وفي اللحظة التي سلّم فيها الرجل الورقة لمسؤول إنفاذ القانون.

 

 

 

قبض!

 

 

 

“؟!”

 

 

 

تغيرت تعابير وجه الرجل، الذي هو تشو هان جي، نائب رئيس القاعة الداخلية  فقد أمسك مسؤول إنفاذ القانون بمعصم نائب رئيس القاعة بقوة وكأنه سيكسره.

 

 

 

دوي!

 

 

 

قام مسؤول إنفاذ القانون بالسيطرة على نائب رئيس القاعة تشو هان جي وإسقاطه أرضًا، ثم قام بتكتيف يديه خلف ظهره وفتش جيبه صرخ نائب رئيس القاعة بصوت غاضب

 

 

 

“هـ- هذا، ما الذي تفعله بحق الجحيم؟!”

 

 

 

 

 

سحب مسؤول إنفاذ القانون من جيب نائب رئيس القاعة كُتيبًا رفيعًا بلا عنوان، مُغلّفًا بجلد حريري أصفر، ثم أطلق ضحكة ساخرة.

 

 

“هاها ما الذي أفعله؟”

 

 

 

مدّ مسؤول إنفاذ القانون يده نحو وجهه، ثم جذب سحبًا… الجلد – لا بل قناع جلد الإنسان  – ببطء وبينما كان الوجه الحقيقي بملامحه الجليدية يظهر شيئًا فشيئًا، شحب وجه نائب رئيس القاعة تمامًا.

 

 

 

“بل أنا الذي أريد أن أسألك، ما الذي تفعله أنت؟ يا تشو هان جي، نائب رئيس القاعة الداخلية.”

 

 

 

“أ ، أ ، أ ، أيها السيد الثاني…”

 

 

 

تمتم نائب رئيس القاعة بصوت كالذي فارقته الروح ، وفي تلك اللحظة…

 

 

 

 

انفتح الباب فجأة واندفع ضباط إنفاذ القانون وبينما كان المحاربون يُقيّدون نائب رئيس القاعة، قام السيد الثاني ، دانغ تاي يول، بتسليم الكُتيب ذي الغلاف الأصفر إلى مسؤول إنفاذ القانون.

 

 

 

“هذا الجرذ كان يُخفي هذا الكُتيب في جيبه.”

 

 

 

“نعم.”

 

 

 

فحص مسؤول إنفاذ القانون الكُتيب ثم أمر بصوت حازم

 

 

 

“انقلوا نائب رئيس القاعة إلى قاعة إنفاذ القانون!”

 

 

 

“أجل!”

 

 

صرخ نائب رئيس القاعة بوجه كمن ضربته صاعقة

 

 

 

“لـ لحظة، لحظة! ما هذا الوضع بحق السماء؟! لماذا تسحبونني؟!”

 

 

 

“ذلك لأنك، يا نائب رئيس القاعة، مشتبه به رئيسي في محاولة تسميم السيد الثالث.”

 

 

 

 

التفت نائب رئيس القاعة عندما سُمع فجأة صوت خفيض كان صاحب الصوت صبيًا يدخل الغرفة بهدوء، وهو السيد الثالث إي هيون.

 

 

 

“ماذا تقول بحق الجحيم؟!”

 

 

 

تلقى إي هيون الكُتيب الأصفر من مسؤول إنفاذ القانون، وتصفح صفحاته القليلة

 

 

 

 

“يا نائب رئيس القاعة، لماذا كنت تحاول تهريب هذا الكُتيب الأصفر؟ لا داعي للتنصل من الفعل، فقد كنا جميعًا نراقب من خلف الباب وشاهدنا ما حدث.”

 

 

 

“هذا، هذا، لقد أخرجته عن طريق الخطأ! لقد أخرجته بالخطأ مع الوثيقة التي كنت أبحث عنها!”

 

 

 

 

ابتسم إي هيون بلطف 

 

 

 

“حسنًا يا نائب رئيس القاعة دعنا نرتب الأمور من البداية لقد زعمت أنك أتيت إلى هنا للبحث عن وثيقة أخرى وقلت إنك أخرجت هذا الكُتيب الأصفر معها بالخطأ.”

 

 

 

أومأ نائب رئيس القاعة برأسه 

 

 

 

“صحيح لقد أخرجته بالخطأ معها الكُتيب الأصفر لم يكن هدفي في الأساس.”

 

 

 

أومأ إي هيون برأسه، متظاهرًا بقبول كلامه، ثم سأل

 

 

 

“حسنًا يا نائب رئيس القاعة، لدي سؤال واحد.”

 

 

 

سأل نائب رئيس القاعة بحذر

 

 

 

“ماذا تريد أن تسأل؟”

 

 

 

رفع إي هيون الكُتيب الأصفر 

 

 

 

“قلت إنك أخرجت هذا الكُتيب بالخطأ، أليس كذلك؟ إذًا لماذا أخفيت الكُتيب الذي أخرجته بالخطأ فقط في جيبك، بينما سلّمت الوثيقة التي كنت تبحث عنها إلى أخي الذي تنكّر في زي مسؤول إنفاذ القانون؟”

 

 

 

صمت نائب رئيس القاعة للحظة

 

 

 

“هذا، لقد كنت مرتبكًا للحظة وارتكبت خطأ! نعم، لقد ارتبكت.”

 

 

 

“لماذا كنت مرتبكًا؟”

 

 

 

“ذلك، لأنه كان مكتوبًا فيه محتوى لم أتوقعه.”

 

 

 

“هل تمكنت من التحقق من المحتوى الداخلي في ذلك الوقت القصير؟”

 

 

 

“إنه كُتيب رفيع لا يتجاوز بضع صفحات!”

 

 

 

نقر إي هيون على الكُتيب الأصفر بأصابعه وقال بنعومة

 

 

 

“في الواقع، يحتوي هذا الكُتيب على دليل مهم يمكن أن يثبت براءة رئيس القاعة هوه فلماذا ارتبكت وأخفيته عن مسؤول إنفاذ القانون؟”

 

 

 

 

“ذلك، حسنًا فعلت ذلك لأنني لا أستطيع أن أثق بقاعة إنفاذ القانون! ألا يمكن أن يكون شخص ما يحاول الإضرار برئيس القاعة هوه مختبئًا في قاعة إنفاذ القانون أيضًا؟! هذا إذا كان رئيس القاعة هوه بريئًا حقًا كما جاء في الكُتيب!”

 

 

 

ابتسم إي هيون واقترب خطوة.

 

 

 

“آها أنت تقول إنك لم تستطع الوثوق بقاعة إنفاذ القانون، لذلك أردت أن تسلمه مباشرة إلى رئيس العشيرة بنفسك، أليس كذلك؟”

 

 

 

“نعم! هذا هو بالضبط ما حدث.”

 

 

 

فتح إي هيون الكُتيب على مصراعيه تجمد وجه نائب رئيس القاعة عند رؤية محتوياته.

 

 

“هـ، هـ، هذا ما…!”

 

 

 

<مطاعم مشهورة في سيتشوان تسنغدو>

 

 

 

قبل ساعتين  غرفة استقبال سجن اليشم الأسود.

 

 

 

أثناء المقابلة مع رئيس القاعة هوه، كان إي هيون يربت على ياقة معطفه الطويل

 

 

 

‘انظر إلى هذا أنا لا أمتلك حتى رداءً لونه أخضر  لائقًا بعد.’

 

 

 

‘…؟’

 

 

 

في اللحظة التي ظهر فيها تعبير الحيرة في عيني رئيس القاعة هوه، فتح إي هيون ياقة معطفه قليلًا كانت قطعة قماش بحجم كف اليد مخيطة في الداخل وعلى قطعة القماش كانت هذه الكلمات مكتوبة

 

 

— الجاسوس يسمع وافق على كلامي.

 

 

 

ثم واصل إي هيون كلامه، بعد أن أدلى بكلام يوحي بأنه شخص عاطفي للغاية

 

 

 

‘أريد أن أمنح رئيس القاعة هوه فرصة لأصدقه إذا كانت هناك حقيقة لم تكشف عنها بعد، مهما كانت، أرجوك. ألا يمكنك إخباري بها؟’

 

 

 

أما الكلمات التي كانت مكتوبة بعد جملة الجاسوس يسمع، فكانت

 

 

 

— قل إن لديك دليلًا في مكتبك يثبت براءتك.

 

 

 

غرق رئيس القاعة هوه في صمت عميق للحظة، غير قادر على النطق بأي كلمة ألقت ظلال عميقة من العذاب على وجهه.

 

 

 

أراد أن يسأل: ما هذا بحق السماء؟ لكنه لم يستطع فعل ذلك لوجود الحارس (الجاسوس) خلفه صمت رئيس القاعة هوه للحظة، محاولًا تقييم ما إذا كان بإمكانه الوثوق بالسيد الثالث، وما هو تأثير هذا الفعل عليه.

 

 

 

بعد فترة وجيزة، وكأنه قد اتخذ قراره، فتح رئيس القاعة هوه عينيه المغمضتين ببطء ثم تنهد بعمق وبدأ الكلام

 

 

 

‘في مكتبي، يوجد دليل يمكن أن يثبت براءتي.’

 

 

 

صرخ نائب رئيس القاعة، ووجهه محمر من الغضب

 

 

 

“أ، أ، لقد خدعتني، أيها السيد الثالث آآآآه!”

 

 

 

ضحك دانغ تاي يول ضحكة فارغة بوجه مندهش.

 

 

 

 

“كيف تجرؤ على قول هذا بعد أن لفقت جريمة قتل السيد الثالث إلى رئيس القاعة هوه الذي يدعمني؟!”

 

 

 

 

“ليست جريمة قتل بما أنني ما زلت حيًا.”

 

 

 

“أنت، اللعنة عليك، اصمت.”

 

 

 

صفق إي هيون بيديه مرتين.

 

 

 

“حسنًا، حسنًاردعونا نستمع إلى البقية بهدوء في قاعة إنفاذ القانون اسحبوه.”

 

 

 

أجاب مسؤول إنفاذ القانون بعبارة غامضة ثم أومأ برأسه قليلًا

 

 

 

“نعم، أيها السيد الثالث.”

 

 

 

تراجعت القوة ببطء من جسد نائب رئيس القاعة صاح مسؤول إنفاذ القانون مرة أخرى بصوت عالٍ

 

 

 

“اسحبوا تشو هان جي إلى قاعة إنفاذ القانون!”

 

 

 

“أجل!”

 

 

 

صرخ نائب رئيس القاعة بوجه مصدوم

 

 

 

“لـ لحظة، أنا مظلوم، مظلوم! أيها السيد الثالث! أيها السيد الثاني! لست أنا! أنقذوني! هذا ليس فعلي حقًا…!”

 

 

 

نظر السيد الثاني، دانغ تاي يول، إلى نائب رئيس القاعة وهو يُسحب بعيدًا، وعقد حاجبيه.

 

 

 

“هاه، هل عانيت كل هذه الأيام ليل نهار بسبب أحمق كهذا؟ مزعج جدًا.”

 

 

 

“على الأقل من الجيد أن الأمور حُلت بشكل جيد يمكنك أن تنام مرتاح البال الليلة، يا أخي.”

 

 

 

عندما قال السيد الثالث ذلك بهدوء، نظر إليه دانغ تاي يول نظرة خاطفة، ثم سار بعيدًا 

 

 

 

“لماذا تتصرف بودّ فجأة؟ يا لك من نذل.”

 

 

 

رمش إي هيون وهو ينظر إلى ظهر دانغ تاي يول المبتعد.

 

 

“ها ،هذا المزاج الحاد…”

 

 

 

تمتم إي هيون بذلك بضحكة خفيفة، ثم فتح مرة أخرى كُتيب <مطاعم مشهورة في سيتشوان  تسنغدو>.

 

 

 

‘همم بالحديث عن ذلك، لن يكون سيئًا أن أزور المطعم الذي قال بانغ سوول ودانغ سا هيون إنه لذيذ في الرواية.’

 

 

 

في الواقع، كان فضوليًا بشأن المذاق حتى أثناء كتابته للرواية بما أنه انتهى به المطاف في عالم آخر كهذا، أليس من الجيد أن يتمتع ببعض المتعة؟

 

 

 

أغلق إي هيون الكُتيب وغادر مكتب رئيس القاعة هوه بخطوات متمهلة الآن، كل ما كان عليه فعله هو انتظار نتائج استجواب قاعة إنفاذ القانون.

 

 

 

وفي فجر اليوم التالي، وصل إلى مسامع إي هيون خبر وفاة نائب رئيس القسم والحارس هونغ.

 

 

                                                        • نهـاية الفصل •