وقفتُ في المساحة الخالية بجانب المدخل، أراقب ما يحدث، عندما سمعت صوتًا غريبًا:
“ما الذي أتى بكِ إلى هنا، يا مذيعة يون؟”
اقترب مني أحد أفراد الطاقم ممن كانوا يذهبون ويأتون داخل موقع التصوير بعد أن تعرف عليّ.
“مررتُ فقط لأُلقي نظرة، بما أن سِّنباي هو من يقدّم البرنامج اليوم وقد قال لي المخرج إنه لا بأس إن شاهدتُ قليلًا.”
“آه، هكذا إذن لقد قيل لنا إنكِ ستقدمين البرنامج اليوم بشكل خاص.”
“نعم، لكن عليّ أن أستعدّ لنشرة الأخبار، لذا سأغادر بعد قليل.”
على أي حال، كنتُ أنوي المغادرة مباشرة بعد انتهاء دور جيهان
أومأ عضو الطاقم برأسه وكأنه اقتنع، ثم بدا عليه بعض التردد والقلق.
“لكن، ضيف اليوم… نوعًا ما…”
ربما تذكّر من هو الضيف اليوم—جيهان—فتردّد في إكمال كلامه.
كان يظن على ما يبدو أنني لا أعلم بأمر الضيف، لأنه كان أمرًا سريًا داخليًا.
“لا بأس، أنا أعلم من هو الضيف.”
“أ… تعرفين؟”
اكتفيتُ بابتسامة خفيفة بدلًا من الرد، وهو بدا مذهولًا لأنني كنت أعلم بهوية الضيف.
كنتُ على وشك الحديث معه عندما سُمِع صوت سِّنباي يونغ جون من المقدمة وهو يُعلن عن الضيف الخاص:
[ضيفنا لهذا اليوم هو الرئيس التنفيذي لمجموعة هوجين، السيد سو جيهان”!]
دخل جيهان بخطوات واثقة وجلس في المقعد الذي كُتب عليه اسمه، ثم انحنى نحو الكاميرا أمامه.
[مرحبًا، أنا سو جيهان يشرفني أن أطلّ على حضراتكم من خلال هذا البرنامج السياسي.]
ثم نظر بعيدًا ليلتقي نظره بي، فانصدمت عيناه أولًا وكأنّه لم يتوقّع وجودي داخل الاستوديو.
لكنه ما لبث أن تدارك نفسه وأخفى ملامح الدهشة، وكأنه تذكّر أن هذا بث مباشر.
(يبدو أنّه تفاجأ كثيرًا بوجودي.)
جيهان كان يُرسل لي اتصالات مستمرة بعد اعتقال سورين.
لا أعرف ما الذي كان يريد قوله، لكنه لم يكن يبدو شيئًا جيّدًا، لذا تجاهلت اتصالاته.
لكني أنا التي جئتُ الآن إلى المكان الذي هو فيه، لذا لا عجب أن يصدمه وجودي.
رغم انشغاله بالحوار مع الضيوف، لم يتوقف عن النظر إليّ بنظرات خاطفة من حين لآخر.
[سيدي الرئيس، سمعنا أن مجموعة هوجين تقوم حاليًا بإعادة هيكلة أعمالها هل يمكننا سؤالك عن تفاصيل عملية الاندماج مع شركة إنتيك؟]
بدأ جيهان في الحديث عن خبر اندماج الشركتين ردًا على سؤال السِّنباي.
وما إن ظهرت صورته على الكاميرا، حتى بدأ الهمس يسري في المكان.
نظرتُ إلى مصدر الأصوات فوجدتُ مجموعة من أفراد الطاقم يتحدثون فيما بينهم.
“هل من المناسب أن يظهر السيد سو ضيفًا هكذا؟”
“بالضبط تلك العائلة في فوضى الآن المرأة التي كانت ستصبح زوجته، تلك المذيعة، اُتهمت بالتخطيط لجريمة قتل مأجور.”
كان الناس يستاؤون من رؤية جيهان يتحدث بكل ثقة على التلفاز، رغم أن سورين ، التي كانت مرتبطة به عرفيًّا، قد اعتُقلت.
“أصلاً كان يرفض الظهور، لكنه وافق مؤخرًا بشكل مفاجئ بعد أن اعتُقلت تشاي سورين، كانت هناك نقاشات كثيرة حول ما إذا كان سيظهر أم لا، لكن يبدو أن شركة هوجين ضغطت على المحطة فهم من كبار المساهمين، ولا يبدو أن المسؤولين استطاعوا الوقوف في وجههم.”
“صحيح سمعت أنهم استعجلوا في التنسيق مع البرنامج.”
من الواضح أن جيهان فعل كل هذا ليحصل على الاعتراف بفضل إنجاح صفقة الاندماج مع “إنتيك”.
“أتوقع أن تنفجر صفحة التعليقات اليوم… هل سيكون الأمر على ما يرام؟”
نظرات القلق من الطاقم كانت تتّجه نحو جيهان ، الذي استمر في شرحه الحماسي.
[تسعى مجموعة هوجين من خلال اندماجها مع إنتيك إلى التوسّع في مجال معدات البناء والانطلاق نحو شركة عالمية.]
لكن جيهان كان يتحدث بحماس عن الإدارة الأخلاقية لمجموعة هوجين ، وكأنه لا يشعر بنظرات الناس من حوله.
(إدارة أخلاقية؟)
أطلقتُ سخرية خفيفة من فمي من غير قصد.
لو كان يعلم بما ستُعلنه المقالة بعد قليل، لما فكّر أصلًا في الظهور اليوم في هذا البرنامج.
(كم هو أحمق.)
عندما اعتُقلت سورين ، قطع جيهان علاقته بها بشكل حاسم.
أعلن سريعًا أن ما حدث لا يمت له بصلة، وأن سورين تصرّفت بشكل فردي.
بفضل تلك الخطوة، تجنّبت مجموعة هوجين الوقوع في جدالات الرأي العام، لكن ذلك لم يعفِ جيهان من الانتقادات.
فكل ذلك كان نتيجة أفعاله السابقة.
بينما كنتُ أراقب ساعتي وأتساءل إن كان وقت نشر المقالة قد حان، بدأ الهمس يعلو داخل الاستوديو رغم أن البرنامج لا يزال على الهواء مباشرة.
“ما هذا؟”
“هل رأيتِ الخبر الآن؟”
الهمسات تصاعدت بينما الجميع يُحدّق في شاشات هواتفهم المحمولة.
“يا إلهي، نُشر خبر عن سرقة تكنولوجيا من شركة إنتيك!”
فتحو طاقم العمل أفواههم من الصدمة ولم يستطيعوا إغلاقها.
– [تقنية إنتيك الفريدة، تَبيّن أن كبير الباحثين الحاليين قد سرق التكنولوجيا الأساسية التابعة لشركة تيسل الأمريكية.]
لم يمضِ حتى دقيقة على حديث جيهان عن الإدارة الأخلاقية ، لتنفجر بعدها فضيحة سرقة التكنولوجيا.
وجوه الحاضرين في الاستوديو تلوّنت بالدهشة وهم يحدّقون تارة بـجيهان وتارة أخرى بالمقال المنشور.
[وعليه، فإننا في مجموعة هوجين، نسعى من خلال هذا الاندماج مع إنتيك إلى تطبيق الإدارة الأخلاقية…]
اقترب المخرج، الذي احمرّ وجهه من الغضب، حتى كاد يصل إلى الكاميرا، وهو يومئ لـجيهان بيده أن يتوقف فورًا.
توقف جيهان عن الحديث، وبدا أنه استشعر التغير الجذري في الأجواء المحيطة.
تجمّدت ملامحه، وكأن حدسه أنبأه بحدوث كارثة.
عينيه أخذتا تتنقلان بسرعة، وكأنهما تبحثان عن شيء، حتى توقفتا عندي.
(مسكين… يبدو أنه كان يحاول التمسك بأي قشة.)
جيهان لطالما كره الظهور على التلفاز.
لذا فإن مجرد ظهوره في بث مباشر كهذا يُظهر مدى اليأس الذي كان يعيشه.
ربما فعل ذلك من أجل استعادة صورته أمام الناس، لكنه لم يكن يعلم أن الأمر سينقلب عليه بهذه الطريقة.
ابتسمت له بسخرية، وقد أصبح أضحوكة أمام الشعب بأكمله في لحظة.
[شكرًا لك، سيدي الرئيس، على حديثك بعد مشاهدة هذا الإعلان القصير، ننتقل إلى الفقرة التالية.]
يونغ جون السِّنباي فهم إشارة المخرج على الفور، فأنهى فقرة الضيف بسرعة.
خرج جيهان من الاستوديو خلال الاستراحة القصيرة في التصوير.
وبينما كان ينظر الخبر العاجل حول شركة إنتيك متأخرًا، انقبض وجهه انقباضًا شديدًا.
في المقابل، كان المخرج يوجّه إليه أسئلة غاضبة عن كيفية حدوث هذا، لكن جيهان لم يردّ، بل نزع المايكروفون من سترته وألقاه على الأرض.
راقبت تصرّفه ذاك، ثم استدرتُ مبتعدةً بهدوء.
كنتُ أقترب من نهاية انتقامي، الانتقام الذي تمنّيتُه بشدة.
لم يكن خيانته لي كافية، بل سلبني كل شيء وتخلى عني بوحشية.
لقد متُّ بسببهما.
وذلك الموت لا يمكن لأي شيء في الحياة أن يعوّضه.
(لذا عليكَ أن تتذوّق شعور الخسارة الكامل أيضًا.)
جيهان، الذي لم يكن يظهر مشاعره أمام الآخرين، أظهر غضبه الصريح.
ولأنها كانت ردة فعل ليست على طبيعته، أصابتني قشعريرة حادّة ارتجف لها جسدي بالكامل.
(الآن حان دورك.)
ومع تفكيري في المستقبل القريب، أخذ قلبي ينبض بقوة متسارعة.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 97"