“وأنا أيضًا أريد أن أستحم ما رأيك أن نغتسل سويًا؟”
ثم رفع يده المُجبرة ببطء.
“أنا لا أستطيع أن أستحم من دونك، كما تعلمين.”
***
حين لمحت لافتة غرفة الزيارة عن بُعد، بدأتُ أخطو باتجاهها.
كان مركز الاحتجاز يعج بالناس، ربما بسبب عطلة نهاية الأسبوع.
قيل إنّ سورين تمّ القبض عليها في نفس اللحظة التي ذهبت فيها إلى مقر إقامة جيهان.
على ما يبدو، كانت تخشى انكشاف كذبتها بشأن الحمل، لذا كانت قد أعدّت حتى تذكرة طيران للهرب.
(‘لم تكن تتوقع أن تصدر مذكرة توقيف احترازية بسبب تلك التذكرة، أليس كذلك؟’)
لقد كانت، من الناحية العملية، قد سلّمت نفسها للمركز بقدميها.
أما جيهان ، فباستثناء بعض الاتصالات القليلة، فقد بدا أنه اختفى وكأنه يتحاشى الظهور.
ربما لأنه لا يريد التورط في أي شائعات بعد أن أنهى بنجاح عملية الاندماج مع شركة “إنتيك”.
ولكن يبدو أنه لا يدرك بعد أن فضيحة أعظم تنتظره.
حين دخلت غرفة الزيارة، رفعت سورين رأسها، وقد بدت مذهولة وهي جالسة هناك.
عبر الزجاج الفاصل، كانت عيناها محمرتين وكأنها على وشك البكاء في أي لحظة.
(‘يبدو أنها عانت كثيرًا نفسيًا.’)
بمجرد أن جلست على الكرسي، اقتربت سورين بسرعة من الحاجز الزجاجي.
كانت تضرب الزجاج برفق وفمها يتحرك بلا توقف، لكن للأسف لم يصلني أي صوت منها.
“إن كنتِ تريدين التحدث، فاستعملي الميكروفون لا أسمع شيئًا.”
أشرت بيدي إلى الميكروفون الموجود أمامها.
عندها فقط ضغطت سورين على زر الميكروفون بسرعة.
“أ… أوني !”
“……”
“أوني، أرجوكِ، أخرِجيني من هنا، أرجوكِ.”
(‘آه… ليتني لم أخبرها بطريقة تشغيل الميكروفون.’)
أول ما قالته كان طلبًا بأن أخرجها من هذا المكان.
صوتها البائس انساب عبر الميكروفون، وقد بدا وجهها الجميل باهتًا ومنهكًا، على ما يبدو بسبب قسوة الحياة في المركز.
نظرت إليها ببطء، لتقع عيناي على الرقم المطبوع على زي السجن.
حين أخبرني العم هيونيك أن سورين محتجزة، لم أصدق الأمر تمامًا.
لكن رؤيتها الآن أمامي، وهي متوسّلة بهذا الشكل، جعل شيئًا من الغصة التي كانت تخنق صدري يزول.
أوني!أوني أنا اسفه جدًا … !.”
كانت تناديني بصوت متوسّل، لكني لم أجبها، وعيناي بقيتا جامدتين عليها.
صرخاتها المتألمة جعلت حاجبيّ ينعقدان لا إراديًا.
“اسفه؟”
سألتها، فجاء ردها بهزّ رأسها بعنف، بطريقة متصنّعة.
“أنا آسفة على كل شيء… أوني، لدينا الكثير من الذكريات الجميلة، أليس كذلك؟ هاه؟ أوني… ألا يمكنكِ فقط أن تُخرجيني من هنا، من أجل تلك الذكريات؟”
“……”
“إنه مخيف جدًا هنا… أشعر أنني سأفقد عقلي أرجوكِ…”
بينما كانت تنظر إليّ نظرة حزينة، انفجرت الدموع فجأة من عينيها.
ذهبت تضرب الزجاج الفاصل بضعف.
عيناها، اللتان كانت تلمعان دائمًا بالحيوية، فقدتا بريقهما وأصبحتا غائمتين.
ربما لأنها بدأت تدرك مصيرها القاتم الذي ينتظرها.
لابد أنّها واجهت جيهان بعدما عاد من المنتجع واكتشف كل شيء.
ما شعورك حين تتخلّى عنكِ اليد التي كنتِ تظنين أنها سندك؟
ذلك الإحساس المذلّ لا يفهمه إلا من مرّ به.
وحتى إن لم أرَ بأمّ عيني، إلا أنّني أستطيع أن أتخيل تمامًا كيف تخلّى عنها جيهان
كنت أعلم منذ زمن أن علاقتهما لم تعد كما كانت.
بعد جريمة القتل المدبرة، أصبح جيهان باردًا تجاهها، وربما كانت تحاول التشبث به بالكاد من خلال كذبة الحمل.
لكن بما أن تلك الكذبة قد انكشفت، فقد فقدت سورين آخر طوق نجاة لها.
هي تدرك الآن أنني الوحيدة القادرة على إنقاذها من هذا الجحيم.
لكن للأسف… لا أنوي إنقاذك.
حين وصلت إلى هذه الفكرة، ارتسمت سخرية على شفتي.
بدا منظر سورين وهي ترتجف وهي تنظر إليّ، مضحكًا إلى حدٍ ما.
كم كنت أرغب في رؤية هذا المشهد.
نظرت إليها وابتسمت، بينما كانت تنتظر ردي وقد بدا عليها التوتر الشديد.
“لماذا تطلبين مني هذا الطلب؟ عليكِ أن تطلبي ذلك من السيد جيهان.”
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 94"