عندما سألها “جايها” عمّا يحدث، اكتفت بترك جملة تقول فيها إنّ أمرًا طارئًا قد حدث، ثم غادرت المستشفى.
وأثناء خروجها من المستشفى، وفي مكالمة مع المحقق، أيّد المحقق المكلّف رأيها بأن ما حدث قد لا يكون مجرد حادث.
_ أنا أيضًا أوافقك الرأي ، أمور تُثير الشك في أن يكون السبب خللًا ميكانيكيًا في السيارة نفسها على أي حال سأبلغك فور صدور نتائج الفحص
رغم مرور وقتٍ طويل على انتهاء المكالمة مع المحقق، إلا أن يديها ما تزالان ترتجفان.
الفرامل كانت سليمة حتى البارحة، حين قادت السيارة بنفسها.
“لكن، لا يمكن أن تصبح فجأةً معطّلة هكذا.”
رغم أنها لم تقد السيارة كثيرًا في الفترة الأخيرة، إلا أنها لم تواجه أي مشكلة من قبل.
فضلًا عن ذلك، فإن عمّ “هيونيك” كان يُجري فحصًا دوريًا للسيارة.
ومن غير الممكن أن مكان الفحص الدوري لم يكتشف وجود خلل ميكانيكي.
وهذا يعني أن احتمالًا واحدًا فقط هو المتبقّي:
“تلاعب.”
خطر في بالها الرجل الذي رأته في المستشفى منذ قليل، كلمحة عابرة.
كان من أولئك الذين اعتادوا الدخول والخروج إلى مكتبة “جيهان” من حين لآخر.
لم تكن تعرف اسمه، لكنها تذكّرت وجهه، إذ رأته عدة مرات خلال سنوات زواجها الخمس.
– “من هذا الشخص؟ هل يعمل في الشركة؟”
– “آه، تقصدين السيد جونغ؟ إنه مجرد مراسل شخص مستأجر لأعمال خاصة.”
كان “جيهان” يصفه بأنه مراسل.
وفي البداية ظنّت أنه مجرد شخص يؤدي بعض الأعمال البسيطة، لكن مع مرور الوقت، أدركت طبيعة المهام التي كان يتولاها.
“أعمال ضرورية لإدارة الشركة، لكنها لا تحتمل الظهور للعلن رجل يتكفّل بالأعمال غير القانونية في الخفاء.”
قلة قليلة فقط من كانت تعرف بوجود السيد “جونغ”.
مدير المكتب “كيم” الذي يُعدّ الذراع اليمنى لـ “جيهان”، وبعض كبار العائلة، و”جايها” الذي يتمتع بقدرات عالية في جمع المعلومات، هؤلاء فقط من كانوا يعلمون.
فهل كان من قبيل الصدفة أن تراه في المستشفى؟
وفي نفس اليوم الذي وقع فيه الحادث، في جناح كبار الشخصيات حيث نُقل “جايها”.
لم يكن صدفة فالتوقيت كان دقيقًا إلى درجة لا يمكن معها أن يُقال إنه مجرد صدفة.
وفوق ذلك، فإن السيد “جونغ” كان هو من تسبّب في مقتلها في حياتها السابقة.
“إذن، إن كان ذلك الشخص قد تحرّك بنفسه…”
فهذا يعني أن حادث تعطل الفرامل هذه المرة أيضًا من تدبير “جيهان”.
كان استهدافًا لحياتها، لكن لسوء الحظ، تورّط “جايها” في الحادث بدلًا منها.
جاء السيد “جونغ” ليتحقق إن كانت الأمور قد تمّت كما خُطط لها، ثم أدرك أن المصاب لم يكن هي بل “جايها”.
ولو كان يراقبهما عن قرب لمعرفة حقيقة ما حدث، فإن كل شيء يصبح واضحًا.
– “هاه…”
ما إن وصلت أفكارها إلى هذه النقطة، حتى ارتعشت يداها من شدّة الغضب المتصاعد في صدرها.
لقد قتلها “جيهان” في حياتها السابقة، وها هو يحاول قتلها مجددًا في هذه الحياة.
وما زاد الأمر سوءًا، أن محاولة استهدافها قد عرّضت “جايها” للخطر.
تمنّت لو كانت هي من تعرّضت للأذى بدلًا منه.
مجرد التفكير في أن “جيهان” كاد يودي بحياة “جايها” كان أمرًا لا يُحتمل.
“أنت من كنت تستهدفني، سيو جيهان.”
عندما التقته أمام مكتب رئيس مجلس الإدارة “سيو”، بدا كمن يُبدي لها بعض الود.
لكن هذا التناقض لم يشغلها طويلًا، إذ اتخذت قرارها دون تردد، واتصلت به.
– “أين أنت، أيها الرجل؟”
فإن كنتَ تتساءل، فالأفضل أن تسأل المعني بالأمر مباشرةً.
***
دخلت ميدان رماية خارجي من نوع “كلاي” يقع في ضواحي المدينة.
تجهم وجهي لا إراديًّا من صوت الطلقات الناريّة المدوّي، التي كانت تُسمع بين الحين والآخر.
“أكان يستمتع بالرماية بكل أريحية، بينما كان يرمي بالناس إلى التهلكة؟”
في لحظة، خطر ببالي “جايها” وهو مستلقٍ في سرير المستشفى، فاندفعت نار الغضب إلى صدري.
كلما ضايقه أمر ما، كان “جيهان” يتوجّه إلى ميدان الرماية.
سرت خلف الدليل متّجهة نحو المنطقة المخصصة لكبار الشخصيات.
باستثناء صوت إطلاق النار الذي كان يتردد أحيانًا، بدا الميدان – الذي من المفترض أن يكون مزدحمًا بالناس – هادئًا على نحو غريب.
– “لمَ المكان هادئ إلى هذا الحد اليوم؟”
– “آه، لا يوجد أحد اليوم سوى المدير “سو”. لقد استأجر الميدان كاملًا لهذا اليوم.”
كما توقّعت…
كنت أظنّ ذلك بينما أتأمّل الميدان الخالي من أيّ كائن، حتى من النمل.
– “إنه هنا.”
في المكان الذي توقّف فيه الدليل، كان “جيهان” يوجّه فوهة المسدس نحو الهدف.
– طاخ!
ما إن سحب الزناد بعد أن ضبط زاوية التصويب، حتى دوّى صوت الطلقة عاليًا.
نظرت إلى الطاولة، فرأيت عدّة أكواب ماء موضوعة بشكل فوضوي، مما يدل على أنه لم يكن وحده منذ قليل.
– “أجئتِ؟”
بعد أن أنهى الرماية، اقترب “جيهان” نحوي وكأنه للتو شعر بوجودي.
ثم جلس على الكرسي الفارغ أمام الطاولة وأكمل حديثه:
– “الرفاق الذين كانوا معي غادروا قبل قليل كنت على وشك أن أنهي كل شيء، وجاء اتصالكِ في التوقيت المناسب.”
– “……”
– “قلتِ إنكِ تريدين اللقاء في مكان هادئ صحيح أن هذا المكان ليس هادئًا تمامًا، لكنه الأكثر خصوصية على الإطلاق.”
وكما قال، لم يكن في الميدان سوانا.
وحين ابتعد الدليل بإشارة من “جيهان”، عاجلني بالسؤال:
– “على كل حال، ما الأمر؟ لم أتوقّع أنكِ ستأتين إلى هنا بنفسكِ.”
كان واضحًا في عينيه أنه لم يتوقع زيارتي، بل وكان فضوله شديدًا بشأن السبب.
يعرف جيدًا بأي مشاعر أتيت، فكيف له أن يسأل متجاهلًا كل شيء؟
“هاه…”
فتحت زجاجة ماء موضوعة على الطاولة وسكبتها في فمي دفعة واحدة.
ظننت أن الماء البارد سيُعيد لي رباطة جأشي، لكن حرارة الغضب ما تزال مشتعلة.
كظمت رغبتي في أن أرمي الزجاجة في وجه “جيهان” صاحب النظرة الوقحة.
وعوضًا عن ذلك، وضعت الزجاجة على الطاولة بعنف يُصدر صوتًا مسموعًا، فرأيت تعبيرًا متصدّعًا يمرّ سريعًا على وجهه.
– “تسأل لماذا جئتُ؟ هاه… أليس لديك ما تقوله لي؟”
– “ما أقوله؟ المفترض أن من جاء هو من يملك شيئًا ليقوله، أليس كذلك؟”
أمال رأسه كأنّه لا يفهم شيئًا.
– “اليوم، تلاعب أحدهم عمدًا بفرامل سيارتي.”
– “الفرامل؟ آه، هل تقصدين حادث شقيقي اليوم؟”
لقد كان حادثًا كبيرًا كاد أن يودي بحياة “جايها”.
لكن “جيهان” كان يتحدّث عنه وكأنه مجرّد حدث تافه.
– “وصلني تقرير بذلك كيف حاله؟ سمعت أنه بخير.”
– “……”
– “هاه، يبدو أن الطقس حار في هذا المكان المكشوف.”
أخذ بعض الثلج من الوعاء المجاور، وضعه في كوب، ثم ملأه بالماء.
تصرفه البارد هذا لم يفعل سوى زيادة استفزازي.
ما زلت أذكر جيدًا كيف كان قلبي يحترق وأنا أركض إلى المستشفى لأطمئن على “جايها”.
– “أتشعر بالحرّ فقط من هذا؟”
بعد أن دفعت بي و”جايها” إلى جحيمٍ حقيقي.
كنت أركض طوال اليوم نحو المستشفى وقلب ينبض بالخوف والقلق.
حدّقت إليه بحدة، ثم انتزعت الكوب الذي أمسك به، وسكبت محتوياته على رأسه دون أي تردد.
– خَرَشَخ.
حتى مكعبات الثلج سقطت عليه بالكامل، ثم وضعت الكوب على الطاولة.
ظلّ “جيهان” يرمش ببصره ببطء للحظة، ثم رمقني بنظرة حادة.
– “ما الذي تفعلينه…؟!”
– “بسببك، عاش “جايها” اليوم يومًا أشبه بالجحيم.”
– “هاه، ما الذي تقولينه؟”
– “التلاعب بفرامل سيارتي اليوم… إنه من فعلك، أليس كذلك؟ لن أمرّ على ما حدث مرور الكرام جئتُ لأحذّرك.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 85"