وفهمت أيضًا كيف لم ينتبه حتى إلى أن هاتفه قد أُغلق.
“لقد أخبرتك، حدث أمر بسيط.”
لم أكن أتوقع أن “الأمر البسيط” هو حادث احتكاك بسيط بالسيارة.
لكنه حادث سيارة، وهذا ليس أمرًا بسيطًا!
وعلى عكس دهشتي، بدا جايها هادئًا تمامًا.
***
في صباح اليوم التالي.
قمت بتسريح شعري بينما أحدق في صورتي المنعكسة في المرآة.
في الليلة الماضية، بينما كنت أعود إلى المنزل مع “جايها”، وردني اتصال من “سورين”.
كنت أتوقع أن تتصل بي بعد أن افترقنا في عيادة النساء والولادة ظهرًا، لكن لم أظن أنها ستتواصل بهذه السرعة.
– أوني، دعينا نلتقي قليلًا غدًا أريد الحديث في مكان هادئ.
لم أكن أظن أن سورين ستطلب لقائي بهذه المباشرة.
كان صوتها ساكنًا على غير عادتها، مما أشعرني بالغرابة.
من المحتمل أن المدير “هونغ” لم يخبرها الحقيقة كاملة.
لكن بدا من صوتها المتوتر عبر الهاتف أنها أحسّت بتغير طفيف في الأجواء.
غير أن المكان الذي طلبت سورين أن نلتقي فيه لم يكن في سيول.
بل اقترحت أن نلتقي في حديقة نائية في الضواحي، وهو أمر جعلني أشعر بعدم الارتياح.
«لا بد أن ما تنوي قوله ليس شيئًا يمكن أن يسمعه الآخرون.»
تحسبًا لأي طارئ، طلبت من العم “هيونيك” أن يأتي إلى مكان الموعد.
وفي لحظة قررت فيها أن أشد عزيمتي وأغادر باكرًا نظرًا لبعد المسافة…
“ألا يزال لم يخرج؟ ألم يقل إنه سيخرج في الصباح؟”
سمعت صوت “جايها” من غرفة المعيشة وهو يتحدث عبر الهاتف.
مرر يده على وجهه وكأنه في موقف محرج.
“حتى لو أحضروا سيارة الشركة، سأصل متأخرًا على الأرجح ولا أرغب حقًا في ركوب سيارة يقودها شخص آخر… حسنًا، فهمت.”
تنهد “جايها” بعمق وأنهى المكالمة.
بدا على وجهه بوضوح أنه في موقف صعب للغاية.
“هل السيارة لم تُصَلَّح بعد؟”
“لا، قالوا إنها ستتأخر حوالي ساعة.”
“لكن أليس لديك اجتماع مهم اليوم؟”
بدا “جايها” غارقًا في التفكير.
قال إن اجتماع اليوم مهم لتسريع عملية إفلاس شركة “إنتيك”.
«رغم أنه عطلة نهاية الأسبوع، فقد تم تحديد هذا الموعد، مما يعني أنه أمر عاجل ولا يمكنه تأجيل اجتماع بهذه الأهمية.»
لم أره في هذا الحرج من قبل.
“حقًا… يبدو أنه سيكون قد فات الأوان إذا انتظرت حتى يصل السكرتير “هان” هل أركب سيارة أجرة إذًا؟”
لطالما قال “جايها” إنه لا يركب سيارات يقودها الآخرون.
لذلك، ما عدا سكرتيره “هان”، كان هو من يقود سيارته بنفسه دائمًا.
“لكنك لا تركب سيارات يقودها الآخرون.”
“صحيح، لكن الوضع اليوم استثنائي.”
كنت أعلم أن السبب يعود إلى صدمة نفسية من الطفولة، لذا شعرت بالأسى.
ومع معرفتي بذلك، لم أستطع أن أراه يركب سيارة أجرة.
لأنني سأظل قلقة طوال الطريق، وسيبقى قلبي غير مرتاح.
“إذًا، فلتأخذ سيارتي، يا “جايها”.”
رفع “جيها” رأسه ونظر إليّ.
اتسعت عيناه وكأنه لم يتوقع أن أقول ذلك.
وبعد أن تردد قليلًا، نظر إلى ملابسي التي كنت قد ارتديتها للخروج وسأل:
“ماذا عنكِ يا “يوجين”؟ ألستِ ذاهبة لمقابلة “تشاي سورين”؟”
“ما زال أمامي وقت حتى موعد اللقاء قالوا إن إصلاح السيارة سينتهي خلال ساعة، أليس كذلك؟”
نظرت إلى ساعتي.
وحسب تقديري، يمكنني الوصول إلى موعدي في الوقت المحدد إن انتظرت تلك الساعة.
“نعم، قالوا إن الأمر سيستغرق تقريبًا هذا الوقت.”
“إذًا، يمكنني أن أستخدم سيارتك وأنت تأخذ سيارتي وإن لم تنتهِ في الوقت، يمكني أخذ سيارة أجرة.”
بكلامي هذا، بدا وجه “جايها” أكثر ارتياحًا.
وفجأة، مدّ يده نحوي وجذبني إليه.
وقبل أن أتمكن من الابتعاد، وجدت نفسي في أحضانه.
ارتبكت واحمرّ وجهي، بينما هو كان يبدو مرتاحًا تمامًا.
“هل ستكونين بخير؟”
“…ماذا؟”
نظر في عينيّ مباشرة وهو يحيطني بذراعيه.
ومن خلال عينيه الضيقتين رأيت نظرة عميقة كأنها تسحبني نحوها.
ربما بسبب بذلة العمل الرسمية التي ارتداها استعدادًا للاجتماع، لكن نظراته لي اليوم بدت فاتنة على نحو خاص.
بدت نظرات “جايها” إليّ هذا اليوم على نحوٍ غير معتاد، وكأن فيها شيئًا من الإثارة والفتنة.
قال بصوت هادئ:
“هل حقًا لا بأس بأن أقود؟ قد يكون من المزعج لك أن تقودي سيارة غير سيارتك.”
تعلّقت عيناي بتفاحة آدم التي تتحرك صعودًا وهبوطًا كلما تكلم.
كنت أحدّق فيه بشرود، قبل أن يوقظني صوته فجأة ويعيدني إلى الواقع:
“لا بأس في الآونة الأخيرة، قدتَ هذه السيارة أكثر من سيارتي ثم، هل يوجد أحد غيري سيفكر في راحتك هكذا؟”
كنت فقط أجيب بنبرة أكثر إشراقًا لأبدّد الأجواء التي بدت وكأنها على وشك أن تصبح غريبة.
لكن “جايها” ابتسم وقد ظهرت في ابتسامته لمحة من الدعابة حين سمع كلماتي المازحة.
قال بصوت عذب يلتف حول أذني كهمسة:
“آه، إنكِ جميله … حقًا.”
لكنك وأنت تبتسم لي بهذه الطريقة الآن، تبدو أجمل… فهل تدرك ذلك يا ترى؟
“جايها” مدّ يده فجأة، وكأنه لم يعد يستطيع التحمل، وأحاط وجهي بكفّيه.
وقبل أن أتمكن من تفاديه، اقتربت شفتاه من شفتي، تلامست للحظة ثم افترقت.
قال برقة:
“اذهبِي بحذر… أراك مساءً.”
“
.
.
.
قالوا إن الإصلاح سينتهي بعد ساعة، لكن السكرتير “هان” اتصل على عجل ليبلغني أن الأمر سيتأخر أكثر بسبب ظروف الورشة.
بسبب ذلك، لم يكن أمامي خيار سوى ركوب سيارة أجرة.
وأثناء سيرنا في الطريق، سمعت صوت سائق التاكسي يتمتم لنفسه:
“واو، الطريق مفتوح أخيرًا.”
“نعم؟ هل حدث شيء ما؟”
“طبعًا هذا الجزء من الطريق كان مزدحمًا بشكل لا يُحتمل وقع حادث أمامنا، وكانت السيارات متوقفة تمامًا لم تُفتح هذه المنطقة إلا قبل وقت قصير، آنسة.”
قال ذلك وهو يرمقني من خلال المرآة الخلفية، مبتسمًا ببشاشة بينما واصل حديثه.
كنت أستمع بفتور، لكن عندما ذكر وقوع حادث سيارة، شددت انتباهي.
“حقًا؟ هذا المكان لا يبدو من الأماكن التي قد يقع فيها حادث.”
“بالفعل، لذلك بدا لي الأمر غريبًا سيارة سيدان فاخرة كانت تحاول التوقف على جانب الطريق مع تشغيل الأضواء التحذيرية، لكن من الواضح أن السرعة لم تنخفض، لذا يبدو أن هناك مشكلة في المكابح وكان هناك طفل أمام السيارة، فحاول السائق تفاديه، لكنه اصطدم بالجدار مباشرة.”
بدأ السائق يتحدث بحماسة عن تفاصيل الحادث.
في البداية، ظننت أنه مجرد تصادم بسيط، لكن من طريقة وصفه، بدا الحادث خطيرًا.
“كنت قد توقفت لحظات أمام متجر للراحة، ومن حسن الحظ أو سوءه، رأيت الحادث عن قرب.”
“هل كان السائق بخير؟ يبدو أن هناك خللًا في المكابح.”
“كان شابًا نُقل بسيارة إسعاف فورًا، لكن لا أحد يعلم حالته الآن.”
“…”
لم أستطع اعتبار قصة الحادث وكأنها لا تعنيني.
فقد أعادت إلى ذهني تلقائيًا الحادث الذي تعرض له والديّ وجدّي.
ربما كنت أبالغ في التأثر بخبر وقوع حادث بالقرب من منزلنا، لكن شعورًا غريبًا من التوتر اجتاحني بلا سبب واضح.
ومع مرورنا بمكان الحادث، بدأ قلبي ينبض بسرعة متزايدة.
«ما الذي يحدث لي؟ لماذا أنا متوترة إلى هذا الحد…»
بدأ القلق يتسلل إليّ، يرافقه شعور بالعطش الشديد.
«هل يا ترى “جايها” بخير؟ يبدو أن الطريق كان مزدحمًا جدًا هنا.»
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 83"