كان موقع الطاولة رائعًا، يطل على أضواء السيارات التي تسير بمحاذاة نهر الهان، خلف النافذة الواسعة.
طلب “جايها” النبيذ وبعض المقبلات البسيطة، ثم التفت إليّ ونظر نحوي أخيرًا.
ولم تمضِ فترة طويلة حتى وضعت أمامنا كأسين مع زجاجة نبيذ.
«آه، كأس واحدة تكفي.»
ثم أعاد أحد الكأسين إلى الموظف.
«لن أشرب.»
«…لن تشرب؟»
«نعم.»
أجابت كلماته الحاسمة فأربكتني دون قصد.
فقد ظننتُ أنني جئت إلى هنا لأشرب معه.
وبينما كنت أتساءل إن كان عليّ تغيير المكان الآن، سمعت صوته من جديد.
«لديّ سيارة، والوقت متأخر، ولا يمكنني تركك وحدك.»
أشار برأسه نحوي وقال كلماته بلا مبالاة، لكنها جعلت قلبي يرتجف.
وعندما انسحب الموظف، ظلّ “جايها” يحدق بي بصمت وكأنه يسألني ما الخطب.
لكنه لم يبادر بالكلام، فبدت لي تصرفاته كأنها مراعاة منه، فابتسمت بخفة.
«في الحقيقة، كنتُ أشرب النبيذ وحدي في البيت اليوم.»
«…؟»
ة«هناك منصب أود استعادته، لكن الأمر لا يسير على ما يرام.»
هل كان بسبب أجواء المكان؟ أم لأننا كنا نجلس أمام شمعة وحيدة تنير الظلام من حولنا؟
وجدت نفسي أحكي له قصتي دون أن أشعر.
«لماذا؟»
«قالوا إن المنصب محجوز بالفعل.»
أمسك بكأس الماء، وتغيّر تعبير وجهه بشكل غريب حين سمع كلمة “محجوز”.
«هل ترغبين في العودة إلى العمل؟»
سألني “جايها” بنبرة هادئة وهو يضع الكأس على الطاولة.
أُصبتُ بالدهشة حين سألني عن رغبتي في العودة حتى قبل أن أنطق بها.
«كيف عرفت…؟»
نظرتُ إليه بعينين متسعتين.
وقبل أن أتابع كلامي، نظر “جايها” خلفي فجأة، ثم اختفت ابتسامته.
وكأنه قد لمح شيئًا فجأة.
«ما الأمر؟ هل هناك شيء؟»
«“سوجيـهان”.»
نظرتُ إلى الجهة التي يحدق بها “جايها” بوجه متجمد، فإذا بي أرى رجلاً مألوفًا يحدق نحونا.
كان “جيهان”.
التقت نظراتنا للحظة، وقد ظهر عليه الارتباك.
ثم ظهرت “إنيونغ” من خلفه، بعد أن سُمع صوتها الرقيق تناديه.
«أوبا، أين الطاولة؟»
استدرتُ برأسي وكأنني أرفض التصديق.
وفي داخل البار المزدحم بالكامل، رأيت بطاقة “محجوز” على الطاولة المجاورة لنا، كانت الوحيدة.
«هاه.»
«قالوا إنها بجانب النافذة…»
ثم قطعت “سورين” كلامها فجأة حين رأتني جالسة على الطاولة المجاورة.
تركت يد “جيهان” بسرعة وقد بدا عليها الارتباك.
«قل شيئًا، سواء تبريرًا أو توضيحًا، يا “سوجيـهان”.»
كانت عينا “جيهان”، التي اتسعت قليلًا في البداية بسبب الصدمة، تهدأ ببطء.
بل إنه رفع رأسه ونظر إليّ بثبات، بكل وقاحة.
لم يقدّم حتى مجرد توضيح عابر، ولا حتى عذرًا واهيًا.
كدت أن أطلق شتيمة فظة دون أن أدرك.
أحكمت قبضتي بصعوبة كي أتمالك نفسي، وارتسمت على شفتيّ ابتسامة مرتجفة لكبح ارتجاف زاوية فمي.
«أنتم الاثنان، لماذا أنتما معًا؟»
تظاهرت بالجهل وسألت خطيبي الذي كان واقفًا بلا حراك.
ماذا تفعلان هنا؟
رغم الابتسامة التي رسمتها مجاهدةً للحفاظ على رباطة جأشي، كانت نظراتي قد بردت تمامًا.
كنت أعلم مسبقًا من خلال الصور والتقارير، لكن مواجهتهما وجهًا لوجه جعل الأمر أكثر قسوة.
شعور بالخيانة موجّه للرجل الذي كان زوجي، وإهانة تتدفق دون توقف.
على عكس “سورين” التي بدا عليها الارتباك الشديد، لم ينطق خطيبي بكلمة وقد واجهني بوجه خالٍ من أي تعبير.
تذكرتُ بوضوح حين وضع في إصبعي خاتم الزواج، وشعرت بالغثيان.
«أبعد كل ما قلته لي، تأتي إلى فندق؟»
«جئتُ لأتحدث معها على مهل ونحن نشرب كأسًا.»
أخيرًا، وبعد أن ظل صامتًا لفترة، تكلّم “جيهان” وهو يشير بذقنه إلى الطاولة المحجوزة، مكتفيًا بشرح موجز للموقف.
ثم نظر إلى “جايها” الجالس أمامي، وظهر شرخٌ طفيف في نظرته.
«بل أنا من يجب أن يسأل… لماذا أنتِ مع أخي؟»
وهذه المرة، كان هو من وجّه السؤال.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ].
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 8"