كانت متأكدة أنه بعد أن قدمت له التنازل بشأن الزفاف، لن يكون من السهل عليه رفض هذا الطلب.
“بما أنني حامل، أصبحت هناك أمور كثيرة تشكّل خطرًا، كما أن العيش وحدي بات مخيفًا أريد البقاء بجانبك.”
ظل صامتًا للحظة، وعيناه الغارقتان لا تتحركان إلا بحركات خفيفة تدل على التفكير العميق.
“هم؟ هل يمكنني البقاء؟”
“…….”
“أوووبّاا~”
تمسكت بذراعه بدلال وسألته.
لو كان في وضعه الطبيعي، لكان قد استسلم لها بسرعة أمام تصرفاتها المتدلعة، لكن بعد تفكير، فكّ ذراعه عنها.
“افعلي ما يريحك.”
وأخيرًا حصلت على الإذن منه، فابتسمت “سورين” ابتسامة مشرقة.
عندها تذكرت السؤال الذي طرحه عليها زميلها في الاتصال الذي أجرته قبل القدوم.
– هل أنتِ متأكدة من أنكِ ستتزوجين فعلًا؟
كان سؤالًا يحمل شكًّا واضحًا حول زواجها من “جيهان”،
وكانت نبرة ذلك الزميل توحي بأن فكرة دخولها لعائلة “هوجين” كانت غير واردة إطلاقًا.
اشتعل قلب “سورين” غضبًا حينها.
لكن ما إن حصلت على إذن العيش معه، حتى عادت مشاعرها التي سقطت في الهاوية إلى الأعلى من جديد.
وبنظرات ملؤها الزهو، نظرت إلى الفراغ وكأنها تردّ على تساؤل زميلها.
(أي سؤال هذا؟ من سيتزوج أوبا إن لم أكن أنا؟)
ارتفعت زاوية شفتيها بابتسامة خبيثة، وكأنها تسخر منه.
***
مرّ الوقت، وأتى أخيرًا يوم الزفاف.
كانت تتلقى المكياج وحدها منذ الصباح الباكر في صالون التجميل.
(إلى أين ذهب “جايها” منذ الصباح؟)
غادر جايها منذ الصباح الباكر إلى مكان ما .
“سيدتي، أغلقي عينيك من فضلك.”
أغمضت “سورين” عينيها كما طلبت منها خبيرة التجميل.
بينما كانت مغمضة العينين في مكان هادئ، تداخلت في ذهنها ذكريات زيارتها لرئيس مجلس الإدارة “سو”.
عندما دخلت مكتبه الفخم الذي يفوح منه الوقار، كانت أول ما لفت انتباهها رفوف الكتب التي تملأ الجدران كان ذلك المكان انعكاسًا دقيقًا لشخصيته الصارمة.
كان رئيس مجلس الإدارة جالسًا خلف مكتبه، يقلب بعض الأوراق وكأنه يراجعها بعناية.
“أجئتِ؟ اجلسي على الأريكة هناك سألحق بك قريبًا.”
“نعم خذ وقتك، أرجو ألا أكون قد أزعجتك بزيارتي وأربكت جدولك.”
في الحقيقة، كانت قد جاءت مستعدة لتقبل أي لوم على قرارها الانفرادي بالزواج من “جايها”. حينما قررت فسخ خطوبتها من “جيهان” دون سابق إنذار، لم يُبدِ رئيس المجلس أي اعتراض فقط أومأ وكأنه يتفهم، ويوافق على رغبتها.
لكن أن تعلن عن زواجها من “جايها” بشكل مفاجئ ومنفرد أيضًا، فهذا قد يثير غضبه، وتوقعت منه ذلك.
وما إن أنهى مراجعة الأوراق، حتى أغلقها وتقدم نحوها.
“إذن، صغيرتي، ما الأمر الذي جعلك تزورينني اليوم؟”
“……”
“لا أظن أنكِ أتيتِ فقط لرؤية وجهي، أليس كذلك؟ هل جئتِ تطلبين شيئًا؟”
رغم نبرته اللطيفة، كانت عيناه حادتين، يحاول استشفاف ما وراء مجيئها لم تكن قد زارته بهذه الصورة الشخصية من قبل، لذا كان من الطبيعي أن يستغرب.
“أردت أن أشكرك، فحسب.”
ابتسم بابتسامة هادئة لسماع جوابها الصريح.
“أنا أعلم جيدًا أنك تنظر إليّ بعين الرضا منذ أن كنت صغيرة وأخذت أولى خطواتي، كنتُ أثق بك وأتبعك كما لو كنتَ جدي.”
“حقًا، مضت تلك السنوات سريعًا كبرتِ كثيرًا.”
هز رئيس المجلس رأسه كأنه يسترجع ذكريات الماضي كان يزور منزلهم القديم في “سونغبك دونغ”، حيث عاش جدها وكان دائمًا يردد أن منزله المليء بالأبناء الذكور يفتقر للأنوثة، ولهذا كان يُغدق عليها بالحنان.
“أشعر بالأسف لأنني ألغيت وعد العائلتين من طرفٍ واحد.”
“لا عليكِ، لقد مضى الأمر، فلا تشغلي بالك به.”
هزّ رئيس المجلس رأسه وكأنه يطمئنها بأن لا تُثقل قلبها، لكن كلمات الطمأنة هذه زادت من ثقل مشاعرها نحوه، فقررت أن تُفصح عن ما كانت تكتمه في قلبها.
“وقد أرتكب أشياء أخرى تستحق الأسف في المستقبل أيضًا.”
“……في المستقبل؟ هل هناك ما هو أكثر من ذلك؟”
قالها رئيس المجلس وقد بدت عليه الدهشة، كأنه لا يصدق وجود ما هو أكثر مما جرى.
كانت أكثر الأمور التي تؤرقها في خطتها المتعلقة بـ”إنتيك” هي تأثيرها على رئيس المجلس كيف لا؟ وهي تستعد لهدم مجموعة “هوجين” التي بناها بجهده وعمره، بيدها ويد “جايها”.
حين تذكرت ما خططت له، شعرت بانقباضٍ في صدرها.
“لا يمكنني أن أقول كل شيء الآن، لكن هناك أمرًا قد يدهشك حين يحدث ذلك، أرجوك أن تثق بـ’جايها’ إنه حقًا يقدّر مجموعة هوجين التي بنيتها، ولن يتسبب في ضررٍ لها.”
“يا إلهي، أنتما الإثنان… لا أفهم ما الذي تخططان له إذن، هل جئتِ لتقولي هذا فحسب؟”
رغم نبرته التي تبدو كأنها توبيخ، إلا أن عينيه كانتا مليئتين بالعطف والحنان.
“نعم وأيضًا أردت أن أقدّم لك دعوة الزفاف.”
دفعت نحوه الظرف الأبيض وهي تتجه نحو الطاولة التي يجلس عندها.
“وهل احتجتِ للمجيء بنفسك لتسليم هذه؟”
كادت أن تودعه وتستدير للمغادرة، حين ناداها بصوت خافت:
“يا ابنتي، يوجين.”
عندما التفتت إليه، ابتسم رئيس المجلس بلطف وتابع:
“لنمضِ سويًا في ممر الزفاف، حين تدخلين القاعة.”
.
.
.
حين استحضرت تلك اللحظة من ذاكرتها، شعرت باختناق في صدرها.
لم تكن تتوقع أن يعرض عليها رئيس المجلس أن يسير معها في ممر الزفاف.
شعورها بالامتنان سرعان ما تلاشى أمام وطأة الذنب وهي تتذكر أنها تخطط لهدم كل شيء بناه.
ثم، قاطعتها أصوات موظفات صالون التجميل المبهورة:
“العروس، أنتِ جميلة جدًا!”
“بالضبط، لم أرَ أحدًا يليق به مكياج العروس هكذا من قبل.”
حتى هي نفسها حين نظرت في المرآة، شعرت أن مظهرها لا بأس به.
كانت على وشك أن تشكر الموظفات بابتسامة خجولة، حين دوى في الغرفة صوتٌ مألوف:
“أليس كذلك؟ كانت جميلة من قبل، والآن أصبحت أجمل.”
استدارت فورًا نحو مصدر الصوت.
كان “جايها” يقف عند المدخل، مستندًا إلى الحائط، ينظر إليها.
“أفكر أنها ستصبح زوجتي… فبدت لي أكثر جمالًا حتى أنني لا أستطيع تمالك نفسي.”
أكمل جملته بابتسامة هادئة مرتخية.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 68"