رجل يرتدي بدلة أنيقة، يضع حقيبته جانبًا، ويتجه ناحيتي، حيث أستلقي على الأريكة… إنه “جايها”.
(تفكير مشتت) “هل… أحلم؟”
أم أنني مخمورة لدرجة أنني بدأت أتخيل أشياءً؟
فركت عينيّ، ثم فتحتُهما من جديد لا، لم أكن أتوهم.
الشخص الواقف أمامي كان “جايها” نفسه، الشخص الذي لم يغادر ذهني طوال الأيام الماضية.
هو من كان يطاردني في أفكاري ويأسرني بشعور الحنين ها هو الآن أمامي، يحدّق بي.
لابد أنه حلم.
كيف له أن يكون هنا؟ ألم يكن من المفترض أن يعود بعد إنهاء جدول أعماله في الغد مساءً؟
(تفكير داخلي) “يقال إن من نفكر فيهم كثيرًا يظهرون في أحلامنا… ربما هذا ما يحدث.”
لا بد أنني رأيته لأنني فكرت فيه كثيرًا اليوم، لأنني اشتقت إليه كثيرًا.
ربما بفعل الكحول… أو بفعل النعاس… أو ربما لأن “جايها” بالفعل ظهر أمامي.
مهما يكن السبب، كان قلبي ينبض بخفة وكان شعورًا جميلاً.
شعور لم أكرهه، بل على العكس، رسمت ابتسامة واسعة على وجهي.
للمرة الأولى، شعرت أنه لا بأس إن أظهرت مشاعري كما هي، حتى لو للحظة.
مددتُ ذراعي نحو “جايها ” الذي كان يحدق بي بصمت.
ضحك وكأنه لا يستطيع مقاومتي.
“لماذا تبتسمين بهذه الطريقة الجميلة؟ هل اشتقتِ إليّ إلى هذا الحد؟”
حتى صوته، بنبرته الهادئة، كان يشبهه لدرجة لا تُصدق، مما جعلني أبتسم تلقائيًا.
(تفكير داخلي) “لا، هذا طبيعي هذا هو نفسه سو جايها.”
“اشتقت إليك.”
”…حقًا؟”
اقترب أكثر حتى اندسّ بين ذراعيّ التي مددتُها نحوه.
بثقله المألوف استلقيتُ من جديد على الأريكة، لكنه لم يكن أمرًا مزعجًا.
ظلّ يحملق في وجهي بعينين لا تصدقان، كأنه يبحث عن يقين في كلماتي.
تابعت الحديث وأنا أنظر إلى عينيه مباشرة:
“أقول الحقيقة اشتقت إليك كثيرًا.”
“إذًا لماذا تجاهلتِ كل اتصالاتي؟”
“ذلك لأن…”
تلعثمت لم أتمكن من إنهاء الجملة بسهولة.
والآن، وأنا أمامه، تساءلت إن كان من الجيد أن أقول الحقيقة.
“لأني… لا أعرف إلى أين تأخذني مشاعري في الآونة الأخيرة، أصبحت لا أعرف نفسي… وأخاف منها.”
عندما قلت ذلك، بدا مذهولًا، وكأن كلماتي ألجمته.
العبق المنبعث منه وهو ينظر إليّ من هذا القرب كان مألوفًا ومريحًا.
نزعت يدي من عنقه، وغرست أصابعي في شعره الأسود الناعم.
كان ملمس خصلاته المتسللة بين أصابعي مألوفًا، مهدئًا.
“حتى الآن، وأنا أراه أمامي، لا أصدق أنه عاد.”
كيف يمكن أن يكون مطابقًا هكذا؟
حتى أنفاسه التي تلامس وجهي كانت حقيقية، فابتسمت وأنا أنظر إليه.
قبل قليل فقط، كان هذا المنزل الكبير يبدو خاليًا على نحو خانق.
أما الآن، وقد دخل إليه “جايها ”، فشعرت كأن كل الفراغات قد امتلأت.
أجل… الفراغ لم يكن في المكان، بل في غيابه.
كنت أظن أن البعد الجسدي سيخلق بُعدًا عاطفيًا، لكنه لم يفعل.
بل، كلما ابتعد، كلما ازداد الشوق إليه.
“غريب، حتى أنا لا أصدق هذا هل لأنك سُكرتِ؟”
نظر إلى زجاجة الويسكي الفارغة على الطاولة، ثم أعاد نظره إليّ.
تعمق بريق عينيه شيئًا فشيئًا وهو يحدق بي.
“لكن، لماذا أنتِ صادقة جدًا الليلة؟ تجعلين من الصعب عليّ أن أتمالك نفسي.”
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 65"