عندما نظرت إليها السيدة “أوه” بصمت، ارتسمت على شفتيها ابتسامة مائلة.
“يبدو أنكِ لا تعانين من الغثيان الصباحي، أليس كذلك؟”
رفعت “سورين” رأسها وهي تمضغ ملعقة كبيرة من الحساء، بعد سؤال السيدة “أوه” الهادئ.
غثيان الحمل؟ لم تشعر بأي ضيق من رائحة الحساء القوية.
“أوه، هل لاحظتِ؟ لم أعانِ كثيرًا منه هيه، أليس ابننا ‘هوجين’ رائعًا؟ يبدو أنه يراعي والدته.”
“هوجين؟ هل هذا اسم الجنين؟”
سألت السيدة “أوه” بنظرة متفحصة وهي تحدق فيها بعينين ضيقتين.
“نعم، تمنيت أن يكبر بصحة وعافية ويقود هوجين كما يفعل والده، لذا اخترت هذا الاسم.”
لم تكن “سورين” قد فكرت أصلاً في اسم للجنين، لانشغالها الدائم.
لكن بمجرد أن تحدثت السيدة “أوه” عن الطفل، خطر في بالها “هوجين”.
ولم تُظهر السيدة “أوه” أي انزعاج من الاسم.
رغم أنه اسم مؤقت ارتجلته، وجدت “سورين” فيه رضاً كبيرًا وابتسمت.
لا يبدو كأنه اسم ارتجلته لتوي، أعجبني فعلاً.
بل وتخيلت أن يكون طفلها حقًا هو الرئيس التنفيذي التالي لشركة “هوجين”، حينها ستكون أسعد إنسانة في العالم.
بمجرد أن طمعت في شيء واحد، بدأت تطمع بما هو أكبر.
كبرت رغباتها المدفونة حتى لم تعد قادرة على إخفائها.
نظرت إليها السيدة “أوه” بنظرة غريبة، ثم قالت:
“اسم طموح حقًا حين كنتُ حاملًا بمديرنا الحالي، كنت أتوق لأكل هذا الحساء، لكنني لم أتمكن.”
“حقًا؟ لماذا؟”
سألت “سورين”.
فأنزلت السيدة “أوه” الكأس من يدها، وهي تنظر إليها بنظرة غير عادية.
حينها فقط، أدركت “سورين” أن نظرة السيدة “أوه” تجاهها لم تكن عادية.
“كان غثيان الحمل شديدًا للغاية، حتى إن رائحة الدَّنْجانغ وحدها كانت تُثير اشمئزازي كنت أحب حساء تشونغوكجانغ كثيرًا، لكن خلال الأشهر العشرة التي حملت فيها ‘جيهان’، لم أستطع حتى الاقتراب منه.”
تفاجأت “سورين” وسعلت لا إراديًا حتى شعرت بالشرقة.
وحين لم تهدأ السعلة المفاجئة بسهولة، مدت السيدة “أوه” إليها منديلاً ورقيًا.
“ها، هاها… يبدو أن غثيان الحمل كان شديدًا بالفعل لا بد أنه كان صعبًا عليكِ.”
(هذه المرأة الماكرة… هل كانت تختبرني للتو؟)
فجأة، اجتاحها شعور بالغضب، لكنها قاومته بكل ما أوتيت من قوة.
مسحت عن وجهها ملامح الانزعاج، وارتسمت على شفتيها ابتسامة مصطنعة، ثم رفعت الكأس أمامها وشربت الماء بسرعة كأنها ستهضم غصة عالقة.
ويبدو أن السيدة “أوه” لاحظت التغير في أجواء “سورين”، فلوّحت بيدها وهي تبتسم ابتسامة مهدئة:
“يا لكِ من فتاة، لا داعي لكل هذا التوتر غثيان الحمل يختلف من امرأة لأخرى.”
“…”
“على كل حال، ذهابي إلى المتجر اليوم لم يكن لمجرد التسلية كان هناك أمر أردت التحدث فيه معك.”
ثم وضعت السيدة “أوه” أدوات الطعام بهدوء.
(ألَم تأتِ لتقبلي بي ككنّة؟)
ظنّت “سورين” أن قدوم السيدة “أوه” كان بدافع احترام طلبها في اختيار الفستان معها.
لكن حين استعادت ذكرى الصباح، تذكرت كم كانت السيدة “أوه” غير مهتمة بالفستان الذي كانت تختاره.
بل إنها، حين ظهرت “يوجين” مرتدية الفستان، بدت عيناها تلمعان بحدة لم تستطع “سورين” تجاهلها.
وصوتها البارد وهي تقول: “ارتدي ما تشائين” ظل يتردد في أذنها.
(إذًا، لماذا جئتِ إلى متجر الزفاف من الأساس؟)
حين نظرت إلى السيدة “أوه” بوجهها الغامض الذي يصعب قراءة نواياه، خفق قلب “سورين” بقوة.
وما لبثت أن قالت السيدة “أوه”، موجِّهة نظرها مباشرة نحو “سورين” المرتبكة:
“لقد رأيتِه بنفسك في ذلك الوقت، لذا لا بد أنكِ تعرفين… رئيس مجلس الإدارة ‘سو موجين’ ليس رجلًا سهلاً.”
(رئيس مجلس الإدارة سو موجين؟)
تذكّرت “سورين” الرجل العجوز الذي رأته في الفندق.
رغم تقدمه في السن، كانت نظراته تلمع بحدّة تُشعر المرء بهيبة رئيس مجموعة كاملة.
ومن المؤكد أنه يشغل منصبًا لا يمكن حتى لـ”جيهان” أو “مينغوك” الخروج عنه أو معارضته.
لكن “سورين” لم تفهم تمامًا المغزى من ذكر السيدة “أوه” له في هذا التوقيت، فأمالت رأسها قليلاً متسائلة.
“حتى وإن كنتِ تحملين طفل ابني، فلن يمكنكِ دخول هذه العائلة إذا خرجتِ من نظر الرئيس.”
“لـ- لكن…! سيدتي، ما بيني وبين السيد ‘جيهان’ حقيقي لا يمكن قمع مشاعر الحب!”
سقطت أدوات الطعام من يد “سورين” على الطاولة، وارتطمت الملعقة بحذاء السيدة “أوه” قبل أن تتوقف.
نظرت السيدة “أوه” إلى الملعقة الواقعة عند قدمها بنظرة كريهة، ثم دفعتها بقدمها جانبًا.
لكن “سورين” لم تكن تملك الوقت لتبالي، فقد بدا كل شيء وكأنه ينهار.
أن يتوقف مصيرها كله على قرار رئيس مجلس الإدارة… بدا الأمر كتهديد صريح لا يُمكن تجاهله.
“قد تُسمّى علاقة حب، لكن لا تنسي أنها كانت علاقة غير شرعية في نهاية المطاف. ‘جيهان’ كان مرتبطًا بـ’يوجين’ منذ زمن طويل.”
“حتى لو كان كذلك… لا يمكنني تربية الطفل وحدي دون ‘جيهان’! من القاسي جدًّا حرمان ‘هوجين’ من أبيه!”
قالت “سورين” ذلك والدموع تلمع في عينيها، ثم نظرت إلى السيدة “أوه” وقد اختلطت في قلبها مشاعر الامتنان والخيانة.
كانت ممتنة لها لأنها حضرت بطلبها إلى المتجر، لكن حين تذكرت نظرة السيدة “أوه” إليها هناك، شعرت وكأنها كانت تنظر إليها بازدراء طيلة الوقت.
وحين بدأت دموع “سورين” تسيل كما لو كانت بطلة في دراما مأساوية، ضحكت السيدة “أوه” ضحكة مشوبة بالدهشة:
“ومن قال لك أنني أطلب منكِ الانفصال عن ‘جيهان’؟ هه، من الصعب التفاهم معكِ فعلًا.”
“…”
“أنا أتحدث عن الزفاف نفسه ألا تعتقدين أنه من الأفضل تأجيله حتى تهدأ الأمور؟ فقط هذه الفترة، لا أكثر.”
(إذاً لم تكن تطلب مني الانفصال؟)
هدأ ارتجاف كتفي “سورين” تدريجيًا.
وحين رفعت رأسها، كانت السيدة “أوه” تنظر إليها بنظرة ممتعضة.
“أنتِ تعلمين أن خبر فسخ خطوبة السيد ‘سو’ قد تسبب في تعطيل مشروع مهم، صحيح؟ مشروع ‘هوجين’ للبناء، تحديدًا المصيبة أنه مرتبط بالأسرة والعائلة، وهذا زاد الطين بلّة.”
كانت “سورين” قد سمعت بالفعل أن فسخ خطوبة “جيهان” من “يوجين” أثّر سلبًا على صورة الشركة.
“لهذا السبب، لو كنتِ أكثر حكمة، لقلّلتِ الحديث عن الزواج في هذه الفترة حتى لا تثيري الرئيس ،الزواج يمكن تأجيله لكن ثبات موقع ‘جيهان’ داخل الشركة أهم حاليًا.”
فهمت “سورين” أخيرًا مقصد السيدة “أوه” بالكامل، وشعرت كأن ضبابًا كثيفًا انقشع فجأة عن عقلها.
بل حتى لمعت في ذهنها فكرة جيدة.
يبدو أن السيدة “أوه” لاحظت أنها استوعبت الرسالة، فارتاحت ملامح وجهها قليلًا وملأت كأسها من جديد.
“رغم أنه لم يقل شيئًا، لكنني واثقة أن السيد ‘سو’ في موقف لا يُحسد عليه، وسيكون ممتنًا لكِ بلا شك أليس كذلك؟”
قالت ذلك، وارتسمت على شفتيها ابتسامة ماكرة، انحنت كقوس خفي.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 64"