وما إن استعادت أعصابي قليلاً، حتى بدأ كل حرف ينطقه يعيدني للدوار من جديد.
رفع يده الخالية الأخرى ليزيح خصلة شعر سقطت على وجهي.
“كلها كانت جميلة، لكن هذا الفستان هو الأنسب لك.”
نظرته كانت مليئة بالعاطفة، نظرة لا يوجهها إلا لمن يحب.
كلماته، التي لم يكترث بمن حوله وهو يقولها، جعلت وجهي يحمر خجلًا.
لا تنظر إليّ هكذا…
ربما فعل ذلك عمدًا ليريهم، لكنني فعليًا كنت أشعر بالانجذاب إليه.
“عذرًا، العروس تشاي سورين جاهزة.”
ترددت الموظفة وهي تبلغنا بخروج سورين بعد مساعدتها في ارتداء الفستان.
كانت سورين تمسك بالفستان بعصبية، ترتجف غضبًا.
لقد أصبحت بلا شك في الظل بعد ظهور جايها المفاجئ، ووجهها احمر من الغيظ.
سحب جايها نظرته عنها ثم التفت إلى السيدة أوه قائلاً:
“ما رأيك، سيدتي؟ أليس هذا الفستان هو الأنسب؟ في نظري، لا توجد عروس أجمل منها في العالم.”
وقال ذلك وهو يدفن وجهه في كتفي.
عندما أصبح احتضاننا بهذه السلاسة، تجعد وجه السيدة أوه بوضوح.
كانت نظرات جايها نظرات عاشقٍ صادق، لا مجال للشك فيها.
أما سورين، التي وقفت بعيدة تراقب، فكانت تبدو وكأن الغيظ يخنقها.
فكرت أن الوقت قد حان لأبدل ملابسي، فدفعته برفق.
“سأبدل ملابسي. وإذا كنت مستعجلاً، يمكنك المغادرة الآن.”
ثم، وأنا في طريقي إلى غرفة القياس، التفت إلى سورين التي كانت واقفة بذهول وقلت:
“يبدو أن من أتت لتجرب الفستان وحدها بأسى ليست أنا، بل أنتِ.”
ثم ابتسمت بسخرية ودخلت إلى غرفة القياس.
وما إن تبعتني الموظفة التي كانت تنتظر في الخارج حتى استوقفها صوت.
“لحظة.”
قال جايها شيئًا للموظفة، ثم تبعني إلى داخل الغرفة.
“جايها! ألم تقل إن السكرتير هان بانتظارك؟”
ظهر لي عقرب الساعة المعلّق على الجدار خلف المرآة.
لقد مضت أكثر من عشر دقائق.
وكان الوقت قد حان حقًا لرحيله.
“لقد مرّ أكثر من عشر دقائق اذهب الآن.”
لكن جايها عبس وكأن ردي لم يرضه.
“شكرًا جزيلاً لأنك أتيت كما ترى، كنت في موقف محرج بسببهما.”
رأيت الموظفين في الخارج بانتظار خروج جايها من الغرفة.
كان ينبغي عليه المغادرة الآن، فسكرتيره بانتظاره.
لكنه لم يكن ينوي ذلك على الإطلاق.
أغلق باب غرفة القياس خلفه واقترب مني بخطوات ثابتة.
كنت قد أخبرته أن يغادر، لكنه بدلاً من ذلك، دخل وأغلق الباب… وهذا زادني حيرة.
“…؟”
“إذا ذهبت الآن، فلن نرى بعضنا لفترة طويلة… أليس هناك شيء؟”
قبل أن أتمكن حتى من سؤاله لماذا أغلق الباب، كان قد اقترب مني حتى وقف أمامي مباشرة.
جايها نظر إليّ بعينين تنمان عن شيء من العتب وسألني.
كان صوته أشبه بتدلل زوج على وشك السفر لفترة طويلة وهو يشتكي لزوجته.
حبست ضحكتي التي كانت على وشك الخروج وقلت:
“سافر بحذر، وكن بخير، لا تتعرض لأي أذى.”
“أهذا كل شيء؟ لا شيء غيره؟”
جايها بدا وكأنه كان يتوقع وداعًا خاصًا، فردّ عليّ بوجه مندهش لا يكاد يصدق.
وكان على وشك قول شيء آخر، حين بدأ هاتفه يرن.
“أرأيت؟ يبدو أن السكرتير هان في غاية العجلة.”
جايها عقد حاجبيه منزعجًا من عدم سير الأمور كما يريد، ثم مرّر يده بين شعره وهو يتنهد.
“هاه… يا له من توقيت مزعج أكثر ما أكرهه هو أن أكون مقيّدًا بالوقت.”
كانت ملامحه، على غير العادة، تنضح بالقلق.
“بما أنكِ لم تقومي بذلك، فسأفعلها أنا.”
“تفعل ماذا؟”
“الوداع.”
الوداع؟
قبل أن أتمكن من قول أي شيء، بادر جايها بإحاطة وجنتيّ كلتيهما بلطف بكفّيه.
ثم أخذت شفتاه تقتربان ببطء نحوي، حتى لامستني تلك الملمس الطريّ.
وفي لحظة، غشى البياض ناظريّ.
لم تتح لي الفرصة حتى لأدرك ما الذي لامسني، إذ كان جايها قد ضمّ شفتيّ إلى شفتيه بعمق، ثم ابتعد بهدوء.
وحين استعدت وعيي، كان يبتسم وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة مائلة.
“انتظريني… ولا تفتعلي أي مصائب.”
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 63"