«أن يُفكر في نشر مقال بهذه العلنية…»
لم أتوقع أن يغامر جيهان بهذا الشكل، وهو في موقع غير مؤكد كخليفة.
إنه شخص حساس جداً تجاه أنظار الناس أكثر من أي أحد آخر.
سألني “يونغ جون” السنباي بعدما تأكد فقط من العنوان دون أن يقرأ المقال:
“يبدو أن هذا بيان شخصي أدلى به الرئيس سو، أليس كذلك؟”
“هكذا يبدو أعتقد أنه نشره من خلال صحفي كان على معرفة شخصية به.”
تسلل إلى عيني اسم الصحفي المألوف أسفل عنوان المقال.
كان صحفياً اعتاد جيهان على استدعائه كثيراً عندما كان يطلب مني في حياتي السابقة التأثير على الرأي العام لصالحه.
«كنت أظن أنه سيصدر بيان توضيحي لاستعادة صورة “هوجين” للإنشاءات.»
وبقلق، بدأت في التمرير لقراءة المقال.
ظهرت أمامي رسالة قصيرة بدأها جيهان بتحية مقتضبة:
[أود أن أتحدث كـ”سو جيهان” وليس كرئيس تنفيذي لمجموعة “هوجين”.
كان من المخيف أن يتم تداول هذا الأمر علنًا، خصوصًا لأنه ليس بخبر سار.
لم تكن خطوبتي حياةً عادية.
الارتباط بعائلة “دبليو” كان وعدًا قديمًا بين العائلتين.
وكانت خطيبتي السابقة مخطوبة في الأصل لأخي، لذا كان هناك دائمًا مسافة لا يمكن تقليصها بيننا.]
كلما قرأت البيان، لم أستطع إخفاء وجهي المصدوم.
حتى “يونغ جون” السنباي الذي كان يقرأ بجانبي لم يتمالك نفسه من التنهد بدهشة.
[خلال سنة من الخطوبة، بذلت جهدي بإخلاص، لكن ما تلقيته في المقابل كان إخطارًا أحاديًا بفسخ الخطوبة.
ثم أُبلغت بأن خطيبتي السابقة بدأت في التحضير لبداية جديدة مع شخص طيب.
وفي لحظة من الضعف، وجدت نفسي مدعومًا بالشخص الذي أواعده الآن.
بدأت علاقتي الجادة معها بعد فسخ الخطوبة، حيث كنا نعرف بعضنا البعض سابقًا.]
«كذب. لقد كانا يتواعدان خلال فترة الخطوبة.»
ارتعشت يدي من البيان الذي لم يحمل الحقيقة التي كان يجب إيصالها.
كان جيهان يخفي أخطاءه بدهاء ، محملاً المسؤولية لي وحدي وكأنني أنا من فسخت الخطوبة بشكل أحادي.
أصبح من يقرأ المقال يراني على أنني إنسانة بلا مسؤولية فسخت زواجها بتهور.
[كشخص عاش حياته بالكامل كرجل أعمال، لا أريد أن أفقد الشخص الذي علّمني قيمة الحب الحقيقي متأخرًا أعتذر عن إثارة الجدل بحياتي الشخصية.]
وفوق كل ذلك، حتى إن كُشف لاحقًا ما جرى فعلاً، فإن البيان كان صيغ بطريقة تُتيح له نفي سوء الفهم.
فما قاله من أنني كنت خطيبة “جايها” سابقًا، وأنني فسخت الخطوبة وبدأت علاقة جديدة، كلها أمور صحيحة من حيث الشكل.
كنت مذهولة من خبث جيهان وأنا أقرأ بيانه الرسمي.
وفي غضون دقائق، تراكمت مئات التعليقات على الخبر الحصري.
[يا له من فضيحة، كانت خطيبة الأخ ثم صارت خطيبة الأخ الأصغر، والآن تتزوج شخصًا آخر. 18:52:12]
[كنا نشفق عليها، لكن في النهاية لا شيء يُشرّفها لا يمكن الوثوق بصورة أي مذيعة. 18:59:57]
[أليست هذه “يون 〇〇” مذيعة KBS□؟ 19:01:02]
كما توقعت، كانت سهام الانتقاد موجهة نحوي، فتنهدت بعمق.
هل كان هذا ما يقصده جيهان عندما زارني سابقًا وقال إنني سأندم؟
لم أظن أبدًا أنه سيلجأ إلى لعبة إعلامية ضدي.
“يا له من بيان رسمي مثير للسخرية سنباي، أعتقد أنني أصبحت عارًا قوميًا، أليس كذلك؟”
تحدثت إلى “يونغ جون” السنباي بقلق، لكنه لم يرد.
“هل هذا إنسان؟ كيف يفعل أمرًا كهذا؟”
كان لا يزال يقرأ المقال، مشغولًا بالنظر إلى هاتفه، فلم يرد على سؤالي.
ثم ناولني هاتفه ووجهه شاحب تمامًا.
“يوجين، انظري لهذا!”
“ماذا؟ هل هناك شيء آخر؟”
“نُشر مقال جديد… لكنه…”
تلعثم ولم يُكمل جملته.
ومن شدة الفزع الذي بدا على وجهه، شعرت بالخوف حتى قبل أن أرى المقال.
- [خطيبة عائلة “دبليو” الجديدة هو الابن الأكبر لعائلة “هوجين”، الرئيس التنفيذي “سو جيها”]
- [خطيبة عائلة دبليو، ثبت أنها كانت على علاقة غير لائقة مع خطيبها السابق بعد الخطوبة]
كانت العناوين أكثر إثارة بكثير من بيان جيهان الرسمي.
“نُشر قبل قليل أعتقد أنه يجب إيقافه فورًا لا، بل يجب إصدار تصحيح عاجل.”
“……هاه.”
“الصحيفة غير معروفة، لكن تأثيرها أكبر من البيان الرسمي لسو.”
فضيحة جديدة تؤكد وتدعم بيان جيهان، تنتشر بسرعة.
وكما قال السنباي، مصدر الخبر كان من صحيفة صغيرة.
وجاء فيه أنني كنت ألتقي “جايها” خفية قبل حفل الخطوبة، وتفاصيل دقيقة أُدرجت في الخبر.
“هل يمكن أن يكون هذا… من فعل الرئيس سو أيضًا؟”
لكن جيهان لا يمكن أن يستخدم ورقة ضعيفة كهذه بهذه السذاجة.
«الشخص الوحيد الذي يمكن أن يقوم بفعل بهذه الوقاحة واضح تمامًا.»
تنهدت بعمق بينما وجهي تخيّل تلقائيًا وجه شخص واحد.
تلك هي “تشاي سورين”رومن المحتمل الآن أنها سعيدة بما فعلته بي.
“المذيعة “يون”.”
استدرت على صوت منخفض ناداني من الخلف، فوجدت مدير القناة أمامي.
“هل لك أن تأتي إلى مكتبي لبعض الوقت؟”
كانت نظرات المدير إليّ هادئة على غير العادة.
…
…
…
حتى بعد أن جلسنا وجهًا لوجه، ظل المدير صامتًا لفترة طويلة، ثم اقترح أن أرتاح من البث لبضعة أيام.
قال إن توقيت نشر الفضيحة قبل البث المباشر للنشرة قد يؤثر سلبًا على الرأي العام.
“بيان الرئيس سو يمكنني أن أوقف انتشاره بسهولة لكن فضيحة مثل هذه… الأمر أصعب.”
“……نعم كنت أتوقع ذلك أيضًا.”
“سيتم عقد لجنة تأديبية قريبًا بطلب من “تشاي سورين” هي غاضبة جدًا وتصرخ بأنها مظلومة آه، رأسي يؤلمني على أي حال، فكري في الأمر جيدًا وعودي بعد ترتيب أفكارك.”
حتى قبل أن أسمع بكلمة اللجنة، كنت أعلم أنني لن أتمكن من تجنبها بمجرد قراءة المقالات وردود الأفعال الحية.
لكن لم أكن أعلم أن “سورين” هي من طلبت ذلك بنفسها.
مستندة إلى دعم جيهان، لا شك أنها تظن أنها ستنتصر في هذه المعركة.
«لكنها مخطئة جدًا.»
“أم أنها حقًا تعتقد أنني على علاقة مشبوهة مع “سو جايها”؟”
تمتمت لنفسي وأنا أخرج من مبنى محطة البث.
كل ما فكرت فيه هو أن أعود للمنزل سريعًا وأبحث عن الأدلة التي سأستخدمها لتفنيد هذه الشائعة السخيفة في اللجنة التأديبية.
“علاقة مشبوهة؟ أي نوع من العلاقة؟”
“يا إلهي! “جايها”، متى أتيت؟!”
كنت على وشك النزول من السلالم عند البوابة الرئيسية، وفوجئت بصوت مألوف من جانبي.
استدرت نحو مصدر الصوت، فوجدت “جايها” واقفًا مائلًا إلى حوض الزهور.
“منذ أن رأيت الخبر، انطلقت فورًا مضى حوالي ثلاثين دقيقة.”
“لقد أخفتني حقًا!”
ضغطت برفق على صدري حيث كان قلبي لا يزال ينبض بعنف من المفاجأة.
“رأيتك من بعيد، وبدا أنك سارحة في التفكير ما الذي كنتِ تفكرين فيه؟”
“كنت أفكر في كل ما حدث اليوم في الحقيقة…”
كنت على وشك إخباره بأن “سورين” هي من سربت المقالة.
لكن قبل أن أتمكن من إكمال كلامي، بدأ الموظفون المغادرون بالنظر نحونا بريبة.
“جايها” ليس شخصًا معروف الوجه للعامة، لكن وجوده معي كفيل بجعلهم يشكون بالأمر.
“انظر، أليست هي؟”
“هل هي بطلة ذلك المقال الفاضح؟ يا لها من جريئة تأتي إلى محطة البث علناً هكذا هل هذا مسموح به أصلاً؟”
يبدو أن “جايها” أيضًا قد شعر بأن الهمسات من حولنا لم تكن عادية.
ومع ذلك، اقترب مني دون أن يكترث بنظرات الناس، وأمسك بيدي.
“ألستِ جائعة؟”
أصبت بالدهشة من سؤاله عن الجوع بينما كان المارة يحدقون بنا.
“هل هذا الوقت مناسب لتسألني إن كنت جائعة؟”
“بالطبع هل تعلمين كم أن تناول الطعام مهم؟ أنا معدتي أكبر من قلبي، وأشعر بجوع شديد الآن.”
يبدو أن النساء اللاتي كنّ يتهامسن قائلين إنه جريء قد سمعو ما قاله، فتراجعو بسرعة وابتعدو.
نظر إليهم وهو يراهم يبتعدن، وبدت على شفتيه ابتسامة راضية.
“هيا بنا الآن.”
“إلى أين؟”
في الواقع، كنت أفكر طوال الوقت ما إذا كان من المناسب أن أعود إلى منزله.
كان لمنزله وقعٌ خاصٌ في نفسي.
فمنذ تلك الليلة التي بدأت أعي فيها مشاعري نحوه، لم أعد أشعر بالراحة في البقاء هناك.
وكان يساورني القلق من أنني قد أقدم على خطوة لا يمكن الرجوع عنها لاحقًا.
“إلى أين غير بيتي، طبعًا لا، بل أصبح بيتنا الآن، أليس كذلك؟”
لكن قلقـي تلاشى أمام وجهه الهادئ وهو يسحب يدي بلطف.
“في النهاية، عدتُ مجددًا.”
عدتُ إلى منزل “جايها” بعد أن قادني إليه.
حين نظرت إلى الكأس التي تركتها على الطاولة عند خروجي للعمل في الصباح، شعرت بشيء مختلف.
شعرت بأن لي بيتًا أعود إليه، وكان وقع ذلك عليّ أقوى لأنه لم يكن بيت الزوجية الذي كنت أعيش فيه لسنوات مع “جيهان”.
بدّلت ملابسي إلى ما هو مريح، وعندما خرجت، سمعت صوت تقطيع الخضار من المطبخ.
اقتربت من المطبخ، وكان “جايها” مشغولًا بإعداد شيء.
وقفت خلفه تمامًا أراقبه وهو يقلب شيئًا في المقلاة.
“هل أساعدك؟ ماذا تطبخ؟”
عند سؤالي، التفت “جايها” الذي كان منهمكًا في الطهي فجأة، فارتطمت أنفي بصدره الصلب.
“أعد طبق لحم بقري مقلي مع براعم الفاصولياء أوشكت على الانتهاء، فقط أنتظر أن يغلي الحساء.”
“بالفعل؟”
رغم علمه بقربنا، لم يتراجع خطوة إلى الوراء.
كان يحدق في وجهي وهو يضع الملعقة جانبًا.
مرت بضع ثوانٍ ونحن نحدق في عيون بعضنا.
نظرت إلى عينيه السوداوين العميقتين، ثم إلى أنفه، ثم شفتيه المرتبتين.
وبينما كنت أحدق به، تذكرت ما حدث الليلة الماضية.
تذكرت تلك اللحظة التي كدت ألامس شفتيه، لو لم يتوقف.
“يجب أن أضع الملاعق سأقوم بذلك.”
لم أعد أستطع النظر إلى عينيه، فتوجهت بسرعة نحو سلة الملاعق.
لكن قبل أن ألمسها، أمسك بمعصمي برفق.
“دعكِ من ذلك الآن لنتحدث قليلًا.”
“عن… عن ماذا؟”
سحبني إليه فأصبحت شبه ملتصقة به.
وفي تلك المسافة القريبة، ابتلعت ريقي وأنا أرى نظرته التي غمرتها الجدية.
“حديث؟ عن ماذا تحديدًا؟”
هل كان يقصد الحديث عن المقال الذي نُشر اليوم؟
أم…
تذكرت ما حدث الليلة الماضية، فاحمرت وجنتاي وقلت بخجل رأسي.
عندما انخفض رأسي، وانسدلت بعض خصلات شعري أمام عيني، مد “جايها” يده بلطف.
أزاح شعري الذي تدلّى، ولمست يده الكبيرة نعومة أذني، فانتفضت من المفاجأة ورفعت رأسي بسرعة.
“هل فكرتِ؟ فيما حدث البارحة.”
نظرته العميقة كانت تلتقي بنظري مباشرة.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
التعليقات لهذا الفصل " 46"