الليل حلّ على القصر مجددًا، لكنه هذه المرة لم يكن صامتًا. كل صوت، كل خفقة قلب، كان يتردد في رأسي كصفارات إنذار. جلستُ على حافة سريري، أراقب الظلال تتسلل على الجدران، وأنا أعيد ترتيب خطتنا مع سيلينا في عقلي.
– “أوفيليا… كل شيء يجب أن يكون دقيقًا هذه المرة.” قالت سيلينا، وهي تلمس كفّي بخفة، محاولة طمأنتي رغم التوتر الذي يملأنا.
– “أعلم…” هممت، وقلبي ينبض بسرعة. “لن أترك أي تفصيل يمر دون مراقبة… لا أي خطوة، ولا أي ابتسامة مشبوهة.”
حملت معنا الخطة المرسومة على ورقة صغيرة، تفاصيل الممرات، مداخل البلاط، كل شخص محتمل يمكن أن يكون خائنًا.
– “نبدأ من الغرف الشمالية…” قالت سيلينا، وهي تشير على الخريطة الصغيرة. “هناك ممر خفي يعرفه القليل، ويمكننا الوصول منه إلى المكاتب الخاصة دون أن يرانا أحد.”
ابتلعت ريقي، وأخذت نفسًا عميقًا. كل خطوة تقترب بنا من الخيط الثاني كانت محفوفة بالمخاطر، لكن الإصرار كان أقوى من أي خوف.
خرجنا من الغرفة بحذر، كل خطوة محسوبة، وكل صوت نحاول أن نخففه. الظلال الطويلة للقصر كانت أصدقائنا، نختبئ خلفها، نراقب كل حركة تمر بنا.
– “هل تظنين أنهم يعلمون أننا نراقب؟” همست سيلينا، صوتها يكاد يختنق من الخوف.
– “لا… ليس بعد…” أجبت، لكن قلبي لم يهدأ. “لكن علينا أن نكون مستعدين لأي مفاجأة.”
وصلنا إلى الممرات الشمالية، حيث أبواب مكتبية قديمة وممرات ضيقة. شعرت بأن كل شيء حولنا يهمس باسمي، كأن القصر نفسه يراقبنا.
فجأة، لمحنا حركة خفيفة قرب أحد المكاتب المغلقة. توقفنا في مكاننا، أنفاسنا متقطعة.
– “هل رأيتِ ذلك؟” همست سيلينا.
– “نعم… هناك شخص يختبئ وراء العمود.”
تسللنا ببطء، كل خطوة محسوبة. وعندما اقتربنا أكثر، رأينا شخصية جديدة، رجل في منتصف العمر يرتدي زي البلاط الرسمي، يبدو متوترًا، وكأنه يراقب أحدًا آخر وليس يدرك أننا نراقبه.
– “من يكون هذا؟” همست سيلينا، وكأن مجرد السؤال قد يُسمع.
– “لا أعرف… لكن أظنه قد يكون الخيط الثاني الذي نبحث عنه…” أجبت وأنا أحاول التحكم في خفقان قلبي.
اختبأنا خلف الزاوية، نراقبه وهو يكتب شيئًا على ورقة صغيرة، يبدو وكأنه يرسل رسائل سرية. كل حركة له كانت تزيد من توتري، وكل خطوة نحاول ألا نكتشف.
– “إذا كان هذا هو الخائن…” همست سيلينا، “فإننا نقترب من الحقيقة أخيرًا.”
ابتسمت ابتسامة خفيفة، رغم كل التوتر والخوف.
– “نعم… علينا أن نعرف من هو، ومن يوجهه، وكيف يمكن أن نكشف كل شيء.”
جلسنا هناك في الظلام، نراقبه بلا حراك، وكل لحظة تمر تجعل قلبي أسرع، وعقلي يخطط لكل احتمالات المواجهة القادمة.
جلسنا في زاوية مظلمة، أراقب الرجل وهو يكتب، وحركاته الصغيرة تنقل لنا شيئًا لم نفهمه بعد. كانت يده ترتجف أحيانًا، وكأنه يحاول إخفاء أمر ما، أو ربما يخاف من أن يكتشفه أحد.
– “نعم… هناك شيء غير طبيعي في كل حركة يقوم بها…” قلت، وأنا أتابع كل تفصيل، كل نبرة صوت، كل همسة غير مسموعة.
ابتلعنا صمتنا، كلانا يعلم أن أي حركة خاطئة قد تكشفنا. كانت الليلة مليئة بالظل، وبالخوف، لكننا ماضيتان نحو الهدف بلا تردد.
ثم لاحظت شيئًا: ورقة صغيرة تتسرب من يده، تسقط على الأرض بدون أن يلاحظ. اقتربتُ بخفة، دون أن يكتشفنا، وتمكنت من التقاطها دون أن أسمح لأي خفقة قلب أن تخبره بوجودنا.
جلست سيلينا بجانبي، عيناها مليئتان بالترقب.
– “هل ترين ما فيها؟”
فتحت الورقة بحذر، ووجدت رسائل مشفرة، أسماء وتواريخ، وأماكن لقاءات مخفية. شعرت بقشعريرة تسري في عمودي الفقري.
– “هذا… هذا يعني أنه متورط بشيء كبير…” همست سيلينا، وكأن الكلمات تكاد تكسر صمت الليل.
– “أعلم…” قلت، لكن صوتي كان خافتًا ومليئًا بالرهبة. “وهنا… هنا شيء يلمح إلى اسم مألوف… مارتينا.”
توقفت سيلينا عن التنفس للحظة، ونظرت إليّ بعينين متسعتين.
– “مارتينا؟!… اذن يمكن حقا أن تكون الخيط الذي يربط كل شيء؟”
– “ربما…” قلت ببطء، أحاول تهدئة نفسي. “لكن لا يمكن أن نؤكد شيئًا بعد. قد يكون مجرد إشارات خفية، أو خدعة لتضليلنا.”
أعدنا الورقة إلى مكانها، وانسحبنا إلى الظل بعيدًا عن أعين الرجل، وكلانا نشعر بثقل المعرفة الجديدة. شعور بالخيانة يختلط بالخوف، لكن أيضًا بالعزم المتجدد: علينا أن نكشف كل سر، مهما كان قريبًا منا.
جلست فيالفصل الحادي عشر: خيوط الخيانة
الجزء الأول: بداية البحث
الليل حلّ على القصر مجددًا، لكنه هذه المرة لم يكن صامتًا. كل صوت، كل خفقة قلب، كان يتردد في رأسي كصفارات إنذار. جلستُ على حافة سريري، أراقب الظلال تتسلل على الجدران، وأنا أعيد ترتيب خطتنا مع سيلينا في عقلي.
– “أوفيليا… كل شيء يجب أن يكون دقيقًا هذه المرة.” قالت سيلينا، وهي تلمس كفّي بخفة، محاولة طمأنتي رغم التوتر الذي يملأنا.
– “أعلم…” هممت، وقلبي ينبض بسرعة. “لن أترك أي تفصيل يمر دون مراقبة… لا أي خطوة، ولا أي ابتسامة مشبوهة.”
حملت معنا الخطة المرسومة على ورقة صغيرة، تفاصيل الممرات، مداخل البلاط، كل شخص محتمل يمكن أن يكون خائنًا.
– “نبدأ من الغرف الشمالية…” قالت سيلينا، وهي تشير على الخريطة الصغيرة. “هناك ممر خفي يعرفه القليل، ويمكننا الوصول منه إلى المكاتب الخاصة دون أن يرانا أحد.”
ابتلعت ريقي، وأخذت نفسًا عميقًا. كل خطوة تقترب بنا من الخيط الثاني كانت محفوفة بالمخاطر، لكن الإصرار كان أقوى من أي خوف.
خرجنا من الغرفة بحذر، كل خطوة محسوبة، وكل صوت نحاول أن نخففه. الظلال الطويلة للقصر كانت أصدقائنا، نختبئ خلفها، نراقب كل حركة تمر بنا.
– “هل تظنين أنهم يعلمون أننا نراقب؟” همست سيلينا، صوتها يكاد يختنق من الخوف.
– “لا… ليس بعد…” أجبت، لكن قلبي لم يهدأ. “لكن علينا أن نكون مستعدين لأي مفاجأة.”
وصلنا إلى الممرات الشمالية، حيث أبواب مكتبية قديمة وممرات ضيقة. شعرت بأن كل شيء حولنا يهمس باسمي، كأن القصر نفسه يراقبنا.
فجأة، لمحنا حركة خفيفة قرب أحد المكاتب المغلقة. توقفنا في مكاننا، أنفاسنا متقطعة.
– “هل رأيتِ ذلك؟” همست سيلينا.
– “نعم… هناك شخص يختبئ وراء العمود.”
تسللنا ببطء، كل خطوة محسوبة. وعندما اقتربنا أكثر، رأينا شخصية جديدة، رجل في منتصف العمر يرتدي زي البلاط الرسمي، يبدو متوترًا، وكأنه يراقب أحدًا آخر وليس يدرك أننا نراقبه.
– “من يكون هذا؟” همست سيلينا، وكأن مجرد السؤال قد يُسمع.
– “لا أعرف… لكن أظنه قد يكون الخيط التالي الذي نبحث عنه…” أجبت وأنا أحاول التحكم في خفقان قلبي.
اختبأنا خلف الزاوية، نراقبه وهو يكتب شيئًا على ورقة صغيرة، يبدو وكأنه يرسل رسائل سرية. كل حركة له كانت تزيد من توتري، وكل خطوة نحاول ألا نكتشف.
– “إذا كان هذا هو الخائن…” همست سيلينا، “فإننا نقترب من الحقيقة أخيرًا.”
ابتسمت ابتسامة خفيفة، رغم كل التوتر والخوف.
– “نعم… علينا أن نعرف من هو، ومن يوجهه، وكيف يمكن أن نكشف كل شيء.
جلسنا في الظل، نراقب الرجل وهو يغلق مكتبه ببطء، وكأن كل حركة له محسوبة بعناية. شعرت بقلبٍ مثقل، وبعيون تتخيل كل التفاصيل، كل همسة، وكل رسالة مخفية.
– “أوفيليا… علينا أن نخطط للخطوة التالية بحذر.” قالت سيلينا، وهي تهمس لي بصوت هادئ لكنه مليء بالعزم.
– “أعلم…” هممت، وأنا أشعر بثقل المسؤولية على كتفي. “يجب أن نعرف من يقف وراءه… ومن يوجهه، ومن يربطه بمارتينا.”
جلست سيلينا بجانبي بعد عودتنا إلى الغرفة الخاصة بنا، صامتة، وكأنها تحاول استيعاب كل ما رأته.
– “أوفيليا… أريدك أن تعرفي شيئًا…” قالت بصوت خافت.
– “ماذا؟” هممت.
– “أنتِ لست وحدك… مهما حدث، مهما اكتشفنا، سنظل معًا. كل خطوة، كل مواجهة… أنا هنا بجانبك.”
ابتسمت رغم كل ما رأيت، وقلت:
– “أعرف، سيلينا… وهذا ما يجعلني أقوى. سنكشف كل شيء… وسنعرف من الخائن.”
بعدها بدأنا بوضع خطة دقيقة لمراقبته في الأيام القادمة، كل خطوة يجب أن تكون محسوبة، كل لقاء محتمل يجب أن نعرف عنه قبل وقوعه. كانت سيلينا تكتب كل شيء على ورقة صغيرة، وأنا ألاحظ كل حركة من حولنا، كل صوت، كل نظرة مشبوهة.
– “إذا كان هناك من يخطط كل شيء من وراء الكواليس…” قالت سيلينا، “فعلينا أن نكون أذكى منه.”
ابتسمت بخفة، رغم الخوف. “نعم… لن نخسره، مهما حاول أن يخفي نفسه.”
ثم تذكرت مارتينا، وارتعشت يدي قليلاً. شعور بالخيانة والغضب امتزج بالخوف. كانت حقيقة أن الخيط قد يؤدي إليها شيءً صعب التحمل، لكنها حقيقة يجب مواجهتها.
جلسنا صامتتين للحظة، والليل يلتف حول القصر، يختبئ في كل زاوية. شعرت أن الظلال نفسها تراقبنا، وكأن كل شيء يهمس باسمي: الخائن قريب، والخطر أعظم مما تتصورين.
– “أوفيليا… هل تشعرين بما أشعر به؟” همست سيلينا، وكأنها تشاركني شعورًا عميقًا بالخطر.
– “نعم… شعور بأن كل خطوة يجب أن تكون محسوبة… وأن أي خطأ قد يكلفنا الكثير.” قلت، وقلبي ينبض بسرعة.
ثم أدركت شيئًا مهمًا: كل إشارات الغموض، كل الرسائل، كل الخيوط التي جمعناها حتى الآن، كانت تشير إلى شخص قريب جدًا مني… شخص لم أكن أتوقعه.
– “سيلينا…” هممت بصوت منخفض، “علينا أن نكون مستعدين. أي خطوة خاطئة قد تكشفنا، وأي تردد قد يمنح الخائن ميزة.”
وضعت يدها على يدي، ونظرت في عينيّ بجدية: “معًا، أوفيليا… كل شيء سنواجهه معًا.”
ابتسمت رغم كل التوتر، وأحسست بعزم يتجذر في داخلي: سأعرف الحقيقة، مهما كان الثمن، مهما اقترب الخطر من قلبي.
جلسنا في صمت، نفكر في الخطوة التالية، والخيوط التي ستقودنا إلى مارتينا، ومع كل لحظة، كانت عزيمتي تزداد قوة: لن أسمح لأحد أن يخون ثقتي، ولن أترك أي سر مخفي أن يمر دون أن أكتشفه.
الليل عمّ القصر، لكن في داخلي كان هناك ضوء صغير من العزم، يقودني، يذكرني بأن الحقيقة ستكشف، وأن العدالة ستظهر، مهما كانت معقدة، مهما كانت قريبة جدًا مني…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 9"