Chapters
Comments
- 3 2025-09-26
- 2 - ولدتُ كشخصيةٍ غيرِ مهمةٍ(2) 2025-07-08
- 1 - وُلِدتُ كشخصيةٍ غيرِ مهمةٍ¹ 2025-05-08
- 0 - سأُغير المصير 2025-05-08
كاري كاري:
━━━●┉◯⊰┉ الفصل 3 ┉⊱◯┉●━━━
لم تَكُن بيث تَعلمُ، لكنّها كانت امرأةً جذابةً جدًّا. لم يَكُن جمالُها الخارجيُّ متميّزًا بشكلٍ استثنائيٍّ، لكنَّ موقفَها المتجمّدَ كانَ يَجذبُ أنظارَ الكثيرينَ.
بشرتُها البيضاءُ التي لا تُصدَّقُ أنّها لامرأةٍ عاملةٍ، وعنقُها الرفيعُ الذي يَظهرُ بوضوحٍ معَ شعرِها المرفوعِ بعنايةٍ، كانتا لافتتَينِ.
دائمًا كانت خصلاتُ شعرِها الصغيرةُ تَتبعثر قليلًا، لكنّها لم تَكترثْ.
لم تَكُن تُفرطُ في المجاملةِ أو تَهتمُّ بأنظارِ من حولَها، ومعَ ذلكَ لم تَكُن فظّةً.
كانت تَتحرّكُ بالقدرِ الضروريِّ فقط، وتُقلّلُ من تعبيراتِها العاطفيّةِ إلى الحدِّ الأدنى.
كانت جوليا تَرى بيث رائعةً جدًّا بسببِ ذلكَ.
“بي… بيث… إنْ لم يَكُن هناكَ مانعٌ، هل يُمكنُنا الذهابُ معًا إلى المسرحِ في نهايةِ هذا الأسبوعِ…”
“ليسَ لديَّ مالٌ لشراءِ تذاكرِ المسرحِ.”
“لا… لا بأسَ، لديَّ تذكرتانِ بالصدفةِ…”
“وبالصدفةِ ليسَ لديَّ وقتٌ.”
“…”
“ومتى رأيتِني لتَتحدّث إليَّ بلا تكلّفٍ هكذا؟”
في طريقِ عودتِها اليومَ بعدَ أخذِ نصفِ إجازةٍ، ركضَتْ جوليا، وهيَ خادمةٌ كانت تَنظّفُ الحديقةَ من الأعشابِ الضارّةِ، نحوَ بيث بخجلٍ، لكنّها قوبلتْ بالرفضِ القاطعِ.
كانت بيث تَحملُ بينَ ذراعَيها العديدَ من الأغراضِ، معظمُها طعامٌ يَدومُ طويلًا، ويبدو أنّها اشترتْ هذه المرّةَ أشياءَ أخرى أيضًا.
ركضَتْ جوليا نحوَها وساعدتْها بحملِ بعضِ أغراضِها الصغيرةِ وقالتْ:
“يا للأسفِ! توم كانَ محبوبًا جدًّا.”
“من توم؟”
“ذلكَ الرجلُ منذُ قليلٍ!”
يا لتوم المسكينَ. ربّما كانَ الآنَ يَبكي بعدَ رفضِها له ويَتلقّى العزاءَ من زملائِه.
“قوَّ نفسَكَ يا توم، بيث لا تَعرفُ اسمَكَ حتى.”
عزّتهُ جوليا سرًّا.
“آه…”
عرفتْ اسمَه للتوِّ، لكنْ من تعبيرِ بيث، كانَ واضحًا أنّها ستنساهُ في أقلَّ من عشرِ دقائقَ. هكذا كانت بيث في نظرِ جوليا.
“أَليسَ لديكِ نيّةٌ للحبِّ يا بيث؟”
“لا.”
“لماذا؟”
“لأنّ…”
تردّدتْ بيث وكأنّها تَختارُ كلماتِها، ثمّ قالتْ:
“يَحتاجُ إلى مالٍ ووقتٍ… وطاقةٍ أيضًا؟ لستُ مهتمّةً بتقسيمِ وقتِ عملي للقاءِ أحدٍ…”
لم تَفهمْ جوليا ما الذي اختارتْه من كلماتٍ. ضحكتْ فقط بابتسامةٍ خفيفةٍ.
لم تُعارضْ جوليا كلامَ بيث، بل ساعدتْها بابتسامةٍ في نقلِ أغراضِها إلى السكنِ.
وبينما كانت بيث تَضعُ أغراضَها في زاويةِ السريرِ وتُرتبُ الباقي، تذكّرتْ فجأةً وقالتْ:
“رأيتُ محتالًا اليومَ.”
“ماذا؟”
“ماذا؟!”
“من يَجرؤُ على خداعِ بيث خاصتِنا؟!”
“لماذا أنا بيث خاصتكم؟”
كانت تَتحدّثُ إلى جوليا فقط، لكنّ أصواتَ نساءٍ أخرياتٍ رنَّتْ في السكنِ الذي ظنّتْ أنّهما وحدهما فيه.
كاثرين وآن.
نهضتْ إحداهما من السريرِ العلويِّ وهيَ تَتنفّسُ بغضبٍ، ورفعتْ الأخرى الستارةَ عن السريرِ السفليِّ وقامتْ بسرعةٍ.
“لم أُخدَعْ.”
“بيث ليستْ من النوعِ الذي يَقعُ في الخداعِ.”
عندَ ذكرِ كلمةِ ‘محتالٍ’ تجمّعَ الجميعُ في دائرةٍ. أَحضرتْ آن علبةً معدنيّةً من زاويةِ سريرِها تحتوي على كعكٍ متعدّدِ الأنواع.
قالتْ كاثرين وهيَ تَرمشُ بعينَيها:
“هذا الكعكُ يَبدو باهظَ الثمنَ!”
“صحيحٌ، لم أَرَ مثلهُ يُباعُ من قبلُ.”
“أَليسَ هذا من امتيازاتِ خادمةِ المطبخِ؟ تلقّيتُه اليومَ. كانَ لدى العائلةِ المالكةِ عشاءٌ عائليٌّ هذا المساءَ.”
“آه، كانَ ذلكَ اليومَ؟”
“لذلكَ قلتُ لكِ أَنْ تعودي مبكّرًا!”
كادتْ تقولَ: ‘لماذا يَجبُ أنْ أعودَ لأرى أولئكَ الناسَ يَتجمّعونَ ويَأكلونَ بنهمٍ؟’
لكنّها كبحتْ الكلماتِ في حلقِها. مهما أَثارتْ هؤلاءِ رغبتَها في القتلِ، ومهما كانوا دونَ مستوى الصراصيرِ، فهم أربابُ عملِها.
هم نبلاءُ وهيَ عاميّةٌ. بدلًا من شتمِهم، أَخرجتْ بيث كعكةً أخرى وأَكلتْها.
“نعم، بيث أَخذتْ نصفَ إجازةٍ وخرجتْ، لذا لم تَعلمْ.”
كانَ الكعكُ المحشوُّ بالفواكهِ المطهوّةِ لذيذًا. استمعتْ بيث إلى شكاوى صديقاتِها الخادماتِ بأذنٍ واحدةٍ وأَكلتْ الكعكَ.
‘لو أنّ كلير تُحبُّ الكعكَ أيضًا.’
ربّما بسببِ إهمالِها منذُ الطفولةِ، كانَ لكلير ميلٌ للحلوياتِ في القصّةِ. استغلّتْ سيسل ذلكَ في فصلٍ ما لتُعطيَها شيئًا في الحلوى، ومن هناكَ بدأتْ فصولٌ أخرى أسوء…
“إذن، كيفَ كانَ ذلكَ المحتالُ؟ هاه؟”
“ماذا؟”
عادَ الحديثُ فجأةً إلى المحتالِ.
“يَقولونَ إنّ المحتالينَ يَستهدفونَ النساءَ القادماتِ من الريفِ، أَكانَ الذي اقتربَ من بيث كذلكَ؟”
“ربّما، لكنّ بيث استقرّتْ هنا منذُ زمنٍ، أليسَ كذلكَ؟”
“يبدو أنّ للمحتالينَ عينًا تَميّزُ ذلكَ.”
“ما هذا؟!”
نظرتْ بيث ببرودٍ إلى صديقاتِها وهنَّ يَضحكنَ ويَتسامرنَ بالأحاديث… حول كيفَ كانَ ذلكَ الرجلُ؟
“كانَ وسيمًا.”
توقّفتْ الضحكاتُ فجأةً، وعمَّ الصمتُ بعدَ كلمتِها.
وسيمٌ؟ تلقّتْ بيث خلالَ الشهرِ الماضي عروضًا من رجالٍ كثيرينَ، لكنّها لم تُبدِ أيَّ ردّةِ فعلٍ عندَ سؤالِها عنهم…
“وسيمٌ؟”
بيث التي لا تَتذكّرُ حتى اسمَ توم الودودِ، قالتْ عن المحتالِ فورًا إنّه وسيمٌ، إذن هذا صحيحٌ.
كانَ ذلكَ الرجلُ وسيمًا حقًّا.
“وماذا أيضًا؟”
“صوتُه كانَ جميلًا أيضًا. يبدو أنّ المحتالينَ اليومَ يَهتمّونَ بمظهرِهم.”
“هذا حقيقيٌّ حقًا! اليوم رأيتُ رئيسةَ الخادماتِ تَقرأُ الجريدةَ وتَتأفّفُ. كانت الحريدةُ حولَ سيدةٍ نبيلةٍ خسرتْ نصفَ ثروتِها لمحتالٍ وسيمٍ.”
“ليسَ لديَّ ثروةٌ لأَخسرَها.”
ليسَ لديها مالٌ، لكنْ لديها جسدُها. لذلك فضّلتْ بيث أنْ تُسلبَ مالًا على أيِّ شيءٍ آخرَ.
رغمَ إلحاحِهنَّ لتَقولَ المزيدَ، أَغلقتْ بيث فمَها. لم يَكُن لديها المزيدُ لتقولَه، وكانت مُتعبةً أيضًا.
أيُّ حديثٍ إضافيٍّ قد يُحرَّفُ إلى شائعاتٍ.
بعدَ ضحكٍ طويلٍ، نامَ الجميعُ. كانت الأيامُ مليئةً بالعملِ الشاقِّ، فناموا بعمقٍ، وبعضُهنَّ شخرنَ حتى.
تأكّدتْ بيث أنّ الجميعَ نائماتٌ، ثمّ أَشعلتْ شمعةً. فظهرَ ظلٌّ كبيرٌ على الستارةِ التي تُغطّي سريرَها.
“لنرى…”
ها هي تبدأُ الدراسةُ بعدَ زمنٍ طويلٍ. لم تَتوقّعْ أبدًا أنها سوف تَتعلّمَ الحروفَ في السابعةَ عشرةَ.
استحالةُ جلبِ معلمٍ لكلير جعلتْ بيث تَتولّى تعليمَها.
قالتْ كلير إنّها تُريدُ الحروفَ فقط، لكنّ بيث خطّطتْ لتعليمِها المزيدَ تدريجيًّا.
‘سنتانِ قادمتانِ.’
سيسل ستَنتقلُ إلى الجسدِ بعدَ ثماني سنواتٍ، لكنْ حياةُ كلير ستَتغيّرُ بعدَ سنتَينِ. لذلك يَجبُ على بيث تغييرُ كلِّ شيءٍ خلالَ ذلكَ.
سواءٌ بفضلِ ميزةِ التجسد أو ذكائِها، تعلّمتْ الحروفَ سريعًا. في ليلةٍ واحدةٍ، أَصبحتْ تَقرأُ كلماتٍ بسيطةً.
‘لكنْ تكوينُ الجملِ مستحيلٌ.’
لم تَشعرْ بتعبٍ شديدٍ رغمَ السهرِ. في حياتِها السابقةِ، كانَ النومُ العميقُ نادرًا، فالسهرُ يومًا لم يَكُن قاتلًا.
ودّعتْ زملاءَها الذاهبينَ للعملِ، وفي الفجرِ الباكرِ، جهّزتْ بيث بعضَ الأغراضِ واتّجهتْ إلى البرجِ.
كانَ صوتُ تدريبِ الجنودِ يَصدعُ في
دارِ الكونتِ اليومَ أيضًا.
‘كثيرٌ من المعاناةِ في الفجرِ.’
كمْ من الأعداءِ لدى الكونتِ غوردون حتى يَمتلكَ جيشًا ضخمًا؟ ربّما قلّةُ الخدمِ في القصرِ بسببِ ذلكَ.
“تسك.”
إنْ فكّرتْ في ذلكَ، فأجرُها قليلٌ جدًّا. ثمانيةُ سلفراتٍ للعملِ في دارِ نبيلٍ؟
هؤلاءِ الأربابُ السامونَ يُجبرونَ الخدمَ على السكنِ في الأشهرِ الأولى، ثمّ يَقتطعونَ أموالًا بحجّةِ الإقامةِ والطعامِ. الأغنياءُ حقًا هم أسوأُ.
في قلبِ بيث، كانَ الكونتُ، الذي يَفقدُ أعصابَه ويَصرخُ على الأطفالِ، لعينًا حقيرًا.
حتى لو دفعَ عشرينَ سلفرًا، سيَظلُّ في نظرِها حقيرًا. بل هوَ كذلكَ بالفعلِ.
“…لعينٌ.”
“ماذا… ماذا؟”
“لا شيءَ، يا آنستي. امضغي ببطءٍ.”
يبدو أنّها شتمتْ ذلكَ اللعينَ، الذي لم تَرَ وجهَه بعدُ، دونَ قصدٍ أثناءَ تفكيرِها.
عندما استبدلتْ بيث تعبيرَها القاسيَ بابتسامةٍ هادئةٍ، اطمأنّتْ كلير وابتسمتْ وهيَ تُحرّكُ عينَيها بحيويّةٍ.
“بيث… يبدو أنّ تعبيراتَكِ متنوّعةٌ جدًّا.”
“أَهكذا هو الأمرُ حقًا؟”
كانَ ذلكَ معَ كلير فقط.
“أُم…”
لم تَعلمْ كلير ذلكَ، فقالتْ وهيَ تَعبثُ بالخبزِ في يدِها:
“أَتمنّى لو كنتِ عائلتي…”
كانت بيث تَعرفُ الوجوهَ التي ستراها كلير في السنتَينِ القادمتَينِ بدونِها: الكونتُ ووالدتُه غاضبانِ دائمًا، والسيدُ الصغيرُ يَعاملُها كأقلَّ من معاملة البشرِ، والخدمُ يَنظُرونَ إليها ببرودٍ كأنّها أقل منهم.
منذُ شهرٍ، ظهرتْ بيث كمعجزةٍ دافئةٍ في حياةِ كلير، فكيفَ لا تُحبُّها؟
نظرتْ كلير إلى الحروفِ التي كتبتْها بيث على ورقةٍ، كانت عبارةً عن ورقةٍ الفارغةٍ، وقلمٍ من الفحمِ، فأبتسمتْ بلطفٍ.
‘لماذا هذه الخادمةُ لطيفةٌ معي رغمَ أنّ ذلكَ لا يُفيدها؟’
‘لو كانت هي أمّي…’
رغمَ كونِها نبيلةً، شعرتْ أنّها لو عاشتْ معَ بيث، لن تَحتج
رغمَ كونِها نبيلةً، شعرتْ أنّها لو عاشتْ معَ بيث، لن تَحتاجَ مكانةَ النبلاءِ.
“ستَكونينَ سعيدةً يا آنستي.”
“أَحقًّا؟”
“بالطبعِ، ستَحتضنينَ سعادةً عظيمةً تَنْسينَ بها حتى وجودي.”
وُلدتْ بيث كشخصيّةٍ تافهةٍ لا دورَ لها.
لكنْ ليسَ كلير. كلير يُمكنُها أنْ تَكونَ سعيدةً.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات