– اعتقد زوجي أنني مت وأصبح طاغية.

الفصل 58

* * *

“هل كانت رحلتكِ ممتعة؟”.

“نعم، هل كان كل شيء على ما يرام هنا؟”.

“بالطبع، الجولة الأولى على وشك أن تبدأ الآن.”

اتجهت نظرة هاديل نحو المشاركين الذين ظهروا حديثًا. رجل عضلي يبدو أنه من عامة الناس ونبيل نحيف المظهر.

“هاديل.”

“هممم؟”.

همست بهدوء إلى هاديل بينما كنت أنظر إلى الساحة. لم يتبق الكثير من الوقت حقًا.

أعتقد أن الدوق سوف يقف إلى جانبي اليوم، ولكن سيكون من الصعب الاستمرار في تلقي دعمه في المستقبل.

على الرغم من أن وجود زوجة الإمبراطور المفضلة إلى جانبه كان أمرًا قيمًا، إلا أنه كأب أراد أن يجعل ابنته إمبراطورة، لم يكن الأمر مرحبًا به تمامًا.

“ما مدى السرعة التي يمكن بها الوصول إلى جنوب سينيوريا بأسرع وقت؟”.

“من؟ انا؟”.

“لا، الفرسان الموثوق بهم.”

“حسنًا، إذا تحرك عدة أشخاص معًا، فسيؤدي ذلك إلى إبطائهم كثيرًا. حتى لو تحركوا بأسرع ما يمكن، أعتقد أن الأمر سيستغرق حوالي عشرة أيام.”

خمسة عشر يومًا، إنها فترة طويلة إذا كنت تعتقد أنها طويلة، وفترة قصيرة إذا كنت تعتقد أنها قصيرة.

ولكن بالنسبة لي، لقد كانت فترة طويلة جدًا.

“سينيوريا هي المكان الذي تعيش فيه عائلة دي آش، أليس كذلك؟”.(دي آش عائلتها، نسيت انا سميته آخ ولا آش؟) 

أومأت برأسي على كلمات هاديل.

“هذا صحيح. دوق بالسيرينو يحتجزهم كرهائن. نحن بحاجة إلى فرسان أقوياء يمكنهم التهرب من مراقبتهم. ويجب أن يكونوا قادرين على التحرك بسرعة.”

في الواقع، كنت قد خططت لإنقاذ عائلتي بمجرد دخولي القصر وتعريف نفسي لهاديل.

لم تكن المنطقة مهمة.

بمجرد القبض على جميع الجناة الذين أوقعوا عائلة دوق دي آش وحاولوا قتلي، سيتم استعادة مكانتي، وسأحصل على أراضي جديدة. حتى ذلك الحين، كان عليهم على الأقل أن يهربوا بأرواحهم.

لكي نتمكن أنا وهاديل من الانتقام كما يحلو لنا.

ولكن بعد ذلك فجأة مرضت، ثم تم اختطافي عندما ذهبت خارج القصر لاجتياز اختبار الدوق بالسيرينو… . 

ونتيجة لذلك، ظلت عائلتي في نفس وضع الرهائن.

لو تمكنوا من القدوم إلى العاصمة خلال مهرجان نهاية العام، لكان الأمر أسهل، لكن لسوء الحظ، بدا أن الجانب البالسيرينو هو الذي منعهم من القدوم.

بينما كنت مستغرقة في التفكير، قام هادل بلمس خدي.

“ثم لماذا لا أذهب؟”.

وأشار إلى نفسه مبتسما ببراءة. 

ولكن أن يكون إمبراطور دولة غائباً لفترة طويلة، بغض النظر عن كيفية تفكيرك في الأمر، فهذا أمر محض هراء.

بالطبع، كان هادؤل قويًل بشكل لا يصدق.

لقد أصبح أقوى مما كنت أتخيل.

ولكن لا يزال… . 

“يمكنني الوصول إلى هناك في يومين.”

“ماذا؟!”.

“لا، إذا دفعت نفسي حقًا، فقد أتمكن من القيام بذلك في يوم واحد.”

لقد انفتح فمي.

ماذا كان يقول على الأرض؟.

كيف استطاع الوصول إلى تلك الأرض الجنوبية البعيدة في يوم واحد فقط؟.

“أنت تكذب!”.

“هذا ليس صحيحًا. لماذا أكذب عليكِ يا آشا؟”

“ولكن كيف…”.

“لقد ذهبت إلى قصر دي آش عدة مرات من قبل. سراً، دون علم بالسيرينو. نظرًا لأنني لم أستطع ترك مقعد الإمبراطور فارغًا لأيام، فقد ذهبت وعدت بسرعة.”

[بفضل جلالته الذي جاء لمساعدتنا من وقت لآخر، تمكنا من البقاء على قيد الحياة كثيرًا.]

تذكرت شيئًا ذكرته والدتي أثناء محادثة عابرة.

أن جلالة الإمبراطور كان يأتي بين الحين والآخر ويترك أشياء ثمينة.

لفترة من الوقت، تم إنشاء سيناريوهات مختلفة في ذهني وتم التخلص منها مرارا وتكرارا.

لكن هذه الأفكار لم تستمر طويلا.

“المباراة التالية. المباراة الأخيرة من الجولة الأولى! شيفر فينيلسون ضد لانكويل تين!”.

“وووه-!”

“إنه أحد أفراد قبيلة لو-! الخصم من قبيلة لو!”.

“ماذا– هل يمكن لقبيلة لو أن تشارك أيضًا؟”.

همسات. ارتفعت الهمسات من هنا وهناك. لكن تلك الهمهمات سرعان ما سُحِقَت بصمت أعظم واختفت في لحظة.

“أنا أتنازل.”

لقد خرج الشاب شيفر إلى الساحة وانسحب قبل أن تبدأ المباراة.

ونتيجة لذلك، كان الخصم الذي كان يلهث ويلهث، جاهزًا لإظهار مهاراته، يرتدي تعبيرًا مذهولًا. وفي الوقت نفسه، شعرت بفمي يجف من التوتر وأنا أنظر نحو نيلا.

كما هو متوقع.

ابتسمت نيلا بابتسامة رضا على وجهها بالكامل، لأي سبب كان. لم تكن هناك حاجة لتخمين السبب.

“لقد أنتجت عائلتنا، عائلة شيفر البارونية، علماء لأجيال. لذا، أنا أيضًا لا أمتلك موهبة المبارزة بالسيف.”

فجأة بدأ السيد الشاب شيفر في إلقاء خطاب، وهو ينظر حوله إلى الجمهور الساخر.

“السبب الوحيد الذي جعلني آتي إلى بطولة المبارزة هو هذا.”

كان يتحدث بهدوء، ولكن فجأة رفع صوته بشكل دراماتيكي وضرب الأرض بسيفه.

“هنا، أمام عدد لا يحصى من المواطنين والنبلاء الإمبراطوريين! أنا، شيفر فينيلسون، أتهم زوجة الإمبراطور سيلفر ليلي!”.

توقف همهمة الناس.

في لحظة، ساد صمت يبتلع حتى صوت التنفس في الساحة.

* * *

لقد اختفت الأجواء المثيرة التي كانت سائدة قبل لحظات دون أن تترك أثراً، وهبت رياح شتوية باردة على الساحة. وفي الصمت الخانق، كان السيد الشاب شيفر وحده هو الذي صرخ بغضب.

“أتهم زوجة الإمبراطور سيلفر ليلي بجريمة إساءة استخدام سلطتها بشكل غير معقول! أرجوك أن تسمع ندائي، يا صاحب الجلالة!”.

إتهامي هنا، حيث يمكن للجميع أن يرون. رغم أنني ربما لم أتعرض لضربة كبيرة، إلا أنها كانت كافية لتشويه صورتي أمام الإمبراطورية بأكملها.

نظرًا لأنني كنت مفضلة لدى الإمبراطور وكانت الآراء الإيجابية عني تتزايد تدريجيًا، فلا بد أن نيلا كانت قلقة. كان عليها أن تصبح الإمبراطورة بطريقة أو بأخرى، ولكن بهذه الوتيرة، حتى المواطنين الإمبراطوريين بدأوا في الوقوف إلى جانبي.

كما كان متوقعًا، كان تعبير وجه نيلا تعبيرًا عن الرضا التام.

“أوه؟ هذا إساءة استخدام للسلطة بشكل غير معقول، كما تقول.”

لمعت عينا هاديل وهو يمسح ذقنه. بالكاد تمكنت من منع نفسي من الابتسام عندما رأيت عينيه الورديتين المليئتين بالفضول.

كيف يمكن أن يكون لطيفًا جدًا حتى في وقت كهذا؟.

من المؤكد أن الآخرين سوف يغمى عليهم لو عرفوا ما أفكر فيه، ولكن بعد معرفتي بمشاعر هاديل الحقيقية، وجدت الأمر رائعاً.

“لذا، ما الخطأ الذي من المفترض أن زوجتي قد ارتكبته؟”.

عرف هاديل أنني كنت أستعد لهجوم شيفر ونيلا. بعد أن رأى وسمع كل شيء بجانبي، ربما كانت لديه فكرة تقريبية عن كيفية تقدم الأمور.

ولكن السبب الذي جعله يسأل وكأنه لا يعرف شيئا كان مختلفا.

“دعونا نسمع ذلك. تفضل وتحدث.”

توقف وابتسامة ابتسامة لا تحمل اي لطف ممكن، “أنا فضولي جدًا بشأن نباحك الذي أعددته. هيا ثرثر.”

وبينما كان الإمبراطور يجهز المسرح رسميًا، بدأ الجمهور، الذي كان يراقب الوضع بفارغ الصبر، في التحرك.

إذا تسبب شخص في مثل هذا الحادث المزعج في مهرجان مخصص لمشاركة الفرح، فيمكن طرده بالقوة حتى لو لم يكن ذلك جريمة كبرى.

بالنظر إلى صورة هاديل المعتادة، فمن المرجح أن الكثيرين توقعوا أن يتم طرد شيفر دون أن تتاح له حتى فرصة التحدث بشكل صحيح.

من غير المعروف ما إذا كانت نيلا وشيفير يفكران بنفس الطريقة، ولكن على أية حال، كان الأمر مفيدًا لهما. سواء تحدث شيفر بشكل صحيح أو تم طرده بسرعة، فإن هذه الحادثة من شأنها بالتأكيد أن تنشر شائعات سيئة حول “الإمبراطورية الزوجة سيلفر ليلي”.

“لقد فرضت سيلفر ليلي عقوبة قاسية بخمسين جلدة على سيدة نبيلة بريئة. لقد فقدت تلك المرأة وعيها أثناء تلقي العقوبة وهي الآن تتأرجح بين الحياة والموت، وعندما تستعيد وعيها، يجب أن تتلقى المزيد من العقوبة!”.

خطاب بسيط وواضح يركز فقط على النقاط الرئيسية.

ومع ذلك، فقد حجبت الجوهر بشكل خفي وناشدت التعاطف. وعند هذه الصرخة الواثقة والساخطة، تحرك الجمهور مرة أخرى.

“يا إلهي، بسبب سيلفر ليلي الجميلة؟”.

“كيف يمكن أن يكون هذا…!”

“مستحيل! ما السبب الذي قد يدفع سيلفر ليلي إلى فعل مثل هذا الشيء؟”.

“ولكن ما مدى الظلم الذي يجب أن يشعر به ليخرج ويتهمها في مكان مثل هذا؟”.

“تسك، تسك. لم أحبها منذ البداية! ثعلب سحر جلالة الإمبراطور بوجهها!”.

“يقولون أنها كانت في الأصل من عامة الناس؟ كما هو متوقع، جذورها…”.

~~~

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

حسابي انستا: roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_