رغم أن الطاهي هو من أعدّ كل شيء، لكن من الواضح من أين جاءت الوصفات.
“مجرد خبز عادي… فكيف تحرّك فيّ شيئًا؟”
لطالما أكل دون رغبة.
حتى عندما يكون جائعًا، الطعام لم يعد له طعم. كان يأكل فقط ليستمر على قيد الحياة.
لكن الطعام الذي ترسله أوديل… كان مختلفًا.
أمامه الآن سكون دافئة، ما زالت تفوح منها رائحة الزبدة.
نظر إليها بتمعن.
“ما الذي وضعته فيه؟”
فردّ الطاهي، وكأنه كان ينتظر السؤال:
“زبدة من مزرعة ‘مورنينغ بيل’، عسل من متجر ‘هانيليان بوتيك’، وكريمة من مصنع ‘هايمبير’.”
“كل هذا أوصت به بنفسها؟”
“نعم، أليس مذهلًا؟ يبدو أنها جرّبت الوصفة مرارًا… فهي تحفظ كل شيء عن ظهر قلب.”
النكهة كانت غريبة لكنها مألوفة.
وفي كل مرة، يتردّد لودفيل قبل أن يبدأ الأكل.
لكنه في النهاية… ينهي كل شيء.
ويأتي ذلك الشعور الغريب بالسكينة.
الفراغ والغضب، اللذان كانا ينهشان روحه كل يوم، يختفيان للحظات.
وكأن هذه الوجبة… تغطّي شيئًا مكسورًا داخله.
اللعنة.
لم يعد يستطيع إنكار أنه اعتاد طعامها.
هل هذا أسلوبها في التسلل؟ تبدأ بالمعدة؟ ماكرة…
أن تُسقط حصونه من المطبخ؟ هذه خيانة!
شعر وكأنه خُدع.
عندها، سأله إدوين، وهو يراقبه:
“لا أظنني رأيتك تستمتع بطعامك من قبل، سيدي.”
“كنت آكل جيدًا سابقًا أيضًا. لم أكن صعب الإرضاء.”
أجاب لودفيل، ونظره ثابت. لم يكن يكذب.
حتى قبل ثلاثة أشهر، كان يأكل بشهية جيدة.
لكن إدوين هز رأسه وقال:
“نعم، كنت تأكل، لكن لم يكن يبدو أنك تستمتع. أما الآن…”
توقف لحظة، ثم أضاف بابتسامةٍ .
“أظنّك تنتظر موعد الوجبة القادمة، أليس كذلك؟”
أراد لودفيل أن ينكر.
لكنه… لم يجد ما يقول.
فالتزم الصمت.
أشار إدوين إلى السكون، وسأله بفضول:
“أهي لذيذة حقًا؟”
تأمّل لودفيل القطعة، ثم مدّ يده وقدّم واحدة لإدوين.
“جرّبها.”
“حقًا؟! شكرًا جزيلًا!”
تناولها فورًا، وقد اشتعلت عيونه بفضول صادق.
ما الذي يجعل سيده، الذي كان يعيش على الخمر، يعود إلى الطعام؟
أخذ قضمة… ثم عبّر عن رأيه.
“هممم… طيبة.”
كانت فعلًا شهية. دافئة، ناعمة، زبدانية.
لكن…
“لذيذة، لكن لا أظنها مذهلة.”
رفع حاجبيه بحيرة، فلم يفهم لماذا بدت تلك السكون استثنائية لسيده.
“أبدو الوحيد الذي يشعر بذلك، إذن.”
“لا! لا أقصد أنها ليست شهية!”
لوّح إدوين بيديه سريعًا.
لكن لودفيل لم يكن يختبره.
بل أراد أن يعرف…
هل أنا وحدي أشعر بذلك؟
“إذن ليست نكهة يفضّلها الجميع.”
“نعم، يمكننا قول ذلك.”
“ذلك يعني… أن تلك الفتاة ركّزت على ذوقي أنا فقط.”
كل طبق، بلا استثناء، كان مثاليًا بالنسبة له.
هل… درست ذوقي؟
ثم توقّف تفكيره فجأة.
على أي أساس؟
من أين عرفت هذه التفاصيل؟ حتى الطاهي لا يعرفها.
كان من الأفضل لو أنها جاءت بنفسها، وادّعت أنها الوحيدة القادرة على إشباعه… لكان تفهّم.
لكنها كشفت كل الوصفات.
والطاهي ينفّذ بدقّة.
يعرف كل المقادير وكل الخطوات.
ومع الوقت، سيستطيع إتقانها دون الحاجة لها.
وهذا ما لم يفهمه لودفيل.
أوديل تتصرّف وكأن كل ما يهمّها هو أن… يأكل فحسب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 25"