فهذا طعامٌ يُعدّ للفقراء والفلاحين، لا يليق بمائدة دوقٍ عظيم.
رغم صمته، بدا واضحًا أنّه يفكّر.
“هل تتوقّعين أن يُعجَب سموّه بشيءٍ كهذا؟”
لكن أوديل لم تكترث، وأكملت بثقة.
“قطّع اللحم المدخّن إلى شرائح رقيقة، وضعه فوق الحساء. انقع الشعير في الماء طويلاً، ثم اطهه على نار هادئة حتى يصبح ناعمًا دون أن يذوب. ليكن السطح طريًّا لكن القوام ثابت.”
كانت أوديل، في حياة لودفيل السابقة، زوجته.
لم تعش تلك الحياة مباشرة، لكنّها رأتها من خلال ذكرياته.
رأت الطاولة، والأطعمة، والأحاديث.
ولهذا… لم يكن أحد يعرف ذوقه في الطعام أكثر منها.
قالت بعدها:
“وسيكون من الجيّد إضافة بعض الفواكه البريّة، مثل توت العليق أو التوت الأسود.”
من خلال المائدة التي كانت تُحضّرها له أوديل في حياته الماضية، بدا أنّه يُحبّ الأطباق التي تمزج الطراوة بالملوحة، واللحم مع لمحة من الحلاوة.
لكن كلماتها، التي بدت كأنها تتحدّث عن مكونات ريفيّة فقيرة، أزعجت الطاهي.
“توت العليق؟… أليس من الأفضل استخدام التوت العادي؟”
“لا. الفواكه البريّة أقلّ حلاوة، لذا يمكننا إضافة لمسة من العسل لتعويض ذلك.”
“…لا أظنّ سموّه سيأكل طعامًا كهذا.”
ظهر التردّد واضحًا في صوته.
فهو، رغم احترامه لها، لا يريد أن يُلام لاحقًا إن رفض الدوق هذا الطبق.
لكن أوديل ابتسمت برفق وقال.
“ألم تقل إنّه لا يأكل شيئًا أصلًا؟”
كأنّها تقول لا ضرر من المحاولة.
ثمّ أضافت بثقة:
“فلنفعل التالي. عندما يحين وقت الطعام، قدّم له ما تُعدّه عادةً. لكن إن تركه وتوجّه إلى الخمر فقط… عندها، قدّم له هذا الحساء.”
التعليقات لهذا الفصل " 23"