مثل حصاة سقطت على سطح ماء ساكن، انتشرت دوائر من الاضطراب ثم ما لبثت أن سكنت.
وانحسر الحجاب عن عينيها ببطء، ليظهر هو أمامها، في هيئة إنسان.
“يا إلهي…”
كان منظره مروّعًا. جسده غارق بالدماء والرماد والجراح.
لحم ممزق متدلٍّ، وعظام بارزة.
حدّقت به مرتجفة، عاجزة عن الكلام. منذ متى وهو بهذا الحال؟ منذ متى تجرّع كل هذا الألم؟
[قلتُ لك إنك ستُفاجئين.]
ارتسم ظل ابتسامة على إرادته. لكنها لم تفُتها النظرة الجريحة في عينيه حين رآها تتملكها الصدمة.
“طبعًا…! وقد أصابك كل هذا الأذى…”
[أتفهم أن منظري قد ينفرك. لذلك أنذرتك مسبقًا.]
“لا… ليس الأمر بشعًا، بل إنه… فظيع حدّ الوجع.”
[آه… وهل أصبحتُ الآن مثيرًا لشفقتك؟]
“ما الذي تفعلونه بحق السماء؟ أي حياة هذه التي تعيشها؟”
اتسعت عيناها بمرارة وهي تمسح بصرها على جسده. حتى الأسمال الممزقة كانت سترحمه أكثر من هذا الإهمال.
[من يدري.]
تفادى الجواب، واتجه نحو حافة البحيرة. ثم مزّق ما تبقى من قميصه الملطخ وطرحه أرضًا.
راقبته أديل وهو يغمس قماشًا في الماء، ويمسح ببطء الدم اليابس العالق بجسده.
كانت حركاته ثابتة، معتادة، كأنها طقس متكرر.
كم مرة تكررت هذه المشاهد في الأسابيع التي غابت هي فيها عن الوعي؟
“…فالنتين.”
[قلت لك، لن أجعل في حياتك ما يثقلك. كلمتي عندي.]
لكنها قرأت في وجهه ما لم تمحه المياه: إرهاق ثقيل متجذر.
وما إن انتهى من تنظيف الجراح حتى أغلقت بشرته، كأنها لم تُجرح قط.
هل يمكن أن يكون تعافيه بهذه السرعة فعلًا؟
“…”
تقدمت منه فجأة، وأمسكت بذراعه بقوة.
كانت الذراع نفسها التي انكشفت فيها العظام لحظات قليلة من قبل.
إن كان ما رأته مجرد وهم، لاهتز جسده من لمسة يدها، أو تراجع متألمًا.
لكنه لم يطرف له جفن، بل رفع شفتيه بابتسامة هادئة.
[منذ متى لم تمسكيني هكذا؟]
“…”
[يبدو أنكِ دومًا ضعيفة أمام ما يثير الشفقة. وبما أنني لست مثيرًا لشفقتك، فأنت لا تتورعين عن معاملتي بقسوة.]
“إلى متى سنبقى هنا؟”
[إلى حين. لماذا؟]
“الأمر يخنقني قليلًا.”
[حين تنقضي هذه الأمور، يمكننا الرحيل. سنبحث عن مكان أفضل لنعيش فيه.]
ثم جذبها إلى صدره عناقًا سريعًا، وأفلتها.
[هيا، أديل. لنعد إلى مأوانا.]
وقفت واجمة، تتابع ظهره وهو يتقدم داخل المقر الكهنوتي.
حين أفاقت، رمقت كفها اليمنى… فإذا بالدم يغمرها.
دم فالنتين.
غشّاها نذير شؤم ثقيل، يطبق صدرها.
✦✦✦
“إلى أين أنت ذاهب؟”
كان الفجر قد أطلّ، فانتبهت أديل لحركة حذرة إلى جوارها. فتحت عينيها بلمعان القلق.
[هناك مكان عليّ زيارته. الخارج خطِر، فابقي اليوم داخل المقر.]
“كما تشاء. لكن توخَّ الحذر أنت أيضًا، فالنتين.”
اتسعت عيناه بدهشة عابرة، ثم انحنى بابتسامة رقراقة.
ثم وضع قبلة خفيفة على جبينها الناشف.
[حسنًا، أديل. سأعود.]
وفي لحظة، انقلب إلى تنين، وحلّق عاليًا في السماء.
انتظرت حتى غاب عن ناظريها، ثم أسرعت ترتدي ملابسها.
لم يكن لديها متسع من الوقت.
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 93"