كلما فُتح صندوق، أظهرنه لها بلطف قبل أن يُرتبنه بعناية.
“كم أنفق؟” همست أديل بدهشة.
“أرسل جلالته كمية كبيرة من الذهب هذه المرة.”
تقدمت مارغريت لتدافع عن فالنتين بلطف حين لاحظت ملامح القلق على وجهها.
فقد سمعت أديل من حديث الخادمات أن الإمبراطور، بعد الحصول على تعويضات ضخمة من بالسن، منح جبلًا من الذهب للدوق الأكبر أنسجار.
وعندما تأكدت من أن لا أحد يستمع، همست أديل، “ألن يُثير هذا غيرة الآخرين؟”
“ربما. صحيح أن دوقنا ساهم في إنهاء الحرب، لكن لا أحد حظي بمثل هذا الإكرام من قبل. لذلك تنتشر الشائعات الآن.”
لم تستطع إخفاء قلقها.
فالمحاباة المفرطة من قبل الإمبراطور لم تكن دائمًا نعمة.
وفوق ذلك، حتى لو استعاد أنسجار ذكرياته، ففالنتين لم يكن بشريًا، مما جعله عُرضة للتلاعب من السياسيين.
رأت مارغريت قلقها، فسارعت لطمأنتها:
“عليكِ التركيز على التعافي، جلالتك. يبدو أنني قلت شيئًا غير مناسب.”
“بل أنا من طلبت منكِ أن تخبريني.”
“ولكِ كل الحق. ولكن الأهم الآن… هل أنتِ جائعة؟”
“لا أشعر بالجوع. وسنغادر قريبًا.”
“حتى ولو كانت فاكهة فقط، سيكون من الأفضل تناول شيء بسيط. ما رأيكِ ببعض التين المجفف؟”
ترددت أديل للحظة. لم تكن تشتهي شيئًا، وشعرت بحكة خفيفة في حلقها. لكنها أومأت برأسها.
“حسنًا… قليلًا فقط.”
كانت بحاجة إلى طاقة. لا يمكنها أن تظهر أمام الجميع ضعيفة.
ابتسمت مارغريت وغادرت، ثم عادت بوعاء خشبي فيه تين مجفف ومكسرات.
نظرة مارغريت الحازمة أجبرت أديل على أكل كل ما في الوعاء.
“صاحبة السمو.”
دخلت الخادمات يحملن فساتين وصناديق مجوهرات، عرضنها أمامها بعناية.
“جهّزنا ملابسكم لمهرجان الصيد. هل هناك شيء ترغبين في إضافته؟”
كان المهرجان يمتد لثلاثة أيام، يُنصب خلاله خيام في غابة شوارزوالد، ويُقضى فيه الوقت بين الصيد والطعام والولائم الليلية.
النساء النبيلات عادة ما يختصرن متعلقاتهن، فيخترن بعناية ما يحتاجونه مسبقًا.
ورغم أن أديل لم تكن معتادة على المشاركة، لكنها كانت على دراية كافية من خلال تجهيز ملابس شارلوت في الماضي.
حدّقت في الفساتين الجنوبية الملونة الزاهية التي خيطت حديثًا، وهزت رأسها.
“هذا يكفي.”
بل أكثر من كافٍ.
لكنها لم تستطع قول ذلك أمام خادمات القصر.
“وإن كان هناك شيء ناقص، يمكننا استدعاء التجار إلى شوارزوالد. أليس كذلك، يا أديلهيد؟”
“صاحب السمو الدوق الأكبر.”
شهقت الخادمات وانحنين بعمق حين ظهر فالنتين عند الباب، دون أن يشعرن بوصوله.
“العربة جاهزة. يجب أن نتحرك.”
مدّ يده إليها، وشجعها بلطف.
وعندما وصلا إلى المدخل، وجدت عربة فخمة تنتظرهما.
لم تكن عربة أنسجار البسيطة، بل أخرى سوداء مطعّمة بالفضة.
سألت بتردد، “هل هذه أيضًا من جلالته؟”
“نعم.”
فتح الباب وساعدها على الصعود، ثم جلس مقابلها. انطلقت العربة بهدوء.
الراحة التي شعرت بها فيها جعلتها تهمس:
“فالنتين…”
“نعم، أديلهيد؟”
“هل… سمعت عن الشائعات التي تدور مؤخرًا في القصر الإمبراطوري؟”
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 58"