كان يحدق فيها وكأنه لا يفهم ما يجري، ثم أغمض عينيه أخيراً، كمن يستسلم بلا مقاومة.
كان مشهداً كأنها روّضت وحشاً مفترساً لا يُروض. لذة حزينة، وسعادة باكية.
كأنما يقول: افعلي بي ما تشائين، استخدميني، واتركيني… سأظل هكذا عارياً من الحماية أمامك.
أديل رفعت يديها لتحتضن وجنتيه. بأنفاسها راحت تتحسس قسمات وجهه، كما فعل هو بها في الماضي.
جبينه الوضاء، أنفه المستقيم، وجنتاه الناعمتان التي تعكس ضوء القمر.
كل تفصيلة كانت آية في الجمال، تخطف الأنفاس. كلما انخفضت يداها، ازداد عبير جسده البارد التصاقاً بأنفها.
وعندما وصلت أخيراً إلى شفتيه، توقفت مترددة.
فالنتين، ما زال مغمض العينين، ساكناً، وكأنه يترقب قرارها.
“…….”
في البداية، كان بالنسبة لها كياناً غامضاً ومخيفاً، التنين في بيت بيتزلين، الظل، مخلوق لم يكن بشرياً، وسلب جسد زوجها «الدوق» من بين يديه.
أما فالنتين الحالي، فقد صار أول رجل لها.
كان شخصاً غبياً لا يحمل ضغينة تجاه من أساء لها، وكان لطيفاً بما يكفي ليخبر المرأة التي لم تحظَ بحب أحد بأنها لا تزال محبوبة، وكان صلباً بما يكفي ليصبر على الزمن الطويل بكل إخلاص لم يتغير.
كل ذلك اجتمع ليشكل كيانا واحدا، حتى مظهره الرائع كان مطابقاً لذوقها تماماً. تذكرت اللحظة التي التقت وجهه لأول مرة، حين احمر وجهها من شدة الخجل.
“…….”
مسحت أديلهـايت شفتيه بإبهامها.
كانت تعتقد أنه ظل جالساً بلا تعبير مع عينيه مغمضتين طوال الوقت، لكنها الآن لاحظت أن طرف أذنه محمرّ خجلاً. سألت أديلهـايت:
“لماذا تحبني؟”
أجاب وهو مغمض العينين:
“لا أعرف معنى ذلك.”
“كنت أسأل عن أي شيء فيّ أعجب قلبك.”
كان فالنتين يعبس كما لو سمع شيئاً غريباً، لو كانت عيناه مفتوحتين، لكان نظر إليها بغضب.
“حبيتُك، فكنت أنت. لم يكن هناك أي شرط يجعلني أحبك.”
في تلك اللحظة، اندفعت أديلهـايت بشغف لتلمس شفتيه قليلاً.
لطالما كانت تتلقى الأفعال من جانبه بشكل أحادي، لكن مجرد أن تبادر هي جعله شعوراً بالخيانة يختلج داخلها.
مثل هذه الطريقة في إغراء الرجل تعتبر سلوكاً تافهاً، في زمنها كان يُرى كذلك.
ومع ذلك، في هذه اللحظة معها، شعرت أنها إن استطاعت أن تطيل هذه التجربة قليلاً…
فتحت أديلهـايت شفتيها بشغف، متشابكة بعمق مع شفتيه، تستنشق أنفاسه بلا رحمة.
لم يقاوم هو ولا تمنعها، بل منحها كل شيء بلا مقاومة.
وعندما انفصلت الشفتان، أطلق صوتاً قصيراً يشبه الأنين، وفتح عينيه.
رأت نفسها في عينيه الذهبيتين الملتويتين، وكان ذلك شعوراً رائعاً ومؤلماً في آنٍ واحد.
“أشفق عليك. لأنك أحببتِ امرأة مثلي.”
“…….”
“وأعتذر، لأن بؤسك هو الشيء الوحيد الجيد في حياتي.”
لا يزال لم يعرف بعد معنى الحب. حتى لو لم تختبره من قبل، كانت الأميرة القديمة و«أديلهـايت» الحالية مختلفتين تماماً.
لم ترغب أن تجرح فالنتين كما فعلت الأميرة في الماضي، ولم تعد تريد أن تتجاهل مشاعره كما كانت تفعل سابقاً.
في هذه اللحظة التي فهمت فيها تماماً ما تحمّله للوصول إليها،
“…….”
في جوهر الحب، الفهم ضروري. لكن مجرد الفهم لا يعني بالضرورة الحب الكامل.
حتى للحكام، كان هذا أشبه بمعجزة. أن تجد واحدة من بين مخلوقات لا تحصى، وتربط قلبك بها، وتتشوق لحياتها كلها.
“أريد، أن تكون بجانبي، فالنتين.”
الشيء الوحيد المؤكد الآن لم يكن الحب، بل الرغبة في احتضانه بكل ما أوتيت من قوة.
“هذه الليلة فقط…”
“……هل تعرفين حقاً كيف يبدو ما تقولينه؟”
كان صوته عميقاً، يتردد في بطنها كأن صدى منسجم مع جوفها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 100"