في النهاية ، لم يحدث شيء أكثر من ذلك في تلك الليلة. بفضل تراجع إيثان النظيف عندما ادّعيتُ أنّني متعبة و أريد الراحة.
اصطحبني بنفسه إلى غرفة نومي.
“لفترة من الوقت ، لا تفكّري في شيء و ارتاحي جيدًا لتستعيدي عافيتك”
“لكن ، إذا فكّرتُ في كل الأمور التي يجب التعامل معها بعد هذا…”
“بضعة أيام لن تُحدث فرقًا. لن أتّخذ قرارات مهمّة دون استشارتكِ ، فلا تقلقي. و الآن ، حتّى لو أردتُ ذلك ، لم يعد بإمكاني فعله ، هذه هي الحقيقة”
قال إيثان ذلك ثم اقترب بوجهه منّي. للحظة ، ظننتُ أنّه سيقبّلني مرّة أخرى ، فلم أستطع إلّا أن أتوتر.
لكنّه قبّل خدّي بدلًا من شفتيّ.
“تصبحين على خير”
تمتم إيثان بهدوء ، ثم نزل من على السرير.
بعد أن خرج و هدأ المكان ، أدركتُ أنّ قلبي كان يخفق بسرعة هائلة.
في القصّة الأصليّة ، كان إيثان مجرّد والد إيلودي. لذا ، لم أكن أعلم ، و لم أتخيّل أبدًا ، أنّه يمكن أن يكون جذابًا كرجل بهذا الشكل.
في السابق ، حدثت لحظات مشابهة بيننا بشكل عفوي ، لكنها كانت مختلفة تمامًا عن هذه المرّة. في الماضي ، بدا إيثان نفسه مرتبكًا و متردّدًا ، لكن هذه المرّة لم يكن كذلك.
نظراته إليّ ، لمسته لجسدي و هو يمرّر يده عليه ، و قبلاته ، كلّها كانت تحمل رغبة شديدة تجاهي.
مجرد تذكّر تلك اللحظات جعل أنفاسي تتسارع و رأسي يدور.
و الأمر المذهل هو أنّني لم أكن أكره ذلك على الإطلاق.
‘…آه.’
أغمضتُ عينيّ بقوّة و غطّيتُ نفسي بالبطانيّة. كنتُ أشعر بوضوح أنّ جسدي بحاجة ماسّة إلى الراحة ، لكن بهذه الحالة ، لم يبدُ أنّني سأتمكّن من النوم أبدًا.
* * *
في النهاية ، و بسبب نومي المتأخّر في الليل ، لم أستيقظ إلّا في فترة ما بعد الظهر في اليوم التالي.
عندما رننتُ جرس اليد و أنا في حالة ذهول ، دخلت ماري إلى الغرفة.
“سيّدتي ، استيقظتِ؟ هل أنتِ بخير؟”
قالت ماري بتعبير قلق جدًا.
“… صراحة ، لا يمكنني القول إنّني بخير تمامًا. أشعر أنّني بحاجة إلى المزيد من النوم”
قلتُ ذلك بصوت مكتوم.
“حسنًا ، إذن. لكن قبل ذلك ، اخضعي لفحص طبي و تناولي شيئًا خفيفًا. سأستدعي الطبيب على الفور. الطعام سيُحضّر قريبًا”
عند كلام ماري ، ضيّقتُ عينيّ قليلًا.
“ما هذا؟ منذ متى و أنتِ بهذه الكفاءة؟”
“آه ، ما هذا الكلام؟ ألستُ دائمًا كفؤة؟”
قالت ماري بوقاحة ، ثم أضافت بتعبير متردّد قليلًا: “في الحقيقة ، هذه تعليمات السيّد. قال إنّه بمجرّد استيقاظكِ ، يجب أن تُفحصي فورًا ، لذا كان الطبيب في انتظاركِ منذ ساعات”
“… إيثان؟”
“نعم. على أي حال ، انتظري لحظة”
خرجت ماري من غرفة النوم. بعد قليل ، دخل طبيب عائلة الدوق ، قاس حرارتي و فحص نبضي. ثم تناولتُ الطعام الذي أحضرته الخادمات ، و بعدها عدتُ للنوم كالميّت.
عندما استيقظتُ للمرّة الثانية ، كان الوقت قد أصبح مساءً. كنتُ لا أزال أشعر بألم خفيف هنا و هناك ، لكنّ حالتي كانت أفضل بكثير مقارنةً بالصباح.
غيّرتُ ملابسي و خرجتُ من الغرفة.
“سيّدتي ، هل من المفترض أن تتحرّكي الآن؟”
ركض فيكتور نحوي مذعورًا عندما رآني.
“نعم ، كما ترى ، لا مشكلة”
“لكن لا يزال من الأفضل ألّا تجهدي نفسكِ …”
“إنّها مجرّد نزهة قصيرة. قال الطبيب إنّ البقاء في السرير طوال الوقت قد يكون أسوأ”
على الرغم من كلامي ، بدا أنّ قلق فيكتور لم يهدأ.
غيّرتُ الموضوع.
“أين إيثان؟ في مكتبه؟”
“آه ، نعم ، هذا صحيح”
اتّجهتُ نحو مكتب إيثان ، و تبعني فيكتور على عجل.
صراحةً ، كنتُ أشعر ببعض الخجل من مواجهة إيثان بعد ما حدث الليلة الماضية ، لكن هذا لم يكن المهم. كان هناك جبل من القضايا التي يجب مناقشتها و اتّخاذ قرار بشأنها.
وصلتُ إلى مكتب إيثان و طرقتُ الباب.
“إيثان ، أنا كاميل. سأدخل”
في داخل المكتب ، كان هناك زوار و صلوا قبلي ، و هما مايل و جاك.
نظرا إليّ بتعبير متفاجئ.
“… الدوقة”
“الدوقة ، هل أنتِ بخير الآن؟”
“كل من أراه اليوم يقول الشيء نفسه. أنا بخير ، شكرًا على قلقكما”
ابتسمتُ و قطعتُ حديثهما. نظر إليّ إيثان بقلق.
“كان يجب أن ترتاحي في غرفتكِ. إذا كان لديكِ ما تقولينه ، كان بإمكانكِ إرسال شخص لاستدعائي”
“ما الداعي لكل هذا العناء؟ على أي حال ، عما كنتم تتحدثون؟”
عندما سألتُ ، ساد صمت غريب في الغرفة.
ميّلتُ رأسي متسائلة.
“ما الخطب؟ هل كنتم تتحدّثةن عن شيء جدّي؟”
في تلك اللحظة ، تكلّم جاك.
“… كنتُ أخبر الدوق برغبتي في ترك العمل”
ضيّقتُ عينيّ و نظرتُ إلى جاك.
“ماذا؟ ما الذي تقصده؟”
“كنتُ مستعدًا لذلك منذ البداية. منذ اللحظة التي طلبتُ فيها من الدوقة إنقاذ إينيس. أعلم جيدًا أنّ تقديم استقالتي ليس كافيًا. سأتقبّل أي عقوبة يفرضها الدوق”
تحدّث جاك بوجه جاد.
“هذه المرّة ، ارتكبتُ الكثير من الأفعال التي لا يُفترض أن يقوم بها تابع لدومونت. لم أكتفِ ببيع معلومات عن الدوقة للأعداء ، بل دفعتُ الدوقة إلى مكان خطير من أجل إنقاذ زوجتي ، و كل ذلك دون إخبار الدوق”
“لكن هذا كان بسبب الظروف. علاوة على ذلك ، قرار الذهاب إلى نقطة الاتصال مباشرة دون إخباركَ كان قراري أنا ، و ليس جاك”
هزّ جاك رأسه بهدوء عند كلامي.
“حتّى لو كان كذلك ، فالأمر نفسه. حتّى لو أعدتُ الدوقة سالمة ، لم يكن ذلك ليُغفر. و مع ذلك ، تسبّبتُ في احتجازكِ من قِبل جيرارد …”
“لكن هذا ليس خطأكَ أيضًا. أنا من قرّرتُ ركوب جواد منفصل و المضي قدمًا ، و أنا من أصرّ على إقناعكَ رغم محاولتكَ منعي. إذا أردنا تحديد المسؤوليّة ، فهي تقع عليّ”
“لا ، إنّها مسؤوليّتي. لو لم أصرّ على البقاء وحيدًا في منطقة العدو ، لما حدث هذا”
تدخّل مايل قائلًا: “و بالمثل ، احتجاز الدوقة من قِبل جيرارد هو مسؤوليّتي أيضًا. أنا فارس دومونت ، و حماية الدوقة هي واجبي أنا ، و ليس أي شخص آخر”
“… لا تقل لي إنّكَ أيضًا ، السيد مايل ، تنوي الاستقالة من منصب قائد الفرسان؟”
سألتُ بعبوس. أجاب مايل بالصمت.
“ماذا؟ لا ، كلاكما … لقد أوضحتُ الأمر منذ البداية. كل القرارات كانت قراراتي ، و بالتالي المسؤوليّة تقع عليّ”
صمت مايل و جاك دون أن ينبسا بكلمة. التفتُّ إلى إيثان.
“قل شيئًا ، إيثان. لا يمكنكَ أن تقبل هذا الكلام غير المنطقي ، أليس كذلك؟”
نظر إيثان إلى الاثنين بصمت دون رد.
اتّسعت عيناي دون وعي.
“إيثان”
“كلاهما لم يقولا شيئًا خاطئًا. من الواقع أنّهما تصرّفا دون الرجوع إليّ ، و عرّضاكِ للخطر. هذه أمور لا يُفترض أن يقوم بها تابع لدومونت”
تحدّث إيثان بنبرة منخفضة.
“نعم ، لكن … في النهاية ، انتهى كل شيء على خير. عُدتُ سالمة ، و جرائم مارلون جيرارد كُشفت للعالم. نتيجة لذلك ، تلقّت عائلة جيرارد ضربة مدمّرة”
“لا تبرّر النتيجة الجيّدة الأخطاء”
“بالطبع ، هذا صحيح. لكن الاستقالة؟ هذا لا معنى له. كلاهما مواهب لا غنى عنها لدومونت ، و أنتَ ، إيثان ، تعرف ذلك أفضل من أي شخص”
صمت إيثان.
“إيثان ، من فضلك”
نظرتُ إليه بتعبير ملحّ ، لكنّه واصل كلامه بوجه خالٍ من التعبير دون النظر إليّ.
“سأستدعيكما بعد تحديد العقوبة. حتى ذلك الحين ، التزما بالإقامة الجبريّة في منزليكما”
“حسنًا”
أحنى مايل و جاك رأسيهما بعمق و غادرا المكتب.
“إيثان ، ماذا ستفعل؟ لا يمكنكَ أن تتركهما يستقيلان فعلًا ، أليس كذلك؟”
عندما واجهته ، ردّ إيثان بسؤال غير متوقّع: “هل تحسّنتِ من أي ألم؟”
“ماذا؟ نعم ، قلتُ لكَ إنّني بخير. و الآن ليس هذا هو المهم”
“و ما الذي يمكن أن يكون أهم من سلامتكِ؟”
“ماذا؟ لا …”
تردّدتُ للحظة ، عاجزة عن الكلام.
نهض إيثان من مكتبه و اقترب منّي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 143"