عندما اقترح إيثان أخذ استراحة قصيرة ، أوقفتُ الكرسي المتحرك بجانب مقعد في الحديقة و جلستُ. هذا جعل مستوى نظرنا متقاربًا.
كنت أفكر في طريقة طبيعية لإثارة اهتمامي بإيلودي ، عندما سألني إيثان فجأة،
“كيف حال تلك الطفلة؟”
“من؟”
“تلك الفتاة إيلودي من دار الأيتام”
عند سماع كلماته ، لم أصدق أذنيّ. كنت أنتظر الفرصة المناسبة لأتحدث عن إيلودي ، و مع ذلك ذكرها إيثان أولاً.
“آه … أجل. بدت بخير. عندما زرتُ دار الأيتام ، قالت رئيسة الراهبات إن إيلودي تدعو لسلامتكَ كل يوم. أليس هذا جميلًا؟”
“…حقًا؟ تلك الطفلة فعلت ذلك؟”
سأل إيثان مرة أخرى ، و بدا عليه المفاجأة.
“بالتأكيد. لماذا أكذب بشأن شيء كهذا؟ عندما رأيتها لاحقًا ، سألتني إن كنتَ بخير. أليست هي الألطف على الإطلاق؟”
“فهمت”
“أوه ، صحيح. أخبرتها أيضًا أنك شُفيت بسلام بفضل دعواتها اليومية. و هل تعلم ماذا قالت؟ قالت إنها دعت فقط ، و الطبيب هو من شفاك. أليس هذا أمرًا رائعًا؟”
عند كلامي ، أومأ إيثان برأسه بتعبير جاد.
“بالفعل. إنه تفكير واقعي و منطقي لطفلة. أجدها محببة”
ضحكت ، ونظر إلي إيثان بصمت و هو يبتسم.
“…لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة؟”
“إنكِ تبدين في غاية السعادة عندما تتحدثين عنها”
كانت نظرة إيثان ناعمة و دافئة مثل ضوء الشمس المتدفق علينا.
حدقت فيه بنظرة فارغة ، ثم فجأة نظرت بعيدًا.
… انتظر. هل ذَكَر اسم إيلودي فقط ليرى سعادتي؟
احمرّ وجهي من شدة الحرارة ، و كان قلبي ينبض بجنون.
ليس مرة أخرى. بجدية …
في كل مرة يتصرف فيها إيثان بهذه الطريقة ، لا أستطيع السيطرة على تعبيري ، ناهيك عن الرد بشكل صحيح.
حتى الآن ، كنتُ دائمًا أتعامل مع الأزمات بسهولة.
كنتُ أفتخر بسرعة بديهتي و ذكائي الحاد.
و لكن الآن شعرت و كأنني تحولت فجأة إلى حمقاء.
‘انتظر لحظة … هل كان إيثان دائمًا بهذه الصراحة؟’
في القصة الأصلية ، بعد انتهاء فترة إنكاره ، كانت لديه لحظات كثيرة من الهوس بإبنته مع إيلودي.
لكن حتى حينها ، كان شعوره مختلفًا.
حسنًا ، بالطبع سيتصرف بشكل مختلف حول ابنته و المرأة التي يهتم بها … و مع ذلك ، فجأة أصبح هذا كثيرًا جدًا …
وضعت يدي على صدري و أخذت نفسًا عميقًا.
كنت بحاجة للبقاء هادئة.
و بما أن إيثان هو من قام بتربية إيلودي أولاً ، لم أستطع أن أترك هذه الفرصة تفلت مني.
“و بالمناسبة …”
و عندما بدأتُ ، التفتُ إيثان لينظر إلي مرة أخرى.
“عن إيلودي. ما رأيك بها؟”
“همم …”
لم يُجب إيثان فورًا. تردد ، و هو يُراقبني ، و يختار كلماته بعناية.
“كما قلتُ سابقًا ، أعتقد أنها فتاةٌ جيدة. إنها صغيرة ، لكنها ذكيةٌ و مهذبةٌ … و بالنظر إلى أنها يتيمةٌ من عامة الناس ، فهذا أمرٌ يستحق الثناء أكثر”
“صحيح؟ كنت أعرف أن لديك نظرة جيدة للناس”
عند كلامي ، ابتسم إيثان ابتسامة خفيفة و ساخرة.
صفّيتُ حلقي و تابعتُ: “ماذا لو … ماذا لو كانت لديكَ ابنةٌ مثل إيلودي؟ ماذا كنتَ ستفكر؟”
“ماذا كنت سأفكر؟ ماذا تقصدين؟”
“هذا ما يبدو عليه الأمر. هل ترغب في ابنة مثل إيلودي؟ هل تعتقد أنك ستجدها جميلة و تعتز بها؟”
“……”
نظر إليّ إيثان بصمت. بدا متوترًا بشكل غريب.
ثم فتح فمه أخيرًا.
“هذا أمرٌ بديهي. بالطبع سأفعل”
كانت إجابته أكثر إيجابية مما توقعت. انحنيت نحوه غريزيًا و سألته: “حقًا؟ ستحبها كثيرًا و ستعتز بها؟”
“بالتأكيد. بالطبع. ستكون طفلتنا ، مولودة منكِ و مني”
“……”
هذا جعلني أتجمد.
أمال إيثان رأسه ، و بدت عليه الحيرة.
“ما الخطب؟ هل قلتُ شيئًا خاطئًا؟”
“لا ، ليس هذا …”
“ليس هذا؟”
نظر إلي إيثان بتعبير جاد.
“آه …”
لقد ضربني الإدراك في وقت متأخر جدًا.
‘لماذا لا نحاول الحصول على واحدة؟ أعني طفلة’
بعد أن سألني إيثان هذا السؤال في المرة الأخيرة ، لم أعطه إجابة بعد.
بالطبع ، لم أتجاهل الأمر عمدًا. فقد حدثت أمور كثيرة منذ ذلك الحين ، حتى تلاشى الأمر فجأةً.
و لكن إيثان بالتأكيد لم ينسَ …
ربما كان ينتظر إجابتي طوال هذا الوقت. و لعل هذا هو السبب الذي جعله يظن أن ما سأقوله الآن هو رد على ذلك السؤال.
بالنظر إلى الأمر بهذه الطريقة ، فإن مظهر التوتر الطفيف الذي بدا عليه الآن أصبح منطقيًا.
لا ، ربما حتى فكّر أن السبب الذي جعلني أقترح الذهاب في موعد اليوم هو ذلك.
تنهدت. لو لم يلاحظ ذلك ، لكنت أكملت خطتي الأصلية.
و الآن أصبح من الصعب طرح هذا الموضوع.
… لا ، سأفعل ذلك على أي حال.
كان عليّ قول ذلك عاجلاً أم آجلاً.
تأجيله لمجرد صعوبته لم يكن له معنى.
مع هذا القرار ، توجهت إلى إيثان مرة أخرى.
“إيثان”
“نعم. تفضلي”
“أريد أن أتبنى إيلودي في الدوقية”
و أخيرًا ، قلتُ ذلك ، و اتسعت عينا إيثان قليلا.
“… ماذا؟”
“أريد أن أتبنى إيلودي كإبنة لنا. هذا ليس قرارًا عفويًا ، بل كنتُ أفكر فيه منذ زمن”
“……”
نظر إلي إيثان مع تجعيدة خفيفة بين حاجبيه.
“أتفهم أن سماع خبر كهذا فجأةً أمرٌ مُفاجئ. أتفهم ذلك حقًا. لقد فكرتُ فيه كثيرًا. مع أننا لم نُرزق بوريث بعد ، إلا أننا ما زلنا صغارًا ، و أعلم أن الوقت قد لا يكون مناسبًا للحديث عن التبني. لكن …”
و هنا رفع إيثان يده ليوقفني.
“انتظري لحظة. إذًا أنتِ تقولين …”
لقد خفض نظره للحظة في ارتباك واضح ، ثم نظر إلى الأعلى مرة أخرى.
“هل أنتِ جادّة؟ هل تريدين حقًا تبني تلك الطفلة في قصر الدوق؟”
“نعم ، أعني ذلك”
“لماذا؟”
“أنت تعرف السبب. أنا أهتم لإيلودي بشدة. لا أريد تركها في دار الأيتام”
“هل هناك خطب ما في دار الأيتام؟ هل أساء أحدهم معاملتها أو—”
“لا ، لا شيء من هذا القبيل. الأب دريفوس و الأخت مريام شخصان رائعان ، و هي تتفق جيدًا مع الأطفال الآخرين. لكن …”
“لكن؟”
ترددتُ قليلًا قبل أن أُكمل: “إذا بقيت في دار الأيتام ، فسيكون مستقبلها محدودًا للغاية. هناك العديد من الأطفال بلا آباء ، و أموال دار الأيتام محدودة. إذا لم تُتبنَّى بحلول سن الرشد ، فسيتعين عليها شق طريقها بنفسها. في أحسن الأحوال ، قد ينتهي بها الأمر إلى دخول دير”.
“لا يمكنكِ أن تقولي على وجه اليقين أنها لن تجد عائلة أخرى ترغب في تبنيها”
“هذا صحيح. و لكن حتى لو فعلت ، فلا ضمانة بأنه سيكون أمرًا جيدًا. إن لم يحالفها الحظ ، فقد ينتهي بها الأمر زوجة ثانية لرجل يكبرها بثلاثين عامًا”
عند سماع هذه الكلمات ، عبس إيثان.
“… أليس هذا الرأي متشائمًا للغاية؟”
“ليس كذلك. إنه أمرٌ واردٌ جدًا ، و هو يحدث بالفعل. خاصةً لفتاةٍ جميلةٍ كإيلودي”
لم أستطع أن أخبر إيثان ، لكن هذا كان شيئًا حدث بالفعل في القصة الأصلية.
كانت هناك فتاة تُدعى سارة في نفس دار الأيتام التي كانت تعيش فيها إيلودي. كان فارق عيد ميلادهما شهرًا واحدًا فقط.
بعد أيام قليلة من بلوغ إيلودي الثامنة عشر ، تلقت رسالة من مريام تفيد بوفاة سارة.
قبل عامين ، تم تبني سارة من قبل تاجر ثري يدعى روبرت جانس.
لكن روبرت لم يكن ينوي قط أن يربي سارة كابنة له. تبناها ليتزوجها لجمال وجهها. و ما إن بلغت سن الرشد حتى أجبرها على الزواج منه.
كان روبرت رجلاً قاسيًا و ساديًا. لهذا السبب انفصلت عنه زوجتيه السابقتان و تركتاه.
و لكن سارة ، الشابة ، عديمة المال ، و بلا أبوين ، لم يكن لديها خيار للهروب.
في النهاية ، توفيت سارة بعد أن ضربها روبرت بزجاجة خمر في رأسها.
لو لم يتبنى إيثان إيلودي ، فمن الممكن جدًا أن تصبح هي بدلاً من سارة.
في الواقع ، في القصة الأصلية ، كان هناك مشهد حيث شعر إيثان بالغضب الشديد بسبب هذا التفكير.
و الآن بعد أن انحرفت القصة بالفعل بسببي ، أصبح هذا المستقبل ممكنًا تمامًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 114"