ضيّقتُ عينيّ من الوهج، ونظرتُ خلفي، فرأيتُ مبنى الأكاديمية المألوف.
“اليوم آخر يوم أزور فيه هذا المكان.”
اليوم هو آخر أيام الدراسة في الأكاديمية التي قضيتُ فيها ثلاث سنوات. أنهيتُ مراسم التخرّج، ولم يبقَ سوى العودة إلى المنزل.
بعد أن ودّعتُ أساتذتي الذين ساعدوني، شعرتُ بحنين طفيف وأنا أنظر إلى المبنى الذي أودّعه اليوم.
حدثت أمور كثيرة في هذه الأكاديمية. ليست كلّ الذكريات سعيدة بسبب تصرّفات أختي، لكن مع ذلك، لديّ الكثير من الذكريات التي لا تُنسى.
“كنتُ أودّ التجوّل أكثر، لكن حان وقت وصول من سيصطحبني.”
حتى لو كان اليوم الأخير، ليس ممنوعًا من العودة إلى الحرم، كما أنّني لا أريد إبقاء من ينتظرني طويلًا.
ودّعتُ المبنى بحسم، وتوجّهتُ نحو موقف العربات.
“الآنسة نُوآن، هل ترافقينني حتى منتصف الطريق؟”
الشخص الذي ناداني عندما خطوتُ خطوة هو شخص أعرفه جيدًا.
“سارا، هل ستتوجّهين إلى العربة الآن؟”
“نعم، دعيني أرافقكِ إلى الموقف.”
ابتسمت سارا إيفين، ابنة كونت مثلي، وهي تهزّ شعرها الكستنائي الطويل الناعم.
“سارا، ألم أقل لكِ أن تتوقّفي عن مناداتي بـ’الآنسة نُوآن’؟”
“حتى لو قلتِ ذلك، أنتِ خطيبة الأمير لايبل. لا نعرف من قد يسمع، لذا تحمّلي حتى نكون وحدنا.”
سارا صديقة مقربة بما يكفي لأسمّيها صديقة حميمة. لكن خوفًا من توريطها في مضايقات أختي، قلّلتُ من تواصلي معها في الأشهر الستة الماضية. الآن، عدنا إلى صداقتنا القديمة.
“حسنًا… لكن بعد التخرّج، نبقى صديقتين، أليس كذلك؟”
“بالطبع. مهما تغيّرت مكانتكِ، ستبقين صديقتي الحميمة.”
تنفّستُ الصعداء، وواصلتُ السير. عندما وصلنا إلى الموقف، رأينا حشدًا أمام عربة معيّنة.
“يا إلهي، الأمر مذهل.”
نظرت سارا إلى الحشد من بعيد، وتمتمت بدهشة. تنهّدتُ وقلت:
“لهذا السبب رفضتُ أن يصطحبني…”
“ههه. الأمير الأوّل الذي عاد بعد سبع سنوات بمظهره وشخصيته، لا عجب أن يكون محبوبًا بين الطالبات.”
كان الحشد يتجمّع أمام عربة فاخرة تحمل شعار العائلة المالكة. داخل تلك العربة، حبيبي.
في المرّات القليلة التي اصطحبني فيها، لفت انتباه الطالبات، وأصبح فجأة نجم الأكاديمية.
شخصيته الودودة التي تجعله يتحدّث مع الجميع زادت الأمر سوءًا، فانتشرت الشائعات، وأصبحت الطالبات يتجمّعن لتبادل كلمة واحدة معه.
“بما أنّ اليوم آخر زيارة للأمير إلى الأكاديمية، فالصخب أكثر من المعتاد.”
“يبدو أنّه لا يمكننا الاقتراب. علينا الانتظار حتى يهدأ الوضع…”
“نعم… سأبقى معكِ، فهل نذهب إلى المقصف لتناول الشاي―”
توقّف صوت سارا وهي تنظر إليّ. ثم وجّهت نظرها خلفي، وفتحت فمها بدهشة وعينيها مفتوحتان.
“سارا؟ ما الـ”
قبل أن أكمل جملتي، سدّت يد امتدّت من الخلف فمي، فابتلعتُ كلماتي. ثم لفّت ذراع أخرى خصري، وسحبتني للخلف.
للحظة، غرقتُ في الارتباك، لكنني سرعان ما أدركت. رائحة عطر مميّزة، عطره المفضّل، فاحت برفق.
“لاو…؟”
أمالتُ رأسي للخلف، فرأيتُ شعره الأشقر الناعم. ابتسم وأبعد يده عن فمي، ثم وضع إصبعه على شفتيه، مشيرًا إلى الهدوء.
“آسف، سأستعيرها.”
تمتم بهدوء، وأمسك يدي وبدأ يمشي. وضعت سارا يدها على فمها وقالت “يا إلهي”، ثم لوّحت لي بلطف وهي تودّعني.
وصلنا إلى الحديقة الخلفية للأكاديمية، مكان لا يمرّ به الناس عادة. وبما أنّ اليوم هو التخرّج، لم أرَ أحدًا في الأفق.
ظننتُ أنّنا سنصعد إلى العربة مباشرة، فسألتُ وأنا أرمش بعينيّ:
“لاو، لماذا أتينا إلى هنا؟”
“أردتُ أن نكون وحدنا.”
تساءلتُ إن كان يمكننا ذلك داخل العربة، لكنني طرحتُ سؤالًا آخر:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 13"