في غرفة مضاءة بضوء خافت، أمسكتُ اليد الممدودة. وضعت يده الأخرى على خصري، وتقدّمتُ خطوة كما أشار.
نحن في غرفة واسعة داخل القصر تُستخدم لتدريب الرقص. في هذا المكان المضاء بأقل قدر من الضوء، لا يوجد سواي ولاو.
اليوم ليلة قمر جديد، فلا ضوء قمر. خارج النوافذ، سماء ليلية سوداء. هذا الظلام يذكّرني باليوم الذي التقيته فيه أوّل مرة.
شعره الأشقر الجميل، حتى وهو شبه شفاف. عيناه الزرقاوان المنعشتان كسماء الظهيرة. أنفه المستقيم وملامحه الحلوة بعينين مائلتين. ذلك الشبح الذي ظهر فجأة يقف الآن أمامي كأمير هذا البلد.
كان يرتدي بدلة سوداء للحفلات، يهمس بإيقاع الوالس ويقودني.
تمايلتُ مع حركات لاو، وتنّورة فستاني البنفسجي ترقص مع خطواتي.
هذا الفستان هو الذي ارتدته أختي في حفلة القصر. إنّه ثوب رائع مصنوع من قماش فاخر، لكن لم يُلبس من قِبل المتلقّي الأصلي، وكاد يُهمل.
لماذا نرقص الآن بملابس الحفلة؟ كلّه بدأ من نزوة مني.
الفساتين عادة لا تُعاد ارتداؤها في حفلات متعدّدة، خاصة بين الملوك والنبلاء الكبار. فستان يُرتدى مرة واحدة لا يُلبس ثانية، لأنّ تجهيز فساتين فاخرة يُظهر ثروة العائلة.
بما أنّ أختي لبست هذا الفستان مرة، كان من الصعب أن أرتديه في مناسبة أخرى، فكان مصيره الإهمال. لكن بما أنّه أوّل هدية من لاو، أردتُ تجربته.
كنتُ سأكتفي بتجربته فقط، لكن لاو جهّز هذا المكان خصيصًا. يبدو أنّه كان يتطلّع لرقص معي وأنا أرتديه، وقال إنّه شعر بخيبة أمل كبيرة عندما جاءت أختي إلى الحفلة.
“أنتِ بارعة في الرقص، نُوآن.”
“وأنتَ كذلك.”
لم نستطع استدعاء فرقة موسيقية، فلم تكن هناك موسيقى. اعتمدتُ في البداية على همهمته للإيقاع، لكن مع الوقت، أصبحنا نتحدّث ونرقص. يبدو أنّنا متوافقان في الرقص، فخطواتنا تتدفّق طبيعيًا.
“في الواقع، ظننتُ أنني سأرقص معكِ، فتدرّبتُ بعد عودتي إلى جسدي. في البلد المجاور، كنتُ أحضر حفلات الرقص التي تنظّمها الأكاديمية نادرًا، فتجربتي أقلّ منكِ.”
“لم أرقص كثيرًا منذ وفاة والدي، فنحن متشابهان تقريبًا.”
ضحكنا معًا بهدوء. ربما يبدو رقصنا غريبًا للغرباء، لكن هذه اللحظة كانت ممتعة جدًا.
بعد رقصة طويلة، جذبني لاو فجأة من خصري.
“آه!”
كدتُ أفقد توازني، لكنّه أمسكني بقوة، فلم يحدث شيء. لكن المسافة بيننا تقلّصت، ووجهه الوسيم أصبح قريبًا جدًا.
“رفضتني في النهار، لكن الآن نحن وحدنا… يمكنني، أليس كذلك؟”
“أمم… نعم.”
أومأتُ متردّدة، فابتسم بسعادة. ثم ألقى نظرة سريعة نحو باب الزجاج المؤدّي إلى الشرفة.
“هل هناك شيء؟”
“هم… لا بأس.”
“ماذا؟”
حاولتُ النظر إلى نفس المكان، لكنّه قاطعني بقبلة. لفّ ذراعه حول عنقي، وقبّلني بعمق أكثر من قبل، فشعرتُ بدوخة.
بعد لحظات، ابتعدت شفتاه، وصفق بيديه.
“اليوم، لديّ هدية مميّزة لكِ، نُوآن.”
“… هدية؟”
لم أسمع بهذا. جهّز لي هذا المكان وهو كافٍ، لكن يبدو أنّ هناك شيئًا آخر.
“تفضّلي، يا آنسة.”
أمسك يدي وقادني نحو النافذة. وقفتُ أمام الباب المؤدّي إلى الشرفة، وبدأ لاو يطفئ مصابيح الغرفة واحدًا تلو الآخر.
مع اختفاء الضوء تدريجيًا، أصبحت الغرفة مظلمة تمامًا، وتألّقت النجوم خارج النافذة بوضوح.
“لاو؟ ما الذي تفعله…؟”
بعد إطفاء كل الأضواء، وقف أمام الباب ووضع يده على المقبض. ثم نظر إليّ، مبتسمًا بألطف ابتسامة رأيتها.
“لنشكر من جمعنا.”
فتح الباب وأنا مذهولة. في وسط سماء الليل الشاسعة، ظهر ظل خافت كشخص. أصبحت ملامحه أوضح تدريجيًا، حتى تبيّن شكل شخص مألوف.
عندما رأيته بعينيّ، همستُ بصوت مرتجف:
“أ… أبي؟”
شعره الممشّط للخلف الممزوج بالبياض، يرتدي بدلة رسمية. كان ينظر إليّ بوجه مليء بالحنان. شبه شفاف… بل، يكاد يكون شفافًا تمامًا. أخفّ بكثير من لاو عندما كان شبحًا، بالكاد أراه. لكنني عرفتُ أنّه والدي بوضوح.
“أبي…!”
حين حاولتُ الاقتراب، هزّ رأسه. شعرتُ أنّه يمنعني من القدوم، فتوقّفتُ تلقائيًا.
لماذا والدي هنا؟ أخبرني لاو أنّه ذهب إلى الجنّة. هل كذب؟ أم عاد إلى العالم؟ تساءلتُ كثيرًا، لكن لم يكن لديّ وقت للبحث عن إجابات.
ارتجفت قدماي من الصدمة والانفعال، وكدتُ أسقط، لكن لاو مدّ يده وأمسكني.
رأى والدي ذلك، فضحك بعينين متعرّجتين كحرف ثمانية، وقال بصوت رقيق كنسيم يتلاشى بسرعة:
『نُوآن، كوني سعيدة.』
في تلك اللحظة، هبّت ريح قوية، فأغمضتُ عينيّ تلقائيًا. بفضل دعم لاو، لم أسقط، لكن عندما فتحتُ عينيّ، لم أرَ سوى بحر من النجوم.
“أبي؟… لاو، أين أبي!؟”
هزّ رأسه ببطء.
“ذهب إلى الجنّة. اليوم… كان الأخير.”
“الأخير…؟”
“نعم. في الواقع، بعد خروجه من جسدي، بقي الكونت في العالم. لكنّه تجنّب الظهور أمامكِ خوفًا من أن يترك تعلّقًا.”
بدأ لاو يروي حقائق لم أكن أعرفها.
“لم يلتقِ بكِ مباشرة، لكنّه كان يراقبكِ دائمًا. لكن ذلك الوقت اقترب من نهايته. بعد إنقاذكِ، كان عليه الذهاب إلى الجنّة. مع مرور الأيام، أصبح شكله أخفّ، وفي الأيام الأخيرة، كنتُ بالكاد أراه.”
لا بدّ أنّ والدي كان يظهر أمام لاو فقط. ربما تردّد لاو قبل تقبيلي لأنّه شعر بوجود والدي.
“لذا طلبتُ منه أن يلتقيكِ في النهاية. تردّد الكونت، لكنّه وافق في اللحظة الأخيرة. لأنّه يكاد لا يُرى في الضوء، جهّزتُ هذا المكان لوداعه.”
لم يكتفِ لاو بتحقيق نزوتي، بل أقنع والدي ليلتقيني. كان لقاءً قصيرًا، لكنّه كان والدي اللطيف كما في حياته.
امتلأ صدري بمشاعر دافئة وحزينة، وتدفّقت دموع كبيرة من عينيّ. ضمّني لاو بلطف، فتركتُ بقعة على صدره.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 12"