رغم أنّها لم تكن تُريد الاعترافُ بذلك، إلا أنّ وسامتهُ كانت تزداد يومًا بعد يوم.
حتى الصحف كتبت أنّه “لا يوجد هدف تصويرٍ أجمل منهُ على الإطلاقِ”.
شعرَت إيفلين بالضيقُ تجاهَ خطيبها الوسيم، فنظرتَ له بنظرةٍ مستاءةٍ.
“ومن قال إنّي متوترةٌ؟”
‘لماذا أتى مُبكرًا؟!’
رغم أنّه لا يزال هناكَ متّسعٌ من الوقتِ قبلَ بدءِ الحفل، حضر أكسيون إلى القصر منذ الصبَاح الباكر.
كانت تخطّط للذهاب بالعربةِ مع عائلتها اليوم، لكنّه أفسدَ كلّ شيءٍ.
‘لا شيء يعجبني فيه.’
تنهدت بخفة، ثم أمسكت يد خطيبها وصعدتَ الدرج، ليقوم الخادم بتأكيَد هويّتهما.
فتح الخادم أبواب القاعة بصوتٍ عالٍ، وأعلن دخولهما بفخر:
“سعادة نائب دوق فالنتينو، والآنسة إيناباسيل، قد دخلا!”
ومع فتح الباب، انهمر الضوء الساطع من الثريّات الكريستاليّة.
فأغمضتَ إيفلين عينيها تلقائيًّا، بينما ارتسمت! ابتسامة باهتةٌ على شفتي أكسيون.
“ما رأيكِ أن تبدئي في حضور الحفلات؟”
“…ماذا؟”
“إن أردتِ، يمكنني الحضور معكِ.”
حدّقت به إيفلين بدهشةٍ ممزوجةٍ بالبرود، وقالت بحدّة:
“أرجوكَ، تجاهلني فقط.”
النبلاء من حولهم بدؤوا يتهامسون بفضولٍ ولهفة.
“يا إلهي، يبدو أنّ العلاقة بينهما مثاليّةٌ!”
“انظروا إليه، يكادُ يسيل العسل من عينيه.”
“كما تقول الشائعات… يبدو أنّه يـُحبّها كثيرًا.”
‘لا، لا، لا! أنتم تفهمون كلّ شيء بشكلٍ خاطئٍ!’
وحدها إيفلين كانت تنظر إليهم برعبٍ وهي تقول في سرّها، بينما كانت نظرةُ أكسيون توحي بأنّه يَستمتعُ بهذا الوضع بشدّةٍ.
وحين شعرت أنّهُ لا جدوى من تفسير أيّ شيء، أطلقت تنهيدةً طويلة ونظرت إلى خطيبها.
‘ما… ما هذا؟!’
فجأة، اقترب منها كثيرًا، فاهتزّت نظراتها وتعثّر تركيزها.
ووضع يده بخفة على كتفها، ثم همس بهدوء:
“فلتعتبريه تدريبًا تمهيديًّا.”
“تدريبٌ؟ تدريبٌ على ماذا؟”
نظرت إليه بارتيابٍ، فارتسمت على وجهه ابتسامة بطيئةٌ ساخرة.
“على زفافنا، طبعًا.”
‘ماذا يقول هذا المجنون؟!’
عقدت حاجبيها بضيقٍ، ثم ضربتَ يدهُ بالمروحةِ قائلة:
“توقّف عن هذا، حالًا!”
انسحب أكسيون بهدوء دون اعتراضٍ.
نظرت إليه بريبة، ثم عدّلت ملامح وجهها بابتسامةٍ مصطنعة وصوتٍ حادّ:
“ولِمَ قد أتزوّجك أنتَ بالتحديد؟!”
فأمال رأسه بخفّةٌ، بنظرةٍ جادّة:
“وأنا كذلكَ لا أفضّل الأمر… ولكن.”
“ولكن؟!”
“إن لم أتزوّجكِ، فمن سـأتزوّج؟”
كان يتكلّم وكأنّ جوابه منطقٌ لا جدالَ فيه.
ارتبكت إيفلين ولم تُخفِ دَهشتها.
صحيح أنّ زواج أصحاَب الأختام المتشابهة يُساعد في كبح قوّاتهم، وبعضهم يختار الزواج لأجلَ ذلكَ.
‘لكن، متى أصبحت أنتَ شخصًا أخلاقيًّا فجأةً لتطبقَ ذلكَ؟!’
زفرت بضيقٍ. لقد شعرت بهذا سابقًا… أكسيون يؤمنَ إيمانًا قاطعًا أنّها هي شريكتهُ.
‘ما الذي تنوي فعلهِ بي؟’
وإن ظهرت البطلة الحقيقيّة لاحقًا… سيبدأُ بالندمِ ويتوسّلُ الطلاق!
بينما كانت تَدور الأفكارُ في ذهِنها، قرّرت أخيرًا قول ما عندها.
“همم، أكسيون… بالنسبة لي، الزواجَ يَعني…”
رفع حاجبًا منتظرًا إكمال الجملة.
رغم أنّها لم تفهم سبب خوضها هذا النقاِش الغريب معه، إلّا أنّها عبّرت عن قناعتها:
“الزواج يجب أن يكون بين شخصين يُحبّان بعضهما بصدقٍ.”
تمامًا كما فعل والداها حين تخطّيا الفوارقَ الطبقيّةَ وتزوّجا.
أومأ أكسيون برأسهِ وكأنّه يُفكّرِ.
‘هل… فهَم قصدي؟’
ظنّت أنّه أدرك المعنى.
لكنّه قال:
“سآخذ ذلكَ بعين الاعتبار.”
“شكرًا على فهـ… مَاذا؟!”
تفاجأت من ردّه الخارج تمامًا عن السياق.
‘ماذا يعني “سآخذ ذلك بعين الاعتبار”؟!’
رفعت عينيها لتحدّقَ به، فإذا به يقتربُ منها خطوةً أخرى.
‘ما خطبهُ الآن؟!’
بينما كانت تراقبه متوجّسةً، مدّ يده ولمسَ خصلات شعرها المتدلّيةَ.
ثم أعاد خصلةَ شَعرها الكستنائيّةَ ذات اللّون الورديّ المحمرّ خلف أذنها بهدوءٍ.
شهقَت إيفلين من هذا التصرّفِ المُفاجئ، وقطّبتَ حَاجبيها بقوّةٍ.
“ما الذي تخططُ له الآن؟!”
لكن أكسيون لم يُخفِ ابتسامتهُ قطٌ.
عيناهُ الحمراوان اللّتان كانت دوما مليئتين بالمللِ، بدتا الآن كأنّهما تَلمَعان بشغفٍ.
كأنّه طفلٌ وجد لعبةً جديدةً للتَو.
‘ما هذه النظرة…؟!’
تجمّدت إيفلين وهي تحدّق فيه، ليهمَس أخيرًا:
“فقط… أحاولُ أن أُناسب ذوقكِ.”
❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً في واتباد وقناة الملفات،
حسابي واتباد : _1Mariana1_
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"