ورغم رهبة المكان الجديد التي خيّمت في البداية، إلا أن وجوههم بدت مشعة بالحماس والتطلّع.
كان يومًا مثاليًا لبداية جديدة، لولا أن خطاب العميد قد طال أكثر مما ينبغي حتى صار مملًا.
ومع ذلك، لفتت الأنظار عيون صافية تلمع بين الحشود، وكأن الملل لم يمسسها.
“يا للعجب، ألا تشعر تلك الفتاة بالضجر من هذا الخطاب الذي لا ينتهي؟”
“ربما لهذا السبب كانت الأولى على دفعتها.”
‘رائع، ممتاز!’
تظاهرت إيفلين بعدم الاكتراث، لكنها لم تستطع منع ابتسامة الفخر من التسلل إلى وجهها.
فقد التحقت بهذه الأكاديمية، التي تُعد من أعرق مدارس الإمبراطورية البالتية بل وحتى خارجها، كطالبة متفوقة على رأس دفعتها.
‘كل ذاك الاجتهاد طيلة الشتاء لم يذهب سدى.’
الدروس الخصوصية التي تلقتها من العبقري الغريب الأطوار فياتون أثمرت نتائج مبهرة.
‘من يدري؟ ربما أتخرج الأولى أيضًا!’
لكنها سرعان ما ضغطت شفتيها لتكبح ابتسامة لا مبرر لها.
في الحقيقة، كان مزاجها اليوم مرتفعًا أكثر من المعتاد لسبب آخر:
فالأكاديمية ستفصلها عن خطيبها البغيض لثلاث سنوات كاملة.
غير أن صورة أكسيون خطرت في بالها بلا استئذان:
“همم، لقد تم قبولي في أكاديمية لوكسن.”
“حقًا؟ هذا جيد.”
“هاه؟ أهذا كل ما لديك؟”
“لماذا؟ أكنتِ تنتظرين تهنئة مني؟”
يوم وصلها خطاب القبول، سارعت بإظهار الأمر لخطيبها وكأنها تستعرض إنجازها،
لكن أكسيون اكتفى بابتسامة هادئة، غير عابئ على الإطلاق.
‘تبا، لمَ يجب أن يظهر وجهه حتى في مثل هذا اليوم الجميل؟’
شعور غامض بالقلق تسلل إلى قلبها، رغم أنها كانت واثقة أن اسمه لم يكن مدرجًا في قائمة المقبولين.
‘إنها مجرد أوهام، لا أكثر. لن أسمح له بإفساد مزاجي الآن.’
“الطالبة الممثلة للطلبة الجدد، تقدمي لإلقاء كلمتك.”
“آه… نـ-نعم!”
كانت متماسكة قبل لحظات فقط، لكنها الآن وبعد أن أنهت خطابها أمام جميع طلاب الأكاديمية، أحست بساقيها ترتجفان.
اقترب منها أحد الأساتذة بوجه قلق عندما رآها شاحبة.
“عزيزتي إيفلين، هل أنتِ بخير؟”
“نعم، يبدو أنني توترتُ قليلًا فقط.”
“لا غرابة، الموقف صعب، لكنك أديتِ بشكل ممتاز.”
ونصحها بأن تخرج قليلًا لاستنشاق الهواء قبل استئناف البرنامج، فهزّت رأسها موافقة.
“سأعود بعد قليلٍ إذن.”
وبينما كانت وحدها في مكان هادئ تستمتع بنسمات الربيع، شعرت بأن توترها يتلاشى أخيرًا.
“آه… كمَ هو منعش.”
تذكرت كيف وقف فياتون على هذا المنبر العام الماضي، وكم بدا ذلك غريبًا في حينه.
لكنها لم تُكمل خواطرها، إذ قطعها صوت مفاجئ:
“بهذا الزفير، ستنهار الأرض تحتك قريبًا.”
شهقت. هل كان هناك أحد آخر في المكان؟
أدارت رأسها بابتسامة مرتبكة وقالت:
“هاها، ليس لدرجة أن تنهار الأرض…”
لكن فجأة اتسعت عيناها الخضراوان، وكأنها رأت شيئًا لا يُصدق.
هل تتخيل؟ هل هو وهم؟
ذلك الشخص الذي لا يفترض أن يكون هنا… كان واقفًا أمامها.
فركت عينيها مرارًا، لكن الحقيقة لم تتغير.
“ماذا؟ أنت… ماذا تفعل هنا؟!”
ابتسم أكسيون برد هادئ لا ينسجم مع وقع الصدمة التي سبّبها ظهوره:
“همم، ردّكِ هذا يجرحني قليلًا.”
لكن وجهه لم يحمل أي أثر للجرح أو الانزعاج.
‘كاذبٌ، منافقٌ!’
وضعت إيفلين يدها على جبينها وهي تحدجه بنظرات نارية.
“قلتُ، ما الذي تفعله هنا؟!”
فأجاب بابتسامة كسولة وكأن الأمر بديهي:
“لقد هربتْ خطيبتي دون أن تخبرني.”
◇◇◇◇◇
ترجمةُ : أنفال
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 29"