[ميري : يا أهلاً (◕ᴗ◕✿)، أنا مترجمتكم مريانا، للفصول السابقة والقادمه إن شاء الله ، لكن الفصول من26 إلى 30 هي بترجمة أنفال، دُمتم بخير]
الفصل 26 : يجب أن تمنحيني أنتِ أيضا جائزة
بمجرد أن أنهت الطفلة الصغيرة كلامها، خيّم الصمت على ساحة دار الأيتام.
وكأن الهواء قد امتلأ بالصمت نفسه، فجميع من كانوا هناك أطبقوا شفاههم بإحكام.
“هل هذا مجرد شعور… أم أن التوتر حقيقي؟”
في تلك الأثناء ضمّت إيفلين أصابعها بتوتر، لكن بعض الأطفال الأذكياء أسرعوا إلى سد فم الطفلة التي تكلمت.
“شش! قيل لنا أن الأطفال لا يتدخلون في مشاكل الكبار العاطفية.”
“صحيح! لا يجوز أن تسببي المتاعب لأختنا الكبيرة!”
‘لا…هذا ليس ما قصدته!’
ارتبكت إيفلين وهي تعض شفتها السفلى.
وحين لاحظ كاليد أنها في مأزق، أجاب بنبرة هادئة ليخفف الوضع:
“لقد التقيت بالآنسة أثناء عملٍ تطوعي، فلا داعي لهذه الشكوك…”
لكن صوته قُطع فجأة.
“ولماذا أسيء الظن بإيفلين؟”
كان القاطع هو أكسيون، الذي رسم ابتسامة أنيقة على شفتيه.
اليوم تحديدًا، بدا وكأن هالة باردة تحيط به أكثر من أي وقت.
انعكست أشعة الغروب في عينيه الحمراوين فتلألأت كالجمر، وكانت نظرته من النوع الذي يرهَب منه كل من يلتقيه.
ظل كاليد ثابتًا، وأومأ بهدوء:
“إذا كان الأمر كذلك… فهذا حسنٌ أنهُ.”
لكن أكسيون تابع بابتسامة لم تصل إلى عينيه:
“إنه أمر يخص خطيبتي، فطبيعي أن أثق بها.”
“يبدو… غاضبًا.”
كانت ابتسامته باردة أكثر من المعتاد، والجو المحيط به يزداد جليديّة.
“آه… البرد يزحف إليّ.”
هل تغضبُ لكونهِ لم يلتزم بما اتفقا عليه؟
شعرت إيفلين ببعض الظلم، لكنها رأت أن الأهم الآن هو إنهاء الموقف.
تنفست بعمق، ثم تقدمت لتقف بجانبه، وأدخلت ذراعها بذراعه مبتسمة بخجل مصطنع:
“لقد أسأتم الفهم جميعًا. خطيبي هو هذا الرجل.”
اتسعت أعين الأطفال كالآرانب المذعورة.
“أحقًا؟! أليس شخصًا آخر؟”
“لكنكِ قلتِ أن لكِ خطيبًا من قبل!”
“إذن هذا الأخ هو من سيتزوجكِ؟!”
وبينما تضج الساحة بالدهشة، ألقت إيفلين نظرة جانبية إلى أكسيون.
كان يبتسم برضا، لكنه لا يزال يركز بنظره على كاليد.
ولم تمض لحظات حتى قال بهدوء:
“وبهذا، سأغادر مع خطيبتي أولًا.”
لمع في عيني كاليد بريق غامض وهو يتابعهم للحظة، ثم أومأ قليلًا قائلاً:
“……افعلوا ما شئتم.”
حين ابتعدا عن أنظار الأطفال، سحبت إيفلين ذراعها من ذراعه وقالت بحدة:
“أكسيون، لماذا جئت إلى هنا؟”
فأجاب بنبرة متعجبة وكأنه لا يفهم السؤال:
“بل أنا من يجب أن يسأل.”
“عن ماذا؟”
أشاحت بنظرها هربًا من عينيه النافذتين.
“حين ذهبت إلى قصر الماركيز، أخبرني أخوكِ بشيء غريب.”
“أخِي؟! أتقصد… فياتون؟”
شهقت إيفلين لمناداته لأخيها بتلك الأُلفَة.
فأكسيون أمال رأسه وقال بصوت خافت:
“قال إنك التقطتَ ولدًا صغيرًا وأحضرتِه معك.”
‘بلع-‘
“هل وصل الخبر إليه بهذه السرعة؟!”
حاولت أن تخفي ارتباكها، لكنه واصل بنبرة ثابتة:
“هل تنوين إدارة مأوى مؤقت للأطفال أو ما شابه؟”
“حتى لو أردتُ ذلك، فالأمر يخصني وحدي.”
أجابت بإهمال، رافعة كتفيها.
فقط ليقطب جبينه بانزعاج.
‘لماذا يتصرف هكذا وكأنه يعترض على كل شيء؟’
وبينما كانت تهز رأسها مستاءة من خطيبها، صدر صوت:
طَق
كان جاكتر قد أطل من نافذة العربة القريبة.
“……أختي إيفلين؟”
تمتم أكسيون بجانبه باستياء:
“أختي؟ ها قد ظهرتْ مفاجأة أخرى.”
فلم تتردد إيفلين في دوس قدمه بقوة، ثم رسمت ابتسامة حنونة نحو الفتى:
“جاكتر، انتظرت طويلًا أليس كذلك؟”
“لا، أنا بخير. لكن من يكون السيد الذي بجواركِ؟”
أدار رأسه بفضول، فألقت إيفلين نظرة سريعة على خطيبها ثم قالت:
“هذا… هو الشخص الذي كنتَ تتمنى لقاءه.”
“ماذا؟! أهو حقًا هو؟!”
تألقت عيناه الذهبيتان بحماسة، ونزل فورًا من العربة ليحيي أكسيون بانحناءة:
“تشرفت بلقائك. أنا جاكتر.”
رفع أكسيون حاجبه بدهشة، ثم التفت إلى إيفلين وقال بخفة:
“ما الذي تحاولين فعله الآن؟”
ابتسمت بتوتر وهي تحك خدها:
“لقد أخبرته القليل عنك… فأراد أن يراكَ.”
بعد أن شرحت له الموقف بإيجاز، بدا الاهتمام واضحًا في عينيه الحمراء.
وهنا، اقترب بخطوات وفتح شفتيه قائلًا بصوت بدا ودودًا على غير عادته:
“إذن، عليّ أن أستمع إلى طلبكَ.”
“……؟”
الرجل الغامض الذي لا يُفهم مراده أخرج من جيبه زر أكمام،
ثم وضعه في يد جاكتر وقال:
“في المرة القادمة، تعال وابحث عني ومعكَ هذا.”
“هذا…!”
تأمل الصبي نقش زر الأكمام بعناية، فشهق بدهشة.
فأي شخص من إمبراطورية بالتـيان سيعرف جيدًا مكانة عائلة فالينتينو.
“سيكون أفضل إن أتيت مع راعيتكَ أيضًا.”
رمق إيفلين بنظرة جانبية وابتسم بمكر، فما كان من جاكتر إلا أن أومأ بحماسة.
“سآتي مع أختي بالتأكيد!”
وبينما كان الفتى يعود إلى العربة، تمتم أكسيون بلا مبالاة:
“فتى شجاع… لقد أعجبني.”
منح لأول مرة طفلًا يلتقيه زر كمٍ يحمل شعار عائلته،
بل وتمكن في لحظة واحدة من ترتيب الموقف كله.
فأمعنت إيفلين النظر في خطيبها بعينين نصف مغمضتين.
“ما الذي يخططُ له بالضبط؟”
لكن مهما فكرت، فلن تتمكن من فهم ما يدور في رأس أكسيون.
فأطلقت سعالًا خفيفًا وقالت على استحياء:
“همم، على كل حال… شكرًا لك على مساعدتك.”
فمهما يكن، لقد سارت الأمور كما كانت تتمنى بفضله.
رفع حاجبيه بدهشة طفيفة، ثم ارتسمت ابتسامة رخوة على شفتيه:
“هل تنوين الاكتفاء بشُكري هكذا ؟”
“ماذا تقصد؟”
“لقد حققتُ لك ما أردتِ، أليس من المفترض أن تمنحيني جائزة أنتِ الأخرى؟”
“……!”
حدقت فيه إيفلين بذهول دون أن تجد ردًّا، فما كان منه إلا أن استند إلى حجتها الأقوى:
“خطيبتي تحب عقد الصفقات.”
“ثم ماذا؟”
“لا أظن أنكِ تنوين أخذ ما قدمته لكِ مجانًا، أليس كذلك؟”
‘هاه، إنه يضيق الخناق عليّ حتى لا أستطيع الرفض!’
أدركت إيفلين متأخرةً مقصده، فبدت على ملامحها غصة صغيرة من الغضب.
لكن ما إن التقت بعينيه، حتى مالت نظرته فجأة وبدت أكثر دفئًا.
“إيفلين، أريدك أن تركبي عربتي.”
“ولماذا أركب عربتكَ؟”
أجابته ببرود، لكنه لم يُعر كلامها أي اهتمام وقال بثقة:
“لأن الوقت قد حان للدخول في صلب الموضوع.”
ثم أضاف مموّهًا:
“ستعرفين التفاصيل قريبًا.”
اقترب بخطوات ثابتة من عربة آل إناباسيل، وطرق النافذة برفق.
فتح جاكتر النافذة، فقال أكسيون بصوت هادئ:
“إيفلين ستعود معي، هل لديك مانع؟”
وكأنه قد أصبح بالفعل أحد أتباعه، أشرق بريق حاد في عيني الفتى الذهبية:
“لا، يمكنني العودة بمفردي!”
“جاكتر… أنت في صفِ من بالضبط؟!”
◇◇◇◇◇
ترجمةُ : أنفال
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 26"