الفصل 22 : الكتابُ الذي لا بدَ أن تطالعهُ النساءُ المتحضراتُ.
رفع أكسيون حاجبه قليلًا وأضاف بنبرةٍ جافةٍ
بما أنهما أعلنا رسميًا عن علاقتهما، فلن يقلق الدوق وزوجته بعد الآن من فكرة أن إيفلين تُواعد النباتات.
كان يقصد أنها، التي تقضي معظم وقتها في المختبر، من الأفضل أن تستغلهُ هو بدلًا من ذلك.
والحق أن هذا ما كانت تتمناه هي بالضبط.
‘لكن، لماذا أشعر بعدم الارتياح إذًا؟’
إيفلين كانت مقتنعةً أن أكسيون لن يساعدها دون مقابل.
وبينما كانت غارقةً في أفكارَها، تبعت بنظرها خطيبها الهادئ منذ قليلٍ.
لكن في اللحظة التي رأته واقفًا أمام رف الكتب، كادت تختنُق بالكلماتِ التي همَّت بالخروجِ.
“…!”
فالكتاب الذي كان يحمله أكسيون لم يكن سوى “الظروفُ الإختياريةُ كونيَ زوجةً لولي العهد”.
يا إلهي…
تمنت إيفلين أن يكون ما يحدث مجرد كابوس.
وإلا فإنها ستموت خجلًا في أي لحظة.
“ماذا تفعل الآن؟”
حاولت أن تتظاهر باللامبالاة، لكن ارتجاف صوتها فضحها.
“الظروفُ الإختياريةُ كونيَ زوجةً لولي العهد”… أي الكتاب الذي قرأته إيفلين عدة مرات، كان رواية (+19) أشعلت قلوب الفتيات.
وحين صدرت النسخة الفاخرة منها، كادت إيفلين ألا تتمكن من الحصول عليها لشدة الإقبال عليها.
لذلك احتفظت بها في غرفة الجلوس الخاصة بعناية شديدة.
لم تتخيل أبدًا أن يكتَشفها أكسيون فالينتينو!
مرّت لحظة من الإحراج على وجهها، لكنها أعادت سؤال خطيبها:
“قلت لك، ماذا تفعل؟”
“كما ترين، أقرأ.”
ومع كل صفحة كان يقلبها بعينين تحملان اهتمامًا غريبًا، كانت ملامح الصدمة ترتسم أكثر على وجه إيفلين.
“لكن لماذا أنتَ تحديدًا تقرأ هذا؟!”
احمرّت وجنتاها وهي تسأله بنبرة معاتبة، فأجاب وهو يميل رأسه قليلًا:
“كنت فقط فضوليًا بشأن ذوق خطيبتي.”
“…”
“لكن ما هذا الكتاب بالضبط؟”
ابتلعت ريقها، وأخذت تبحث عن جواب وهي تتظاهر بالثقة:
“…إنه كتابٌ لا بد أن تطالعهُ النساءُ المتحضراتَ.”
شعرت بالخزي وهي تطلق هذه الحجة السخيفة.
‘يا إلهي، كم هذا مُهين!’
فقط التفكير في أنها ستتذكر هذه اللحظة لسنوات جعل الدنيا تسودّ أمام عينيها.
لكن أكسيون بدأ يتلو بصوت عالٍ بعض السطور من الرواية:
“وضع دايمون شفتيه على عنق هيلي الأبيضِ الناصَع، ثم مد يده داخل قميصها الـ—”
“آآآه! لماذا تقرأ كتابي دون إذن؟!”
رفعت يديها بسرعة لتغطي فمهُ، ووجهها يشتعلُ من شدةِ الخجل.
ربما وصلته رسالتها، لأنه أغلق الكتاب أخيرًا، لكن عينيه كانتا تلمعان بوميض غامض.
“همم، إذًا هذا النوع من الرجال الفاسدين يعجبكِ؟”
طُعنت في صميم قلبها، لكنها لم تجرؤ على الاعتراف أمامه أن دايمون كان شخصيتها المفضلة.
“أرجوكَ، أغلق فمك!”
ابتسم هو وقال:
“في الحقيقةِ، لا أمانع أن أكون هكذا.”
“…”
“لكن ما زال الأمرُ يُـزعجني.”
ارتبكت عيناها عند سماع كلماته.
من يقصد؟ دايمون؟ لا بد أنهُ يسخرُ مني.
قررت أن تتوقف عن الانجرار وراء استفزازاته، وركّزت على هدفها الأساسي: استعادةُ الكتاب بأي ثمنٍ.
لكن عندما مدت يدها لتأخذه، رفعهُ أعلى بعيدًا عن متناولها.
عضّت شفتها السفلى بغيظ.
‘لماذا لا يعطيني إياه؟!’
“هيا يا إيفلين، حاولي أكثر.”
قالها بصوت يوحي بالشفقةِ، لكن ملامحه كانت تستمتع بالموقف.
“هذا يُسمى سرقةً، يا أكسيون.”
رفع كتفيه وردَ:
“أنا فقط أقرأ كتابًا في غرفتكِ. هل هذا يُعتبر سرقة؟”
كاد صبرها ينفد.
“بأي حق—”
“بأي حق—”
كرر كلماتها بسخرية، ثم همّ بخفض ذراعه، لكن إيفلين انتهزت اللحظةَ وحاولت القفَز على أطرافِ أصابعها لانتزاع الكتاب.
لسوء حظها، فقدت توازنها، وفي اللحظة التالية، كانت ذراع أكسيون القوية تطوق خصرها.
…!
سقطتُ دون قصدٍ في أحضانهِ، ووجهها يلتصقُ بصدرهِ العريضِ.
لم تستطعَ قول أي كلمةٍ، فالمسافةُ بينهما أصبحت شبهَ معدومةً.
هل هذا… طبيعي؟
شعرت بالدوار، وجسد أكسيون القوي تحت قميصه الفاخر كان… خطيرًا وإغوائيًا للغاية.
توقفت عن التحديق فيه وأفاقت من شرودها، لكن الصمت بينهما جعل قلبها يخفقُ أكثر.
هذا مجرد حادث عرضي… مجرد مصادفة.
ابتسمت بخفةٍ وقالت:
“شكرًا لأنكَ أمسكتَ بي، أكسيون.”
لكنه لم يرد.
رفعت رأسها ببطء، لتجد عيناه الحمراوان تركزان عليها بحدةٍ.
لماذا أتذكر يوم لقائنا الأول الآن…؟
حاولت صرف الفكرةِ وأبعدت نظرها، ثم بدأت تتحركُ للخروج من حضنهِ، لكن ذراعهُ شدّت عليها أكثر.
ما الذي يحدث الآن؟!
همس وهو يمرر يدهُ على خصلاتَ شعرهَا:
“لا أستَطيعُ مجاراتكِ.”
“…ماذا؟”
ابتسمَ بخفةٍ:
“لا شيء.”
لكن قبل أن تقول أي شيء، سُمِع طرق على الباب، ثم فُتح فجأةً.
“أبي قال أن أعطَيكما بعض الوجبات الخفيفة… ما الذي تفعلانهُ؟”
كان القادم فجأةً أخاها، فياتون إيناباسيل.
تجمد وجه إيفلين، فالمشهدِ يوحي بالكثيرِ من الشبهاتِ: رجل وامرأة ملتصقان في غرفةٍ مغلقةٍ ليلًا.
لا، مستحيل! هذا ليس ما تعتقدهُ!
دفعت أكسيون بسرعةٍ ورفعتَ يديها لتأكيَد براءَتها.
“سأشرحُ! الأمر ليسَ كما تظنَ، يا أخي!”
لكن فياتون كان قد بدأ بالفعل في تخيّل السيناريوهات.
“لا تقل إنكما…”
لا! ليس هذا! أنت مخطئ!
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات