الفصل 21 : احرص على لسانك في كل وقت
“ماذا…؟ آنسة لورينهايم؟”
ارتسمت على وجه إيفلين ملامح الدهشة والحيرة.
ذلك لأن أحدًا لم يطأ حديقة نباتاتها سوى عائلتها وأكسيون.
‘ليس أنني أكره داليا، ولكن…’
على الأقل، كانت تريد أن تسمح بالدخول فقط لأولئك الذين اعتادت على رؤيتهم منذ زمن.
حركت شفتيها قليلاً قبل أن تقول بنبرة متحفظة:
“آسفة يا آنسة، لا أحب إدخال أحد إلى مساحتي الخاصة.”
عندما أوصلت رفضها بحجة معقولة، بدت الدهشة ترتسم على عيني داليا، وكأنها لم تتوقع أن يتم رفضها على الإطلاق.
أتمنى ألا تأخذ الأمر على محمل شخصي…
وبينما كانت إيفلين تراقب رد فعلها، أمسكت داليا بيديها وقالت معتذرة:
“لم أقصد إحراجكِ يا آنسة إيناباسيل، لقد تسرعت في طلبي.”
“لا بأس يا آنسة لورينهايم.”
“في الحقيقة، كنت أريد أن أصبح قريبةً منكِ حقًا.”
“ماذا؟ معي أنا؟”
رمشت إيفلين سريعًا، محدقة بالمرأةِ أمامها.
فهذا تطور لم يكن في الحسبان في أحداث القصة الأصلية.
“إذا لم تمانعي، هل يمكنك من الآن أن تناديني باسمي مباشرةً؟”
حدقت إيفلين فيها مترددة؟.
لم يكن هناك أي مخطط للتقربِ من داليا، لكن من ناحيةٍ أخرى، ربما لا يكون تغيير مجرى الأحداث أمرًا سيئًا.
صحيح أنها تشاركت الخاتم نفسه مع أكسيون وارتبطت به بشكل مفاجئ، لكن لم تشعر حتى الآن بتغيير كبير.
بل ربما، إذا أصبحت قريبة من البطلة، قد تتمكن من النجاة من الموت.
أومأت برأسها قليلًا وابتسمت بهدوء:
“إذن ناديني إيفلين. سررت بمعرفتكِ يا داليا.”
ابتسمت داليا بفرح، ثم ألقت نظرة على ساعتها الجيبية وقالت:
“آسفة، كنت أود البقاء أكثر، لكن لدي موعد مسبق.”
“لا بأس، اذهبي بسرعةٍ.”
عندما أجابت إيفلين بلا مبالاة، ارتسمت على وجه داليا ابتسامة خفيفة.
“إذن أراكِ لاحقًا، إيفلين!”
وبينما كانت إيفلين تتابع ظهر داليا وهي تبتعد،
اقتربَ منها الفارس وهو يميل رأسه باستغراب.
“سير جيديون، هل هناك مشكلة؟”
سألته بنظرة متعجبة، فحك مؤخرة رقبته قبل أن يجيب:
“لا شيء، لابد أنني تخيلت شيئًا.”
لم تفهم كلامه، فاكتفت برفع كتفيها.
عندما عادت إلى قصر الماركيز، كانت إيفلين جالسةً في غرفة الطعام بوجه متجهم.
ذلك بسبب زائر غير مرحبٍ بهِ.
نظرت بطرف عينها إلى الرجل الجالس بجانبها وقالت بنبرة ضيق:
“أصبحت تزور بيتنا كثيرًا مؤخرًا، أليس كذلك؟”
رفع أكسيون حاجبه وسأل بهدوء:
“وهل من الغريب أن يزور الشخص منزل خطيبته؟”
يبدو أن مثل قول “احرصَ على كلامتكَ” وُجد من أجله تحديدًا.
عند سماعها كلامه، لم تتردد إيفلين في أن تدوس على قدمه بقوة.
لكن، ورغم الألم الذي لابد أنه شعر به، لم يُبدِ سوى حركةٍ طفيفة في حاجبه.
آه، كم هو مستفز!
وبينما كانت تفكر كيف تنتقم منه، ابتسم بمكرٍ وهمس:
“إن أردتِ، يمكنني أن أتمارض وأسقط على الأرض الآن.”
“كفّ عن السخافة واجلس بهدوء.”
كانت والدة المركيز تراقبهما بابتسامة دافئة:
“كما أرى، لم تتغيرا كثيرًا عن أيام الطفولة.”
“أمي، كيف تقولين ذلك—”
“شكرًا لكِ على كلامك، لكن أظن أن الأمور الآن مختلفةٌ قليلًا.”
قطع أكسيون كلامها ونظر إليها بعينين دافئتين مليئتين بالعاطفة، ما جعل عقلها يصرخ: لا، لا تقل شيئًا!
لكن دون أن يستجيب لأمنياتها، أمسك بيدها وأعلن:
“لقد قررنا أن نواعد بعضنا رسميًا.”
أيها المجنون…
وقبل أن تستطيع الرد، دوى صوت رشفة ماء تبعتها نفثة قوية—كان فياتون هو الأكثر صدمة بينهم.
حدق في أكسيون وكأنه لا يصدق ما سمع.
“هل ما قلته صحيح يا صهري؟”
أومأ أكسيون بكسل وابتسم:
“يبدو أننا سنلتقي كثيرًا يا أخي.”
“أخيرًا أصبحنا عائلةً بحق.”
حقًا؟!
لم تصدق إيفلين كيف أصبح الاثنان مقربين فجأةً.
“إيفلين، هل ما قاله الدوق الصغير صحيح؟”
ارتجفت عيناها الخضراوان قليلًا.
“حسنًا… إذا نظرنا للنتيجة فقط، نعم.”
كانت علاقة مؤقتة مبنية على عقد، لكنها لم تستطع إنكار الأمر أمام الجميع.
ظنت والدتها أن حياءها سببه الحب، فوضعتَ يديها على فمها وقالت:
“أوه، مُبارك لكَما!”
“شكرًا.”
مرةً أخرى…
كاد مزاجها ينهار وهي ترى خطيبها يشكرُ بكل برودٍ بعد رميَ قنبلةٍ.
ثم، فجأة، شعرت بملعقة طعام تقترب من فمها.
“ما… ما هذا؟”
كان أكسيون هو الذي يطعمها.
ما هذا النوع الجديد من المضايقات؟
ضيقت عينيها، فابتسم بمكر وهو يستمتع بالموقف.
همست له:
“هل جننتَ؟ توقفَ عن المزاحِ.”
لكن ابتسامته اتسعت:
“هل أنتِ محرجة؟”
“أنت لا تعرف ما معنى الحياء.”
“وما العيب في أن يعتني الرجلُ بخطيبته؟”
شعرت أن وجهها يتشقق من الغضب.
لاحظت فجأة أن العائلة كلها تحدقُ بهما.
تنحنح والدها وقال بجدية:
“أكملا طعامكما، لكن في الغرف—”
“هما بالغان، سيعرفان ما يفعلان.”
قاطعته زوجته، منهية بذلك أي تحذير جاد.
انتهى العشاء المضطرب، فسحبت إيفلين خطيبها بسرعة إلى الخارج.
ما إن دخلا الغرفة المتصلة بغرفة نومها، حتى سحبت يدها منه وقالت بحدة:
“أكسيون، ألا تريد أن تشرح لي ما فعلت؟”
أجاب ببرود وهو يرفع كتفيه:
“لا أظن أنني قلتُ شيئًا خاطئًا.”
كانت النتيجة من وجهة نظره صحيحة، لكن بالنسبة لها، كانت تلك مجرد علاقة مؤقتة.
“حتى لو كان الأمر كذلك، لماذا أعلنته فجأةً أمام الجميع؟”
“أليس من الأفضل أن نعلنهُ مبكرًا؟”
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات