الفصل 19 : لكن قبل ذلك، أريد أن أعرف
لم يستغرق الأمر من إيفلين وقتًا طويلًا للعثور على الكتاب.
أخرجته بسهولة وتفقدت الغلاف، ثم قالت بصوت بدا عليه شيء من الدهشة:
“هاه؟ هذا كتاب للوتوس ميلتون.”
“هل تعرفين هذا المؤلف أيضًا يا آنسة؟”
ظهرت لمحة من الاستغراب في عيني كاليد الزرقاوين الصافيتين.
“نعم، أقرأُ لهُ أحيانًا.”
لم يكن لوتوس ميلتون مشهورًا في إمبراطورية بالتـيان، فكتبهُ لا تجذب إلا محبي الحيوانات.
‘إذن، حتى بطل القصة الأصلي كان يحب الحيوانات…’
“يبدو أنكِ تحبين الحيوانات أيضًا يا آنسة.”
رفع كاليد طرف شفتيه بابتسامةٍ لطيفة، وكأن فكرته توافق فكرتها.
الآن، بدا وكأنه يشبه كلب الـ”غولدن ريتريفر”
بابتسامته الجميلة.
بينما كانت إيفلين تحدّق في ملامحه الطيبة، انتبهت فجأة وأفاقت من شرودها.
“آه، حسنًا… أظن أنه عليّ الذهاب الآن!”
لكن قبل أن تستدير، جاءها صوته المنخفض من خلفها:
“إن كان لا يزعجك، هل يمكن أن تمنحيني قليلًا من وقتكِ؟”
“هل هناكَ أمرٌ ما…؟”
أمالت رأسها باستفهام، فأجاب بعد تردد قصير:
“أودّ أن ترافقَيني حتى الأمام.”
“هاه؟ أن أرافقكَ يا دوق؟”
هزّ رأسه بهدوء:
“هناكَ قطةٌ خلف المكتبة أنجبت صغارها.”
تلألأت عيناها الخضراوان بوضوح عند سماع ذلك.
صغار القطط… في الحقيقة، أود رؤيتهم…’
لما لم تجبه فورًا، أضاف بابتسامة محرجة:
“بالطبع، لا أريد إحراجكِ، يمكنكِ الرفض إن شئتِ.”
تذكرت إيفلين حديثهما السابق:
“أقدّر لطفك، لكن لا أريد أن يسيء خطيبي فهم الأمر.”
هل كنتُ قاسية جدًا حين قلتها المرةَ الماضية؟’
شعرت أنها ربما جعلته يشعر بالحرجِ دون قصدٍ، فقالت وهي تحك خدها:
“حسنًا، فلنذهب ونراهم معًا.”
كانت تنوي العودة مباشرة بعد رؤية القطط، فالمكان عند مدخل طريق التنزه خلف المكتبة.
لم يتوقع كاليد موافقتها، فارتعشَت عيناه الزرقاوان قليلًا، لكنه ما لبث أن ابتسم بهدوءٍ وقادها إلى مكان القطة وأبنائها.
* * *
وسط بطانية ناعمة، كانت القطة الأم وصغارها يصدرون أصوات خرخرةٍ لطيفةٍ.
ابتسمت إيفلين من تلقاء نفسها أمام هذا المشهد اللطيف.
عندما مدّت يدها لتداعب فراءهم الناعم، هسهستَ قطةٌ سوداء صغيرة ورفعت كفها الصغير.
أخذت تحدق بها وكأنها تذكّرت أحدهم:
‘لونها أسود وطبعها حاد… تشبه أكسيون تمامًا! ‘
ضحكت بصوت منخفض، فسألها كاليد باستغراب:
“ما الأمر يا آنسة؟”
أشارت إلى القطة السوداء وقالت:
“هذه الصغيرةُ تشبه خطيبي.”
“همم، أنا أشبهُ منَ؟”
جاء صوت مألوف من خلفها مباشرة، فاتسعتَ عيناها بدهشةٍ.
استدارت ببطء، وكأنها لا تصدق ما تراه.
أمامها كان رجل ذو شعر أسود لامع تحت أشعة الشمس.
“أكسيون… لماذا أنتَ هنا؟”
قطع أكسيون كلماتها بصوت بارد قليلًا:
“لكن قبل ذلكَ، أريدُ أن أعرفَ…”
“…”
“لماذا خطيبتي مع رجلٍ آخر؟”
ساد جو مشحون وصمتٌ ثقيلٌ، كأنها ضُبطت في خيانة، مما جعل رأس إيفلين يؤلمها.
“أوه، أنتَ في سوء الفهم…”
‘كيف يمكن أن تربط البطل بي بهذه الطريقة؟’
حبست تعليقها في داخلها وقالت ببرود:
“هذه القطة التي قلت إنها تشبهكَ.”
رفع أكسيون حاجبًا، وكأنه لا يفهم ما تقول.
أشارت إلى كاليد وقالت:
“هذا هو دوق ريكيران. جئنا فقط لرؤية القطط المولودة خلف المكتبة.”
ثم قدّمته إلى أكسيون:
“دوقَ، هذا هو خطيبي الذي كنت أتكلم عنهُ.”
كان من الصعب عليها أن تتجاهل أن هذين الرجلين سيتنافسان على قلب البطلة في القصة الأصلية.
مد كاليد يده أولًا:
“تشرفتُ بلقائكَ. أنا كاليد ريكيران.”
لكن أكسيون اكتفى بابتسامة جانبية:
“كدتُ أسيءُ الظن بكَ. أنا أكسيون فالينتينو.”
‘يا إلهي، حتى أسلوب كلامه…’
سحب كاليد يده بابتسامةٍ محرجةٍ:
“يبدو أن هناكَ سوءَ فهٍم.”
سوء فهم…؟”
ابتسم أكسيون بسخريةٍ ولمعت عيناهُ.
شعرت إيفلين أن الأمر قد يتطور، فأمسكت بأكمام خطيبها وقالت لكاليد:
“تذكرتُ أن لدي موعدًا آخر.”
ابتسم أكسيون وأمسك يدها هو الآخر:
“إذن سنرحلُ الآن.”
أومأ كاليد قليلًا:
“إلى اللقاءِ إذن.”
عندما وصلا إلى بوابة المكتبة، سحبت إيفلين يدها من يده وقالت:
“هممم، إذن انتهَى سوء الفهم الآن، صحيحٌ؟”
“أي سوء فهم؟”
“أني قد أخون خطيبي…”
توقفت فجأة عن الكلام:
‘لحظةً، لماذا أشرحُ موقفيَ لهُ؟’
ابتسم أكسيون بخفة:
“كنتِ تعرفينَ منذ البداية، أليس كذلك؟”
“أعرفُ ماذا؟”
أجاب بلا مبالاة، فأطلقت عليه نظرة جانبية:
“أنتِ حقًا…”
هزت رأسها وتنهدت:
“أشعرُ أن هذا اليوم طويلٌ جدًا.”
ثم نظرت إلى عربة عائلتها التي وصلت وقالتَ:
“سأعودُ إلى المنزل لأرتاحَ.”
“حسنًا، لنعدَ إلى قصِر الماركيز.”
“هاه؟ أنتَ قادم إلى منزلنَا أيضًا؟”
“الماركيزة دعتنَي للعشاءِ.”
“ماذا؟ متَى؟!”
وأشار إلى العربة:
“هيا، لنركبَ.”
“لماذا؟”
“هناكَ أمورٌ أريدُ مناقشَتها.”
في عينيه الحمراء كان يلمعُ بريقٍ خافتٌ.
في داخل العربة، كان الصمت يملأ الأجواء، لا يُسمع إلا وقع حوافر الخيل.
سألت إيفلين وهي تميل برأسها باستغراب:
“في ماذا تفكرُ هكذا؟”
“فيكِ.”
جعلها جوابهُ المباشرُ تشعرُ بالارتباكِ.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 19"