ارتجف جسدها قليلًا وعيناها تتسعان بارتباكٍ، لكنه أعاد ربط الشريط بإحكام حتى لا ينفك.
“ما زال أمامنا وقت طويل.”
بعد انتهاء حفلة السفينة، عادت إيفلين إلى قصر الماركيز في وقتٍ متأخر من الليل.
وبينما كانت تمشي ببطء من شدّة التعب، خاطبها بياتون الذي كان يتفحّص بعض الأوراق في قاعة الاستقبال:
“هل عدتِ الآن فقط؟”
“أوه…”
أومأت برأسها بذهول، فمال برأسه قليلًا وقال:
“وجهكِ محمّر بعض الشيء.”
اتسعت عيناها الخضراوان بدهشة، وهزّت رأسها سريعًا وهي تجيب بعجلة:
“أحمر؟! بالطبع لا!”
“إن لم يكن كذلك، فلا بأس.”
أومأ بلا مبالاة وعاد إلى أوراقه.
أسرعت إيفلين إلى غرفتها، ووقعت على السرير دون أن تغيّر فستانها.
‘كل هذا بسبب الختم.’
حين تذكّرت ما حدث مع خطيبها في جناح الضيوف، تجعّدت ملامحها.
“هل هو… فقدَ عقله؟”
ضغطت على صدغها، وعضّت شفتها السفلى.
كيف يُمكن لشخصٍ أن يردّ الجميل بالإساءةِ؟
في تلك اللحظة، اجتاحت عقلها الكلمات التي لم تستطع قولها في حينها، مما زاد إحساسها بالحزنِ.
حتى تعليق بياتون على وجهها، اعتبرته جزءًا من آثار غضبها المكبوت.
شعرت أن أفكارها بدأت تهدأ قليلًا، لكنها أيقنتَ أنها لن تنام بسلامٍ هذه الليلة
* * *
لم يمرّ يوم على الختم، حتى جلست إيفلين أمام خطيبها على طاولة واحدة.
“أولًا، شكرًا لأنكَ قبلت دعوتي.”
هذا الصباح، أرسلت إلى منزل فالينتينو رسالةً عاجلة، ولحسن الحظ قبل أكسيون الدعوة.
أومأ بخفة، وابتسم ابتسامة دافئة وهو يقول:
“كنتُ فضوليًّا بشأن ما تودّين قوله، خطيبتي.”
يبدو أن أكسيون أدركَ أن لديها أمرًا تخفيه.
مدّت إليه ملفًا وهي تقول بحزم:
“أكسيون، أريدكَ أن توقّع على هذه الأوراق.”
نظر إليها بهدوء:
“ما هذا فجأةً؟”
“هممم، إنها عقد كتبته بنفسي.”
أشارت بفخر إلى الأوراق التي سهرت عليها طوال الليل، حيث وضعت بنودًا دقيقة تُلزم كليهما ببعض القواعد بعد ارتباطهما بالختم أو الوسمَ، على أمل أن يَتوصلا إلى اتفاق واضح.
لكن أكسيون، بعد أن تصفحها، أطلق ضحكةً قصيرة ساخرة:
“إيفلين.”
“……؟”
ناداها بنظرة خطيرة وقال:
“الخطوبة والختم… فات الأوان للتراجع.”
ارتجفت عيناها وهي ترد:
“فات الأوان… ماذا تعني؟”
رفع حاجبه وأجاب بجرأة:
“أخبرتكِ من قبل، الندم لن ينفعكِ.”
‘لا يعقل… هل ينوي حـبَسي؟’
بدأ قلبها يخفق بسرعة، وإحساسٌ بالخطأ العميق يسيطر عليها.
بدا وكأنه مستعدّ للزواج لمجرّد أن بينهما ختمًا.
حاولت التماسكَ قائلةً:
“اسمعني جيدًا يا أكسيون.”
ثم بدأت تشرح بنود العقد بندًا بندًا، مؤكدة أن الأمر لن يضرّه، بل حتى لو فسخت الخطوبة لاحقًا، فهي مستعدة لمعاونته بصفتها صاحبة الختم.
لكن أكسيون لم يُبدِ أي نية للتراجع، بل قال بابتسامة خفيفة:
“لكن يا إيفلين…”
“……؟”
وقبل أن تكمل تفكيرها، أطلق ابتسامة آسرة وأردف:
“إن كنتِ قد أخترتينيَ، فعليكِ أن تتحمّلي المسؤولية.”
“……!”
فتحت فمها بدهشة، إذ لم تكن خططها سوى فسخ الخطوبة لاحقًا مع الحفاظ على علاقة رسمية بسبب الختم، لكن يبدو أنه يفكّر بأكثر من ذلك بكثير.
لكن لماذا…؟
* * *
حين ذهبت لإعادة الكتب إلى المكتبة الإمبراطورية، وقع بصرها على مؤخرة رأس مألوفة.
لم تستطع تجاهله وهو يقف في مكانه طويلاً، فتقدمت نحوه وقالت:
“هممم. دوق، هل كنتَ بخيرٍ في الفترة الماضية؟”
استدار كاليد بابتسامة ودودة:
“مرّ وقت طويل، آنسة.”
ابتسمت دون كلام، ثم لاحظت الورقة في يده، وعليها أرقام رموز الكتب.
“هل كنتَ تبحث عن كتاب؟”
حكّ عنقه بإحراج وقال:
“ما زلتُ غير معتاد على النظام الجديد، فأجد صعوبة في إيجاد الكتب.”
بما أن نظام الرموز أُدخل مؤخرًا، كانت إيفلين تساعد أحيانًا الزوار التائهين.
“إن لم تمانع، يمكنني أن أبحث عنهُ لكَ.”
“أأنتِ بنفسكِ؟”
تفاجأ قليلًا، لكنها ابتسمت بثقةٍ:
“أنا بارعة في إيجاد الكتب.”
وفوق ذلك، كانت تحمل وصيّة والديها: مساعدةَ كل من يواجهُ صعوبةً.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"