6
‘في القصة الأصلية، عندما صُدمت البطلة بموت أحد المتدربين الآخرين، لم يفهم إيشينا مشاعرها على الإطلاق. ومع ذلك، حاول تهدئتها، لكن البطلة أدركت أنه لا يتعاطف معها أبداً.’
ما هو الحوار الذي تبادلاه إيشينا ودارلين في القصة الأصلية؟
{إ-إيشينا…… تبدو وكأنك لست حزين على الإطلاق…… هل هذا مجرد وهم مني؟}
{همم، هل يجب أن أكون حزيناً بالضرورة يا دارلين؟}
{لـ-لكن، لقد مات شخص ما……}
「شعرت دارلين بالرعب وتراجعت خطوة إلى الوراء بشكل غريزي. لسبب ما، بدا الرجل الذي أمامها وكأنه ليس إيشينا الودود الذي عرفته دائماً.」
{نعم، لقد مات. لكن ما الذي يهم في ذلك؟}
أتذكر بوضوح الجزء التالي. إنه الجزء الذي جعل شخصية إيشينا تترسّخ في أذهان القراء.
「نظر إيشينا بعينيه الخضراوين الداكنتين بلطف، وتحدث بنبرة ودودة. كانت عيناه مثبتتين على دارلين مباشرة.」
{لدي شخص أكثر أهمية بالنسبة إليّ، أليس كذلك؟}
كان إيشينا شخصية محبوبة لأنه ‘ودود ظاهرياً، لكنه لا يعتبر من حوله بشراً مثله، ويخصّ دارلين وحدها باهتمامه’.
‘لكن هذا لا يهمني الآن. ما يهمني هو ما إذا كان إيشينا قائداً مخيفاً أم لا……’
مهما كانت النوايا التي يُخفيها إيشينا، فهذا لا يعنيني. على أي حال، إن إيشينا شخص ودود لا يوبخ زملاءه الجدد، لذلك هو قائد جيد نوعاً ما.
بالإضافة إلى ذلك، في هذه اللحظة، لا يمكن أن يكون شريراً كما في القصة الأصلية. بما أن البطلة لم تنضم بعد للجيش، فهو ليس ‘شريراً بنسبة 100%’، بل ربما ‘شرير بنسبة 70%’؟
“سيد إيشينا، ما الذي جاء بك إلى هنا؟”
عندما سألته، ابتسم إيشينا ابتسامته اللطيفة المعهودة وتحدث بنبرة ودودة.
“همم، هناك تدريب خاص هذه الظهيرة، فاستعدوا بسرعة.”
لا تقل حتى هذا بطريقة ودودة!
**********
“هل تجمّع الجميع؟”
نظر بريف إلينا ونحن نقف في صفوف في ساحة التدريب. إن بريف صديق ليون، ومثله، دائماً يضحك ويمزح بلا مبالاة.
“وينتر، آلتير، يوري. هل أحضرتم كل ما طلبته منكم؟”
“نعم، سيدي.”
“بلاتو، هل تأكدت من العدد؟”
“نعم، الجميع موجود.”
بعد التحقق من بعض الأمور بعناية، تحدث بريف أخيراً.
“حسناً، حان وقت التدريب الشهري. اليوم، سننزل إلى البحيرة التي في أسفل الجبل.”
لماذا أشعر بشعور سيء؟
“سنُجري تدريباً مائياً.”
تباً!
شحب وجوه زملائي، لكن بريف ضحك بخبث وهو ينظر إلينا.
“ستتعبون كثيراً اليوم، على الأرجح.”
‘لا تقل هذا وأنت تضحك، أيها المجنون……’
لم يكن النزول من الجبل متعباً على الإطلاق.
تقع وحدتنا في أعماق الجبل، وأتذكر كيف جئنا إلى هنا مُحمّلين في عربات كأننا أمتعة.
‘كم تحسنت قدرتي على التحمل مقارنة بذلك الوقت……’
لا أستطيع حتى تخيل مدى تطور قدراتي البدنية خلال شهر واحد.
أخيراً، بدأت البحيرة تظهر من بعيد. المكان الذي سندفن فيه عظامنا اليوم.
ما نوع التدريب المائي؟ الخيارات كثيرة، لكن ما خطر ببالي فوراً هو……
‘السباحة.’
أنا في ورطة. لا أعرف كيفية السباحة.
لا أعلم إن كانت ساروفيا الأصلية تُجيد السباحة أم لا، لكنني، في هذا الجسد، لا أعرفها، وهذا يكفي.
“حسناً، أيها المجندون. سنبدأ بتعليم السباحة الأساسية.”
اقترب منا القائد لويس، الذي علّمنا طريقة وضع الهالة على السيف.
“اخلعوا أحذيتكم أولاً. الأحذية إذا ابتلّت لا تجف بسرعة وتصبح مزعجة.”
مع شعور سيء يتزايد، خلعنا أحذيتنا بطاعة.
‘لحظة. أرجوك، قل إن الأمر ليس كذلك.’
على الأقل، أخبرنا قبل أن تدفعنا إلى الماء……
بالمناسبة، لم تخب توقعاتي السيئة أبداً منذ أن التحقت بالجيش.
“حسناً، بدءاً من الآن، ستبقون في الماء لمدة عشر دقائق.”
لماذا أشعر أن القادة الذين خلف لويس يقتربون منا ببطء؟
نظرتُ ببلاهة رافضة الواقع، لكن الواقع صدمني دون سابق إنذار كالعادة.
‘تباً!’
دفعني أحد القادة إلى الماء، وأقسمت للمرة السادسة عشرة بعد المئة أنني سأهرب بعد هذا التدريب.
**********
“هاي! اصمدوا لعشر دقائق! ابدأوا!”
“اعتنوا بزملائكم!”
سمعتُ أصواتاً فوق رأسي، لكنني كنتُ منشغلة بمحاولة الخروج من هنا بشدة، فلم أستطع استيعاب الكلام بدقة.
كان جسدي يطفو ثم يغرق، والماء البارد يتسرب إلى أنفي وفمي باستمرار. تجمد جسدي من البرد، ولم أستطع فتح عينيّ بشكل صحيح.
“هاي! اطفوا على الماء! ارخوا أجسادكم واستلقوا!”
صرخ بلاتو بصوت خشن من بعيد.
نعم، القول أسهل من الفعل. من يستطيع إرخاء جسده بعد أن أُلقي في الماء فجأة؟
حركتُ ساقيّ بقوة محاولة الطفو، لكنني شعرت أنني أغرق أكثر.
“ساروفيا، أرخي جسدكِ!”
شعرتُ بشخص يمسك بي من الخلف. حاولتُ غريزياً الإستدارة والتشبث بملابسه، لكنه ثبّت جسدي بقوة فلم أستطع.
“افتحي عينيكِ! أنا أمسك بكِ الآن، لن تغرقي! فقط أرخي جسدكِ!”
“هاا، هاا……”
عندها فقط أصبح ذهني صافي أخيراً.
توقفتُ عن تحريك ذراعيّ وساقيّ بجنون وبدأتُ أرخي جسدي ببطء. بالفعل، لم أغرق.
فتحتُ عينيّ، فرأيتُ زملائي يحاولون الطفو، بعضهم يرخي أجسادهم والبعض الآخر يتحرك بعنف وذعر.
“أنتِ لا تعرفين كيفية السباحة، أليس كذلك؟”
سمعتُ صوتاً خلف رأسي مباشرة، فعرفتُ من يمسك بي. إنه زميلي لينيا.
“لقد نسيته منذ وقت طويل، سعال!”
بعد كمية الماء التي ابتلعتها، شعرت بالإختناق وسعلتُ لفترة طويلة.
“هذا صحيح! عندما تحاولون إنقاذ شخص يغرق، أمسكوه من الخلف هكذا! إذا أمسكتموه من الأمام، قد يتشبث بكم وتغرقان معاً!”
نظرتُ إلى قائدنا لويس الذي يوجّه التعليمات إلينا.
كان يحمل ساعة جيب وينظر إلينا وإلى الساعة بالتناوب ليتتبع الوقت المتبقي.
“لينيا، هل تُجيد السباحة؟”
“أفضل منكِ على الأقل.”
تحدث وكأنه ليس بارع، لكنه كان يدعمني بثبات.
“القدرة على الرؤية بعين واحدة أمر مزعج أكثر مما توقعت في الماء.”
لمس لينيا الندبة التي فوق عينه برفق وهو يتحدث.
لم أسأله عن سبب فقدان عينه. كان ذلك احتراماً لماضيه القاسي على الأرجح.
“الآن سأترككِ، حاولي الطفو بمفردكِ.”
“مـ-ماذا؟”
“يجب أن تفعليها بمفردكِ في النهاية. سأساعدكِ، لا تقلقي.”
“…… شكراً لك. حقاً.”
في هذا المكان الملعون، إن وجود زميل مثل لينيا بمثابة حظ عظيم.
بينما كنتُ أنظر حولي بعينين دامعتين من التأثر، لاحظتُ زميلي آكويلا يطفو بجانبي مباشرة.
…… كان يطفو بجانبي مباشرة، ولم يساعدني عندما كنتُ أتخبّط…… يا له من زميل خائن……
نعم، إذا كنت البطل في القصة الأصلية أو أحببت ساروفيا في القصة الأصلية أم لا، هذا لم يعد مهماً……
‘لكن كشخص، عليك أن تتعلّم القليل عن رعاية زملائك، أيها الأحمق غير الكفؤ اجتماعياً.’
بمساعدة لينيا، تمكنتُ من الطفو أخيراً، وشكوتُ في سري من آكويلا الذي ينقصه العمل الجماعي.
“جيد، يبدو أن الجميع يعرف كيف يطفو الآن.”
نظر لويس إلينا ونحن نطفو بطريقة ما، وابتسم برضا.
‘أرجو أن ينتهي تدريب اليوم هكذا.’
كان أعضاء الوحدة الآخرون، باستثناء المجندين الجدد، يتدربون على السباحة بعيداً عنا. أرجو أن يكتفوا اليوم بتدريب الطفو……
‘أكره السباحة. لا أتذكر حتى كيف أفعلها.’
“حسناً، ما دمنا هنا، لنُجري سباحة ذهاباً وإياباً عبر البحيرة.”
‘تباً.’
ماذا؟ ماذا تفعلون بأشخاص بالكاد تعلّموا الطفو حديثاً؟
مهما حاولوا، من المستحيل أن يجعلونا جميعاً نسبح بشكل صحيح اليوم.
“لا تقلقوا إن كنتم لا تعرفون كيفية السباحة. فقط العنف والخوف سينقذان الجميع.”
وفي ذلك اليوم، نجحتُ بالفعل في السباحة ذهاباً وإياباً عبر البحيرة.
‘لقد نجحتُ حقاً……’
**********
“كم يوم بقي حتى تسريحنا؟”
“سبع سنوات وأحد عشر شهراً وثمانية أيام.”
“تباً.”
عندما سمعتُ إجابة لينيا، أمسكتُ رأسي بيديّ بيأس.
أصبح عدّ الأيام المتبقية للتسريح جزءاً من روتيننا اليومي. لكن ذلك زاد من يأسنا فقط.
“هيا، تعالوا واجلسوا.”
كنا ننقل الغسيل لتعليقه على الحبال حتى رأينا زملاءنا جالسين أمام بلاتو، ففهمنا الأمر بسرعة وجلسنا أمامه.
‘ما الذي سيحدث هذه المرة……’
يا إلهي، ما سبب التجمّع اليوم؟ لقد أصبحتُ نصف مستسلمة للواقع.
“حسناً، سأختبر حفظكم للمعلومات عن الوحوش من المستوى الثالث التي طلبتُ منكم حفظها في المرة السابقة.”
‘جيد، إنه ليس تجمّع لنُعاقب على شيء ما.’
ظننتُ أن أحد الزملاء قد ارتكب خطأً وسيُعاقب الجميع بـ’فقط العنف والخوف سينقذان الجميع’.
لكن ‘اختبار الحفظ’ يعتبر خبر أسوأ بالنسبة لزملائي، فبدأت تعابير وجوههم تصبح مظلمة.
“ساروفيا، ابدئي أنتِ أولاً.”
أشار بلاتو إليّ، وأنا جالسة في أقصى اليسار.
بلعتُ ريقي بتوتر، وأنا فقط من سمع صوت ابتلاعي لريقي.
‘إن أخطأتُ، سأموت. إن أخطأتُ، سأموت……’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 6"