5
كان لون الهالة المحيطة بسيفي يشبه لون شعر ساروفيا المرجاني.
لكن هالتي، بالطبع، لا تمتلك أي قدرة مميزة.
‘أنا بالتأكيد بعيدة كل البعد عن أن أكون البطلة……’
عادةً، ‘الفتاة التي تتجسد كشخصية إضافية في رواية رومانسية خيالية’ تصبح البطلة الجديدة للرواية. لكن ساروفيا، التي تجسدت فيها، لا تمتلك أي موهبة تُذكر سوى وجهها الجميل.
في الأصل، الأشخاص الذين يمتلكون قدرات خاصة هم فقط أبطال القصة الأصليين. في الواقع، لا يمتلك أي من زملائي أي قدرات.
…… باستثناء البطل الأصلي، آكويلا.
“ماذا؟ هل هناك مجند جديد يمتلك قدرة؟”
“ما اسمه؟”
“آكويلا. بالمناسبة، لقد مر وقت طويل منذ أن كان لدينا شخص لديه قدرة النار……”
توجهت أنظار القادة السنيور المتهامسين جميعهم نحو آكويلا.
كانت النيران الحمراء تتوهج ببريق حول سيفه، كأنها ستحرق كل شيء حولها في أي لحظة.
‘من المدهش أن سيفه لا يذوب…… حسناً، هذه مجرد هالة، وهي تختلف عن النار الحقيقية.’
على الرغم من النيران المذهلة التي جذبت الأنظار، حافظ آكويلا على تعبيره المعتاد الخالي من أي مشاعر.
للحظة، التقت أعيننا، ولكن كما هو متوقع، أبعد عينيه دون أي اهتمام.
‘نعم، من الجيد أن لديك موهبة، أيها الوغد……’
هل كل أبطال الروايات الرومانسية الخيالية يمتلكون مثل هذا التعبير؟ تعبير وجه آكويلا دائماً غامض لا يُقرأ.
لكن بالتفكير في الأمر، هناك اختلاف. أبطال الروايات الرومانسية الخيالية عادةً لهم ‘تعبير بارد’، لكن آكويلا ليس بارد، بل خالي من أي تعبير تماماً……
‘لأنه تم اختيار الشخصية ذات الدور البارد في الأصل.’
البطل الثاني، الذي كان في صراع دائم مع آكويلا، وكان الأكثر شعبية بين القراء.
من بين الأبطال الأربعة، كان الوحيد إلى جانب آكويلا الذي يستطيع استخدام هالة تحمل قدرة.
كان بارداً ولا مبالياً مع الجميع، لكنه أمام البطلة كان أكثر شخص شغوف وحماسي.
كان متفوقاً على آكويلا في الرتبة والقدرة، لكنه خسر أمامه في الحب ولم يرتبط بالبطلة.
“أنت. هل قدرتك هي النار؟”
خرج رجل ذو شعر أسود وعينين زرقاوين من خلف القادة السنيور.
البطل الثاني في القصة الأصلية، وينتر، حدق بعينيه الزرقاوين بحدة مباشرة في سيف آكويلا المشتعل. كانت هالة الجليد تتدفق حول سيفه.
رفع آكويلا رأسه، ونظر إلى سيف وينتر بتعبير وجه غامض غير مفهوم.
مواجهة بين مستخدم هالة الجليد ومستخدم هالة النار. للحظة، عمّ التوتر ساحة التدريب من شدة الترقب.
‘هل كانت علاقتهما سيئة منذ البداية؟’
ربما كان هناك تاريخ طويل وراء صراع البطل الأول والبطل الثاني في القصة الأصلية.
شعرتُ بالحماس لمشاهدة مواجهتهما، فنظرتُ إلى وينتر وآكويلا بالتناوب بعينين متلألئتين. ثم……
“من قال لك أن تتحدث إلى مجند بلا إذن؟”
“ها، تُدلل هكذا ثم تتجرأ على تجاوز حدودك!”
رأيتُ القادة السنيور يوبخون وينتر، فأخفضتُ عينيّ بسرعة.
كان القادة السنيور ينظرون إليه باستنكار وهم يتحدثون إليه بحدة، فتراجع وينتر بسرعة إلى مكانه مُدركاً خطأه، ولكن……
سرعان ما أشار إليه ليون بغضب ليتمدد على الأرض ويؤدي تمارين الضغط، فامتثل وينتر للأمر دون تردد.
نعم…… في القصة الأصلية، كان وينتر قائداً مثالياً ذا قدرة رائعة وشخصية باردة، لكنه الآن مجرد جندي أول، أعلى منا برتبة واحدة فقط.
‘لا أرى أي أثر لجاذبية البطل الأصلي……’
تنهدتُ في نفسي وأنا أرى وينتر يقوم بتمارين الضغط أمام القادة السنيور.
حتى لو بدأ الهوس وفقاً لكليشيهات الروايات الرومانسية الخيالية……
يبدو أن أبطال القصة الأصلية يحتاجون إلى الإهتمام بأنفسهم قبل أن يهتموا بي.
**********
2913 يوم متبقى حتى يوم التسريح.
بعد أسبوع شاق من تدريب المجندين، أصبح التدريب أخيراً في مستوى يمكنني مواكبته.
نستيقظ، نركض صباحاً، ثم نتناول الإفطار. بعد الإفطار، تمارين القوة والتحمل، ثم الغداء. بعد الغداء، نؤدي أعمالاً مثل الغسيل، ثم نتدرب على الأسلحة قبل تناول العشاء. بعد العشاء، نحفظ معلومات عن الوحوش، ونتدرب على الإستراتيجيات، ثم ننظف وننام.
خفّت الأجواء المُرهِقة التي كانت تُجبرنا على العمل دون توقف، وأصبحنا نعرف بعضنا البعض أكثر.
“ساروفيا، يجب علينا تنظيف ساحة التدريب الآن.”
“حسناً، فهمت!”
من بين زملائي السبعة، أصبحتُ مُقرّبة من كارل ولينيا.
كارل شاب عادي المظهر ذو شعر بني، ولينيا شاب ذو ندبة طويلة على إحدى عينيه وطريقة كلام خشنة قليلاً.
في البداية، قلقتُ من أن كوني المرأة الوحيدة بينهم، قد يجعلني ذلك لا أنسجم مع زملائي، لكن يبدو أنهم لا يهتمون بهذا.
صحيح أنني كنتُ أتخلف في تمارين القوة، مما جعلنا نُعاقب جميعاً، لكن زملائي الآخرين كانوا يتخلفون أيضاً في تمارين التحمل أو السيف، فلم يكن ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لي.
بالإضافة إلى ذلك، بعد أسبوع من التدريب المشترك على الأرض، لم يعد جنس الشخص الذي بجانبك مهماً.
حتى لو كنت أمتلك وجهاً لافتاً، لا أحد يراني سوى مجرد زميلة مُجندة.
“هل بقي الكثير من الغسيل؟”
“رأيتُ كومة من المناشف في سلة الغسيل سابقاً.”
“آه، أريد الهروب……”
تمتم لينيا كعادته، وأومأنا أنا وكارل، اللذان كنا ننظف معدات التدريب بجانبه.
“هل حفظتم أسماء وخصائص الوحوش من المستوى الثاني؟ إن لم تحفظوها حتى حلول الليل، سيكون وضعنا سيئاً.”
“حفظتهم، لكنني سأُجن. كل شيء مُختلط في رأسي، وأخشى ألا أجيب إذا سُئلت.”
“ساروفيا، هل حفظتهم؟”
“نوعاً ما.”
الفائدة الوحيدة من قراءة القصة الأصلية هي أنني حفظت معلومات عن الوحوش بسهولة نسبياً.
شرح القادة السنيور معلومات مختصرة بسرعة ثم طلبوا منا اكتشاف بقية المعلومات وحفظها بأنفسنا. في المعركة، إن لم تعرف نقاط ضعف الوحش الذي أمامك، ستموت.
بالطبع، إن فشلنا في حفظ كل هذه المعلومات، سيُطبّق أسلوب تدريب فصيلتنا، ‘فقط العنف والخوف سينقذان الجميع’.
بالمناسبة، اسم فصيلتنا هو ألفا. الفصيلتان المجاورتان هما بيتا وغاما. عندما سمعتُ ذلك الإسم أول مرة، فكرتُ، ‘كما توقعت، أبطال القصة الأصلية من فصيلة ألفا الذي لديه اسم أكثر روعة’، وشعرتُ بالغرابة.
“ماذا؟ ساروفيا حفظتهم كلهم؟”
اقترب منا زميل آخر، جون، الذي كان ينظف ساحة التدريب، بعد أن سمع حديثنا.
“نعم، تقول إنها حفظتهم.”
“رائع! يبدو أنني الوحيد الذي لم يحفظ، إذن أنا في ورطة.”
“لا تقلق. إن كنت في ورطة، فسنكون جميعاً كذلك.”
بدأ جون بالحديث، ثم أضاف زملاؤنا الآخرون تعليقاتهم.
“ماذا؟ حفظتهم كلهم؟ أشعر بالغيرة!”
“لحظة، هل أنا الوحيد الذي سيفشل؟ لم أحفظ شيئاً!”
“التفكير في الفشل يجعلني متحمساً……”
بينما كان زملائي يُعلّقون بحسد أو كآبة، كان آكويلا هو الوحيد الذي ظل صامتاً، استمر في تنظيف معدات التدريب بهدوء.
التقت أعيننا للحظة عندما قلتُ إنني حفظتُ معلومات عن الوحوش، ثم عاد إلى التركيز على معدات التدريب.
‘لا أستطيع حقاً فهم هذا الرجل.’
على عكس هالته النارية المُتّقدة، بدا وكأن سلوكه البارد لا يتغير أبداً.
سواء حصل على مديح لتفوقه في التدريب أو عُوقب معنا جميعاً.
ظل آكويلا دائماً بلا سعادة، بلا استياء، بلا خوف، بلا ألم، بلا غضب، فقط يقف بتعبير وجه خالي من المشاعر.
كما أنه ليس مُقرّب من أي زميل. ليس أنا فقط، بل الجميع.
لم يبدأ الحديث أبداً، وإن تحدث إليه أحد، أجاب بكلمات مقتضبة.
‘يبدو أن أبطال الروايات الرومانسية الخيالية ينقصهم دائماً مهارة التواصل الإجتماعي.’
‘الدوق الشمالي’، ‘الإمبراطور الطاغية’، ‘سيد البرج المجنون’، ‘الدوق المتغطرس’، وغيرهم……
بالتفكير في الأمر، لم أرى أبداً بطلاً يتعامل جيداً مع من حوله باستثناء البطلة. هل شرط أن تكون بطلاً هو وجه وسيم، قدرات رائعة، وتواصل اجتماعي ضعيف؟
طقطقة!
فجأة، سمعنا صوت خطوات تقترب من ساحة التدريب.
أغلقنا أفواهنا بسرعة. إن اكتُشف أننا نتحدث بدلاً من التنظيف، سيعود ‘فقط العنف والخوف’.
“آه، ها أنتم!”
“سيد إيشينا!”
لحسن الحظ، الشخص الذي أتى هو إيشينا، قائدنا السنيور المباشر من الدفعة السابقة.
‘والبطل الثالث في القصة الأصلية.’
في الأصل، إذا كان آكويلا البطل الصامت ولكن الشرس، ووينتر منافسه البارد والماكر، فإن إيشينا كان ‘ودوداً ظاهرياً لكنه شرير في الخفاء’.
‘نعم، الشرير الودود أكثر جاذبية من البطل الودود فقط، إنه الموضة السائدة الآن.’
لإيشينا شعر أخضر وعينان خضراوان داكنتان.
إنه صبور للغاية، يبتسم بلطف حتى عندما يخطيء زملاؤه الجدد أو يتصرفون بوقاحة.
مطيع ومجتهد مع القادة السنيور، ينفذ كل ما يُطلب منه، ويتحدث بلطف ودفء مع الجميع.
‘لكنه، مقارنة بآكويلا ووينتر، هو الأكثر قسوة.’
في يومي الأول في هذا الجيش الملعون، تحدث قائد سنيور عن ‘فناء الدفعة السابقة’.
بسبب ظهور وحش من المستوى الثاني فجأة، مات خمسة من أصل ستة متدربين في تلك الدفعة. الناجي الوحيد من تلك الدفعة هو إيشينا.
إيشينا ليس لديه قدرات قوية بشكل خاص.
لكنه يمتلك قوة عقلية صلبة لم تتزعزع حتى بعد مشاهدة موت خمسة من زملائه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"