“لقد كنتُ فقط أعيد على مسامع جلالته كلماته، حرفًا بحرف. ظننتُ أنه سيسرّ بذلك، لكن…”
“أنتِ… أنتِ وأنا لسنا سواسية! أنا الإمبراطور!”
من تلعثمه، بدا واضحًا حتى له كم أن منطقه أعوج وسخيف.
كتمتُ الضحكة التي كادت تفلت من فمي، وتابعتُ تمثيل دور البريئة.
“آه، إذن ما يقصده جلالتك هو التالي؟ يحقّ للإمبراطور أن يُقيم علاقات مع اثنتين وعشرين امرأة ويُدمّر عائلات الآخرين، لكن لا يُسمح لأي أحدٍ سواه بفعل ذلك؟”
“هذا… قد يكون صحيحًا، لكن الطريقة التي وصفتِ بها الأمر تُظهِرني وكأنني وغد دنيء.”
لأنك كذلك.
يفعل أشياء مشينة، ويرفض الاعتراف بأنه شخص دنيء؟
“أنا فقط أحاول فهم مقصد جلالتك جيدًا. على كل حال، ما قلته أنا الآن يُمثّل نواياك، أليس كذلك؟”
“…نعم، على ما يبدو.”
“إذًا فالإمبراطور يحق له الخيانة مع 22 امرأة، وتدمير العوائل، لكن الآخرين لا يجوز لهم ذلك… لم يُخبرني أحد بهذه القاعدة من قبل، لذا لم أكن أعلم. وقد يكون هناك آخرون لا يعلمون بذلك أيضًا—”
أخرجتُ من كُمّي مسجّلًا صوتيًّا سحريًّا كنتُ قد فعّلته بسرية منذ البداية.
فالاستعداد الدائم أمر واجب.
“عليّ أن أنقل أقوال جلالتك إلى عامة الشعب.”
“ماذا؟! هل جُننتِ؟! أعطيني هذا الشيء حالًا!”
انقضّ عليّ الإمبراطور محاولًا انتزاع المسجّل من يدي، وقد شحب لونه حتى أصبح كالأشباح.
لكنّني امرأة اعتادت الصمود في وجه اضطهاد وظلم عائلتها طوال ثلاث سنوات كاملة.
لذا من السهل عليّ تفادي حركة بطيئة من رجلٍ قضى حياته في القصر يُلاحق النساء.
“ما الأمر؟ هل هناك سبب يمنع نشر هذه الكلمات؟”
“إن انتشر هذا، سيظن الجميع أنني أحقر رجل في الإمبراطورية!! سلّميه الآن!”
حتى الإمبراطور الذي يظنّ أن كل شيء يُحلّ بالقوة والسلطة… يخشى شيئًا.
وذاك الشيء هو: الشعب.
في بداية حكم جيرار، غضب الشعب من طغيانه لدرجة أنهم رموه بالبيض الفاسد أثناء إحدى مواكبه.
منذ ذلك الحين، أصبح يتظاهر أمام العامة بأنه إمبراطورٌ صالح، رغم أن أحدًا لم يصدّقه قط.
ومع أمثاله، فإن استغلال الشعب وسيلة فعّالة للضغط عليه.
“…حسنًا. أستسلم.”
تخلّى الإمبراطور عن محاولة الاستيلاء على المسجّل، وانحنى برأسه، مُعلنًا هزيمته.
“لن أتحدث بعد الآن عن مسألة طلاقكِ من شقيقي. فقط أعطيني ذلك المسجّل.”
“تفضل، جلالتك.”
ناولته المسجّل دون مقاومة، فخطفه من يدي فورًا، كمن يخشى أن أغيّر رأيي في اللحظة الأخيرة.
“أن تجرؤي على إذلالي بهذا الشكل… لن أنسى هذا اليوم أبدًا، آيروبيل. سيأتي يوم أراكِ فيه تزحفين عند قدمي، تتوسلين مني أن أحبك.”
فجأة، تغيّر سلوكه رأسًا على عقب، وابتعد مُسرعًا مع فرسانه، متجاهلًا تمامًا كلماته عن “الاستسلام”.
“… سيدتي الدوقة. لِمَ أعطيتِه الجهاز؟ ألم تتوقّعي أن ينقلب عليكِ بهذه السرعة؟”
بمجرّد أن اختفى الإمبراطور تمامًا عن الأنظار، اقترب جايد وهمس بقلق.
“لا تقلق.”
ابتسمتُ بلطف، وسحبتُ من كُمّي الآخر المسجّل الصوتي الحقيقي.
“ذلك كان مزيّفًا في الأساس.”
・ 。゚✧: . ꕥ . :✧゚. ・
مرّ الوقت، وها قد حلّت الليلة الأخيرة من احتفالات عيد ميلاد الإمبراطور.
كان ريتشارد قد جاء من الشمال خصيصًا لحضور هذا الحفل.
والآن، وقد انتهت، كان من المقرّر أن يعود إلى الشمال في صباح اليوم التالي.
“شكرًا لجهودك في الأيام الثلاثة الماضية، يا دوق.”
كنتُ أتفادى لقاء ريتشارد عمدًا طوال هذه الفترة، لكنّي أردتُ توديعه ولو سريعًا قبل رحيله، لذلك خرجتُ للقائه عند عودته من حفلة الميلاد.
حدّق بي لوهلة بذهول، قبل أن يُسرع بخطاه نحوي.
“هل أنتِ بخير في النظر إلى وجهي؟”
“أنا بخير. في الواقع، أحدق في فتحتي أنفك.”
كنتُ على وشك أن أضيف: “بصراحة، حتى فتحتي أنفك وسيمتان، لذا الأمر ليس على ما يرام تمامًا”، لكنني قررت أن أحتفظ بهذا لنفسي.
“هذا يطمئنني. كنتُ على وشك التوجّه لرؤيتكِ، يا آنسة.”
“لم أعد آنسة نبيلة بعد الآن، لذا نادِني فقط باسمي. ما الأمر؟”
“…حسنًا إذًا، آيروبيل.”
تردد ريتشارد قليلًا قبل أن ينطق باسمي.
حين ناداني بصوته المنخفض العذب، شعرتُ بدغدغة غريبة في أذني.
“وأنا أيضًا لا يمكنني أن أظل أنادي زوجي بـ‘سيدي الدوق’ طوال الوقت، لذا سأبدأ بمناداتك باسمك. لا بأس في ذلك، أليس كذلك، ريتشارد؟ وإن كنتُ أظن أننا لن نلتقي كثيرًا بعد الآن، فلن تسنح لي الفرصة لقول اسمك كثيرًا.”
“…”
لسببٍ ما، بدا أن ريتشارد تجمّد لبرهة.
لكن، وكأنما كان ذلك مجرد وهم في رأسي، سرعان ما تجاوز الصمت القصير وأوضح سبب مجيئه.
“سأغادر إلى الشمال غدًا، لذا عليكِ أن تفي بوعدكِ وتكوني نموذجًا للوحة التي وعدتِني بها.”
“في هذا الوقت المتأخر من الليل؟”
“آه… لن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، هل هذا يُشكل مشكلة؟”
“لا، ليست مشكلة. فقط تساءلتُ إن كنت ستتمكن من إنهاء اللوحة في هذا الوقت الضيق.”
“لن أنهيها الليلة. ستفهمين السبب إذا تبعتِني الآن.”
“حسنًا، أرِني الطريق.”
وما إن أنهيت جملتي، حتى استدار ريتشارد وبدأ يسير أمامي.
تبعته إلى داخل القصر، ثم نزلنا عبر درجٍ لم أره من قبل، يقود إلى الطابق السفلي.
سرنا عبر ممر مظلم لفترة، حتى وصلنا إلى غرفة صغيرة.
“أَلقِي نظرةً على هذا.”
ما إن دخلنا الغرفة، حتى أراني ريتشارد شيئًا بدا مألوفًا نوعًا ما.
كان ذا قاعدة مستطيلة مسطحة تعلوها قطعة دائرية بارزة قليلًا… بدا تمامًا مثل آلة تصوير.
“تُدعى هذه الأداة ‘الالتقاط’، وهي أداة سحرية تُسجّل الشكل إلى الأبد.”
واو، إنها آلة تصوير حقًا.
الآن فهمت سبب قوله إنه لن يُكمل اللوحة الليلة.
كان ينوي التقاط صورة الآن، وإتمام اللوحة لاحقًا في الشمال.
“لكن، إن كانت لديك آلة تصوير، فلماذا تحتاج إلى رسم اللوحة من الأصل؟”
“الصور تُطبع بالأبيض والأسود فقط. ولون الشعر ضروري لتأثيره على التتار، والصورة بالأبيض والأسود لن تفي بالغرض.”
آه، صحيح… كانت هناك مثل هذه التفاصيل. لقد مرّ وقت طويل منذ أن قرأتُ الرواية، فنسيتُ هذا الجزء.
“هل يمكنكِ الجلوس هنا وإبطال السحر؟”
جلستُ على الكرسي الكبير المغطى بقماش أبيض كما أشار ريتشارد، ثم أبطلتُ السحر المرتبط بخاتمي.
في الحال، تلاشى اللون البني الداكن من شعري، كاشفًا عن لونه الأصلي الزهري الفاتح.
وكما توقعت، لم يُبدِ ريتشارد أيّ ردّة فعل تُذكر أمام لون شعري—الذي يُعد رمزًا صريحًا لأصولي الشيطانية—بل ضغط زر “الالتقاط” بكل هدوء.
كليك—
انبثق ضوء ساطع حتى إنه أوجع عينيّ.
حتى هذا يشبه الكاميرات الحقيقية تمامًا.
“هل تمّ التصوير؟”
“…نعم.”
أجاب ريتشارد بعد لحظة صمت قصيرة، ولسببٍ ما، شعرتُ أن في نبرته شيئًا لم أستطع تفسيره.
أمال برأسه قليلًا، كما لو أن شيئًا ما لم يعجبه.
هل الصورة لم تخرج بشكل جيد؟
“سألتقط واحدة أخرى.”
“حسنًا!”
ربما لأن كاميرا هذا العالم ليست ذات جودة عالية، فظهرت الصورة ضبابية. عليّ أن أضبط تعابيري بشكل أوضح هذه المرة.
انطلقت ومضة الضوء مجددًا، وأنا أحدّق في العدسة دون أن أرمش.
كان الأمر سيكون أسهل لو أنها كاميرا من عالمي الأصلي.
“……”
لكن تعبير ريتشارد ظلّ متجهّمًا.
وبعد فترة صمت طويلة، ارتجفت عيناه قليلًا قبل أن ينطق أخيرًا:
“لماذا… تستمرين في تغيير تعابير وجهكِ والابتسام بطريقة مختلفة في كل مرة؟”
“…هل فعلتُ ذلك؟”
“نعم.”
آه، إذًا لهذا السبب بدت تعابيري غريبة في كل صورة.
كنتُ أظن أن هناك سببًا آخر.
“أعتذر، يبدو أنني فعلتُ ذلك لا إراديًا… إنها عادة مهنية، على ما يبدو.”
“عادة مهنية؟ أهناك مهنة تتطلّب الابتسام أمام الكاميرا؟”
نعم، هناك.
مهنة الآيدول، على سبيل المثال.
كانت تلك وظيفتي في عالمي السابق.
لكن لا يمكنني قول ذلك هنا.
فلا وجود لشيء اسمه “آيدول” في هذا العالم. ولو تحدّثت عن ذلك، سيظنون أنني فقدت عقلي.
ما الذي ينبغي أن أقوله الآن؟
لقد ارتكبتُ خطأً. لم يكن ينبغي أن أذكر شيئًا عن العادات المهنية.
“حسنًا… لن أفعل ذلك مجددًا. فقط التقط الصورة مرة أخرى، من فضلك.”
ولأنني لم أستطع إيجاد مبرر مناسب، اكتفيتُ بتغيير الموضوع.
ولحسن الحظ، لم يُمعن ريتشارد في السؤال، وضغط بهدوء زر الالتقاط من جديد.
وساد الصمت لوهلة.
“منذ متى أصبحتِ…”
مرة أخرى، ارتعشت حدقتا عينيه كما لو عصفت بهما ريح خفيفة.
“ماذا؟”
“لا شيء…”
هممم؟ لماذا تراجع عن إكمال حديثه؟
・ 。゚✧: . ꕥ . :✧゚. ・
منذ متى أصبحت آيروبيل… بهذا الجمال؟
“سيدي الدوق! هناك أمر طارئ! يبدو أن جلالة الإمبراطور قد نفّذ تهديده بالفعل!”
“……”
لكن كلمات جايد لم تصل إلى مسامع ريتشارد.
في لحظة نادرة للغاية، كان غارقًا تمامًا في أفكاره.
تذكّر تلك اللحظة التي أضاء فيها وجهها الصغير الرقيق بابتسامة مشرقة، وعيناها تنحنيان برقة.
كيف أمالت رأسها بخفة، وكيف رمشت بجفنيها ببطء، كما لو كانت تعرف الزاوية التي تُبرز جمالها أكثر من غيرها.
كيف تغيّرت تعابيرها ووضعياتها برقة مع كل ضغطة على زر الالتقاط.
ويتردّد في ذهنه صوتها الناعم، ذلك الذي داعب أذنه كنسيم الربيع:
“لا يمكنني أن أظل أنادي زوجي بـ‘سيدي الدوق’ طوال الوقت، لذا سأبدأ بمناداتك باسمك. لا بأس في ذلك، أليس كذلك، ريتشارد؟”
كل ذلك، بالنسبة له، كان صدمة. صدمة مدهشة… ومخيفة.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"