“من الطارق؟”
“أنا جايد ميوت، سكرتير الدوق.”
جايد ميوت؟
أهو هو “جايد ميوت” الذي أدّى دور الشخصية الظريفة في زوجي التعاقدي غريب الأطوار قليلًا، والذي استحوذ على قلوب القرّاء بدوره المرح؟
“آه، نعم! تفضّل بالدخول!”
لم أتمالك نفسي من الحماس، فارتفع صوتي تلقائيًا.
ثم فُتح الباب، ودخل شابٌ لم يتخلّص تمامًا بعد من ملامحه الطفولية، تتلألأ عيناه بفضولٍ ظاهر.
“أعذريني على التطفل، سيدتي الدوقة. هل نمتِ جيدًا الليلة الماضية؟”
“بالطبع. اللحاف ناعم، والسرير مريح لدرجة أنني نمتُ نومًا هنيئًا.”
“آه، لا داعي للتكلّف في الحديث.”
“لكن، على الرغم من أنك سكرتير، فأنت لا تزال نبيلاً. كيف لي أن أتحدث معك بغير الاحترام الواجب، بارون ميوت؟”
“…كيف عرفتِ أنني نبيل؟”
آه. زلة لسان.
أنا أعرف من خلال الرواية، لكن بالنسبة لجايد، هذه أول مرة نلتقي فيها.
عليّ أن أرتجل عذرًا بسرعة.
“أخبرني الدوق بذلك.”
“آه، فهمت. وأنا أيضًا، همم… سمعت الكثير عنكِ.”
“…وما الذي سمعته تحديدًا؟”
“قيل لي إنكِ دخلتِ في زواجٍ تعاقدي مع سيدي الدوق، وكح… أحضرتُ لكِ البنود المعدّلة من العقد. سيدي قال إنه لو جاء بنفسه، فقد… كح، تقعين في غرامه على الفور… لذا أرسلني بدلًا عنه… كهم.”
هل هو يكتم ضحكه أم ماذا؟
نظرًا لصرامة ريتشارد المعتادة، فلا عجب أن فكرة صدور كلمات نرجسية كهذه منه قد بدت مضحكة جدًا لجايد.
كنت قد نويت أن أطلب من ريتشارد هذا الصباح ألا يخبر الخدم بطبيعة علاقتنا، لكن يبدو أنني تأخرتُ بالفعل.
“هل هناك من يعرف غيرك، أيها البارون ميوت؟”
“كهم… أحم. لا. لا أحد غيري. لقد أمرني الدوق بألا أُفشي الأمر لأي كان، لأنه لا فائدة من انتشار مثل هذا الخبر. كما طلب تعاونكِ، سيدتي الدوقة.”
يبدو أن ريتشارد كان يفكر بالطريقة نفسها التي كنتُ أفكر بها. وهذا جيد.
تنفستُ بعمق وربّتُّ على صدري براحة.
“حسنًا، ماذا عن البنود الإضافية؟”
“ها هي.”
ناولني جايد مظروفًا، وبدأتُ أراجع النسخة المعدّلة من العقد:
1. يتعين على ريتشارد إريستاين أن يتعاون بفعالية لضمان عدم وقوع آيروبيل إريستاين في حبه.
2. لا يجوز لريتشارد إريستاين وآيروبيل إريستاين الاقتراب من بعضهما بمسافة تقل عن 42.195 كم، إلا في الحالات الطارئة أو باتفاق متبادل.
3. يجب على آيروبيل إريستاين أن توفّر عددًا غير محدود من الصور الشخصية المرسومة لها حسب طلب ريتشارد إريستاين.
4. في حال خُرِق أحد البنود أعلاه، يُعد العقد ملغيًا فورًا.
5. يجوز تعديل أو إلغاء بنود العقد باتفاق الطرفين.
لقد عدّل حقًا بند عدم الاقتراب بدقة، بل وفكر بالاحتمالات غير المتوقعة.
سعدتُ بدقة ريتشارد واهتمامه بالتفاصيل، ووقّعتُ في نهاية العقد.
“آه، شكرًا جزيلاً.”
وبعد أن أخذ جايد العقد مني، سأل:
“سيدي الدوق يعتزم حضور حفل ميلاد جلالة الإمبراطور. ماذا عنكِ، سيدتي الدوقة؟”
“لن أذهب. أشعر أنني لن أقابل هناك سوى أشخاص يثيرون أعصابي.”
“قرار حكيم. لو كنتُ مكانكِ، لفضّلت البقاء في المنزل وتناول طعامٍ لذيذ على أن أحتفل بعيد ميلاد رجلٍ طلب منكِ أن تصبحي عشيقته الثانية والعشرين.”
ليس من السهل على رجلٍ من طبقة البارونات أن يقول شيئًا كهذا.
كما تخيلته في الرواية—إنه ليس بالشخص العادي فعلًا.
“وبما أننا فتحنا موضوع الطعام، سيدتي الدوقة، هل لي أن أعرف ما نوع الأطعمة التي تفضلينها؟”
“آيس كريم الشوكولاتة، ستيك توموهوك، شاي مثلّج بنكهة الخوخ، شراب البطيخ، أضلاع لحم مشوية، فطائر مغطاة بوفرة من شراب القيقب، كرواسون بالفراولة، خوخ، ديك رومي مشوي، كعكة الجبن، معكرونة بالصلصة الحمراء، تارت الجوز، بودينغ الشوكولاتة، بسكويت الشوكولاتة، لوبستر مدخّن، حليب الفراولة، تارت الليمون، توت أزرق، شاي النعناع، ريزوتو…”
“بمعنى آخر، تحبين كل أنواع الطعام دون استثناء، أليس كذلك؟”
كنت في منتصف القائمة فقط حين قاطعني جايد.
‘يا إلهي، ربما كنت متحمسة أكثر من اللازم بشأن الطعام.’
“لا، في الواقع، لا أحب البصل، أو البطاطا، أو آيس كريم الفانيلا، أو الستيك القاسي، أو شاي الليمون المثلّج…”
“آه، فهمت. هل ينزف شيء من أذني بالمناسبة؟”
“كم أنت لبق ولطيف وأنت تطلب مني أن أصمت.”
“أشكرك على هذا الإطراء. على أي حال، سأطلب من المطبخ تجهيز آيس كريم الشوكولاتة، وستيك توموهوك… والباقي أيضًا، فهل يمكنكِ الانتظار قليلاً؟”
رغم تململه، لكنه تذكّر كل ما قلته!
صحيح، جايد يمتلك ذاكرة خارقة.
ربما لهذا السبب يتحمّل ريتشارد تصرّفاته الطفولية — لأن فائدته لا تُقدّر بثمن.
أعدتُ النظر إليه وأحسست أنه يروق لي أكثر فأكثر.
・ 。゚✧: . ꕥ . :✧゚. ・
على طاولة الطعام الفخمة،
كان آيس كريم الشوكولاتة، وستيك توموهوك، وشاي الخوخ المثلّج، وشراب البطيخ…
مرتبةً بشكل شهي يفتح الشهية.
…أنا في غاية السعادة.
لقد نجوت من أن أكون الزوجة الثانية والعشرين لذلك اللعوب المجنون، ولم أمت، وأصبحت أعيش حياة لا يشغلني فيها سوى تناول الطعام اللذيذ بلا همّ أو قلق أو مسؤولية!
هل يُسمح للإنسان أن يكون سعيدًا إلى هذا الحد؟
‘عادةً حين أصل إلى هذه الدرجة من السعادة، يحدث شيء سيّئ… هل مجرد التفكير بهذا هو ما يجلب المصائب؟’
تبًّا، تبًّا. ألغِ الفكرة! انسَ الأمر!
لنركّز فقط على الطعام اللذيذ!
بهذه الفكرة، كنت على وشك أن أتناول أول قضمة من ستيك التوموهوك اللامع عندما—
“سيّدتي الدوقة! لدينا مشكلة!”
لماذا لا يَخيب حدسي السيّئ أبدًا؟
“ما… ما الأمر؟”
سألتُ بصوت مرتجف وأنا أمسك الشوكة، موجّهة السؤال لجايد الذي أتى راكضًا.
رجاءً، لا يكن أمرًا جديًا… ليكن شيئًا سخيفًا مثل: “الطاهي نسي أن يضيف غرامًا واحدًا من شراب القيقب على البانكيك!”
“جلالة الإمبراطور… أتى إلى هنا!”
آه، كان الأمر أشبه بإغراق البانكيك بكمية هائلة من البطاطا الحلوة بدلًا من شراب القيقب.
‘ألم أقل إن التفكير السلبي يجلب المصائب؟’
“وماذا يريد؟”
“قال إنه يرغب في رؤية سيادتكِ.”
هل فقد عقله؟
ترك حفل عيد ميلاده الإمبراطوري في القصر، وترك ضيوفه، وجاء إلى هنا؟
“رجاءً، بلّغه هذه الرسالة: ‘اغرب عن وجهي’، لكن بصيغة مهذبة.”
“أمرني أن أبلغكِ أن أعذارًا من نوع ‘أنا مريضة’، أو ‘أعبث بأنفي’ لن تُجدي. لذا، من الأفضل أن تخرجي بنفسكِ.”
رائع. حتى أعذاري توقّعها مسبقًا.
لا عجب أنه لم يُظهر أي مقاومة عندما تحدّثنا سابقًا.
“وأين هو الدوق؟ لا بدّ أنّه ما يزال في قاعة الحفل، أليس كذلك؟”
“نعم.”
إذاً، فقد انتظر الإمبراطور حتى تأكّد من مغادرة ريتشارد للقصر، ثم جاء إلى هنا.
‘هل يظن أنني الطرف الأضعف؟’
إن كان يعتقد ذلك… فهو واهمٌ تمامًا.
حسنًا. حان وقت تصحيح هذا الوهم جذريًا.
“إن كان هذا هو حقًا ما يرغب به جلالته، إذًا، فسأمنحه لقاءً.”
ألقيت نظرة سريعة على بطانة كمّ ردائي،
ثم خرجت من غرفة الطعام وسرت في أروقة قصر الدوق الشاسعة.
بعد بضع دقائق، وصلت إلى غرفة الاستقبال.
بأسلوب راقٍ، وإن كان يتسم ببعض الغطرسة، حييت الإمبراطور وجلست على الأريكة المقابلة له.
“بلغني أن جلالتك طلب رؤيتي.”
“نعم. تبدين جميلة كعادتكِ اليوم، آيروبيل. لا بد أن أخي مغرم بكِ جدًا.”
“أهذا هو السبب الذي جعلك تأتي حتى هنا؟”
وكان المعنى الضمني واضحًا: ادخل في صلب الموضوع ولا تضيّع وقتي.
ابتسم الإمبراطور بلطف مفرط، وأجاب:
“أوه، لا. أتيت لأطلب منكِ أن تطلقي أخي.”
كما توقعت، أتى ليتفوه بالهراء.
وبما أنني قضيت السنوات الثلاث الماضية في رسم مئات السيناريوهات الذهنية للتعامل مع هذا المعتوه، فقد كنت أملك ردًّا جاهزًا لمثل هذا الهراء.
“أوه، يبدو أننا على توافق. كنتُ في طريقي لأقول لك الشيء نفسه.”
“ماذا تعنين؟”
أجبتُ بابتسامة مشرقة ومفعمة بالحيوية، ربما كانت الأجمل ممن يمكنني رسمها على وجهي:
“أعني، الحديث عن الطلاق.”
“…الطلاق؟ هل تقولين ذلك لي؟”
“ولمن تظن أنني أقوله؟ إلى سكرتير الدوق، البارون ميوت، الذي لم يمسك يد امرأة قط؟”
“أنا لم أفعل شيئًا… لماذا أُقحم في هذا؟”
تمتم جايد من الزاوية، وقد بدا عليه الاستياء.
أما الإمبراطور، فقد أطلق ضحكة خالية من التصديق، وقد بدا عليه الذهول.
“هاه! آيروبيل، هل تناولتِ شيئًا أفسد عقلكِ؟ تطلبين من الإمبراطور نفسه الطلاق؟”
“جلالتك طلبت من زوجة الدوق المحترمة أن تطلقه، فلماذا لا أطلب الشيء نفسه؟”
“لأنني أنا الإمبراطور، طبعًا!”
جيرار دي زاجراك، بكل ما تحمله شخصيته من عبث.
هل “أنا الإمبراطور” هي الحجة الوحيدة التي يعرف كيف يستخدمها؟
إذا كنت ستستخدم هذه الحجة السخيفة…
فسأقابلك بحجة أسخف، أيها المعتوه.
“حسنًا، إن كان هذا ما يرغب به جلالتك بشدة، فسأطلّق دوق إريستاين.”
“…أأنتِ جادة؟”
“نعم. لكن لدي شرط واحد.”
“ما هو؟ هل تريدين أن أسمح لكِ بتنظيف أنفكِ أثناء اجتماعات المجلس؟ أو أن أرقص معكِ تلك الرقصة الغريبة؟ قولي ما تريدين!”
في مثل هذه المواقف، أليس من الطبيعي أن تُطلب جبال من المجوهرات أو منصب رفيع؟
لكن يبدو أن صدمة أفعالي كانت عميقة لدرجة أنه ما زال يتلفظ بهذا الهراء، معتقدًا أن المال والمكانة هما حل لكل شيء.
“لا حاجة لأيٍّ من ذلك…”
قلتُ ذلك بنبرة واثقة، محاولة إخفاء توتري، وواصلتُ بنبرة حاسمة:
“كن زوجي الثاني والعشرين. عندها، سأطلّق الدوق إريستاين.”
“…هاه؟ ماذا قلتِ للتو؟”
“وطبعًا، لا تتدخل إذا قررتُ أن أتخذ عشيقًا جديدًا أو زوجًا آخر. ما رأيك؟ أليست شروطًا مغرية؟”
عندها، احمرّ وجه الإمبراطور حتى غدا كالدم. بدا وكأنه على وشك الانفجار غضبًا.
“هم؟ لماذا هذا التعبير على وج
هك؟ هل لم تُعجبك شروطي؟”
“بالطبع لا! هل جننتِ؟! كيف تجرئين على قول شيء كهذا؟!”
“غريب…”
أملتُ رأسي قليلًا وبدا عليّ الاستغراب التام، وكأنني لا أفهم سر انزعاجه.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
الواتباد : han__a505
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 6"