“وهو أيضًا مُنقذي. لو لم يوافق ريتشارد على الزواج بي، لكنتُ الآن في عداد الموتى.”
…وفوق ذلك، فهي تقول إن حبها لريتشارد عميق وثقيل إلى درجة أنّها ستُنهي حياتها إن رفض الزواج منها!!
هل يشعر ريتشارد بالمثل؟
ساور كاميلا فضولٌ مفاجئ بشأن مشاعر ريتشارد الحقيقية.
وللمصادفة، كان ريتشارد قد شرب كأس آيروبيل بدلاً عنها، فابتلع بذلك مصلًا للحقيقة. ولو سألته الآن عن شعوره تجاه آيروبيل، فستحصل بلا شك على إجابة صادقة.
・ 。゚✧: . ꕥ . :✧゚. ・
دخلت كاميلا إلى غرفة ريتشارد.
كان لا يزال مرتديًا ثيابه من وقت سابق، مستلقيًا بإهمال على السرير وقد غلبه الكحول.
هاه… يا عزيزي. إنني أجد عجزك عن تحمّل الكحول أمرًا لطيفًا على نحو لا يُحتمل، لكنك الآن، بوجنتيك المتورّدتين وملامحك الهادئة في النوم، تجعل أُذينيَّ الأيسر وبُطينيَّ الأيمن يؤلمانني… ألم أقل لك ذلك من قبل؟
ربما كان ذلك لأن كلمات آيروبيل المليئة بالإطراء الوقح، والتي استمرت نصف ساعة، ما زالت ترن في رأسها. كان بإمكانها أن تسمع صوتها في ذهنها.
هزّت كاميلا رأسها طاردةً ذلك الصوت، ثم هزّت جسد ريتشارد برفق.
“انهض يا بُني.”
“……”
وبعد عدة هزّات أخرى، فتح ريتشارد عينيه أخيرًا.
“…أمي؟”
“هل تحب آيروبيل أيضًا؟”
“…لماذا تسألين؟”
ارتجفت حدقتاه بعنف عند هذا السؤال المفاجئ. لم يكن هناك شك أنّه ارتبك.
كما توقعت… إذن هو حبّ من طرف واحد من قِبل الآنسة هوبر.
بالطبع، فابني بارد القلب لا يمكنه أن يحب شخصًا إلى هذا الحدّ. لا بد أن هذا الزواج قد فُرض عليه لأنه ارتكب أمرًا جعل الآنسة هوبر تهدده به.
لكن ما إن وصلت إلى هذا الاستنتاج—
“لقد قلتِ للتو (أيضًا)… أيمكن أن… أمي، هل وقعتِ أنتِ أيضًا في حب آيروبيل؟!”
“…ماذا قلتَ للتو؟”
حتى امرأة متزنة مثلها، وجدت نفسها عاجزة عن الحديث للحظة.
وأي شخص سيكون كذلك؛ فما هذا الادعاء الصادم—أن يلمّح أحد إلى أنّ الحماة قد وقعت في حب زوجة ابنها؟!
“أنتِ من قلتِ لي بنفسك إنكِ لا تغفرين الخيانة أبدًا! فكيف تفعلين هذا بزوجتي؟ لن أسمح أبدًا بأن يأخذ أحدٌ ما هو لي. زوجتي… هي ملكي أنا!!”
“……”
آه، فهمت الآن.
أخيرًا، أدركت كاميلا ما كان يقصده ريتشارد طوال الوقت.
لقد كان، من دون وعي، يعلن: أنا حالة متقدمة من الغيرة المرضية.
ارتسمت على شفتي كاميلا ابتسامة لينة.
“أفهم شعورك.”
“أتفهمين الآن؟ لا توجد أي نيّة سيئة في ابتسامة آيروبيل. إنها فقط عادة لديها أن تتصرّف بدلال، لا أكثر…”
“بانغ!”
قُطع حديث ريتشارد حين وضعت كاميلا يديها على أذنيها، ثم استدارت وغادرت الغرفة، وأغلقت الباب خلفها.
“أن أكتشف أنّ ابني البارد القلب زوجٌ غيور…”
هزّت رأسها وهي تسير في الممر.
وهكذا، أضاف ريتشارد إلى لقبه السابق “نرجسي حادّ” لقبًا جديدًا: “متملّك غيور”.
・ 。゚✧: . ꕥ . :✧゚. ・
أنا لستُ ممّن يَثملون من كأس واحدة من الكحول.
وحتى لو ثملت، فعاداتي في الثمالة لطيفة.
أقصى ما أفعله هو الرقص والغناء، وأداء حركة ختامية مسرحية في الهواء.
قد يراها الآخرون تصرّفات مخزية، لكن بالنسبة لي، هي مجرد تدريب أساسي يجب على أي نجمة أن تؤديه.
ولهذا السبب، أعلم أن اندفاعي العاطفي المبالغ فيه بالأمس لم يكن بسبب الكحول على الإطلاق، بل كان بسبب مصل الحقيقة الذي دسّته كاميلا لي.
هل يُفترض بي أن أكون ممتنة لأنه لم يكن سُمًّا…؟
شعرتُ بقشعريرة باردة تسري على عمودي الفقري وأنا أخطو إلى داخل غرفة الاستقبال.
على المقعد الرئيسي جلست كاميلا، وإلى جوارها جلس ريتشارد.
«كيف لرموشكِ أن تكون بهذه الطول، وعينيكِ بهذا الجمال الآسر؟ ونظراتكِ تلك… حقًا إنكِ تصيبين أُذينيَّ الأيسر وبُطينيَّ الأيمن معًا تمامًا! أأنتِ، بالمصادفة، قاتلة مأجورة تستهدف قلبي؟»
ما إن التقت عيناي بعيني كاميلا، حتى تداعت إلى ذهني ثرثرتي المفرطة بالأمس، فاحمرّ وجهي بشدّة.
لكنني تظاهرت وكأن شيئًا لم يحدث، وألقيت عليها تحية مهذبة تقليدية، ثم جلست في مقعدي.
فما جرى بالأمس لم يكن بسبب عجز في قدرتي على الشرب—كاميلا كانت قد دسّت شيئًا في شرابي، ولهذا حدثت تلك الفوضى كلها.
وبما أنني لم أرتكب خطأ حقيقيًا، أقنعت نفسي بألّا أشعر بالحرج.
طَقْطَقة. وضعت كاميلا فنجان الشاي بأناقة وفتحت شفتيها الحمراوين:
“منذ القدم، لم يكن في إيرستاين أي أجنحة منفصلة، لا في قصر العاصمة فحسب، بل حتى في قصر الدوقية الكبرى في الشمال.”
كنتُ أتساءل عن سبب استدعائها لي ولريتشارد منذ الصباح الباكر—
ويبدو أنّ وقت كشف السبب قد حان.
“والسبب هو أن إيرستاين تُقدّر الحب فوق كل شيء. فليس هناك داعٍ لزوجين يحبّان بعضهما بعمق أن يقضيا وقتهما في مبنيين منفصلين، أليس كذلك؟”
والآن بعد أن فكرت في الأمر، أظن أنّني قرأت شيئًا مشابهًا في رواية من قبل.
تابعت كاميلا حديثها:
“ومن هذه الناحية، يبدو أنكما تجسّدان روح إيرستاين خير تجسيد. لم أتخيّل أبدًا أنكما تحبّان بعضكما بهذا القدر.”
“بعضُنا؟”
صحيح أن ما قلته بالأمس كان كافيًا لإثارة سوء الفهم، لكن ما الذي قاله ريتشارد أيضًا ليجعلها تظن ذلك؟
نظرتُ إلى ريتشارد مطالبةً بتفسير، لكنّه لم يفعل سوى أن طأطأ رأسه بوجه متجهمٍ.
“في الحقيقة، حين سمعتُ أنكما تزوجتما بين عشية وضحاها، ظننتُ أنّه زواج بعقد كما في الروايات الرائجة هذه الأيام. لكنني سعيدة لأنه ليس كذلك. لو كنتما قد عبثتما بقدسية الزواج حقًا، لاضطررتُ، بصفتي دوقة سابقة، إلى اتخاذ إجراء مناسب.”
“ماذاا؟! أهناك حقًا مَن يربط الزواج المقدّس باتفاقٍ عقديّ هذه الأيام؟ حتى مجرد السماع بذلك يبعث على الاشمئزاز، أليس كذلك، حبيبي؟”
وبمنتهى الجرأة، وكأنني لستُ من توسّل إلى ريتشارد أن يقبل بزواجٍ بعقد، تشابكت ذراعي مع ذراعه وتظاهرت بالانزعاج.
كانت كلمات كاميلا تعني في الحقيقة: “كنت مستعدة لتسميمك حتى الموت.”
وبعد سماع ذلك، شعرتُ أنّ من حسن حظنا أننا لم نكشف عن حقيقة زواجنا.
وأدركتُ أنّ علينا ألّا نكشفه أبدًا… ولا حتى نُعطي الفرصة ليُكتشف.
“نحن زوجان وقعا في الحب من النظرة الأولى، لكن بسبب جلالة الإمبراطور، الذي حاول أن ينتزعني منه بالقوة، اضطررنا لاتخاذ قرار الزواج على عَجَل… مثل هذه الأمور مستحيل أن تحدث معنا، أليس كذلك، حبيبي؟”
ولإزالة ما تبقّى من شكوك لدى كاميلا بشأن زواجنا المفاجئ، نسجتُ لها تلك القصة المختلقة، ثم ألقيت نظرة خاطفة لأرى رد فعلها.
ولحسن الحظ، بدا أنّ القصة راقت لها بما يكفي—فقد لمعت نظراتها بلمحة غامضة.
جيد. لقد صدّقت. هتفتُ في داخلي، ثم وخزت ريتشارد في جانبه.
وكان المعنى واضحًا: “هل ستجعلني الوحيدة التي تكذب هنا، حبيبي؟”
وبصعوبة بالغة، فتح ريتشارد فمه ليتواطأ معي في جريمتي.
“ج-جميلة…”
كان واضحًا أنّ هذا الرجل الصارم يفتقر تمامًا لموهبة الكذب، ويبدو أنّ هذه الكلمة هي الكذبة الوحيدة التي يستطيع صياغتها.
شعرتُ بخيبة أملٍ طفيفة، لكن كاميلا اتسعت عيناها صدمةً، كما لو أنها سمعت للتو عبارة: «”أنا ابنة كاميلا.”»
ولمَ لا؟ فهي تعرف أكثر من أي شخص آخر أنّ ريتشارد ليس من النوع الذي يتفوّه بمثل هذه الكلمات.
لكن حتى هذا القدر كان كافيًا ليجعلها مقتنعةً بأنّه يحبّني بصدق، بل ويصدمها.
“يبدو أنّكما تحبان بعضكما أكثر بكثير مما توقعت… لكن هناك أمر لا أفهمه.”
قالت كاميلا وهي تحدق في ريتشارد كما لو كان مخلوقًا غريبًا:
“رأيتُ بالأمس أنّكما تستخدمان غرف نومٍ منفصلة، هل هناك سبب لذلك؟”
ولحسن الحظ، كنتُ قد أعددتُ عذرًا مسبقًا.
وقبل أن يجيب ريتشارد، توليتُ أنا الشرح:
“نظرًا لأننا التقينا وتزوجنا بسرعة، فقد قررنا أن نقضي بعض الوقت في التعرف على بعضنا أكثر، لذلك اتفقنا على استخدام غرفٍ منفصلة مؤقتًا.”
“أهكذا؟ هذا في الحقيقة تفكير جيد.”
ويبدو أنّ عذري كان مرضيًا، إذ ارتسمت على شفتي كاميلا الحمراء ابتسامة رضا.
لكنها لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما جمدت ملامحها، وقالت بصرامة:
“لكن بصفة كونكِ دوقة إيرستاين، فالأمر ليس بفكرة جيدة. على الدوقة واجب إنجاب وريث. إن لم تكوني تنوين قضاء وقتكِ في لعب دور العاشقة فقط، فعليكِ ألا تهملي مسؤولياتكِ. لذا، آمل أن تكملا الزواج قبل فوات الأوان.”
…إكمال الزواج؟ ونحن لدينا شرط “عدم اقتراب” لمسافة تقل عن 42.195 كيلومترًا؟
صحيح أنّنا كسرنا ذلك البند واقتربنا وفعلنا بعض الأمور، لكن كان ذلك دائمًا لأسباب قاهرة.
“إن رفضتما، فلن أستطيع إجباركما—لكن حينها، بصفتي دوقة إيرستاين
السابقة، لن يكون أمامي خيار سوى أن آمركما إما بالطلاق أو بإعادة لقب الدوقية.”
وهكذا… منحتنا كاميلا بنفسها سببًا قهريًا جديدًا.
═══∘ ° ❈ ° ∘═══
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 10"