في تلك اللحظة، في قصر “بلو روف” التابع للفيكونت مينتي.
وضعت أسلان الحليب الساخن الذي كانت تشربه وحيّت لويد بابتسامة مشرقة.
“مرحبًا، يا سيد!”
“يا سيد…؟”
ذهل لويد من اللقب غير المألوف. يا سيد؟ لم يتزوج حتى، ومناداته بـ “يا سيد” بدت غير منصفة.
(على عكس العربية اللي لفظ سيد فيها يقال للمتزوج والأعزب، الكورية مفصلة لفظين واحد فيهم للمتزوج والثاني للأعزب)
بينما كان لويد على وشك تصحيح كلامها، وقعت عيناه على وجه أسلان البريء.
“لماذا، يا سيد؟”
“…”
طرفت أسلان عينيها الخضراوين الكبيرين الشبيهتين بحبات الخرز، خاليين من أي حقد. هدأ لويد من روعه.
‘اهدأ، يا لويد. إنها مجرد طفلة.’
أخذ لويد نفسًا عميقًا واستعاد هدوئه قبل أن يسأل: “كيف أتيتِ إلى هنا؟”
“طلبت من شخص يمر أن يأخذني إلى الفيكونت مينتي.”
“… هذه شجاعة مفرطة.”
يمكن اختطاف طفلة أنيقة الملبس بسهولة. لكن أسلان، غير المدركة لمثل هذه المخاطر، نفخت صدرها بفخر، آخذة كلمات لويد بحرفيتها.
كان لويد مصعوقًا.
‘كيف رُبيت أصلاً؟’
نظرًا لأن مينيرفا لم يكن لديها نية للعودة إلى القصر، كان من المفهوم أنها لم تعلم أسلان آداب السلوك المناسبة. لكن بالتأكيد، كان يجب أن تعلمها ألا تتبع الغرباء.
كان وصول أسلان بأمان محض حظ.
بينما كان لويد في حالة من عدم التصديق، ظهرت آيلا، التي سمعت أن أسلان هنا، من مكان ما.
“أسلان!”
“آيلا!”
ابتسمت الطفلتان لبعضهما مثل أختين افترقا منذ زمن طويل ثم التقتا.
“ما الذي أتى بكِ هنا، أسلان؟”
“فقط لأنني أردت ذلك.”
“على أي حال، أنا سعيدة! هل تريدين بعض البسكويت؟”
استدعت آيلا شخصًا بسرعة لإحضار الحلوى لأسلان.
دلك لويد جبهته.
‘لا يمكنني إعادتها الآن.’
فاتته الفرصة لإعادتها. إذا أرسلها الآن، ستغضب آيلا لمدة أسبوع، وليس يومًا واحدًا فقط.
‘زيارة قصيرة لا بأس بها.’
قرر إبلاغ قصر مينيرفا وإعادة أسلان لاحقًا بالعربة.
إذا علم الأمير مارس بهذا، فلن تكون أسلان بأمان أيضًا.
مع هذا التفكير، وضع لويد ساقًا على ساق وجلس أمام أسلان التي كانت تقضم البسكويت مثل الهامستر.
“آه. حسنًا، أسلان. أولاً، لماذا جئتِ إلى هنا؟”
أومأت أسلان بحماس.
ثم، بصوت عالٍ، صرخت في وجه لويد: “أخبرني كيف أصبح طويلة وقوية مثلك، يا سيد!”
“…ماذا؟”
كان لويد مذهولاً من الطلب غير المتوقع.
ظن أنها ستشرح سبب هروبها، لكن بدلاً من ذلك طرحت سؤالاً عشوائيًا كهذا؟
هذه الطفلة الصغيرة دائمًا تفاجئ لويد.
ممسكًا رأسه من الصداع، استطاع لويد بالكاد أن يسأل: “لماذا تريدين أن تصبحي أطول؟”
أجابت أسلان دون تردد.
“لأحمي ماما!”
“… السيدة مينيرفا؟”
“نعم!”
نفخت أسلان صدرها مرة أخرى، زفيرًا بقوة من أنفها.
تأمل لويد كيف يجيب على هذا وأخيرًا رد:
“كلي جيدًا ونامي جيدًا.”
“أنا أفعل ذلك بالفعل! أحتاج أن أطول الآن!”
“لديكِ أحلام كبيرة. كنت مثلك تمامًا في سنك.”
“لكن رغم ذلك!”
داست أسلان الأرض بقوة بعد أن أنتهى صبرها.
هل كل الأطفال في الخامسة بهذا الضجيج؟
لم يدرك كم كانت آيلا هادئة حتى قابل أسلان.
صدح صوتها العالي في رأسه.
“أتفهم مشاعرك، أسلان، لكن يجب أن تعودي. سأرافقك، لذا لا تغادري المنزل دون إذن مرة أخرى.”
“لا! لن أغادر حتى تخبرني كيف أطول!”
استلقت أسلان على الأريكة احتجاجًا.
لم ير لويد طفلاً عنيدًا كهذه من قبل.
كانت سلسلة من المفاجآت تتاولى.
أدرك فجأة كم عانت مينيرفا في تربيتها.
ما مقدار القوة التي يجب أن يستخدمها لسحبها؟
لم يرغب في إيذاء طفل شخص آخر، لذا لجأ لويد إلى الكلمات.
“لا توجد طريقة لتصبحي أطول بين عشية وضحاها. بغض النظر عن مقدار ما تحدثينه من ضجة، لن تستطيلي فجأة.”
“لكن… أنا بحاجة لأن أصبح أطول وأقوى…”
“إذا انتظرتِ 15 عامًا، ستنمين بشكل طبيعي.”
“لكنني بحاجة لأن أصبح أطول الآن…”
نظرت أسلان إلى لويد بعينين باكيتين.
لكن لويد ظل ثابتًا.
“سوف تقلق والدتك. يجب أن تعودي.”
عند رفضه المتكرر، تحولت عينا أسلان، اللتان كانتا تلمعان بشفقة، إلى البرودة.
عبرت شفتاها المعقودتان عن استيائها.
“لم أتوقع هذا منك، يا سيد… يا لبخلك… لا تخبرني كيف أصبح أطول…”
أيتها المشاغبة الصغيرة؟
ضحك لويد من التوبيخ غير المتوقع.
لم يكن يرغب في اتخاذ موقف قوي، لكن لم يكن هناك خيار آخر.
بينما كان لويد على وشك مرافقتها قسرًا…
فوووش
“…؟”
اختفت أسلان أمام عينيه مباشرة.
حدّق لويد في يديه الفارغتين.
‘ألم أحاول الإمساك بها…؟’
نظر حوله ورأى أسلان فوق الطاولة تقف على أربع.
صعق لويد مندهشًا من وضعيتها الشبيهة بالقطط.
في هذه الأثناء، حدثته أسلان بتحدٍ.
“لن أغادر حتى تخبرني كيف أصبح طويلة!”
بلفة من خصرها، قفزت من الطاولة إلى منضدة جانبية في الجانب الآخر من الغرفة.
‘أي نوع من القدرات الجسدية هذه…!’
خفة حركتها وقدرتها على القفز كانتا تفوقان البشر. ووضعيتها كانت أشبه بوضعية قطة.
شاهدها لويد مذهولا بينما أخرجت أسلان لسانها وغمزت له.
“ها! لا يمكنك الإمساك بي، يا سيد!”
“…سنرى ذلك.”
قفز لويد نحو المنضدة الجانبية.
قفزت أسلان إلى الأسفل وتسارعت على أربع.
على الرغم من صغر حجمها، كانت سريعة بشكل لا يصدق، وكافح لويد للمواكبة حتى مع ساقيه الطويلتين.
كلما ظن أنه أمسك بها، انزلقت مثل سمكة وصعدت إلى مكان أعلى.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"