في تلك الأثناء، كان لويد منزعجًا بنفس القدر. عند عودته إلى المنزل، ظل يتنهد بعمق، مستندًا برأسه على النافذة.
“سحقا، كان يجب أن أحضر أحدًا معي. على الأقل كان بإمكاني إرسال آيلا.”
لكن كان من غير الطبيعي أن تكون آيلا بمفردها في السوق، وإذا كانا يتجولان، فسيتقابلان حتمًا. غير لويد رأيه.
“لم يكن يجب أن أخرج…”
… لا، هذا ليس صحيحًا أيضًا. لقد طلبت آيلا رؤية الفرقة المتجولة تحديدًا.
توقف لويد عن ضرب رأسه في النافذة مثل نقار الخشب وانهار على كرسي.
قبل ثماني سنوات، طلب سرًا من الإمبراطور هوية مزيفة وعقارًا ريفيًا. في المقابل، وافق على تلبية طلب واحد من الإمبراطور. ذلك الطلب، الذي تضمن في البداية خطوبة، تغير ليصبح ضمان راحة مينيرفا بعد حبسها.
كانت مينيرفا هادئة جدًا خلال السنوات الخمس الماضية. لويد اعتقد بصدق أنه نجح في الحصول على خدمة بسيطة مقابل ما حصل عليه.
حتى اكتشف وجود أسلان!
“لماذا تتجول تلك الطفلة بهذا الشكل؟”
على الرغم من أن وجهها كان نسخة طبق الأصل من وجه مينيرفا، إلا أن أفعالها كانت مختلفة تمامًا. مينيرفا لم تكن تتصرف هكذا حتى وهي طفلة. هل يمكن أن تكون ورثت ذلك من أبيها؟
” ابنة من هي من على أي حال…؟”
حاول لويد تخيل من يمكن أن يكون الرجل. خادم؟ نبيل ساقط؟ أم ربما عامي؟ لكنه لم يستطع تصور ذلك، فاستسلم للتكهنات.
لم يكن لويد في وضع يسمح له بالتدخل في شؤون عائلات الآخرين، وخاصة شؤون مينيرفا. كان مشغولاً جدًا بإدارة شؤونه الخاصة.
كان أولويته هي تربية خليفته جيدًا، وهذا هو السبب الذي جعله يلعب دور اللورد في هذه المنطقة الريفية. سلامة مينيرفا كانت أولويته الثانية.
“بما أن الأميرة لن تخرج لفترة، يجب أن أتجنب قرية فران أيضًا.”
كان علي أن أقدم تقاريراً للإمبراطور بانتظام، لكن الإمبراطور سيتفهم إذا ذكرت شبهة مينيرفا. إذا بقيت بعيدًا عن أنظارها لبضعة أشهر أو سنوات، يمكن لمينيرفا أن تعيش دون قلق.
*(قصده انه ما يريد يبلغ عن اسلان للامبراطور ردا لجميل معين سوته له في الماضي وفي نفس الوثت ما يقدر يكذب على الامبراطور فترة طويله فالأفضل أنه يتجنبها تماما عشان يظل جاهل بتفاصيل حياتها)
كان هذا كافيًا كرد للجميل الذي تلقاه في الماضي. لكن متى سارت الأمور وفقًا لخطط لويد؟
“مرحبًا، أيها السيد!”
“… أيها السيد، ماذا؟”
تحطمت خطط لويد السلمية في غضون أيام عندما غزت أسلان قصر اللورد.
* * *
أدركت أسلان أنها أخطأت وبقيت صامتة طوال طريق العودة إلى المنزل. لويزا، عند سماعها بما حدث في السوق، كانت غاضبة.
“كيف يمكنكم أن تسمحوا باختطاف السيدة الصغيرة من قبل مجرد بلطجية؟ أين كان عزيمتكم عندما قررتم اتباع السيدة؟”
“توقفي، لويزا. كان الأمر لا مفر منه.”
“لكن يا سيدتي!”
كانت لويزا بالفعل متوترة من لقاء الفيكونت مينتي، وكلماتها الحادة جارحة بعض الشيء، مما جعلني أتوق للهروب من الضوضاء.
“ليخرج الجميع.”
عند رؤية حالي المضطربة، خفضت لويزا صوتها وخرجت مع الخدم الآخرين. أخيرًا، ساد الهدوء.
أمسكت رأسي النابض بالصداع وتنهدت بهدوء، ثم التفت إلى أسلان.
“أسلان.”
“ن-نعم!”
أجابت أسلان بتعبير متوتر، شيء لم أره من قبل. لا بد أنها أدركت أنها مخطئة.
توقعت أسلان توبيخًا وانتظرت بقلق، لكنني لم أنوي توبيخها. بدلاً من ذلك، مددت ذراعي، جذبتها في حضن ضيق، وامتلأت عيناي بالدموع.
“أنا سعيدة جدًا لأنك بأمان…”
“م-ماما؟”
رغم اكتشاف أمرنا، كانت أسلان لا تزال آمنة. بصراحة، لم أفكر أبدًا أنه يمكننا الاختباء إلى الأبد. كان هذا مجرد سيناريو من بين السيناريوهات المحتملة. كنا لا نزال هنا، لا نزال على قيد الحياة.
“لا بأس. هل كنتِ خائفة؟”
“…”
ربتت على ظهرها. رغم أنني سألت أسلان، إلا أن التربيتات المريحة على ظهري كانت موجهة لي. ربّتت أسلان على ظهري بطريقة خرقاء، عيناها واسعتان، تحاول مواساتي. لم أستطع إلا أن أبتسم لجهدودها.
“هل كان مخيفًا لهذه الدرجة، أسلان؟ فتاتي الشجاعة.”
“مطلقًا! انظري إلى هذا!”
مدت أسلان أصابعها على اتساعها. أظافرها، الحادة قليلاً من خدش الخشب، كانت أقل تهديدًا بكثير مما كانت عليه عندما كانت قطة.
“وأنا أيضًا زمجرت! هكذا!”
زمجرةً، عبس وجهها الصغير، مكشرةً عن أنيابها الصغيرة غير الحادة، واللتي لا تبدو تهديدا على الإطلاق. كان وجهها المقطب لطيفًا جدًا لدرجة أنني لم أستطع إلا أن أضحك.
“حقًا، أسلان؟ أنتِ نمرة صغيرة، أليس كذلك؟”
“نعم! أنا أقوى الآن بعد أن أصبحت إنسانة! لن أسمح لأحد أن يؤذيكِ، ماما!”
نفخت أسلان صدرها بفخر مبالغ فيه، تحاول التمسك بلحظة الفخر. كان الأمر محببًا إلى قلبي ومحزنًا في نفس الوقت أنها_الطفلة الصغيرة_ شعرت بحاجتيإلى الحماية.
ربتُّ على رأسها، فخرخرت راضية، صوتها كالمهدئ هدأ أعصابي.
“يجب أن أتوقف عن التفكير بشكل سلبي جدًا…”
بصراحة، إذا كان إيدي مينتي عميلًا للأمير مارس، لكان تصرف الآن. كانت لديه فرص كثيرة خلال السنوات الخمس الماضية عندما كانت أسلان قطة. ربما كان إيدي مجرد لورد ريفي بريء حقًا.
ناولت أسلان دمية الأسد التي أحضرتها من السوق، وسألتها بلطف عن إيدي مينتي.
“هل زمجرتِ على الفيكونت مينتي أيضًا؟”
“لا؟ لم يبدُ شخصًا سيئًا. إنه والد آيلا، كما تعلمين.”
إذن، لم ترَ أسلان فيه أي تهديد. غريزتي قالت غير ذلك، لكن إدراك الأطفال يمكن أن يكون دقيقين أحيانًا وساذجين في أحيان أخرى. كما أنهم يميلون لأن يكونوا لطفاء مع الأصدقاء.
“يبدو أنكِ أصبحتِ قريبة جدًا من آيلا في وقت قصير.”
“نعم. آيلا تشبه الدمية واستمعت إلي كثيرًا. إنها لطيفة حقًا!”
“عن ماذا تحدثتما؟”
“عن كم أفتقدكِ.”
“هل هذا كل شيء؟”
“اممم…”
ترددت أسلان، ثم ألقت سؤالًا كالقنبلة.
“ماما، ما هي الأكاديمية؟”
“م-ماذا؟”
لم أذكر الأكاديمية لأسلان من قبل. كيف عرفت عنها؟
“هل أخبرتكِ آيلا عنها؟”
“نعم.”
أومأت أسلان دون تردد، وهي تثرثر.
“سألتني إذا كنت سأجتاز اختبار أكاديمية بورولونج لأنني أبدو نبيلة. ماذا يعني ذلك، ماما؟”
“…”
دلكت جبهتي. على الأقل أخطأت أسلان في تذكر الاسم كـ “أكاديمية بورولونج” بدلاً من أكاديمية بوفاش الإمبراطورية.
“إنه ليس شيئًا تحتاجين للقلق بشأنه، أسلان.”
“لمَ لا؟”
“إنه مكان لا يمكنكِ الذهاب إليه.”
“لمَ لا؟!”
ارتفع صوت أسلان وهي تنظر إليّ باستياء.
“هل هذا لأني هربت في السوق؟”
“لا، ليس ذلك.”
“إذن لماذا؟!”
كيف يمكنني تفسير هذا؟
لم أستطع إخبارها أنني مجرمة محبوسة في هذا العقار مدى الحياة. كان ذلك مهينًا للغاية. لذا، هززت رأسي دون تفسير مفصل.
“تذكري، ماما ليست في وضع جيد مع شخص مهم جدًا. لهذا السبب لا يمكنكِ الذهاب.”
صاحت أسلان بصوت يحمل ظلم العالم.
“أنتِ من في مشكلة، فلماذا لا يمكنني الذهاب إلى الأكاديمية؟ أريد الذهاب! دعيني أذهب!”
بدأت أسلان ترفس الأرض، منفجرةً في نوبة غضب.
يا إلهي.
عقبة تلو الأخرى. وكأنها نسيت كل ما حدث اليوم، بدأت أسلان في نوبة غضب شرارتها كانت تلك الليلة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات