عاد الحراس الذين تفرقوا للبحث عن أسلان. لكنهم كانوا قد قبضوا على الخاطف فقط، دون أي أثر لأهم شخص، أسلان.
“أين أسلان؟”
“لقد هربت.”
“هربت؟”
“سيدتي، هناك عيون كثيرة تراقب هنا. رجاءً، تعالي من هنا.”
قادني الخدم إلى زقاق. كان نظيفًا بشكل مفاجئ بالنسبة لزقاق. بمجرد دخولنا، رأيت ثلاثة رجال مقيدين.
“من هذين الآخرين؟”
“إنهم جزء من العصابة.”
حتى دون النظر إلى المرآة، استطعت أن أرى عينيّ مليئتين بنظرات قاتلة عند ذكر العصابة. لاحظت خدوشًا على وجه الخاطف.
“هذه الخدوش… أيمكن أن تكون من أسلان؟”
“يبدو ذلك…”
“اللعنة، نعم!”
قاطع الخاطف أوليفر، صارخًا. لم يتوقف عن الثرثرة، غير مدرك لمكانته.
“أي أم هذه التي تربي طفلة لتخدش وجه أحدهم بهذا الشكل…!”
دق!
لم يتمكن من إنهاء جملته لأني دسست رأسه في الأرض بقدمي.
“وأي أم ربّتك لتخطف طفلًا ثمينًا لشخص ما؟”
“آه…!”
تأوه الخاطف من الألم. طحنت رأسه بقدمي بينما أسأل:
“أين الطفلة؟”
“لا أعرف! لقد خدشت وجهي واختفت في لحظة!”
زدت الضغط بقدمي.
لا بد أنه اعتقد أن رأسه سُيحطم لأنه كاد يتوسل.
“هذا صحيح، حقًا. عندما استعدت وعيي، كانت قد اختفت…”
لا يبدو أنه كان يكذب. كنت أعرف قدرات أسلان البدنية جيدًا.
رفعت قدمي عن رأسه ومسحت وجهي بإحباط.
“سحقا. لم يكن يجب أن نأتي إلى هذا السوق…”
خفض جاك وأوليفر رؤوسهما أكثر.
“نعتذر بشدة.”
الحراس الذين أتوا معي اليوم كانوا لويزا، مديرة المنزل، وجاك، عامل متعدد المهارات، وأوليفر، خادم. من بين الموظفين الستة، أربعة يستطيعون حمل السيوف. أحضرت ثلاثة منهم اليوم، ظنًا أن ذلك يكفي للحمايتها. يا لسذاجتي.
من كان يظن أن حشدًا سيتجمع في تلك اللحظة؟
“يجب أن أجد أسلان قبل أن يجدها أي شخص آخر.”
كان مارس هادئًا، لذا لم أكن متأكدة ما إذا كان لا يزال مهتمًا بي. لكن بالتأكيد، الإمبراطور أو الإمبراطورة لا بد أنهما يراقبانني.
لن يكون مفاجئًا إذا كان هناك جواسيس بين الحشد سابقًا. كان علي أن أبقى متيقظة.
إذا سمحت لمشاعري بالظهور ولو قليلاً، أشعر أنني قد أنهار من البكاء، لذا رفعت رأسي عاليًا.
“جاك، أوليفر، سلموا هؤلاء الرجال إلى اللورد. لويزا، ساعديني في العثور على أسلان.”
“نعم، سيدتي.”
تحرك الموظفون بسرعة، محاولين تعويض خطئهم بكفاءة أكبر مما أظهروه في القصر.
كم من الوقت سيستغرق تفتيش هذه القرية الصغيرة وجمع الشهود؟ هل يمكنني العثور على أسلان قبل أن تغادر قرية فران؟
كان علي أن أجد أسلان قبل أن يحدث أي شيء. خرجت بسرعة من الزقاق وتوجهت مباشرة إلى الكشك حيث فقدت أسلان.
“هناك!”
لاحظني الرجل الذي يبيع دمى الأسود وقف مسرعًا. كان هناك نبيل واقف أمامه، التفت عندما اقتربت. لم أستطع منع نفسي من أن ألهث.
“المعذرة، أهذه طفلتك؟”
“ماما!”
“أسلان!”
إنها أسلان! حقًا أسلان!
كانت أسلان مختبئة تحت عباءة الرجل!
اندفعت نحوها، غير مكترثة بأن العباءة سقطت، وعانقت أسلان بقوة.
“أسلان! أوه، الحمد لله أنك بأمان، حقًا…”
“ماما، ظننت أنني لن أراك مرة أخرى.”
عانقتها مرارًا وتكرارًا، ألمس رأسها لأطمئن على وجودها. كانت هي بلا شك.
غمرني الارتياح، وبدأت الدموع التي كنت أحبسها في التدفق.
كانت أسلان تبكي أيضًا، وجهها رطب بالدموع.
“أسلان، كيف وصلت إلى هنا؟ سمعت أنك هربت بعيدًا.”
“ذاك الرجل ساعدني في العثور عليكِ. قال لي أن أنتظرك هنا، وجئتِ حقًا.”
أوه، صحيح، لقد خرجت أسلان من تحت عباءة رجل. في ارتياحي لوجودها، نسيت الرجل تمامًا.
“أعتذر عن التأخر في الشكر. شكرًا جزيلاً لك لأنك وجدت ابنتي…”
رفعت رأسي لأشكره كما ينبغي لكنني تجمدت صامتة.
أنف حاد، عيون عميقة، وفك نحيل. عيناه الزرقاوان تحملان عمقًا يتجاوز سنه، وشعره بلون النعناع كان ناعمًا لدرجة أنني أردت لمسه. ملابسه كانت عالية الجودة، مما يحدده بوضوح كنبيل.
من هذا الرجل؟ هل هو من دائرة الإمبراطور أو الإمبراطورة؟
ما التعبير الذي على وجهي الآن؟
بالتأكيد لم يكن تعبير شخص يشكر محسنًا.
رغم ذلك، صرف الرجل التواضع الفضل إلى شخص آخر.
“رجاءً، لا داعي للشكر. يجب أن تشكري ابنتي. هي من وجدت طفلك أولاً.”
خرجت طفلة أخرى من خلف الرجل. فتاة تشبه الدمية بشعر فضي وعيون زرقاء، انحنت لي بأدب، مثل مثال من كتاب آداب.
“مرحبًا، سيدتي. أنا آيلا مينتي.”
“…!”
شعر فضي كضوء القمر، عيون زرقاء صافية، وجه لطيف يشبه بالأرنب. رغم صغر سنها، كان لديها جمال يعد بأن يتفتح إلى شيء رائع حقًا.
في اللحظة التي رأيت فيها الفتاة، عرفت على الفور. إنها بطلة العمل الأصلي.
بتذكر اسم عائلة آيلا، كررته بصوت عالٍ.
“مهلًا، مينتي…؟”
لم يكن هذا اسم العائلة الذي أتذكره. في العمل الأصلي، كانت البطلة آيلا فولفجانج. لماذا تغير اسم عائلتها؟ لكن كان لدي مشكلة أكبر لأتعامل معها.
لا بد أن الرجل فسر تجمّدي بشكل مختلف وعرف بنفسه.
“آه، لم أقدم نفسي. أنا إيدي مينتي، الفيكونت مينتي.”
“إذن أنت اللورد.”
رن وقع الاسم المألوف في أذني. انتهت فيكونتية مينتي منذ حوالي عشر سنوات. الأرض، التي أعيدت مؤقتًا إلى القصر الإمبراطوري، مُنحت بعد ذلك لنبيل غير متوقع، الذي تبين أنه هذا الرجل.
“إذن، كان هو.”
لم يظهر أي من الجانبين أي اهتمام بالتواصل، لذا كان هذا لقاؤنا الأول.
بما أنه قدم نفسه، كان من المهني أن أفعل الشيء نفسه. ومع ذلك، لم تخرج الكلمات. ماذا لو كان يعرف بالفعل أنني أميرة؟ فقط الإمبراطور يعرف مكان اختبائي، لكنه ربما ترك تلميحات بدافع القلق علي.
رغم موقفي المتخوف، تظاهر إيدي مينتي بالجهل وسأل:
“هل لي أن أعرف اسمك، سيدتي؟”
“…يمكنك مناداتي بمينيرفا.”
رغم أنني بدوت كنبيلة ولم أذكر اسم عائلتي، لم يظهر إيدي أي علامة على الشك. شخص قد يكون مرتبطًا بالعائلة المالكة، كما أن البطلة تحمل اسم عائلة مختلف عن العمل الأصلي… جسدي برد، لكن قلبي خفق بعنف.
كنت بحاجة للعودة بسرعة.
لكن لا يزال علي أن أعبر عن امتناني بشكل صحيح. انحنيت لآيلا.
“شكرًا لك، سيدة مينتي. أسلان أثمن عندي من حياتي. لا أعرف كيف أرد الجميل…”
“أوه، لا، سيدتي! أنا فقط فعلت ما كان أي شخص ليفعله. وكان أبي هو من وجدك في النهاية.”
“رجاءً، لا تفكري في الأمر. إنه واجبي كلورد.”
بشكل غريزي، علمت أن إيدي وأنا كنا حذرين من وجود بعضنا البعض.
شخص لا يعرفني لن يشعر بعدم الارتياح بعد فعل الخير. بدا ارتباط إيدي بالعائلة المالكة أكثر احتمالاً.
جذبت أسلان تحت عباءتي، مخبئة وجودها.
“أسلان، لنذهب إلى المنزل.”
“حسنًا…”
سقط وجه أسلان مرة أخرى. آيلا اللطيفة، لوحت لأسلان بينما كنا نستعد للمغادرة.
“كان من اللطيف مقابلتك، أسلان. دعنا نرى بعضنا مرة أخرى.”
لا، لا ينبغي أن يكون هناك مرة أخرى. من أجل مصلحتها أيضًا.
أدرت رأسي بسرعة بعيدًا، خوفًا من أن تلاحظ آيلا تعبير وجهي، وغادرت على عجل.
كرهت ذلك. كوني في عالم الرواية هذا، رؤية وجه أسلان يشرق عند مقابلتها لشخص في سنها، والأفكار التي خطرت ببالي في تلك اللحظة.
꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧂
الآن انا محتارة
البطل اسمه يترجم لـ “إيد مينيت” أو لـ “إيدي مينيتي”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات