“لـ لا… لا، لا تَستخدِمي تلك، استخدِمي هذِهِ بَدلًا مِنها….”
أَشارَت إِلى درجة الخوخ الأَفتح بينَ مجموعة ظِلالِ العُيونِ الخاصّةِ بِـ إِيلينا.
“حسنًا، افتحي عينيكِ. كيفَ تبدو؟”
“أَلا تبدو ثقيلةً جِدًّا؟”
“هذِهِ؟”
إِيلينا قلَّبَت في إحدى المجلات، ثُمَّ أخذت توزِّعُ ظِلَّ العُيون مُقتبِسةً من إحدى الرُّسوم. لم تَتَمكن جيزيل من هَزِّ الشُّعور بِأَنَّ وجهها تحوَّلَ إِلى لوحةِ رسمٍ.
كانت جيزيل على وَشَكِّ دُخول القاعة، و لكِنَّ إيلينا سحبتها بِسبب الفضول.
“ما دامت ليست الملِكة… أذن… ماذا؟”
تَخطَّت جيزيل الجماهير بسرعة، فأَبصرت سيارة فاخِرة مُتوقفة في السّاحة، ثم تَجمَّدت في مكانِها.
الشعار المنقوش على بابِ السيارة الخلفي كانَ مألُوفًا جِدًّا.
عائِلةُ إِكليستون؟ مُستحيل…
أَكثرُ التَّفسيراتِ منطِقيةً هوَ أَنَّ السيِّد قد حَضر، و لكِنها لم تستطِع أن تُصدق ذلك.
لم يَحضُر حتّى مراسِمَ الاستِقبال في القصر، فلِماذا يَحضُرُ حفل تخرُّجي؟ رُبما قدِمَ رئيسُ الخدمِ لِتجميع أَمتِعتي و خلطَ بينَ القاعة و السكن.
بينما كانت جيزيل تُحاوِلُ تجميع خُيوطِ التفسير في ذِهنِها، فتحَ الخادِمُ الذي نزَلَ من المقعد الأمامي باب السيارة بِأَدَب. خرَجَ مِنَ السيارة سيِّدٌ شابٌّ يحمِلُ باقةً كبيرةً مِنَ الورود.
وقفَ الرجُلُ في السّاحة، و مرَّرَ يدَهُ في شعرِهِ الأسود، ثُمَّ بدأَ يَمسحُ المكان بِنظرِهِ كمَن يبحَثُ عن شخصٍ ما.
في الوقتِ ذاتِهِ، كانَ الجميع يُشاهِدونَهُ بِصمت. بَعضُهُم مأسورونَ بِمكانتِه المعروفة، و آخرونَ مفتونونَ بِمظهرِهِ الآسِر.
رُبما كانت هَيبتُهُ الطَّاغية التي اِنبعثَت من قامتِهِ الطّويلة و بُنيتِهِ القويّة، جاعِلةً البِدلة الأَنيقةَ ذاتَ الأَجزاءِ الثّلاثة شبه غير ذات أَهمية.
مهما كانَ السبب، فمُجرَّد ظُهورِ الرجُل غَيَّرَ أجواءَ ساحة المدرسة، و شعرت “جيزيل” بِأَنَّ عالمها كُلَّهُ قد اِنقلبَ رأسًا على عَقِبٍ.
و معَ أَنها لم تَرَهُ لِمُدَّةِ 1,500 يومٍ، فقد تعرفت عليهِ على الفور.
ذلك الرجُلُ لم يَكُن إِلا…
“سيِّدي!”
…هوَ بِذاتِهِ.
اِنطلقت “جيزيل” نَحوَهُ و أَلقت بِنفسِها في أَحضانِهِ. في اللحظة التي تلاقت فيها أَعيُنُهما، اِتَّسعت عَينَا “السيِّد” في دهشةً.
لم تُلاحِظ الأرتِجاف الذي اعتَرَى نَظرَته، فقد كانت عيناها مُمتلِئتين بِالدُّموع التي لم تَنهمِر بَعدُ.
“اِفتقدتُكَ كثيرًا، يا سيِّدي. لِمَ تأَخَّرتَ إِلى هذا الحَدِّ؟”
“أَعتذِرُ عَن تأَخُّري الطّويل.”
صدرَ صوتهُ الرَّقيق كنغمات التشيلو، مُمتزِجًا بِعبيرِ النعناع الذي تعرفت عليه. غَمرها شُعورٌ كاسِحٌ مِنَ الاِرتياح، مُمتزِجٌ بِكُلِّ ما اِفتَقدتهُ طَوَالَ غيابِهِ.
“لا، لا تَعتذِر. أنا لا أُلومُكَ؛ أَنا فقط… سعيدةٌ جِدًّا. سعيدةٌ جِدًا جِدًّا لِأَنكَ حضرتَ تخرُّجي.”
“بِالطبع، كانَ يجب أَن أَكونَ هُنا.”
رجُلٌ رفضَ جميع الدعوات من جميع أَنحاءِ البِلادِ و انعزَلَ عنها، يزعُمُ الآن أَنَّ تخرُّجها كانَ لا بُدَّ له مِن التواجد فيه.
“أَنتِ لم تَعودي تِلكَ الفتاة الصغيرة التي كُنتُ أَعرِفُها. لقد تحوَّلتِ إِلى سيدَةٍ راقيةٍ.”
كانت على وَشكِ إِرجاعِ المدح له، كيفَ أَنهُ بَدا أكثرَ جاذبيّةً رُغمَ كُلِّ ما مَرَّ بِهِ في الحرب، لكِن قاطَعهُم اعتِذارُ المدير.
“أَعتذِر، سيِّدي. لقد تصرّفتِ الآنِسةُ “بيشوب” كسيدَةٍ طيلةَ أَربعِ سنين في فوليرتون، لكِن في هذِهِ اللحظة…”.
“آه.”
تراجعت “جيزيل” عن حَضنِهِ كأَنها أحترقت بحرارةٍ شديدةٍ و أحمَّرَ وجهُها بِشدة.
تَصرَّفتُ كطِفلة.
و أمام هذا الحشد الهائِل، أَيضًا…
حتّى أَنني صَرختُ “سيِّدي” بِصوتٍ عالٍ! ما الذي فَعلتُه؟
في حماسِها، نسيت أَن تُناديه”سَموّك” حتّى يَسمعَ الآخرون.
شعرت بالخجل بسبب سُلوكِها الذي لم يَكُن لائِقًا بِسيدة.
و معَ ذلك، اِحتَضنَها “السيِّد” بِلُطفٍ، مِمَّا زَادَ من شُعورِها بِالإِحراج.
وقفَ إِلى جانِبِ “جيزيل” التي كانت ترتدي قُبعة التخرُّج و تحمِلُ شهادتها، في حينِ قامَ خادِمُهُ بِالتقاطِ عِدَّةِ صورٍ تذكاريَّةٍ.
“جيزيل، أَنا فخورٌ بِكِ جِدًّا.”
“شكرًا.”
بَسطَ يَدهُ على رأسِ “جيزيل”، لكِنهُ تراجع.
في الماضي، كانَ يُثني عليها بِتقبيلِ جبينِها أَو عِناقِها. لكِن الآن، بَدا لهُ أَنهُ لا يجِبُ أَن يَفعلَ ذلك بَعدَ الآن.
لم يُدرِك “إِدوين” ذلك إِلا عِندما شعرَ بِـ “جيزيل” تجري نَحوهُ و تحتضِنُهُ. طِوالَ هذا الوقت، كانَ يَتوقعُ أَن يَلتقي بِـ “جيزيل” ذَاتِ الأربعة عشر عامًا التي رَآها آخِرَ مَرَّةٍ.
لم يتخيل أبدًا أن تكون الشابة، التي كانت تبدو وكأن المكياج الثقيل يناسبها تمامًا، هي التي تحتضنه.
الفتاة التي كانت بالكادِ تصِلُ إلى مُنتصفِ صدرِه، أصبحت الآن سيدة يصلُ رأسُها إلى حلقه.
على الرغم من أنهُ كانَ محظوظًا لأنها كبرت بِشكلٍ جيدٍ بمفردها، إلا أنهُ شعرَ بحزن طفيف لأنّها كبرت كثيرًا دونَ أن تنتظره.
نعم، لا بُدَّ أن هذا الشعور الغريب هو بسبب ذلك.
—
لقد التقيت أخيرًا بتكفيرك وخلاصك.
من الأدب أن تُقَدِّم التحايا، بعد كل شيء.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "7"