تجربةٌ سريةٌ للغاية للتحكم في العقول أجرتها وكالة الاستخبارات العسكرية.
لقد استندَ إلى نظرية مفادُها أنَّ الأشخاص العاديين يمكنهم اكتساب قدرات عقلية خارقة من خلال التدريب، بهدف إنشاء جيشٍ مِنَ البشر الخارقين.
كانت الفكرة أن الجنود، بدلًا من القتال في الخطوط الأمامية الخطرة، يمكنهم الجلوس بأمان خلفَ المكاتب و قتل الأعداء عن بُعد، و تحقيق النصر.
كانت النية نبيلة، لكن الأسلوب كانَ سخيفًا، فـلم يكُن مُفاجئًا أنَّ المشروع قد فشل.
و نظرًا لكونهِ في غاية السرية، تمَّ اختيار المشاركين من داخل الجيش، و كانَ إدوين واحدًا من الذين خضعوا للتجربة لمُدة ثلاثة أشهر.
شَملَ تدريبه التخاطر و التأثير بالإيحاء.
كانَ تدريب التخاطر مُثيرًا للسخرية.
كانَ أشبه بشيءٍ من الرسوم المتحركة، حيثُ أخبرهُ عالِمٌ مجنون أن عليه مطابقة موجات دماغه معَ شخصٍ في الغرفة المُجاورة. أعلنوا أنهُ لا يمتلك أي موهبة في ذلك و طردوه. كانَ ذلكَ أولَ فشلٍ على الإطلاق.
أما الإيحاء، فـكانَ على الأقل أكثرَ واقعية.
كانَ يتضمن تقنيةً نفسية يتمُّ فيها إيصال النوايا بشكلٍ غير مُباشر، مما يوجه الهدف للتصرف وفقها دونَ التصريح بها صراحةً.
نظرًا لكونها تكتيكًا مُفيدًا للجواسيس تحتَ قيادته، أخذَ إدوين تدريب الإيحاء على محمل الجد.
و معَ ذلك، فإنَّ التجارب، التي بدأت بـاقتراحات بسيطة، تصاعدت في النهاية إلى إصدار تعليمات له بجعلِ أحد المحكوم عليهم بالإعدام ينتحر. عندها قررَ إدوين الانسحاب.
ذلكَ الشيطان أكملَ التجربة التي تخليتُ عنها بنفسه.
أخيرًا، فهِمَ من أينَ أتى تلكَ النظرة اللاإنسانية في عيني لورينز، ذلكَ الذي يُعامل الناس كأنهُم مُجرّد فئران تجارب.
“رأى الحراس الآخرون لورينز يتحدثُ معَ ذلكَ الحارس لعدة أيام. لا أحد يعلم ما الذي دارَ بينهُما من حديث.”
كانَ الحارس المتوفى الأكثر غرورًا و لا مُبالاة بينهُم جميعًا. كانَ أقلهُم تأثرًا بالآخرين، و معَ ذلك، فقد دفعتهُ بضع كلمات إلى إنهاء حياته. لا بُدَّ أن زملاءه أُصيبوا بالرُعب.
بعدَ ذلك، بدأ الحراس يتجنبون إدوين و كأنهُ وحش.
“إنها أولُ شخصيةٍ بديلةٍ تتشكلُ، و على الرغم من أن الوقت لم يطل مُنذُ ظهورها، إلا أنها طورت سماتً و قدرات مُميزة تختلف عن الشخصية الأصلية.”
كانَ إدوين يعرف السبب، لكنهُ تظاهرَ بالجهل و غيرَ الموضوع.
“كما أنَّ لديه أذواقًا مُميزة أيضًا.”
وفقًا لمُساعِدِه، روي، و رئيس خدم تيمبلتون، كانت هُناكَ أشياءٌ مُعينة يطلبها ذلكَ الشيطان باستمرار. كانت السيجار واحدة منها.
“بعدَ تدخين سيجار جبل كونستانتيان، يظلُّ صامتًا أحيانًا لفترة من الوقت.”
“سيجار، هاه! ها ها، يا لهُ مِن ذوقٍ فاخر.”
و خَطِرٌ أيضًا.
في المعسكر، وعدَ لورينز أحد الحراس بأسرارٍ عسكرية ميرسية سرية مٕقابل سيجار.
“هل أعجبك؟ أخبرني بالمزيد، و ستحصلُ على البقية.”
“…ماذا قلتُ إنني سأخبرك؟”
لحسن الحظ، اكتفى الشيطان بأخذ السيجار و تركَ الخيانة لإدوين. و بالطبع، كانَ إدوين هوَ من تحملَ وطأة الانتقام أيضًا.
إلى متى سيدوم هذا الحظ؟
عندها فقط أدركَ إدوين تمامًا خطورة الموقف. كانَ الأمر أشبهُ بزرع قنبلة موقوتة في الخزانة التي تحوي أكثر الأسرار الميرسية حساسية.
كانَ يعرِفُ هويات الجواسيس الميرسيين المزروعين في كونستانتيان، و أسماء المخبرين المولودين في كونستانتيان. في أي لحظة، قد يتمكن العدو من استخراج كُلِّ تلكَ المعلومات.
إذا بدأ الشيطان ببيع الأسماء واحدًا تلو الآخر مُقابل شيء تافه كـالسجائر، فـسيتم القضاء على أولئك العُملاء، و سينهار جهاز الاستخبارات الميرسي. و رُبما تسقطُ الجبهات الأمامية أيضًا.
عندها فقط، فكرَ إدوين، الذي تمسكَ بالحياة لأجل جيزيل، لأول مرّة في الانتحار.
كانَ السبيل الوحيد لـِقتل الشيطان الذي يسكن عقله هوَ قتل نفسه.
حتّى بعدَ عودتِهِ بسلام، ظلَّ الخوف يلازمه. لم يكُن بإمكانه العودة إلى الجيش و داخل عقله جاسوس مزروع، لذا تقدمَ بطلب إجازة طويلة على الفور.
و معَ ذلك، رغم كُلِّ ذلك، مدَّ يدهُ إلى جيزيل…
أومأَ إدوين برأسه، مُستفيقًا من شروده على كلمات البروفيسور.
“إذن، مُنذُ عودتك، تجنبتَ العرض العسكري و بقيتَ في عزلة.”
“لا يمكنني أن أُلوّح للجمهور بيد بينما أُدخّنُ سجائر العدو باليد الأخرى.”
أطلقَ مُزحةً مريرة، لكن الابتسامة التي التوت على زاويتي شفتيه سُرعانَ ما تجمدت.
“لا أريد أن أستمر في العيش هكذا.”
“أتفهمُ شعورك. لا تقلق كثيرًا، يا صاحب السمو. رغم أنَّ حالات الشفاء التام نادرة، إلا أنها ليست مُستحيلة.”
“سأضطرُ إلى الأمل أن أكونَ من القلائل المحظوظين إذن.”
“سأبذلُ قصارى جهدي لعلاجك.”
“و كيفَ تنوي علاجي بالضبط؟”
بدأ الأستاذ بالشرح أن الحالة صعبة العلاج، لذا، حتّى لو بدا الأمرُ مُتطرفًا بعضَ الشيء، فقد أوصى بتدخل مبكر و حازم للقضاء على الشخصية الأُخرى. ثُمَّ أضاف :
“أنا فقط أخبرك بأنَّ مثلَ هذهِ الطريقة موجودة، لكنني لا أوصي بها. لو أصبحَ رئيس عائلة الدوق، و البطل الذي يعشقهُ الجميع، عاجزًا، فـسأضطر إلى إخلاء مكتبي في كينغزبريدج.”
“إذن، ما الطريقة التي توصي بها؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "18"