“آه، لا… كُنتُ فقط فضوليةً بشأن الحقائق. إذا تسببت مُلاحظتي البريئة في أي إزعاج، فأنا أعتذر…”
كانت عائِلة الزوجين المسنين معروفةٌ بِفخرِها. و على الرغم من أنهُم كانوا يميلون إلى الثرثرة، إلا أن هذهِ هيَ المرة الأولى في ذاكرة إِدوين التي يستخدِمُ فيها أحدُ أفراد تِلكَ العائلة كلمة “اعتذار”.
و رغم أن كُل شيء كانَ يتطور عكس توقُعات إِدوين…
“لا بأس، سيدتي. أنا بالفعل يتيمة.”
اعترافُ جيزيل بذلكَ بِنفسها لم يكُن ضمنَ حساباتِه.
“لقد أنقذني الدوق الأكبر من الموت و من وجودي نفسه.”
تفاجأَ إدوين مُجددًا بردِها الناضج، إذ جعلت من نفسها أقلَ شأنًا لِتُرفعَ من شأنه.
“قالوا إنني ذاتَ رائحةٍ سيئةٍ فقط لأنني يتيمة روزالية.”
في أول سنة أخذَ فيها إدوين جيزيل، أرسلها إلى أقرب مدرسة من قصر الدوق الكبير.
“أطلقوا عليّ لقب الفتاة التي أخذها الدوق من ساحة المعركة كحيوانٍ أليفٍ له. كانوا يرمونني بالعصي و يطلبونَ مني إحضارها، لكنني لستُ كلبًا.”
“الطفلة التي كانت مُتحمسة للذهاب إلى المدرسة للمرةِ الأولى، عادت و هيَ تبكي في أقل من ثلاثِ ساعات و أعلنت أنها لن تعود أبدًا.
حتّى أنها توسلت لتغيير اسمها الذي يُظهر بوضوح أنها روزالية.
أينَ ذهبت تلكَ الطفلة الضعيفة التي كانت تهربُ بمجرد ذِكر كونها يتيمة روزالية؟
أما الآن، فقد نمت وأصبحت شابة قوية، لا تأبهُ لمثلِ هذهِ الكلمات.
بينما استرخى إدوين في تعبيره و تماشى معَ حديث جيزيل، قدمَ الرجلُ العجوز لها مديحًا ببراعة و استمرَ في محادثته بحذر.
“لقد ربى الدوق الكبير سيدة شابة مثالية. نعلمُ أنهُ قائدٌ عسكريٌ فذ، لكننا لم نتخيل أبدًا أن لديه موهبة كـوصي.”
“على العكس تمامًا. الموهوبة هي الآنسة بيشوب. أما في دور الوصي، فما كُنتُ سِوى مُرافِق.”
على الرغم من وجود بعض التوتر، كانَ إدوين راضيًا لأنهُ حققَ هدفهُ لهذا اليوم من خلالِ إظهار جيزيل للجميع أنها كانت تحظى بدعم إكليستون.
“معَ ذلك، أولُ شخصٍ اختارَ أن يثق بهِ كانَ تلكَ الطفلة…”
مالت دوقة روكسوورث، التي ظلت صامتة حتّى تلك اللحظة، نحو إدوين و همست بنبرةٍ مُتململة.
“لابُدَّ أن بينكَ و بينَ الآنسة بيشوب علاقةٌ أعمق بكثير مما هوَ معروف.”
كانت عيناها، الحادتان المنحنيتان برفق، تُراقِبانه بعناية. كانت تنظرُ إليه كمن يستجوبه، لكن بشأن ماذا؟
كانت عمتهُ واحدةٌ من القلائِل الذينَ دعموا قراره عندما جلبَ يتيمة الحرب إلى المنزل لأولِ مرة و السبب؟ لأن الطفلة كانت فتاة.
كانت الشائِعات تقولُ إن جيزيل كانت صبيًا، رُبما بسببِ شعرها القصير و السراويل التي كانت ترتديها من أجل الراحة خلالَ تنقُلاتهم المُتكررة.
لكن الطفلة التي جلبها إلى المنزل بعد انتهاء الحرب كانت ترتدي تنورةً و قُبعةً مُزينةً بشريطٍ كبير. و لم ينسَ بعد تعبيرات وجوه الجميع في تلكَ اللحظة.
“فتاة!”
ثارَ ضجيجٌ كبيرٌ في أُسرته و وسط دوائرهم الاجتماعية، لكن الفوضى هدأت في النهاية. فبعد كُلِّ شيء، لم تكُن صبيًا، و لم تكُن عملية تبني، بل مُجرد كفالة.
لم يكُن هُناكَ ما يدعو للقلق بشأنِ تعقيدِ خط الخلافة أو الميراث.
“لم أتخيل أن يأتي يومٌ أندمُ فيهِ على أنها لم تكُن عملية تبني.”
أدرك إدوين، لم يكُن ما يستهجنونهُ هوَ مكانةُ جيزيل، بل حقيقةَ أنها امرأة هيَ ما جعلهُم حذرين.
اليوم، كانَ قد عاملَ جيزيل كسيدة مُحترمة، على أمل أن يحترمها الناس كما هوَ يحترمها.
لكن ما لم يكُن قد أخذهُ في اعتباره هوَ أنهُم لم يعدوا يرونَ جيزيل كطفلة، بل كأنها امرأة.
أفعالهُ، التي كانت غير متوافقة مع أفكارهم، قد أثارت سوءَ فهمٍ غير مقصود.
بينما غادرت جيزيل لتبحث عن زميلتها في السكن، تاركة إياه مع عمته، سألته:
“من اختارَ الفُستان الأبيض؟ هل كانَ مُجرد اختيار ذوقي، أم أن هُناكَ نيةً وراءه؟”
كانَ سؤالًا غير منطقيّ، يوحي بأنَ الفُستان يحملُ معنى رمزيًا للزواج. ضاقت عيناهُ من الاستياء.
“الأبيض هو مُجردُ أبيض، لا شيء أكثر.”
“هل هذا صحيح حقًا؟”
“انظري حولكِ. هل جيزيل هي المرأة الوحيدة التي ترتدي الأبيض في هذهِ القاعة؟”
“لكنَ الأمرَ مُختلف عندما يكونُ شريكك هوَ من يرتدي الأبيض.”
“هي ليست شريكتي. أنا هُنا كـوصي عليها، و هكذا سيكونُ الحالُ دائِمًا.”
في يومٍ ما، عندما ترتدي جيزيل فُستانًا أبيض، سيسيرُ إدوين بجانِبها في الممر، ليترُكها في النهاية.
لن يكونَ هوَ الرجُل الذي ينتظرها في نهايةِ ذلكَ الممر.
“أنا مُرتاحةٌ لسماعِكَ تقولُ ذلكَ بِثبات، لكنني لستُ متأكدة من تلك الفتاة.”
همست عمته بينما كانت تُحدق في جيزيل، التي كانت تُقدّم لشريك صديقتها من بعيد.
“كُن حذِرًا. قد تكونُ تلكَ الفتاة تسعى للوصول إلى منصب الدوقة الكبرى.”
كيفَ يُمكنُها قولُ شيءٍ كهذا؟ صرَّ إدوين على أسنانه.
“أنتَ أصغرُ من أن تكونَ والدها، و هيَ أكبرُ بكثير من أن تكونَ ابنتك.”
على الرغم من أنها عمته و أميرة تجلس في قمة الدوائر الاجتماعية، إلا أن هُناكَ حدودًا لما يُمكنُهُ تحمُله.
“همومكِ غير الضرورية قد قادتكِ إلى أوهامٍ صريحةٍ.”
“إذا كُنتَ تعتقد أن مخاوفي لا أساس لها، فأثبت ذلك من خلالِ أفعالك، لا من خلالِ كلماتك.”
في تلكَ اللحظة، بينما كانَ يتجاهلُ تعليق عمته عن أنها قد أعدت بالفعل قائِمةً بالعرائس المُحتملات لهُ من جميعِ أنحاء البلاد، سمِعَ اسمًا مألوفًا.
“لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ، بروفيسور فليتشر.”
لم يستطِع إلا أن يلتفت عندَ سماع الصوت.
الرجُل الذي كانَ شعرهُ يشوبهُ الشيب و مبعثرًا كانَ يملُك هالةً أكثرَ مُلاءمةً للمِعطف الأبيض من الملابس الرسمية.
اعتذرَ إدوين من دوقة روكسوورث و اقتربَ من الغريب المُسن.
“عُذرًا، هل أنت البروفيسور فليتشر من كلية كينغزبريدج الطبية؟”
“نعم، نعم، هذا صحيح. لكن هل لي أن أسألَ من أنت…”
“أنا إدوين إكليستون.”
“آه! كُنتُ أعلم!”
صفقَ البروفيسور بفرح و أمسكَ يد إدوين الممدودة بِكلتا يديه بحماسة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "10"