بينما كانت تحمل حقيبة اللابتوب تحت ذراعها وتغادر مجمع الشقق، رنّ هاتفها المحمول.
– الحماة –
تأففت دا إن وهي ترى الاسم على الشاشة.
منذ زواجها، كانت دا إن تعيش في نفس المجمع السكني مع حماتها.
ولأن الحماة اعتادت زيارة منزلها يوميًا وكأنه منزلها الخاص، فربما لهذا السبب شعرت بهذا الثقل ينهال عليها.
“نعم، أمي.”
– أأنتِ في الخارج؟ عدت للبيت ولم أجدك. أين سونغمين؟
“سونغمين يعمل حاليًّا، لذا من المحتمل أنه في المقهى–”
– ألم تذهبي لمقهى سونغمين، بل لمقهى آخر؟.
ازدادت حدة صوتها البارد.
دا إن، التي تعمل كمصممة حرة، اعتادت الذهاب إلى المقاهي لتنجز أعمالها، لكنها كانت تتجنب الذهاب إلى مقهى زوجها عمدًا.
فوجود زوجة المدير وهي تحتل أحد المقاعد سيجعل الموظفين غير مرتاحين، أليس كذلك؟.
كما أن دا إن كانت تشعر براحة أكبر في الأماكن التي لا يعرفها أحد فيها.
“لم أذهب لمقهى آخر، أنا فقط في طريقي الآن، لذلك لم أكن هناك بعد.”
– يا لكِ من فتاة……
<لأنها نشأت يتيمة، فلا تعرف إلا التفكير بنفسها.>
مرّ هذا التعليق كحديث جانبي، لكنه كان واضحًا تمامًا.
دا إن عضّت شفتيها بصمت.
– وأنتِ مرتاحة هناك، تضغطين على مفاتيح اللابتوب، بينما زوجك يتعب ويشقى في المقهى ليجني المال. ألا يخطر في بالك أن تذهبي لتجلسي قربه؟ و تساعديه؟! ألن يكون ذلك جيدًا؟.
لا، لا أوافقكِ.
لا في السابق، ولا بعد أن أصبحت زوجة، لم تكن ترى أن من واجبها الجلوس في مقهى زوجها لتراقب أو تنتظر.
كانت دا إن تؤمن أن من حقها أن تختار بنفسها المكان الذي تعمل فيه، حتى وإن كانت متزوجة.
لكن بعد ثلاث سنوات من الزواج، سئمت من الشرح. سئمت من كل تلك الجدالات العقيمة.
“نعم.”
قالتها فقط كي تنهي المكالمة.
لكن، كانت هناك نقطة واحدة تشكر القدر عليها الآن:
لو أنها كانت في المنزل حين جاءت حماتها، كانت لتدخل بدون إذن، وتبدأ بانتقادها قائلة:
“ما الحاجة للخروج؟ يمكنكِ العمل من المنزل، لماذا تهدرين المال على القهوة؟”
فبالنسبة لتلك المرأة، حتى كوب القهوة الذي تشربه دا إن أثناء العمل كان تبذيرًا.
– وضعت لكِ جرعة من الأعشاب الطبية في الثلاجة.
“أعشاب طبية؟”
في الحقيقة، كانت دا إن تمر بفترة ضغط كبيرة بسبب تضارب مواعيد المشاريع.
كان عليها أن تُنجز عملين في آنٍ واحد، في وقت ضيّق للغاية…
كانت قد تمتمت من قبل مازحة بأنها بحاجة إلى جسدين لتنجز كل أعمالها، لكنها لم تكن تتوقع أن حماتها ستأخذ الأمر على محمل الجد وتجهز لها جرعة من الأعشاب الطبية…
“أمي، شكـ—”
– “سونغمين صار وجهه شاحبًا جدًا في الآونة الأخيرة! كل هذا لأن زوجته لا تعتني به جيدًا، أليس كذلك؟ دا إن، أنتِ محظوظة فعلًا، أتعرفين؟! في هذا العالم، من هي الحماة التي تعيش بجوار كنتها وتقوم مقامها في كل ما يجب على الكنة أن تفعله؟ هل هناك؟! أجيبي! هل تسمعينني؟!”
“… نعم، أمي. أسمعك.”
– “آه، كم أنتِ باردة! على أي حال، وضعت العلبة في أسفل رف الثلاجة، لا تنسي أن تعتني بـ سونغمين!”
“حسنًا.”
– “سأقفل.”
وقفت دا إن مكانها تنظر إلى الأرض، بينما مرّ بجوارها أطفال على سكوتراتهم بسرعة.
لطالما كانت تعتقد أن الزواج شيء جميل، أنه بداية لتكوين روابط جديدة تستحق الحب… لكنها أخطأت.
“انتِ غبية يا جونغ دا إن… ما زلتِ بعيدة عن النضج.”
لو أمكنها العودة إلى الماضي، لصفعت نفسها حين قررت الزواج.
“هاه…”
تنهدها العميق تردد في الهواء الفارغ بعد مرور الأطفال.
دخلت إلى المقهى مرحّبة بابتسامة باهتة:
“مرحبًا.”
“أوه، وصلتِ يا ياسيدة! هل أُحضره مثلجًا كالمعتاد؟”
مرت ثلاث سنوات على زواجها، وبالتالي ثلاث سنوات على هذا المقهى، لكنها لم تعتد بعد على لقب “سيدة”.
ابتسمت بخجل:
“شكرًا لك، مين يونغ.”
ارتشفت أول رشفة من اللاتيه، ثم نظرت حولها وقالت:
“يبدو المكان هادئًا اليوم؟”
“آه، الحقيقة…”
بدت مين يونغ مرتبكة بعض الشيء.
“اليوم موعد استلام البضائع من الشركة، لكن حصلت مشكلة، فذهبت المديرة والسيد سونغمين معًا لتسلم الشحنة شخصيًا.”
“أوه، فهمت.”
لم تكن تعني ذلك، بل فقط أن المكان هادئ من الزبائن… لكنها فهمت الآن.
أومأت برأسها وفتحت اللابتوب.
أضافت مين يونغ على الفور وكأنها تشعر بالذنب:
“قال المدير إنه يجب أن تتعلم حل هذه الأمور بمفردها لاحقًا، لذا اصطحبها اليوم لتتدرب.”
“شكرًا لإخباري، مين يونغ.”
مرّت خمسة أشهر منذ أن استقال المدير القديم، وجاء هذه الجديدة.
لابد أن هناك أشياء كثيرة يجب عليها أن اتعلمها.
ابتسمت لـ مين يونغ ثم بدأت عملها.
كان عليها تصميم غلاف لرواية رومانسية فانتازية.
فتحت ملف الاقتراحات المرفق، وفيه نسخة من الرواية نفسها.
عنوان الرواية: < لا مشكلة مع البطل النادم.>
‘سأقرأها جيدًا، أيتها الكاتبة.’
بدأت تقرأ، بفضول واهتمام.
وبينما كانت غارقة في السطور، بدأت الدموع تتجمع في عينيها.
كان المرفق يحوي الفصل الأول كاملًا.
وكما يشير العنوان، فقد كانت قصة عن البطل الذي ندم بعد فوات الأوان، وأخفى مشاعره كثيرًا… لكن الحب الحقيقي وجد طريقه في النهاية.
كان هناك مشاهد انتقام مشبعة ومرضية.
“يا لها من بطلة رائعة…! سأرسمها بكل حب.”
كان العالم في الرواية مليئًا بأشياء تستحق الحب، بعكس حياتها الواقعية التي خلت من كل ذلك تقريبًا.
أرادت أن تنقل كل ذلك الجمال إلى الرسم.
انساب قلمها على شاشة التابلت مثل الماء.
ومضى شهر.
ذهب زوجها وأخوه وأمه في رحلة.
ولأنها لم ترغب في الذهاب، انفجر زوجها غاضبًا.
“أمي امرأة مسنّة، وأنا وأخي فقط، ألا تفكرين بها أبدًا؟”
لكن ضغط العمل كان شديدًا، ولم تستطع المغادرة.
وهكذا، غادر الثلاثة وحدهم.
ولأنها لم تكن مرتاحة لترك المقهى دون إشراف، ذهبت إلى هناك… لكنها وجدت مفاجأة.
“أين المديرة؟”
“أوه، أخذت إجازة… لأسبوع كامل.”
رحلة زوجها تدوم أسبوعًا أيضًا.
وشعرت دا إن بشيء خاطئ.
خرجت فورًا من المقهى، وبدأت تحقق في سجل مشتريات زوجها من خلال هاتفها.
هو من طلب منها دفع تكاليف الرحلة.
كانت قد رأت السعر وعلّقت: “تذاكر لثلاثة فقط ، غالية قليلًا.”
لكن لم تهتم كثيرًا.
الآن، فتحت حاسوبها وتصفحت موقع الحجز.
لحسن الحظ، كان حساب زوجها محفوظًا بتسجيل دخول تلقائي.
نقرت، واتسعت عيناها.
– 4 مقاعد، درجة رجال الأعمال –
لم يكن الوقت قد فات، فقررت الاتصال به فورًا.
“سونغمين، أنا. هل اصطحبت أحدًا لا أعرفه؟ رأيت أن التذاكر لأربعة أشخاص.”
لكن من رد عليها لم يكن زوجها… بل حماتها.
“هل تعتقدين أننا سنسافر فقط أنا وولديّ؟ كنا نريد أن نأخذك معنا، لكنكِ مشغولة. ولأن المديرة الجديدة ذكية ومهذبة، قررنا أن نجعلها تأتي معنا كمكافأة.”
“ماذا… تقولين…؟”
عجزت عن الرد.
لكن حماتها استمرت:
“حين تفشل المرأة في أداء دورها، فمن الطبيعي أن يتوجه الزوج لامرأة أخرى! أغلقي الخط الآن، سنركب الطائرة!”
وأغلقت المكالمة.
“أيتها الكلاب!”
صرخت… لكنها ترنّحت فجأة.
شعرت بهبوط حاد.
سقطت كالبطارية الفارغة على الأريكة.
مرت لحظات طويلة.
قلبها ينبض بسرعة، حاولت النهوض لتشرب ماء بارد.
وفي تلك اللحظة، داست على الريموت، فانزلقت وسقطت بشدة.
رأسها ارتطم بطاولة.
أحست بحرارة في مؤخرة رأسها… ثم فراغ.
“هل… سأموت؟”
نزف رأسها على السجادة الحمراء.
“خدعني… زوجي.”
لم يكن موتها هو الصدمة.
بل خيانة زوجها.
“لو كنت أعلم، لطلقتك.”
“بل، ما كان عليّ أن أتزوجك أصلاً!”
كل ما ضحت به، من أجل عائلة، من أجل حب…
“كم أنا… مظلومة…”
في الخلفية، كانت نشرة الأخبار تقول:
“عاجل…- الطائرة المغادرة من… –تواجه…”
لكنها لم تسمع شيئًا.
سوى صفير في أذنيها.
وغابت عن الوعي.
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
حسابي على الإنستا:
https://www.instagram.com/empressamy_1213/
حسابي على الواتباد:
https://www.wattpad.com/user/Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 0"