“لقد دخلت فجأة دون موعد، فقلت لها إننا محجوزون بالكامل ولا يمكننا خدمتها، لكنها صرخت قائلة: “سأدفع ضعف المبلغ”! وقالت إنها في وضع طارئ ويجب أن تُفصِّل الفستان بأي ثمن.”
قالت كوريل بنظرات حادة وهي تحكم نيابة عن ريدين:
“إذًا استسلمتِ للضعف؟!”
“لا، بالطبع لا! هل يصح أن أقبل، سواء كان المبلغ مضاعفًا أو حتى ثلاثة أضعاف؟ لقد اقترحت عليها الذهاب إلى محلٍ آخر ورفضت، ثم ألحت بشدة على الأقل بأن تُقاس لها المقاسات قبل وصول الآنسة… أنا مجرد خياطة، لا أملك القوة لطرد سيدة نبيلة عنوة…”
بدت لاريّا على وشك البكاء.
ولوهلة، بدأت قسوة ريدين تلين وهي تحدق في وجهها البائس.
لو كان هذا في العصر الحديث، لربما اتُّهمت لاريّا بإعاقة عمل تجاري أو الإخلال بعقد. لكن في هذا العالم، ومهما بلغت مكانة صاحبة المتجر، تبقى مجرد عاملة أمام نبيلة. ومن الطبيعي ألا تجرؤ على طرد سيدة بمكانة الفيكونتيسة فلورنس.
“حسنًا، لا بأس… بدلًا من الغضب، سأطلب تعويضًا عن الوقت الذي ضاع.”
كانت ريدين قد قررت ذلك، حين همست لاريّا مجددًا، وعيناها تلمعان بالرجاء:
“أزعجتكِ كثيرًا، أليس كذلك؟ لقد تسببت في ضياع وقتكِ، لذا أخبريني عن يوم يناسبكِ وسأمنحكِ حجزًا مجانيًا لمدة يومين كاملين! وسأخيط لكِ بكل قلبي. وأيضًا، خذي هذا…”
همم؟
ناولتها لاريّا كيسًا صغيرًا.
ما إن أمسكت به ريدين، حتى سمعت صوت ارتطام العملات الذهبية داخله.
“هذا المال ربحته في وقتٍ كان من المفترض أن أكون فيه بخدمتكِ، لذا فهو حقكِ. انتظري قليلًا في غرفة الضيوف، وسأتولى إخراج الفيكونتيسة فورًا.”
في داخل الكيس، وُجدت تسع عملات ذهبية كاملة: ضعف ما دفعته الزبونة السابقة (6 ذهبيات)، إضافة إلى الثلاث التي كانت ريدين قد دفعتها مسبقًا.
وبما أن لاريّا أثبتت قدرتها على التمييز والتصرف السليم، لم يعد من اللائق أن تؤنبها أكثر.
ابتسمت ريدين وقد ذاب ما بقي من غضبها:
“سأنتظر.”
“شكرًا جزيلًا لكِ، آنستي!”
وحين همّت ريدين بالعودة إلى الأريكة في غرفة الضيوف، جذبها صوتٌ غاضبٌ من الداخل.
“ما الأمر؟! إلى أين ذهبتِ من دون أن تكملي القياسات؟!”
“سآتي حالًا!”
ردّت لاريّا بسرعة، بعد أن انحنت لريدين عدة مرات، ثم ركضت إلى الداخل كالسهم.
تبعها بصر ريدين.
في الداخل، ظهرت الفيكونتيسة فلورنس، وهي تصدر الأوامر للمساعدات بإصبع متعالٍ ووجهٍ متجهم.
الغريب أن تلك الملامح المتغطرسة ذكّرت ريدين بشخص مألوف جدًا.
‘…حماتي؟’
تجهم وجه ريدين فجأة، وقد تسلّل إليها شعور مزعج.
‘ما الذي جعلني أفكر في حماتي السابقة في هذا التوقيت بالذات؟’
لكن الأغرب… ماذا تفعل تلك المرأة هنا؟.
الفيكونتيسة فلورنس كانت من شخصيات الرواية الأصلية، واحدة من الأشرار الجانبيين.
إن كانت ريدين الأصلية تمثل الشر الأكبر في القصة، فإن فلورنس هذه كانت ذراعها اليمنى، تسهم بشكل مباشر في إيذاء البطلة.
وكانت ريدين تستغل موقعها كزوجة دوق لتحرض عضوات “رابطة السيدات” على مضايقة البطلة، وكانت فلورنس هي أكثر من لبّى تلك الدعوات، وبالمقابل، تلقّت أكبر قدر من الذهب والمجوهرات من ريدين كمكافأة على جهودها الشريرة.
أخذت ريدين تراقب الفيكونتيسة فلورنس من خلف الستارة التي أزاحتها للتو.
‘هل هي فعلًا الفيكونتيسة فلورنس؟’
الشعر الأشقر اللامع وتلك الملامح النبيلة الراقية، تناقضٌ تام مع حقيقتها المظلمة… لكنها بلا شك، هي فلورنس.
ومع ذلك، بدا هناك شيء لا يتماشى.
‘عائلتها مفلسة، أليس كذلك؟’
في الرواية الأصلية، كانت فلورنس دائمًا متورطة في مضايقة البطلة، السبب؟ عائلة الفيكونت كانت غارقة في الديون.
ومع ذلك، من عدد القبعات وفساتين العينة المتكدسة بجانبها، يبدو أنها تنوي تفصيل عدة قطع دفعة واحدة.
هذا المتجر هو الأفضل في العاصمة، وأسعاره ليست بالبسيطة حتى على النبلاء العاديين.
‘هل وجدت “أحمقًا” جديدًا يمولها بدلًا عن ريدين الأصلية التي كانت تُغدق عليها الذهب مقابل كل إهانة للبطلة؟’
ابتسمت ريدين بسخرية، وكتمت ضحكة قصيرة.
تغيّرت القصة الأصلية، وغابت بعض الشخصيات الشريرة، ومع ذلك، ها هي فلورنس تجد ضحية جديدة بمهارةٍ تبعث على الإعجاب.
❈❈❈
في تلك اللحظة، التفتت كيم شي أوم—الفيكونتيسة فلورنس—ونظرت مباشرة نحو ريدين الواقفة هناك.
‘ما بال تلك الصغيرة تضحك وهي تنظر إليّ؟ ما قصتها؟’
شعرٌ بلاتيني أفتح من شعرها، وعينان بلون السماء، تومضان ببطء وهي تحدق.
‘طريقة رمشها… تُذكرني بدا إن، زوجة ابني الثانية.’
ذلك التهكم الهادئ، النظرات الخالية من الانفعال، الابتسامة الخفيفة التي تظهر في اللحظات غير المناسبة تمامًا.
كلّها أمور كانت تثير أعصاب كيم شي أوم حين كانت تعيش مع دا إن في عالمها السابق.
حين يضحك الجميع، تتجاهل دا إن الموقف.
وحين يغضب الكل، تظل هادئة، وكأنها لا تفهم السبب.
نظرت فلورنس إلى لاريّا بتأفف وسألتها بخشونة:
“من هذه؟”
شهقت لاريّا وصُدمت:
“آه… سيدتي، لا يجوز أن تُشيري إليها بذلك الشكل. ماذا لو رأتكِ؟”
ثم أضافت بسرعة وهي تراقب ردة فعل ريدين بعينين متوترة:
“تلك هي الآنسة التي ذكرتها آنفًا… آنسة ريدين ماكاري، الابنة الوحيدة لأسرة ماكاري الكونتية. هي التي حجزت المتجر ليومٍ كامل.”
رجاءً، افهمي وأخرجي! كانت تلك رسالة لاريّا الخفية بنظراتها، لكنها ضاعت على من لا تفهم لغة العيون.
“آه، هكذا إذًا؟”
“نعم، سيدتي. فهمت أن الآنسة نشأت في منطقة الكونتية ولم تنخرط سابقًا في المجتمع المخملي، وقد قدمت إلى العاصمة مؤخرًا استعدادًا لأول ظهورٍ رسمي لها، لذا، عليها تجهيز عدد كبير من الفساتين، وهو ما دفعها لحجز المتجر كله.”
رجاءً… اخرجي الآن!.
لكن مهما رمشت لاريّا بنظراتها المستغيثة، لم تُجدِ شيئًا.
راحت كيم شي أوم تمعن النظر في ريدين من رأسها حتى قدميها، بنظرة فجة لا تخفي نيتها في إصدار حكمٍ فوري.
وعلى الرغم من أن ريدين لم تكن تفهم ما يجري تمامًا، شعرت بقشعريرة تسري في جسدها.
فقط قبل قليل، عندما حاولت كيم شي أوم تفصيل فستانها، قيل لها إن النبيلة التي استأجرت المتجر هي الوحيدة التي ستُخدم اليوم.
وفوق ذلك، أن تُقال مثل هذه الكلمات بسبب شابة صغيرة؟ ذلك جرحٌ لكبريائها المتعجرف.
أطلقت كيم شي أوم صرختها الشهيرة:
“سأدفع ضعف الثمن! ألن يكفيكِ؟!”
لا مال؟ لا يهم. من يرتدي الفقر، لا يزيده إلا فقرًا.
في مثل هذه الظروف، لا بد أن تكتسي بالترف.
فحتى في طلب القروض، من يبدو ناجحًا هو من يحصل على المال، لا من يبدو بائسًا.
‘كونتية؟ إذًا هي تملك أراضي.’
كانت تظن أن كونها نبيلة يشبه ما كانت تتخيله من مكانة النبلاء في كوريا القديمة، لكنها صُدمت بأن الفيكونتية التي تُجسدها اليوم لا تملك أرضًا واحدة، بل تعيش على المجوهرات والمظاهر الخادعة.
وبعد أن أدركت أنها لن تُطرد، لم تبرح مكانها.
فتنهدت لاريّا وهمست بأسى:
“لقد فقدت والديها مؤخرًا في حادث عربة مفاجئ… لِذا، قلبها ليس في حالٍ جيد. إن تعذّر عليها الحصول حتى على ما يُريحها في ملابسها، فهل تظنين أنها لن تشعر بأنها تُعامل باستخفاف فقط لأنها يتيمة؟ أليس هذا مؤلمًا يا سيدتي؟”
أنتِ بالذات مَن تستخف بها الآن! اخرجي!.
لكن عقل كيم شي أوم انشغل بشيء آخر تمامًا.
‘والداها ميتان؟ هذا يعني…’
دارت التروس في عقلها بسرعة.
لو أن ابنها تزوج من تلك الفتاة، فمن سيدير أراضيها؟.
‘ابني بالطبع.’
في النهاية، سواء في هذا العالم أو ذاك، الجواب الدائم هو: العقار.
لقد كانت تفكر كيف تسدد ديونها، لكن ربما… الحل يكمن في تزويج ابنها.
فبمجرد امتلاك الأرض، سيكون كسب المال بعد ذلك مسألة بسيطة.
‘ثم أليست العروس هي من تدفع المهر؟’
بدأت الحسابات.
كم مهرها؟ كم مساحة أرضها؟
وهل ستكون كزوجة سهلة الانقياد أم لا؟
وهكذا، ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تشق طريقها خارج الغرفة، متجهة مباشرة نحو ريدين.
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
حسابي على الإنستا:
@empressamy_1213
حسابي على الواتباد:
@Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 8"