احتضن إيدان أمه بينما كانت خجلة من التعبير عن عاطفتها.
بالرغم من احمرار صدره من الصفعات، كان هذا دليلاً على فرحها لأنه عاد بسلام.
ربت إيدان على كتف أمه الصغيرة وطمأنها:
“أنا بخير، لم أتأذى.”
وبدورها، مررت سمانثا يدها على ظهر ابنها الكبير الذي كبر كثيرًا خلال الثلاث سنوات في الحرب.
عرفت أنه يحمل جروحًا كثيرة، ربما أكثر من تلك التي تظهر.
كما حدث مع زوجها الذي اختفى بأثرها، لعنة العائلة انتقلت من زوجها إلى إيدان.
كانت سمانثا تخشى أن يصيب ابنها نفس المصير، لكنها لم ترد أن تظهر قلقها.
ولكن ما لفت انتباهها فجأة هو وجه إيدان.
“إيدان، أين اختفت الهالات أسفل عينيك؟ لماذا تبدو بصحة جيدة جدًا؟”
كان دائمًا يعاني من أرق وأعينه محاطة بهالات قاتمة.
وكانت الأيام الأخيرة مرهقة بسبب الحرب والقمر المكتمل في ذلك اليوم الخاص.
لكن وجهه الآن بدا أفضل من أي وقت مضى.
أجاب إيدان بلا مبالاة:
“لقد نمت جيدًا مؤخرًا. أظن أن هذا السبب.”
“متى؟ متى كان ذلك اليوم؟”
“كان ليلة ذهاب خطيبتي إلي سراً.”
“ليلة ذلك اليوم؟ هل كانت معك طوال الليل؟ هل جاءت متنكرةً وأكتفت برؤيتك لفترة قصيرة فقط ثم رحلت؟ أم أنها بقيت معك فترة طويلة؟ أخبرني بالتفصيل.”
كانت سامانثا قد سمعت فقط أن الآنسة ماكري قد “فحصت” إيدان عبر ذلك الصقر، لكنها لم تكن تعرف التفاصيل.
“ربما… “
قام إيدان بتقدير الوقت الذي قضاه معها.
“أعتقد أنها ظلت بجانبي حتى الصباح تقريبًا.”
“هل هناك تأثير إذن؟ حقًا هناك تأثير؟”
لعنة الدوقية كانت من فعل الشيطان الشرير “فيربيرس”.
وكان الحل للبقاء على قيد الحياة ضد تلك اللعنة أن يكون هناك شخص آخر، مرتبط بحاكمة آخر تُدعى “شيراكا”، والتي تعمل كنقيض للشيطان الشرير.
وكان من المفترض أن يقربوا إيدان من ذلك الشخص ليتمكنوا من تحييد اللعنة.
نظريًا، كانت هذه الطريقة منطقية، لكن كان من الصعب معرفة مدى فعاليتها.
لكن بالنظر إلى إيدان الذي يبدو أكثر صحة ونضارة مما كان عليه قبل الحرب، شعرت سامانثا بوضوح مدى تأثير هذا الأمر.
“الآن فهمت!”
نظرت سامانثا إلى ابنها الذي بدا مرتبكًا وقالت:
“لو كانت نيتها فقط فحصك، لما قضت كل ذلك الوقت بجانبك أثناء نومك. واختارت تحديدًا ذلك اليوم من بين كل الأيام لتأتي لرؤيتك. لقد حمتك. ربما لم تعلم أنت، لكنها كانت تعرف حقيقتك. كان بإمكانها أن تتوقع ما حدث لك في ذلك اليوم… لذلك بقيت بجانبك طوال الليل.”
وبينما كانت تحاول استيعاب الموقف، قبضت على الرسالة التي كانت بيدها.
كانت رسالة من جاسوس زرعته في بيت البارون، جاء فيها أن الجميع في بيت البارون بدأوا يحبون ريدين ماكري بعد قدومها.
كانت سمعة الآنسة ماكري سيئة جدًا وفقًا لما سمعته سامانثا، لذلك كان من الغريب لها أن تسمع عن تفانيها في حماية إيدان طوال الليل.
الآن، بعد سماع هذه القصة، باتت الأمور تتضح.
“ربما كنت متهورة. لقد أنقذت إبني ولم أراها وحكم عليها بنائاً على الشائعة، وهذا أمر مستهجن.”
“…”
“ماذا يمكنني أن أفعل لها كمكافأة؟ ما الذي يجب أن أقدمه لها؟”
بدأت سامانثا تفكر بفرح وهي متحمسة، تخطط لقائمة هدايا.
لكن إيدان كان يفكر بطريقة مختلفة.
“أظن أنها جاءت لفحصي بالفعل.”
رد بنبرة جافة كأنه غير راض.
إذا كان هدفها هو إنقاذ خطيبها من اللعنة، فلماذا أخفت هويتها؟.
“هي على ما يبدو كانت تريد أن تعرف إلى أي حد أثرت اللعنة على قدراتك.”
لو ظلّت بجانبه طوال الليل لتثبت جدواه، فهذا يعني بأنها تحاول أن تضمن لنفسها الأفضلية في هذا الزواج.
شعر إيدان بالاستفزاز ومرر يده على شعره بعنف.
كان صوتُ الفتاة وهي تتحدث بخفة بين الرطوبة الخانقة في تلك الليلة، لم تكن مزعجة.
لكن تحت هذا الصوت كانت هناك نوايا وحسابات.
وهذا ما كان يزعجه.
كانت ذكرياته عن ذلك الليل تتلوث بهذا الشعور غير النقي.
سألت سامانثا بصوت خافت بعدما سمعت كلام إيدان المحبط:
“… هل تعتقد أنها ستحاول فسخ الخطوبة؟”
“ستتزوج، إن لم تكن حمقاء.”
عبست سامانثا بتعجب.
كانت عيناها تقولان: كيف تثق بذلك؟.
سأل إيدان نفسه:
‘ أين يمكنها أن تجد شروطًا أفضل من هذه؟.’
نظرت سامانثا لابنها بقلق وهو يبتسم بشكل غريب ويميل برأسه.
كان هذا زواجًا لا بد أن ينجح.
ولم تستطع أن تتطمئن.
بعد رحيل ابنها، عادت سامانثا لتسأل الخادمة.
“إلى أين ستذهب الآنسة ريدين؟”
“قام مدير بيت البارون بحجز متجر ملابس لها شخصيًا.”
“فهمت.”
ارتسم على وجهها تعبير حاسم، كما لو أنها اتخذت قرارًا.
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"