[قابلتُ ويليام لأول مرة في المعرض العالمي الذي أُقيم في الإمبراطورية الغربية.
كان والدي وإخوتي قد ملأوا المعرض الفني الرئيسي بلوحاتي.
ولم يكتفوا بذلك، بل أمسكوا بكل زائر وجعلوه يُحدّق في كل لوحة لعشر دقائق على الأقل. احمرّ وجهي من الخجل.
“رأيتُ أناسًا يتسولون المال، لكنني لم أرَ قطّ متفرجين. هل والدي وإخوتي من العائلة المالكة أم من جيل جديد من المتسولين؟”
“سامانثا!”
ركضتُ خارج قاعة المعرض هربًا منهم.
أخيرًا، سمحت لي السماء الصافية في الخارج، على عكس السقف الزجاجي لقاعة المعرض، بالتنفس.
كانت حديقة سرية لا يُسمح فيها إلا للملوك وأعلى النبلاء بالدخول، لذا استمتعتُ بشعور من الحرية هناك.
بينما كنتُ ألتقط أنفاسي على مقعد، شعرتُ بشخص ما بالقرب.
“هناك؟”
ألقيتُ نظرةً خاطفةً من خلف المقعد، فرأيتُ رجلاً يقف بجوار الزهور الحمراء.
كانت عيناه سوداوين للغاية، أعمق من أن تُصوّرها أي لوحة.
لم يسبق لي أن انبهرتُ بإنسانٍ إلى هذا الحد.
“هل هو إنسانٌ أصلاً؟”
بينما وقفتُ دون أن أُدرك، رآني ويليام، وعيناي مفتوحتان على اتساعهما.
ركضتُ نحوه وأمسكت بياقته، وسحبته إلى مستوى عيني.
أردتُ أن أرى عينيه الغامضتين عن كثب.
“من أنت؟”
كلما اقتربتُ، ازدادت عيناه السوداوان روعةً.
أخبرتني رموشه المرتعشة كم كان مرتبكًا.
بعد أن رمش عدة مرات، تكلم أخيرًا.
“قالوا إنك إذا أتيت إلى حديقة الإمبراطورية الغربية، سأرى زهرةً نادرةً لن أراها مرةً أخرى في حياتي…”
كان مُعجباً بزهرة الخشخاش النادرة المستوردة من الشرق.
“أنتِ مثل زهرة الخشخاش.”
اعتبرتُ ذلك سخريةً من عينيّ الحمراوين، وهززتُ ياقته بخشونة.
“إذن تقول إن عينيّ حمراوين مثل زهرة الخشخاش؟ هذا كل شيء؟”
ابتسم ويليام بهدوء، حتى وأنا أهززه.
“لا يا سموك. كل شيء. وجهك كله أحمر كزهرة الخشخاش. حتى أنني أكاد أود اقتلاعك من حديقة الزهور وأخذك سرًا.”
بعد تلك المحادثة….
“أبي، أريد أن أذهب إلى الإمبراطورية الشرقية.”]
[ وُلد إيثان. كيف يشبه وليام إلى هذه الدرجة؟ لقد جلبت نسخة أخرى من وليام في هذا العالم، عليّ أن أمدح نفسي.
لم أُنجبك لأنني خفت من أن تقع اللعنة إذا لم تُحفظ السلالة. لكنّي وأباك سننهي اللعنة في هذا الجيل.]
[لم أستطع إلا أن أسأله: “وليام، لماذا إيثان؟ إيثان هو الإبن الثاني.”
كما ورث وليام لعنة الدوق الأكبر عن والده، كان عليه أن يورّثها لابنه. ومع ذلك، اختار إيثان بدلًا من الأكبر مارك.
“لماذا اتخذت القرار وحدك، ولم تستشرني؟”
ابتسم وليام بابتسامته الدافئة المعتادة: “لم أرغب أن أترك لسامانثا عبء الاختيار بين ولدين. لم أُرِد أن أسألك: أيّهما ترغبين أن يبقى معك لوقت أطول؟”
آه… كم كنتُ باردة. أمام هدوئه، فقدتُ قدرتي على الكلام.
“لم أجرؤ على الاختيار. كان القرار لإيثان نفسه. قال: أليس هو أكثر شبهًا بي من أخيه الأكبر؟”
لم أكن أعلم وقتها… أن طفلي حسم مصيره مبكرًا جدًّا.]
[أيام وليام وهو يصارع “اللعنة الكامنة بداخله” تكاثرت. أسرع بكثير مما حدث مع الدوق السابق.
الأمل في أن نجد المخرج قبل أن يكبر الأطفال بدأ يذبل. وأصبح يتجنبني أكثر فأكثر.
كان يخاف أن تؤذيني الكلمات السوقية التي يتفوه بها “ذلك الشيء”، لا هو.
هل يظن أنني لا أميّزه؟ من نبرة صوتك، من نظراتك وحدها، كنت أعلم أنها ليست كلماتك.
فلتثرثر كما تشاء! أجمل ما في زوجي هراؤه الطفولي اللطيف، فكيف يطلب مني أن أتنازل عنه؟]
[حين أراد وليام أن يهديني حصانًا، اخترت أنا ومارك واحدًا، لكن إيثان لم يختر. قال: “الأحصنة تعيش طويلًا. لن أختار واحدًا. فماذا سيفعل حين يختفي صاحبه ذات يوم؟”
يا لغباء الولد!.
كيف يجرؤ على قول ذلك أمام أمه؟ أين تعلم مثل هذا الكلام؟
آه… صحيح، لقد رآني أعيش هكذا.]
[ثم رحل.]
وبعد ذلك توقفت الدوقة عن كتابة مذكراتها لفترة، إذ تلتها صفحة فارغة.
كادت رِيدين تقلبها، لكنها مسحت دمعةً تسللت إلى عينيها من غير وعي.
“حتى لو كانت مجرد رواية، لماذا تجعل حكاية حماة البطلة بهذه القسوة؟”
ربما لأنّها قرأت يومياتها بنفسها، صار وجه الدوقة في خيالها أرقّ وأدفأ. لكن التأثير كان ضئيلاً، إذ أن رِيدين عرفت بالفعل معنى أن ينال الإنسان حبًّا غير محدود من أسرته.
“كيم شي-أوم.”
كما كانت الدوقة تحب أسرتها بصدق، كذلك كيم شي-أوم كانت ترعى أبناءها بكل قلبها. أحسّت رِيدين ببعض الغيرة: ما أدفأ أن يحميك والدٌ أو والدة، حتى إن كرهك الناس كلهم.
غلبها هذا الشعور، فبحثت سريعًا عن أحد الخدم، وابتلعت لقمة من مشروب مثلج، ثم قلب الصفحة التالية.
[ظهرت الكنة. كتكوته صغيرة؟ صغيرة ولطيفة. كأنها ستنضغط لو ضغطت عليها. أمر يثير القلق. آه! حتى مارك وافقني.]
[إيثان قال إنه يتمنى أن تقترب تلك الطفلة مني أو من مارك أكثر منه. ربما لأنه يعرف مصيره مسبقًا.
أحمق!
لكن يا إيثان، قيمة الحياة ليست بطولها. لو واصلت قول هذا الكلام، عد إلى بطني من جديد!]
[إيثان ظن أن تلك الطفلة حاولت استغلال لعنة العائلة ضدي. لكنني سخرت من ذلك.
حين اخترت وليام، لم يكن لعنة كينوولف شيئًا بالنسبة لي. لم تكن ضعفًا ولا قوة. فقط… كنت أحبه.
أما إيثان فمختلف. هل تظن أن تلك الفتاة تحبك حقًّا الآن؟ ما هذا الصخب المبكر؟
لقد كان وجه وليام وحده كفيلًا بأن يجعل لعنته لا تساوي شيئًا. فلماذا لا يستطيع إيثان، وهو يحمل نفس الوجه، أن يخطف قلب الكتكوته الصغيرة؟
لو استمر هكذا، هل أقول له: عد إلى بطني ثانيةً؟]
[أتمنى فقط ألا تمرض تلك الطفلة.]
[تقول إنها تكرهني؟ أخبروني أنها كذبة!]
‘هل… هل تقصدني؟’
لأنها كتبت أسماء ولديها مارك وإيثان بوضوح، فمن تكون “الطفلة” إذن غيري؟
مررت رِيدين أصابعها بخفة على السطر، نحس بدغدغة غريبة في صدرها.
“صحيح… لو مرضت أنا، سيُصبح وضع إيثان كارثيًّا.”
فجأة أغلقت اليوميات.
وبينما ارتفع صخب من الطابق السفلي، دخل زوّار جدد. أحكمت رِيدين قبعة البونيت أكثر.
دخلت مجموعة من النبيلات، تتوسطهن فتاة صغيرة. جلسن وأخذن يثرثرن فور وصول المثلجات.
“أليس طعم الآيس كريم هنا رائعًا؟” “بلى، مؤسف أنه لا يمكننا أخذه معنا.”
‘كم دفعن لكل هذا؟’
ثم سألت إحداهن: “بالمناسبة، من هو مالك هاجينتس الحقيقي؟”
‘مالك هاجينتس؟’
عندها حرّكت رِيدين قبعة البونيت قليلًا لنتنصت.
“هل هو حقًّا مكان تديره العائلة الإمبراطورية؟”
سألت إحداهن، وهي تتناول المثلجات ببطء.
“العائلة الإمبراطورية؟”
♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1316
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 46"