“سيد لودفيغ، هل يمكنني أن أطرح سؤالاً واحدًا فقط؟”
“إن كان بإمكاني الإجابة عنه، بالطبع.”
أخذت نفسًا عميقًا، بينما انتشرت رائحة الزهور العطرة القادمة من الحديقة.
“تصريحك في الرواق سابقًا، كان يبدو وكأنه ناقص… أو بالأحرى يفتقر لبعض الكلمات، أليس كذلك؟”
رفع السيد لودفيغ الجسر الأوسط لنظارته بيده اليسرى، وابتسمت شفتاه قليلاً من خلف الظل.
“لماذا تظنين ذلك؟”
“لقد ذكرتَ سابقًا أن هناك شابة لا تنتمي إلى فصيل السيدة ناغيتوا ولا تقترب من السيدة ميزوكي، وقلت إنها تكاد تكون الوحيدة. لا أعلم إن كنتُ تلك الوحيدة، لكني أعلم أنهن نادرات جدًا.”
أومأ السيد لودفيغ برأسه موافقًا.
“ولكن، وفقًا لهذا الشرط، كان يمكن أن تعرض الزواج على شابة من النبلاء في البلاد المجاورة. وحتى إن كان لا بد من البحث عن شريكة داخل النبلاء المحليين لأي سبب، فإن العثور عليّ بهذه السرعة يبدو مستحيلًا. لأنني، كابنة بارون، يجب أن أكون الخيار الأخير تمامًا.”
– تابعت بنبرة حاسمة:
“في خضم الجدل حول فسخ الخطوبة، من المستحيل أن يتم تحديد أنني أنا المقصودة بهذا الشكل الفوري.”
“ماذا لو كان التخطيط لإنهاء خطوبة صاحب السمو قد بدأ منذ فترة طويلة؟”
اقتربت من السيد لودفيغ وهمست عند أذنه:
“لا، كان ذلك تصرفًا مفاجئًا. على الأرجح، تصرفتم سريعًا بعد اكتشافكم لخطة اغتيال السيدة ميزوكي في منزل دوق ناغيتوا، أليس كذلك؟”
تغيرت تعابير وجه السيد لودفيغ فجأة.
“كيف عرفتِ ذلك؟”
“المعلومات تتسرب بطرقها الخاصة.”
“مذهل… هل كنتِ من طرف الآنسة كينشارشا؟”
“ههه، إذن، هل يمكنني الحصول على إجابتك؟ لماذا… لماذا اهتممتَ بشخص مثلي؟”
“أولاً، توقفي عن استخدام كلمة ‘مثلي’ بهذا الشكل.”
“لكن!… لكن بالمقارنة معك، أنا… لا شيء. لا أملك مكانة أو قوة اقتصادية لعائلتي، ولا حتى الجمال أو الثقافة التي تمتلكها.”
أومأ السيد لودفيغ بصوت خافت ثم قادني نحو جناح صغير في الحديقة. جلسنا معًا على مقعد أبيض أنيق بين الزهورة الجميلة.
“آنسة نورثران، يبدو أنكِ قد أسأتِ الفهم كثيرًا.”
“لا شك أن التفكير بأن السيد لودفيغ يحمل لي مشاعر هو مجرد وهم وسوء فهم، أليس كذلك؟!”
ارتسمت على وجه السيد لودفيغ ابتسامة هادئة.
“إذا قلت ذلك، فستظنين أنني لا أكن لك أي مشاعر، وستشعرين بالراحة حيال ذلك. يا لها من مشكلة. اسمعيني جيدًا، حتى وإن بدا الأمر بلا مشاعر أو عاطفة، فسأوضح لك بطريقة يفهمها حتى الأطفال الصغار”
“أنا أحبكِ،أحبكِ كأمراة وليس كصديقة ”
شعرت وكأن الهواء ينحبس في صدري.
“ما تسيئين فهمه هو أنك تظنين أنك بلا قيمة. ولكن قيمتك، تساسيا نورثران، عالية للغاية. كما قلتِ، أول مرة رأيت وجهك كانت في المقهى، ولكنني كنت أعرف اسمك من قبل ذلك.”
أملتُ رأسي باستغراب.
“لا أعتقد أنني كنت طالبة مميزة أو ملفتة للنظر.”
“تعرفت على اسمك لأول مرة عندما رأيت تطريزك المعروض.”
أوه، ذلك كان في مسابقة التطريز المدرسية. نسيت أنني شاركت فيها.
“آه… أعتذر إن كنت قد أظهرت شيئًا بسيطًا وغير جدير بالعرض.”
“التواضع فضيلة، لكنه يفقد جماله عند الإفراط فيه.”
أطلق تنهيدة خفيفة، وكأنني أزعجته قليلاً.
“أعتذر… لم أقصد ذلك.”
“لا عليكِ، لم أقصد لومك. كان عملك رائعًا للغاية. تخيلي مدى سعادتي لو زين منديل يحمل ذلك التطريز الجميل صدري.”
“لكنني لم أحصل إلا على المركز الثالث!”
أمال السيد لودفيغ رأسه قليلاً، وتحركت خصلات شعره الفضي الناعم بانسيابية. ثم أومأ وكأنه أدرك شيئًا.
“إذن… يبدو أنكِ لا تعرفين.”
“لا أعرف ماذا؟”
“قبل أن أشرح، هل كان ذلك التطريز بالكامل من عملكِ؟”
“بالطبع… آه!”
توقفت فجأة. هل ارتكبت خطأً؟
“أدركتِ الأمر، أليس كذلك؟ المراكز العليا في تلك المسابقة كانت مقتصرة على فتيات النبلاء رفيعات المستوى. معظمهن دفعن مبالغ كبيرة لخبراء التطريز للقيام بالعمل نيابة عنهن.”
ثم وضع إصبعه أمام شفتيه وأردف بابتسامة:
“لكن ذلك سر، رغم أنه ليس خفيًا تمامًا.”
هل فعلت شيئًا غير لائق كفتاة نبيلة؟”
“من المؤكد أن هناك من سيغار منكِ.”
آه، بالطبع.
من المتوقع أن تمتلك فتيات ونساء النبلاء هوايات ثقافية مثل ركوب الخيل، والموسيقى، والرسم، والغناء، والرقص، والتطريز. لكن إتقان أي من تلك المهارات بشكل مفرط ليس مرغوبًا، لأنه يُعتبر تعديًا على اختصاص المحترفين. فمثلاً، عدم استدعاء موسيقي محترف عندما ترغب في سماع موسيقى جميلة يُعد تصرفًا غير نبيل.
بينما كنت أفكر في ذلك، أمسك السيد لودفيغ بيدي اليمنى بلطف ورفعها.
يا إلهي، ماذا يفعل؟ هل فقد عقله؟
شعرت بحرارة تملأ يدي التي لمسها، وعندما رفعت رأسي، التقت عيناي بعينيه البنفسجيتين الحادتين خلف زجاج نظارته، وكأنهما تخترقان روحي.
“آنسة تساسيا، عملك تجاوز مجرد هواية، لقد كان تحفة فنية. لقد ألهمني بصدق. كان التصميم لرجل بشعر أحمر يحمل سيفًا، محاطًا بنباتات خضراء، وكأنها حاكمة تمنح البطل سيفًا مقدسًا.”
“ألهمك…؟”
أغمض عينيه قليلاً بابتسامة خافتة، وكأن هناك حزنًا دفينًا.
“كنتِ في حفل الخطوبة المُلغاة، أليس كذلك؟ لقد منحني عملك الشجاعة لأقول وداعًا لخطيبتي. وكان أيضًا شجاعة لاتخاذ خطوة جديدة.”
آه، لا أصدق أن عملي ألهم السيد لودفيغ بهذه الطريقة.
“آنسة تساسيا، هل يمكنني أن أطلب منكِ أن تصنعي لي منديلًا مطرزًا؟”
0 0 0 استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها …💬 لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم...مواصلة القراءة →
0 0 0 استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها...
التعليقات لهذا الفصل " 9"