في غياب اللورد لودفيغ، أصبحت أوقات الدعاء أكثر تواترًا.
أعلم جيدًا أن اللورد لودفيغ ورفاقه بذلوا جهدهم في التحضير للحرب دون إهدار لحظة واحدة. وأعلم أن جنود الإقليم كانوا يتدربون بإخلاص شديد. كان الجميع يقدمون كل ما لديهم من جهد.
تُشير التقارير الواردة من حينٍ لآخر إلى أن الجيش الملكي يتقدم وفقًا للخطة وبنجاح.
لكن، رغم كل ذلك، لا شيء مؤكد. لذا، أذهب إلى الكنيسة لأصلي. لا أعرف إن كانت صلوات الشخص الذي لا يلجأ إلى الدين إلا في مثل هذه الأوقات لها قيمة، لكنني أصلي على أي حال.
كان أهل الكنيسة وسكان أربيلين لطيفين معي.
لكن ما يزعجني قليلاً هو أن الجميع كانوا يعلمون بما حدث قبل يوم من مغادرة الجيش، حين حملني اللورد لودفيغ بين ذراعيه على درج برج الجدار، ويتحدثون عنه بابتسامات خفية.
“تيساسيا! هيا نذهب للتسوق!”
“حاضر، يا والدتي.”
حتى والدتي (الماركيزة) كانت طيبة جدًا معي. عندما كنت أشعر بالإحباط، كانت تأخذني إلى المدينة أو تهتم بجمالي.
حتى أنها أخذتني مرة إلى خياط في العاصمة الملكية وصنعت لي فستانًا خاصًا.
مع اقتراب نهاية الصيف وبدء نسائم الخريف الباردة تتسلل في الصباح والمساء،
شاهدنا في الأفق الجنوبي الغربي، من جهة إقليم ناغيتوا، عمودًا من الضوء يخترق السماء والأرض.
تساءلنا عما إذا كان هذا فأل خير أو نذير شؤم. وبعد أيام قليلة، وصلتنا رسالة من رسول.
(في هذا النص، “رسول” يُقصد به الشخص الذي يقوم بتوصيل الرسائل أو الأخبار المهمة من مكان إلى آخر. )
تعالت الأصوات في مدخل القصر، وسمعت صوت كبير الخدم يناديني: “سيدتي! آنستي! وصل رسول!”
دخل رجل منهك، يغطيه الغبار والعرق، وصاح بصوت عالٍ:
“الجيش الملكي انتصر! الماركيز واللورد لودفيغ وكل الجنود بخير!”
احتضنتُ والدتي وبكينا فرحًا.
بعد أن أخذ الراحة، سلّمنا رسالة كان يحملها، وقرأنا فيها أن دوق ناغيتوا الأكبر استدرج الجيش الملكي إلى عمق إقليمه، ثم نفذ خطة خبيثة بتدمير القلعة التي احتلها الجيش باستخدام البارود والسحر.
وكان الضوء الذي رأيناه هو معجزة من الحاجز الذي أقامته القديسة ميزوكي لحماية الجميع من الانفجار والانهيار.
أما اللورد لودفيغ ورفاقه، فقد تمكنوا من اكتشاف الخطة مسبقًا، وفروا من القلعة قبل انهيارها، ونجحوا في القبض على الدوق ناغيتوا وأفراد عائلته.
تحولت أوقات الدعاء من طلب الحماية إلى شكر على السلامة.
وبعد الصلاة، كنت أخرج إلى المدينة وأتجه نحو الجدار الغربي.
كنت أركب حصاني “نيسكي”، وهو مهر صغير لم يأخذوه إلى الحرب بعد، لذلك أستخدمه الآن.
كنت أصعد إلى الجدار الغربي وأنظر باتجاه الغرب يوميًا.
وفي أحد الأيام، لوّح لي أحد الجنود بابتسامة عريضة، مشيرًا بيده الأخرى إلى خارج بوابة القلعة.
أومأتُ برأسي ووجهت “نيسكي” نحو البوابة، مندفعًة نحو الخارج.
ركضتُ بسرعة، تاركة الحراس المرافقين خلفي.
“…اللورد لودفيغ!”
كان “نيسكي” يركض عبر السهل بسرعة كأنه يطير.
وراء التل الذي أمامي، ظهرت أعلام ترفرف.
“اللورد لودفيغ!”
وقفتُ على قمة التل، أنظر إلى الجيش وهو يتحرك في السهل أسفل التل. لاحظني الحراس ولوّحوا لي بأيديهم، فرددت التحية لهم. ركض أحد الرسل نحو عمق الجيش لينقل الخبر.
وبعد لحظات، ظهر حصان أبيض يعدو صاعدًا باتجاهي.
فوقه، كان اللورد لودفيغ بزيّه العسكري. شعره الفضي يتطاير في الهواء، وعيناه البنفسجيتان خلف نظارته تحدقان نحوي مباشرة. آه، يبدو أنه فقد بعض الوزن في وجهه، أليس كذلك؟
“اللورد لودفيغ!”
“تيساسيا! ما الذي تفعلينه هنا؟!”
تحدّث اللورد لودفيغ بصوتٍ مليء بالدهشة. آه، صوته! كم افتقدته! اقترب “نيسكي” من الحصان الأبيض الذي كان يمتطيه. وكلما اقترب، اقترب اللورد لودفيغ أكثر.
“أردتُ فقط… أن أقول… مرحبًا بعودتكم… وأنا سعيدة… لأنكم بخير…’
كانت كلماتي تتقطع بسبب الدموع، لكنني لم أستطع الاستمرار في الحديث، إذ جذبني اللورد لودفيغ إلى أحضانه.
كان صوته يأتي من فوق رأسي وأنا أبلل صدره بدموعي.
” لقد عدتُ.”
رفع يده ووضعها أسفل ذقني ليجعلني أنظر إليه.
كانت رؤيتي مشوشة بسبب دموعي، لكن وجهه اقترب أكثر حتى شعرت بلمسة شفتيه على شفتي.
“لقد عدتُ، تيساسيا.”
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"