الفصل الأول: فسخ الخطوبة 

“كريزا ناغيتوا، أُعلن الآن فسخ خطوبتي بكِ! 

ما اقترفته أنتِ وأعوانك بحق القديسة ميزوكي من أفعال شائنة لم يغب عن ناظري، ولن أسمح بدخول شخص كهذا إلى العائلة الملكية. لهذا، أُبطل خطبتي بك وأتخذ ميزوكي خطيبة لي تكفيرًا لذنوبك!” 

ترددت كلمات ولي العهد في أرجاء قاعة السهرة الليلية. 

“ميزوكي، تعالي إلى جانبي.” 

“جلالتك…” 

كانت ميزوكي ترتدي فستانًا متدرج الألوان بدرجات وردية ناعمة، أخذت بيده التي مدها نحوها. 

“جلالتك!” 

تراجعت كريزا، ذات الشعر الذهبي المموج والفستان الأحمر، وسقطت جاثية على الأرض. 

أوه، لقد تطورت الأمور إلى كارثة حقيقية. كنتُ أقف على أطراف القاعة، أراقب المشهد وأتنهد. أما أخي، الذي رافقني إلى هذا الحفل، فقد كان يتلفت مذعورًا، غير مستوعب لما يجري. 

اسمي تيساسيا نورثلاند، وأنا ابنة بارون بسيط من إحدى المناطق الشمالية النائية. 

السيدة كريزا هي ابنة عائلة دوقية عريقة. كانت خطوبة ولي العهد بها خطوة محسوبة من الملك لتعزيز علاقات العائلة المالكة مع أقوى العائلات النبيلة في البلاد. ولكن، ولي العهد وقع في حب القديسة ميزوكي، الفتاة القادمة من عالم آخر. 

ميزوكي بلا شك كانت رائعة الجمال وذكية. معارفها السحرية، التي لا تنتمي لهذا العالم، أثبتت أنها قديسة حقيقية. لكن، لم تكن لديها معرفة جيدة بعادات وتقاليد هذا العالم. 

التحقت بالأكاديمية الملكية بحجة تعلم تلك العادات، وهناك، بسبب قربها الدائم من ولي العهد، نشأت خلافات مع خطيبته كريزا. تطورت الخلافات إلى نزاع حاد انتهى بما يحدث الآن. 

السيدة كريزا، كونها ابنة عائلة دوقية مرموقة ومستقبلها كملكة، كانت تجمع حولها نبلاء من الطبقات العليا. أما ميزوكي، فقد كانت تحظى بشعبية واسعة بين النبلاء من الطبقات الدنيا بفضل تواضعها وإنجازاتها، مثل علاجها للأوبئة. 

وهكذا، تحولت الأكاديمية إلى ساحة معركة بين النساء. 

أما أنا؟ بقيت على الحياد. فأنا لست سوى ابنة بارون منسي، لا أريد أن أُحرق في هذا الصراع. 

“تيساسيا، ماذا يحدث هنا؟” 

“أخي ماساكيا، ألم أخبر العائلة أن هذا الاحتمال وارد؟” 

أجبت أخي الواقف بجانبي. لطالما أرسلت تقارير لعائلتنا حول تطورات الأوضاع في العاصمة. 

“لكن رؤية هذا يحدث أمر مختلف.” 

ربما. لم يتوقع أحد أن يحدث هذا مباشرة في أول سهرة اجتماعية للموسم. همست لأخي بينما أخفيت فمي خلف مروحة يدي: 

“قد تحاول عائلة الدوق الاستقلال، وربما ينشب صراع. أو قد تُحل الأمور سلمياً. أبلغ والدنا أن يبقى هادئًا وألا يتصرف بتهور.” 

تنهد أخي. 

“أنتِ مذهلة حقًا.” 

“في العاصمة، لا أعتبر شيئًا مميزًا.” 

بينما كان الجميع يركز على مشهد فسخ الخطوبة، كنت أراقب شخصًا آخر. إنه السيد لودفيغ، وريث عائلة ماركيز أربيلين. شعره الفضي الطويل وملامحه الهادئة أسراني. 

تحت غطاء المروحة، أطلقت تنهيدة صغيرة. 

عينيه البنفسجيتين، ونظارته الأنيقة، وصوته العميق والواضح… رائع للغاية. 

تقدم لودفيغ نحو إحدى السيدات وقال بصوت هادئ لكنه حازم: 

“الآنسة نارومينا، أود أيضًا فسخ خطوبتي بكِ.” 

“لِماذا؟!” 

انهارت أمامه محاولة الإمساك به. 

“تآمرك مع السيدة كريزا لإهانة القديسة ميزوكي وصل إلى مسامع العائلة المالكة.” 

“لكن… كنت مُجبرة من قبل كريزا!” 

“أعلم. ولكن لو لجأت إليَّ حينها، لكان الوضع مختلفًا.” 

رفع لودفيغ نظارته بأصبعه، مشهد جعل قلبي يذوب. 

“لن تُحملين المسؤولية بالكامل إذا انسحبتِ الآن. يمكننا إنهاء الخطوبة بشكل ودي.” 

“لكن… لا يمكنني العودة الآن.” 

كانت عيناها تدمعان. ناولها لودفيغ منديله وانحنى قليلاً. 

قبلت المنديل وهي تبكي، ثم غادرت برفقة أحد أقاربها. 

راقبت المشهد بتنهيدة حزينة: 

‘يا لهما من ثنائي مثالي.’

همس لودفيغ وهو يتطلع بعيدًا: 

“وداعًا، يا من كنتِ حبي الأول.” 

آه، يا لسحر هذا الرجل!

المترجمة:«Яєяє✨»