⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“مرحبًا، سيد دالتون. لقد سمعت الكثير عنك من أشقاء عائلة فيرفاكس.”
سأل السيد دالتون بشفاه مرتفعة قليلًا:
“أهكذا؟ وماذا قالت الآنسة جانيت وويليام عني؟”
“قالوا إنك عمٌّ جيد لأبناء وبنات إخوتك. وأنت أخ جيد لأختك أيضًا، أليس كذلك؟”
“حسنًا، أليس الأجدر أن تسأليهم هم إن كنت عماً جيدًا أم لا؟ حتى لو قال الكبار إنني عم جيد، فالأمر يختلف من منظور الأطفال. والأمر نفسه ينطبق على أختي. في الحقيقة أستطيع أن أقول بوضوح: لست أخًا جيدًا.”
“أوه، ولماذا ذلك؟”
“لابد أنكِ سمعتِ كم بذلت أختي من جهد لدفعـي إلى هذا الموقف. أليس من المفترض بالأخ الجيد أن ينصت لما تقوله أخته، التي تكبره بما يكفي لتكون أمًا له، وهي تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة بعد أقل من عام على إنجابها لطفلها الأصغر؟”
ألقت الآنسة بندلتون نظرة على السيد فيرفاكس عند هذا الجواب الحاد نوعًا ما من دالتون. ابتسم فيرفاكس ابتسامة محرجة وبدا معتذرًا.
ومع ذلك، لم تكن الآنسة بندلتون تحمل أي شعور سيئ تجاه هذا الرجل. صداقتها مع فيرفاكس كفّت لسانها عن انتقاد دالتون، لكن في سلوكه ما كان يثير فضولها ويميزه عن سائر السادة.
فعادةً، كان الأثرياء سيئو الطبع غارقين في الكبرياء والابتذال، وتفضحهم أفعالهم وهيئاتهم وكلماتهم. كانوا يفوحون كسلًا وابتذالًا، وكانت الآنسة بندلتون خبيرة في تمييز تلك الروائح.
لكنها لم تجد أي رائحة كريهة عند دالتون أمامها. كان أنيقًا ومرتبًا، وإن كان واضحًا أن له طبعًا غير مألوف، أشبه بطبع إدوارد مورتون الذي ارتبط حديثًا بإليزابيث.
تساءلت الآنسة بندلتون إن كان هذا الرجل من نفس طينة مورتون، وقررت أن تتحلى بمزيد من الصبر لتتعرف أكثر على هذا الشاب.
لكن عليّ أولًا أن أجد حلاً لهذه الطباع الغريبة.
قالت: “لكن السيد دالتون انتهى به الأمر هنا. في لندن، حيث تأثير أخته يكاد لا يُذكر، كان يمكنه أن يتجاهل كل شيء ويستمتع بحريته.”
فقال: “لا تستهيني بأختي. لقد أنشأت لها ممثلًا في لندن برسالة واحدة فقط. وويليام هذا تابعها الوفي.”
قال ويليام معترضًا: “مهلًا يا إيان، أتستمتع بالسخرية مني أمام آنسة؟”
ابتسمت بندلتون وقالت: “سيد فيرفاكس، لا أظنك أحمقًا. أعتقد فقط أن السيد دالتون يخجل من المديح.”
قطب دالتون حاجبه قليلًا وقال:
“أتقولين إني أخجل من المديح؟ أهذا ما تعتقدينه؟”
“نعم. أراك شخصًا يفضل أن يُنظر إليه بسوء بدلًا من أن يُمدح. وأظن أن هذه سمة جديرة بالإعجاب.”
“وفي أي وجه تعتقدين أني أبدو حسنًا؟ لم أسمع أحدًا في المجتمع يقول عني ذلك قط. ربما العكس هو الصحيح.”
ضحكت الآنسة بندلتون بخفة وقالت:
“هذا مثال رائع على السؤال الذي يخفي الجواب. أنت تؤكد سمعتك السيئة بإثارتها دون أن يُسأل عنها أحد. إما أنه تواضع أو خجل، وأظن كلاهما فضيلة حسنة للرجل.”
قال دالتون بجدية: “أعتقد أن من سوء الأدب التنكر والتزييف، سواء بالتواضع أو بالخجل. أنا لا أخدعك يا آنسة بندلتون بأي شكل، لذا توقفي عن اعتباري كاذبًا.”
فقالت: “حسنًا، بدايةً، هل تتوقف عن وصف نفسك بالسوء وتشويه سمعتك عمدًا؟”
قال: “كنت فقط أقول الحقيقة: أنني لست عمًا جيدًا لأبناء إخوتي، وأنني أخ مزعج لأختي.”
قالت: “وهذا يعني، بطريقة أخرى، أنك تفكر مليًا في آراء أبناء إخوتك الصغار بدلًا من افتراضها. ولهذا السبب حضرت الحفل مرتديًا بذلة رسمية، لأنك لم ترد أن تثقل على أختك.”
“هذا…”
حاول دالتون الرد، لكنه لم يجد الكلمات. عندها وجهت بندلتون ضربتها الأخيرة بلطفها المعتاد:
“العالم عمومًا يعتبر الأخ الجيد هو من يتذكر مرض أخته بعد الولادة، سيد دالتون.”
صمت دالتون، بينما انفجر فيرفاكس الذي كان يراقب النقاش في سرور:
لقد فازت! لقد غلبته الآنسة بندلتون! ذلك الشاب الذي طالما اتخذ من إحراج الآخرين هواية، لا بد أنه الآن مرتبك من طعم الهزيمة. “أنا سعيد أني عرفته بها”، فكر في نفسه.
وكان محقًا. فدالتون، الذي اعتاد أن يربك الآخرين بسلوكه الماكر ثم ينسحب من المواقف المزعجة دون أن يُمس، أصابته المفاجأة هذه المرة بالذهول.
ظل يحدق صامتًا في تلك السيدة المؤدبة، المبتسمة بلطف أمامه.
عيناها الرماديتان العميقتان تلمعان بنظرات هادئة، وملامحها نقية وجميلة. عنقها وخط كتفيها رقيقان. كانت تبدو آنسة طاهرة ورشيقة. ولعل هذا ما جعله يرخى حذره، فيقع في الموقف الذي وجد نفسه فيه الآن.
تملكه شيء من الاستياء الخفيف والفضول نحوها، ولم يدرك إلا وقد اختفت من ذهنه فكرة العودة سريعًا إلى منزله.
قال: “نعم. سواء كان تواضعًا أو خجلًا أو غيره، سأتوقف عن التقليل من شأني. سمعت أن الآنسة بندلتون ستكون صديقتي خلال إقامتي في لندن. أهذا صحيح؟”
“نعم. سيكون شرفًا لي، سيد دالتون.”
قال: “إذن، ما السعادة التي سأجنيها بكوني صديقًا لعزيزتي الآنسة بندلتون؟ كيف يمكنني أن أبسط صداقتي لها؟”
فابتسمت وقالت:
“سأمنحك كل ما أملك. حتى لو جئت فجأة، سأعد لك مكانًا دافئًا بجوار المدفأة، ومعه فنجان شاي جيد وأحاديث طيبة. إن رغبت أن توسع دائرة أصدقائك، فسأعرفك على أوفَى أصدقائي. إن أردت التنزه في لندن، فسأريك أجمل الطرق والمتاجر. وإن ذهبت بعيدًا، فسأكتب إليك دائمًا، لتشعر أن هناك من يذكرك.”
ثم تابعت بابتسامة ودودة:
“هذا ما أعطيه لأصدقائي، كل ما لدي. ليس كثيرًا، لكني سعيدة أن أهبه لك، إن وعدتني أن تكون صريحًا دائمًا معي.”
فأجابها دالتون بصوت أرقّ:
“أنتِ، يا آنسة بندلتون، تتحدثين بطريقة يصعب التمييز فيها بين التواضع والخجل. ما سردتِه للتو هو أروع ما يمكن أن يناله المرء من الصداقة.”
فقالت: “ما لدي بسيط وعادي. لست في وضع يمكنني فيه أن أعطي أصدقائي الكثير، لذا أعطيهم ما أستطيع.”
فأجاب: “صحيح أن ما تعطينني إياه، يا آنسة بندلتون، بلا ثمن. لكن السبب أن وضع ثمن له أمر مستحيل.”
احمرّ وجه الآنسة بندلتون قليلًا، لكنها سرعان ما تداركت الأمر. غير أن دالتون، بعينه الحادة، التقط اللحظة، ورأى خجل هذه السيدة الذكية لطيفًا للغاية.
قمع ابتسامة كادت ترتسم على شفتيه وقال بجدية:
“آنسة بندلتون، أشعر أنه لا ينبغي أن أفرّط في امتياز صداقتك. فخسارة شيء ثمين أهون من خسارتها. سأظل صادقًا مع رغباتك دائمًا. وأراهن شرفي كـرجل نبيل على ذلك. إذن…”
مدّ دالتون يده إلى الآنسة بندلتون، فوضعت يدها بخفة فيها. انحنى وقبّل ظهر كفها بأدب، ثم رفع رأسه قليلًا ونظر في عينيها.
“أرجوكِ، آنسة بندلتون.”
ابتسمت بندلتون وردّت النظرة بلمعة غامضة:
“أرجوك، سيد دالتون. والآن، كخطوة أولى نحو صداقتنا، أود أن أعرّفك على صديقاتي. آه، وهذه الأغنية تكاد تنتهي. هيا لترقص مع أصدقائك الجدد.”
هز دالتون رأسه وقال:
“شكرًا، لكن عليّ أن أعتذر يا آنسة بندلتون. لا أستطيع الرقص.”
فتقبلت بندلتون الأمر بتواضع وقالت:
“لا تقلق، سيد دالتون. صديقاتي متسامحات لدرجة أنهن لن ينتقدن رجلًا إن أخطأ في الإيقاع.”
فقال: “الأمر ليس كذلك. أنا حقًا لا أجيد الرقص. لم أتلقَّ تدريبًا رسميًا أبدًا.”
شهقت بندلتون مندهشة. إن كان لا يعرف الرقص، فعرضه على السيدات سيؤجَّل. ففي حفلة يطغى فيها عدد النساء، سيكون من غير اللائق أن يكتفي الرجل بالتحية دون أن يدعوهن إلى الرقص.
حتى فيرفاكس، الذي كان يستمع، اندهش وقال:
“لكن لا بد أنك تلقيت دروسًا في إيتون. ماذا كنت تفعل إذًا؟”
“أتظن أنني سأحضر درسًا كهذا؟ كنت أفضل الانشغال بتراكيب اللاتينية.”
“يا إلهي. ما هذه الورطة.”
لم تقل بندلتون شيئًا، لكنها وافقت فيرفاكس في سرها. يا له من رجل كامل الصفات، بشخصية لطيفة، لكنه أخرق اجتماعيًا.
وبينما كانت تفكر، صفق فيرفاكس بأصابعه وقال:
“إذًا، لمَ لا نتعلمها بسرعة هنا؟ فالوالتز ليس صعبًا. كل ما عليك أن تدور مع الإيقاع.”
رد دالتون: “صرّح بما في نفسك يا ويليام. أتود أن تراني أفسد أقدام السيدات؟”
قال فيرفاكس: “أعلم أن هناك كثيرات مستعدات لاحتمال ذلك لقاء رقصة معك.”
فقال دالتون: “أيًا من كنتن، ضعوا هذا في بالكن. إن داست أقدامي الثقيلة على قدميك، ستنتفخان، وستضطرين للنوم الليلة دون خلع حذائك.”
عندها سألت بندلتون فيرفاكس:
“سيد فيرفاكس، هل السيد دالتون رياضي؟”
فأجاب: “بالطبع. أستطيع أن أتبعه في معظم التمارين بعد عرض واحد فقط.”
قالت: “حسنًا إذن. سأعلمك بسرعة. هيا معي، سيد دالتون.”
ارتسمت الجدية على وجه دالتون وقال:
“آنسة بندلتون، كنت أمزح، لكنني حقًا لا أستطيع الرقص. سأخطئ أكثر من ثلاث مرات حتمًا.”
ثم أمسكت بيده وقادته. تبعها دالتون مرتبكًا لكن متشوقًا قليلًا، حتى صعد معها إلى المسرح.
رفعت بندلتون يده إلى مستوى كتفه، ووضعت يدها الأخرى على خصرها، ثم أسندت يدها الحرة إلى كتفه. رفعت بصرها إليه وهمست برفق:
“سأقود الرقصة هذه المرة. راقب قدميّ واتبعني ببطء.”
أومأ إيان قليلًا. وسرعان ما انساب لحن الوالتز الرومانسي في القاعة.
بدأت بندلتون تعد الإيقاع بصوت خافت لا يسمعه سواهما، فيما كان دالتون يتبعها وهو ينظر إلى قدميه.
في البداية، خشيت بندلتون ألا يتمكن من إتمام الرقصة قبل أن ينتهي اللحن، لكن مخاوفها لم تتحقق. فبعد قليل من التعثر في البداية، كان دالتون خلال أقل من دقيقة يتبع خطواتها بسلاسة ملحوظة.
وبينما كانت مندهشة في داخلها، لاحظت أن كتفيه ما زالتا مشدودتين من التوتر، فقالت له مبتسمة:
“لا بأس إن أخطأت. استرخِ قليلًا. إذا كنت متوترًا فلن تستطيع سماع الموسيقى.”
فأجابها: “لا تكوني مخيفة هكذا. قدماك الصغيرتان اللتان تبرزان من تحت فستانك تبدوان كأنهما ستتكسران لو دست عليهما مرة واحدة.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات